-->

رواية جديدة ظلمات حصونه 2 لمنة أيمن - الفصل 29 - 2 - السبت 30/12/2023

 

قراءة رواية ظلمات حصونه الجزء الثاني 

الإنتقال من الظلمة الى النور

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية ظلمات حصونه

الجزء الثاني

الإنتقال من الظلمة الى النور

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة منة أيمن



الفصل التاسع والعشرون

2

تم النشر يوم السبت

30/12/2023





على الرغم من معرفتها بإنه سيسألها عن ذلك الموضوع، إلا إنها حقا صُدمت من سؤاله، لا تعرف إن كانت تفاجئت من جرأته! أم من كيفية إجابته على سؤاله ذاك؟ لتهتف "ديانة" مُعلنة عن تفاجئها مردفة بصدمة:


- إيه اللي أنت بتقوله ده يا مالك!


لم يكن يملك ذرة صبر واحدة لكي يتناقش معها حول الموضوع، ليهتف بحزم ونبرة غير قابلة لنقاش:


- ديانة ردي بـ أه أو لا؟


حاولت أن لا يظهر عليها شيء قدر إستطاعتها وأصطنعت عدم معرفتها بحقيقة الأمر مُردفة بإستفسار:


- طب فهمني بس أنت بتقول كده ليه!


ولو حاولت للباقي من عمرها، هو يستطيع تميز إن كانت تكدب أو لا، وهي بالفعل هكذا، ولكن حسنًا ليُريها لماذا يقول ذلك، عساها تخبره بالحقيقة:


- عايزة تعرفي بقول كده ليه؟


أمسك بجهاز التحكم الخاص بالتلفاز، وقام بفتح شاشته ليظهر لها شريط حفل زفافه هو و"زينة" وظل يتنقل فى كامل التسجيل ليُظهر لها كيف كانت "زينة" فيه وهو يصرخ بألم:


- عشان ده، تقدري تفهميني زينة كانت عاملة كده فى الفرح ليه؟ تقدري تفهميني ليه من أول جوازنا وهي حزينة؟ تقدري تفهميني ليه مكنتش بلمسها بعد الجواز ومش فاكر أصلا الحمل ده حصل إزاي؟ تقدري تفهميني ليه صممت على الطلاق وفعلا أطلقنا يوم الحادثة؟


لاحظت ما يمر به من ألم وندم على شيء لا يعرفه حتى، والأصعب إنها لا تستطيع أن تخبره، لتحاول أن تُهدئه وهتفت بحكمة:


- مالك اللي حصل بينك وبين زينة محدش يعرفه غيرك أنت وزينة.


أتخذ من حديثها ما يورطها فيه وصاح بإصرار:


- يعني حصل حاجة!


شعرت بالغباء الشديد من إجابتها السابقة، ولكنها أيقنط إنها أوشك على معرفة حقيقة الأمر ولكن أن يتذكره بمفرده، أو لا يتذكره أبدًا، هي لن تفصح بشيء مهما قال، ما تستطيع فعله الأن هو تخفيف شعوره بالذنب تجاه نفسه، لتهتف موضحة:


- اللي حصل كان خارج عن إرادتك وإرادتها، اللي حصل حادثة يا مالك وزينة قررت تنساها وتكملوا حياتكوا كأنه محصلش.


لماذا يطالبه الجميع بنسيان شيء هو بالفعل لا يتذكره، وهذا سبب ألمه، هو يريد أن يتذكر كيف جرحها ليعرف كيف يصلح خطائه، أو هل من حقه بالأساس أن يصلحه أم يذهب ليضع نفسه بحفرة وينهي حياته، ليصيح بها بإنزعاج:


- بس أنا من حقي أعرف أنا جرحتها أزاي يا ديانة؟


صاحت هي الأخرى خوفًا عليه وعلى "زينة" من أن يسرقهم الوقت ويضيعون من بين يديهم أسعد لحظات فى عمرهم، لتهتف بإصرار:


- صدقني مفيش منه فايدة، أنسى اللي حصل ورُد مراتك وكملوا حياتكوا فى سعادة.


ما قالته يثبت له إنها ولو ظل يسألها للباقي من عمره لن تُجيبه، يبدو أن الطبيب حذرهم جميعًا، ليهز رأسه مُرددًا:


- يعني أنتي كمان مش هتقوليلي؟


وضعت يدها على وجهه بحنان أخوي وأضافت بإكتراث وصدق:


- والله العظيم عشان مصلحتك.


لم يعد أمامه سوا الإنتظار ليتذكر كل شيء بنفسه، لن يسأل أحدًا مجددًا، سيذكر هو عاجلًا أم أجلًا، ليومأ برأسه مُدعيًا الموافقة عما قالته مُردفًا بهدوء:


- ماشي يا ديانة.


لم تصدق إنه أستسلم بسهولة هكذا، ولكن يبدو إنه قرر التوقف عن هذا الحديث ولو قليلًا، ليُغير هو مجرى الحديث مُردفًا بإستفسار:


- فرح ملك أمتى؟


أجابته بسعادة بدلت ملامحها من الشحوب والقلق إلى السرور والحماس قائلة:


- بعد شهر ونص.


❈-❈-❈


كان كلا من "هاشم" و"جواد" مُجتمعان معًا فى مكتب "جواد" يتفقان على تنظيم الأمور عندما يسافى كلا من "إياد" و"جواد" برفقة زوجاتهم، ليقاطعهم بعض الطرقات الخفيفة على الباب، ليسمح لها "هاشم" بالدخول.


لتدلف "زينة" المكتب وعلى وجهها إبتسامة مشتاقة وأردفت بمحبة:


- صباح الخير.


ضمها "هاشم" إلى صدره وهتف بمحبة وحنان أبوي:


- أهلًا بحبيبة قلبي.


بادلته "زينة" العناق وبعد إنتهائهم عانقت "جواد" مُردفة بإهتمام:


- أزيك يا جواد.


أجابها الأخر وهو يبادلها العناق بمحبة وصدق مشاعر لم يستطيع مرة أن يُخفيها عنها، فلطالما كانت ومازالت هي أول نقطة ضعفًا له، ليهتف بهدوء:


- الحمد لله يا حبيبتي، أنتي أخبارك إيه!


أجابته بإستياء ونبرة يملئها الحزن:


- كويسه.


هز "جواد" رأسه بعدم الموافقة عما تقوله مُردفًا بشك:


- مش باين.


تدخل "هاشم" فى الحديث مُستفسرًا عن الأخر الذي أدرك إنه يُحزنها مُردفًا بنبرة مُجيبة أكثر من كونها مُستفسرة:


- مالك عامل إيه؟


تنهدت "زينة" بثقل شديد وبالكاد تمنع نفسها عن البكاء مُردفة بألم:


- مصمم يقلب فى اللي فات، ومش راحم نفسه، كانه حاسس بكل اللي حصل بس مش قادر يفتكره، ودايما بيلوم نفسه وحاسس إنه وجعني ومصمم يعرف الحقيقة.


حاول "جواد" أن يواسيها ويخفف عنها مُتفهمًا ما يمر به "مالك" لأن هو أيضًا شعر بنفس تلك المشاعر، ليهتف بتوضيح:


- أعذريه يا زينة، الراجل مننا لما بيحب بجد مش بيقدر يأذي اللي بيحبها ومش بيستحمل عليها الهواء الطاير، فلما يوجعها فى يوم حتى لو غصب عنه بيكره نفسه جدا وبيتمنى إنه ينسيها الوحش ويبدله بكل حاجة حلوة، بس بيفضل هو فاكر غلطه علشان دايمًا يتعلم منه، فما بالك باللي مش فاكر غلطه ومش عارف يعوض حبيبته إزاي؟


أندفعت "زينة" مُفصحة عن مُسامحتها له ورغبتها فى العيش فى سعادة قائلة:


- بس أنا مسمحاه يا جواد ونفسي ننسى كل اللي فات.


ربط "جواد" على كتفيها مُحثًا إياها بأن تخبره ذلك مُعقبًا:


- قوليلوا يا زينة، عرفيه قد إيه أنتي بتحبيه ومسمحاه ممكن ده يساعدة يتخطى إحساس الندم.


أومأت له بالموافقة على حديثه مُردفة بتمني:


- يارب يا جواد يارب.


تدخل "هاشم" فى الحديث مُحاولًا التخفيف عن أولاده مُردفًا ببعض من المرح:


- سيبكم بقى من النكد وباركي لجواد يا زوزة.


أستغربت "زينة" من قول والدها ولكنها فعلت ما قاله وأضافت بإستفسار:


- مبروك يا جواد بس على إيه؟


كاد "جواد" أن يتحدث ولكن سبقه "هاشم" مُجيبًا بكلمات ذات مغذى:


- جواد شكله هيبقى بابا للمرة التانيه بعد تسع شهور كمان ولا حاجة.


ضيقت ما بين حاجبيها بعدم فهم وأضافت بإستنكار:


- أنا مش فاهمة قصد...


توقفت من تلقائها نفسه ونظرت إلى "جواد" الذي أومأ لها بالموافقة على ما جاء فى رأسها، لتضحك "زينة" بسعادة من أجل شقيقها وأبنة عمها وأضافت بقليل من المرح:


- يااه وأخيرًا حنت عليك، لا مليون مبروك.


ربط "هاشم" على ظهرها مُعقبًا بمحبة:


- عقبال ما يشرفنا القمر بتاعك يا حبيبتي.


أبتسمت له "زينة" ولكنها تذكرت ما هي مُقبلة عليه فى الشهور القادمة، لتهتف ببعض القلق:


- إن شاء الله.


❈-❈-❈


دلفت غرفة الأستقبال لتجده يجلس مع والدها، لا تعلم متى أتى وكيف لم يخبرها أحد بمجيئه، لينهض والدها ويضمها قليلا إليه مُردفًا بتوضيح:


- إياد بيقول مش عارف يوصلك بقالوا أسبوع فأقترحت عليه يجي يتعشى معانا.


أبتسمت إلى والدها بهدوء، ثم رمقته هو بتوعد له وعدم ترحيب بوجوده، فهي لاتزال منزعجة منه، ليهتف والدها مُنسحبًا بهدوء:


- أنا هسيبكوا مع بعض شوية وأروح أشوف منال خلصت العشاء ولا لسه.


أومأ له "إياد" بموافقة مُعقبًا بود:


- أتفضل يا بابا.


خرج "محمود" من الغرفة وبمجرد إغلاقه للباب، أندفعت "ملك" نحو "إياد" مُردفة بإنزعاج:


- أنا مش قولتلك مش عايزة أشوفك أو أسمع صوتك لحد ما أخلص الأمتحانات.


نظر لها "إياد" بحزن مُحاولًا إستعطافها وأمسك بيدها مُردفًا بإستفسار:


- وههون عليكي؟


سحبت يدها منه وأولته ظهرها مُحاولة عدم الإستسلام اذلك المُحتال وأدعت القوة مُردفة بثقة:


- آه تهون عادي.


أحتضنها من الخلف وهمس فى أذنيها بمكر:


- أنتي بقيتي قاسية أوي.


أنسلتت من بين يديه وألتفتت له مرة أخرى وهي تبتعد عنه مُردفة بحدة:


- وأنت بقيت وقح أوي.


أقترب منها مرة أخرى ويبدو إنه لا ينوي خير بهذه الزيارة وأضاف بنبرة قد تبدو متوعدة:


- ولسه يا قمر، الشقة جهزت والأسبوع الجاي هنروح نشوفها.


من داخل قلبها شعرت بالسعادة بأنه لم يتبقى على إكتمال سعادتهم سوا شهرًا ونصف شهر فقط، وأخيرًا سيجمعهما ذلك البيت للأبد، ولكنها لم تُظهر سعادته أمامه وعادت لتواليه ظهرها مرة أخرى مُردفة بحزم:


- أنا مش رايحة معاك فى حته.


هذه المرة أرغمها على الإلتفاف له وسألها بنبرة ماكرة:


- خايفة مني؟


دفعته فى صدره ليبتعد عنها ولكنه لم يتحرك قيد أُنملة من مكانه، لتعود هي إلى الخلف خطوة وهتفت بتهديد:


- خايفة عليك لأذيك.


ضحك بسخرية عما قالته ودفعها على الحائط خلفها وأقترب منها للغاية وهو يهمس أمام شفتيها قائلًا:


- وماله، أذية الحبيب زي أكل الذبيب.


كادت أن تزجره عما يفعله ولكنه سبقها وألتهم شفتيها مُتأكلًا الكلمات من على حافة لسانها، فى البداية حاولت أن تمنعه ولكنه بحنكة أستطاع أن يجعلها تستسلم له، بل وأخذت تبادله القُبل بشوقًا ونهم، أتخذت القبلة وقت ليس بقليل ولم يفصلها سوا صوت طرقات العاملة على باب الغرفة مُردفة بهدوء:


- أستاذ محمود بيقولكوا العشاء جهز يا أنسة ملك.


يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة منة أيمن, لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة