-->

رواية جديدة ظلمات حصونه 2 لمنة أيمن - اقتباس الفصل 28 - الخميس 14/12/2023

 

قراءة رواية ظلمات حصونه الجزء الثاني 

الإنتقال من الظلمة الى النور

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية ظلمات حصونه

الجزء الثاني

الإنتقال من الظلمة الى النور

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة منة أيمن


اقتباس

الفصل الثامن والعشرون

تم النشر يوم الخميس

14/12/2023


بعضًا من الدقائق أستغرقها كلاهما لكي تعود لهم وتيرة أنفاسهم بعد جولة من التشابك الجسدي الجامح ولم تكن هينة على الاطلاق، أخذ "جواد" شهيقًا عميقًا وأخرجة على مهلًا وهو يوجه أنظاره تجاه "ديانة" الممددة بجانبه وأضاف مُستفسرًا بهيام: 


- أنا صاحي مش بحلم صح؟ 


ابتسمت بخفة وأجابتة بتأكيد: 


- أيوه صاحي. 


أمتدت يده ليتلمس وجنتها وأضاف بمزيد من الهيام والعشق الطاغي: 


- يعني أنتي فعلًا دلوقتي جوا حضني بإرادتك! 


أومأت له بالموافقة ولم تستطيع منع عينيها من إظهار نظرات العشق التي كانت تخفيها منذ فترة طويلة، وهتفت بإستفادة: 


- أيوه يا جواد، وكل اللي حصل بينا مكنش حلم، أنا جمبك عشان أكتشفت إني مش قادرة أعيش من غيرك. 


لم يكن من السهل عليه الإستماع إلى تلك الكلامات التي ظن إنه لن يسمعها أبدًا فى حياته، ألتمعت عينيه رغمًا عنه مُتذكرًا ما كان يفعله بها وإنه هو من حرم نفسه من الاستمتاع بتلك اللذة منذ البداية، فعقب بندم شديد: 


- أنا أسف، أسف على كل لحظة وحشه عشتيها معايا وأوعدك إني هعوضك. 


أمتدت يدها ممسكة بيده مُحاولة أن تخفف عنه شعوره بالندم مُردفة بتسامح: 


- أنا نسيت كل حاجة وعايزه نبدأ من جديد، أنا وأنت ونور. 


كانت الظُلمة مُسيطرة للغاية على حياته لدرجة إنه لم يتصور فى يوم من الأيام إنه سيكون زوجًا مُحبًا لزوجته أو أبًا لطفلًا وقدوة له، ليزداد حزنة وإستيائة على ما ضاع من عمره فى وهم الإنتقام هاتفًا بيأس: 


- عمري ما تخيلت أبدًا إن ممكن حياتي تبقى كده فى يوم من الأيام. 


ربطت على كتفه مُحسة إياه على عدم الأنغماس فى تلك المشاعر السلبية وعقبت بحسم: 


- كفاية حزن يا جواد، اللي حصل خلاص عدا، اللي جي هو الأهم، وأنا عايزة كل اللي جي يبقى سعادة وفرح. 


أحاط وجهها بين كفيه وأطال النظر داخل زرقاوتيها مُضيفًا بصدق: 


- مش هخليكي تندمي يا ديانة، والله لخليكي أسعد واحدة فى الدنيا. 


أنهى جملته ومن ثم قبل شفتيها بخفوت ورقة بالغة، لتحاول هي تغير مجرى الحديث كي لا ينغمسا فى جولة أخرى، فهتفت بمشاكسة: 


- بس مقولتليش بردو عملت إيه مع أدهم! 


تبدلت ملامحه من الهدوء والسكينة إلى الغضب والإنزعاج مُردفًا بتأفف: 


- تاني زفت الطين؟ 


حاولت أن تُخرج من عقله تلك الغيرة التى لا داعي لها وأضافت بتوضيح:


- جواد متبقاش غبي، أنا عمري ما حبيت أدهم، هو كان مجرد زميلي ولما قربنا من بعض وطلبني للجواز، لقيته مناسب وبس، حتى فى الفترة اللي ظهر فيها فى الشركة عَرفته إن أنا وهو إستحاله يبقى فيه بينا حاجة، هو مجرد صديق وخلاص. 


على الرغم من شعوره بالراحة لسماع هذا الكلام منها شخصيًا، إلا إنه لم يستطيع التخلص من تلك الغيرة القاتلة وهتف بنبرة يملئها التملك: 


- حتى مفيش صداقة، أنتي بتاعتي أنا بس، أنا بس اللي صاحبك وحبيبك وجوزك وكل حاجة. 


ابتسمت بخفة وهي تومأ برأسها موافقة على حديثه مُرددة: 


- حاضر.. 


لكنها لم تستطيع السيطرة على فضوبها وأعادت سؤالها مرة أخرى مُستفسرة: 


- بس بردو عايزة أعرف عملت فيه إيه؟ 


أجابها بإقتضاب كي لا يشعرها بالحرج إذا تطرق لتفاصيل: 


- قرصت ودنه. 


ضيقت ما بين حاجبيها بعدم فهم مُردفة بمزيد من الإستفسار: 


- إزاي! 


لا مفر، يبدو إنها مُصممة على معرفة تفاصيل ما حدث، لها هذا إذا، قص عليها ما فعله بالتفاصيل وذلك الحوار الذي دار بينه وبين "أدهم" وكلما أخبرها بالمزيد كانت تتباعد شفتيها أكثر عن بعضهم وتتسع عينيها بصدمة مما تستمع إليه، لتضيف بصدمة ودهشة مُتعجبة: 


- أنت عملت كده بجد؟ 


رفع كلتا كتفيه بلا مبلاه وعقب بثقة: 


- ده كان مجرد تهديد، بس حبيت أخليه يعتمد على نفسه ويوريني هيروح إزاي وهو بالمنظر ده! 


شعرت بالخجل الشديد لتخيلها لما حدث وذلك الوضع الذي تركة عليه، لتعزم على النهوض من جانبة مُضيفة بإستياء: 


- أنت وقح يا جواد. 


كادت أن تنجح فى النهوض ولكنه منعها وأعتلها مرة أخرى عازمًا على تكرار ما حدص منذ قليل مرة أخرى مُردفًا بكلمات ذات مغذى: 


- طب تعالي أوريكي باقي وقاحتي يمكن تعجبك.


❈-❈-❈ 


مُستلقًا فى فراشه ولم يشعر بالراحة حتى بعد تنفيذ أمره بأن ينام كلا منهما فى غرفة بمفرده، ألم تكن هذه هي رغبته! لما يشعر بعدم الراحة الأن؟ ولا يظن إنه سيشعر بأية راحة إلا عندما يتذكر الشيء الذي فعله بها وأصلها لتلك الحالة التي يتذكرها، لا يعلم إنه سيعاني أكثر عندما يتذكر. 


ترى ما الذي فعله؟ هل ضربها! أم خانها! ولكن لو كان فعل مثل هذه الأشياء، لماذا كانت ستوافق أن تتزوجه؟ أم إنه فعلها بعد الزواج! ولكن لما إذا كانت حزينة فى حفل زفافهم؟ عقله سينفجر من كثرة التفكير ولا يستطيع أن يصل إلى إيجابة محددة. 


حتى عندما يسألها لا تُجيبه وتتهرب منه بكل السُبل الممكنة، هو يعلم جيدًا أن ما تفعله هو مؤكدًا أوامر من الطبيب الخاص به، هو قرأ عن حالته وعلم أن ما يمر به هذا هو نوع من أنواع فقدان الذاكرة المؤقت وإنه حتمًا سيتذكر ما حدث، ولكنه لا يستطيع الإنتظار وعقله لا يرأف به. 


يشعر إنه إرتكب إثمًا كبيرًا فى حقها ولكنه لا يريد السماح لعقله بتأليف السيناريوهات الذي إذا صدق واحدًا منهم سيقتل نفسه خجلًا عما صنعت يداه، يُرعبه كون أن هذا هو التفسير الوحيد لكل ما يتذكرة من معاملتها له ومن هيئتها وملامحها الحزينة يوم زواجهم. 


كلا بتأكيد هو لم يفعل أيًا من تلك الأفكار التي راوضته، ولكن كيف سيتأكد من ذلك؟ عليه أن يعلم ما الذي حدث بالضبط بعد ذلك اليوم؟ إنه أخر يوم يتذكره بوضوح، يوم خطبة شقيقته، عندما أرغمها على دخول غرفته وتطور الأمر فيما بينهم، ولولا مقاطعة العاملة لهم، لا يعلم ما الذي كان يمكن أن يحدث؟ 


هل يمكن أن يكون تكرر الأمر وخان ثقتها به ولهذا أُرغمت على الزواج منه؟ نعم إلى الأن هذا هو التفسير الوحيد المنطقي لكل ما حدث، ولكن كيف تجرأ على فعل هذا! سيقتل نفسه بالتأكيد إذا كان فعل مثل هذا الشيء الحقير، ولكن عليه أن يتأكد أولًا.


يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة منة أيمن, لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة