رواية رومانسية جديدة زوج مؤقت

من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي

( من بين حروف الكلمات     أنتٍ 

حرف ذهبي تلألا  في سطور فارغة فقال وأحسن القول 

من  همس الليل   سر معقد  أنت 

صعب أن يبوح به عاشق 

والأصعب أن يكتمه 

 من بين الأساطير عبرتٍ

   تقتحمي محراب ناسك 

حتى يتذوق حلاوة العمر 

أنت 

جئتٍ

تحتلين كيان راهب 

ظن أن العالم أنتهى 

في جوف الحزن 

ومضت مواكب الفرح بعيد عنه 

أنت

من بين  نجوم  محترقة  

عبرتٍ

مزقت سكون الصمت 

من  ذرات صحراء قاسية ءاتيتٍ  

من بين ألف  وجع و آهة  ألم و تنهيدة ندم

أنتٍ

من  أقصوصة عشق  

رحلتٍ  أم عدتٍ 

أو أنها مجرد خيال ذات نهال 

من بعد  عنفواني  أصبحت  لى منفى 

من بعد كبريائي 

وضعت بين راحة يدك الصولجان 

من بعد كلماتا  

صرت سجين ماضيك، وحدي من أصدرت له القرار بالموت والانتهاء  ويومك لي  وغدك ؟! 

غداً ماذا عن غداً

يا ويل غداً إذا أشرق 

ونهال عمري ليست به)

هتف سليم في أذن نهال وكأنه يعترف لها بسر خطير آن له أن يكشف عنه الستار : 

_أنا عاندت مشاعري كتير  علشان أقتل الحب دا في قلبي، عناد وتحدي ورفض، كنت يحارب نفسي ودي أصعب حرب بجد يخوضها الإنسان، أنه يحاول ينكر الحقائق  اللي جواه، لانه ممكن يوصل ل حد الجنون كنت خايف من كل حاجة، الحب في حد ذاته بالنسبة لي مغامرة موت، مغامرة مالهاش ضمانات ولا ليها تذكرة امان أو فيها حياة، الحب بالنسبة لي أنا رحلة للعدم، الحب صعب على واحد زي، وفي غفلة مني  حبيتك  دا مش حب بس دا حاجة اكبر من كدا، حاجة انا نفسي مش لاقي ليها تفسير، ودا اللي كان  بيخو فني اكتر وأكتر،  علشان كدا حاولت أهرب منه أو أسيطر عليه  كنت بتجاهل أبص في وشك علشان متعلقش بيك، كنت خايف أحبك كنت بهرب بليل من البيت علشان أفكر في طريقة اموت الحب دا جوايا، من أول لحظة شفتك فيها في القاعة وأنا قلبي دق بطريقة غريبة، دقة اعتراف، ومكنتش محتاج إثبات علشان أفهم أن دا حب، بس كنت محتاج وقت علشان أعرف أني قادر على الحب،  رجعتيني من دنيا الأموات اللي كنت فيها،  كنت بعاند نفسي وأقول ظروف وجودنا مع بعض هي اللي خلقت جوايا المشاعر دي ناحيتك،  ممكن هو شعور بالمسئولية مش اكتر، لكن مواجهتي مع نفسي 

كشفت لي كل الحقايق  لحظة ألمك خلت كل ذرة جوايا تتمنى توهب لك حياة ولو حتى حياتي أنا يا نهال،   تمنيت أن الألم يسكن جوايا أنا وأنت متتألميش   ولما شفت الشجر اللي  رجع للحياة تاني على ايدك عرفت أنك مصدر ل  حياتي كلها،  أكتر حاجة كانت مضايقاني 

فكرة أنك هتمشي من البيت بعد وقت محدد وكل حاجة ترجع زي الاول وأنا كمان هرجع للعدم تاني، كنت  بحس بالضياع مجرد بس أن أفكر في كدا،  خرجت للشغل اللي كنت هجرته 

علشان أمنع التفكير فيك لقيت نفسي بفكر فيك أكتر، أكبر دليل خلاني أعترف ل نفسي بحبك 

أنك خلقت جوايا الأمل 

في كل حاجة، رجعت للحياة طعمها جوايا 

وخليتي سليم  اللي قادر على 

الحياة بعد ما كان مجرد انسان بيتمنى الموت، خليتي  سليم ينتصر على مخاوفه وهزايمه، سليم اللي كان رافض الحياة بكل ما فيها، سليم اللي  حاول كذا مرة ين_تحر خليته يقدر يعافر ويقاتل الدنيا دي،

صمت دقيقة نظر في وجهها ثم لمس بيده خدها اليمين وقال في حسم: 

 _أنا مش هستغل اي ظرف يا نهال، مش هحط عمي مراد قدام أمر واقع وأقوله أن الجواز خلاص تم بينا،   أنا هستنى لما عم مراد يرجع من السفر  واتقدم لك  وأسيب له وليك أنت كمان حرية الرفض أو القبول هنخلي جوازنا  ورقي  من غير ما اخليه جواز طبيعي  ل حد ما عمي مراد يرجع ولما يقبل هوافق على كل شروطه ولو رفض هحاول أمسح أسباب الرفض، بس مش هاسمح لحاجة أنها تاخدك مني سبب أو ظرف  

نظر له في حب ثم قال: 

_و ربنا يصبرني لحد ما يرجع علشان كدا سليم متحمل فوق طاقته 

قالت نهال وهي تلمس يده في حنان وقد شغلتها كلماته عن الموت : 

_ سليم أنت ليه حاولت تنتحر كذا مرة؟؛