-->

رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى 5 لنورا محمد علي - الفصل 35 - 2 - الأحد 3/12/2023

  

قراءة رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى5 كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية للذئاب وجوه أخرى5 رواية جديدة قيد النشر

من قصص وروايات 

الكاتبة نورا محمد علي


الفصل الخامس والثلاثون

2

تم النشر يوم الأحد

3/12/2023


ابتسمت له: ربنا يفتح نفسك دايما يا حبيبي 


سهام: يبقى خلاص مش هتمشي يا ماما


أسماء: بس..


 ترك أحمد ما في يده وهو يقول:

_ مفيش بس يا ست الكل ده بيتك زي ما هناك بيتك ولا احنا مالناش نصيب فيكي 


_انت عارف انت مين وتساوي ايه عندي

 

ابتسم في وجهها ووجه حديثه الى زوجته وهو يقول: 


_ عندك شغل في الشركة النهاردة


 نظر له رحيم بابتسامة يحاول أن يواريها التفت له وهو يقول:


_ وانت كمان يا بيه ولا انت عاجبك قعدتك كده من غير شغل؟


 الدهشة على وجه جعلت آدم يضحك بصوت مرتفع، وهو يقول: 


_ صحيح ده ما بيشتغلش ايه يعني بيروح القطاع يتدرب شوية، ويجي 


نظر له رحيم بمعنى لنا حساب في وقت لاحق، فابتسم وهو يقول: 


_ انا قلت حاجة مش بابا اللي قال 


أحمد: يلا عشان ما تتاخرش على المدرسة 


نظرا الى والده وهو يبتسم، قبل جدته ووجه أمه وهو يسرع الى الخارج، حيث سيوصله السائق إلى المدرسة بينما رحيم واجهه كلامه الى والده وهو يقول:


_ على كده سيادتك ما بتشتغلش!


 ضحك أحمد بصوت مرتفع: 


_براڤو عليك انا مش بشتغل، عشان كده هشتغلك انت، في ملفات قد كده المفروض انت لوحدك اللي هترجع، فاهم ولا مش فاهم. 


_ انا قلت كده برضو سيادتك.. 


نظر له احمد بحدة وهو يقول:


_ عندك مانع!


_ وانا اقدر يلا يا ماما ولا مش هتيجي معايا


_ جاية يا قلبي، بس ممكن اعرف لما احنا هنروح الشركة، حضرتك هتروح فين؟ 


_ أكيد عندي شغل تاني 


تكلم رحيم دون أن يلتفت: 


_ اه يا مامي سيادته عنده اشراف على المتدربين الجدد 


عقدت سهام ذراعيها وهي تنظر له، وتقول:


_ نعم، عند  حضرتك اشراف على مين؟

❈-❈-❈


 كان يقترب منها وهو يحرك كفه على وجهها، دون ان يتكلم فقط يرفع حاجب واحد وكان حوارهم الصامت يعني الكثير، عينه التي لم تحيد عن عينها، كانت تقول كلمات تحمل معنى العشق نفسه، وهو يتساءل ان كانت ستتعرف عليه الآن ام هي تعرفه منذ القدم، منذ زمن قبل الزمن نفسه، قربها منه ويقول:


_ ماتاخديش على كلام الواد ده كتير، ده بس عايزني أشد ودنه من تاني، الظاهر انه وحشه انه يتدرب معايا. 


وقف رحيم بالباب قبل ان يفتحه وهو يقول: 


_اللي تشوفي سيادتك، بس اكيد انا مش قصدي حاجه معينة كل اللي قلته كان بحسن نية


_ معقولة، المفروض اصدقك.


_أكيد 


_ ما تلعبش في الحتة دي عارف ايه؟ لان هتيجي فوق دماغك انت.


 رفع يده يهندم ملابس زوجته وحجابها وهو يقترب يقبل وجنتها أمام الجميع، وهو يقول:


_ زي ما  البيه ما قال، عندي اشراف على المتدربين الجدد، بس ده هيكون العصر تقدري تحضريه لو مش واثقة فيا. 


_بعد العمر ده كله مش واثقة فيك، عايزه حاجة يا ماما.

_ سلامتك يا بنتي ربنا يكفيك شر الناس وشر نفسك 


التفت سهام تنظر لها بابتسامة تلك دعوة لم تتغير منذ كانت شابة، فأكملت امها: 

_يفتح لك ابواب رزقه ويجعل الناشفة في ايدك خضرة.


_ ياه  يا ماما لو تعرفي قد ايه وحشتنى الدعوة دي، انت رجعت بيا عمري كامل 30 سنة رجعوا من عمري في لحظة.


 أسرعت إلى أمها تضمها بين ذراعيها وهي تقول:

_ ربنا يبارك لي في عمرك يا سمكة، مش هتاخر هاجي على الغداء 


_ براحتك يا قلب أمك


_ لا طبعا كلنا هنيجي على الغداء عشان حتى اروح مع أحمد اشوف المتدربين الجدد ولا ايه يا وحش 


ضحك أحمد بصوت مرتفع، وهو يقول:


_ انا بقول كده برضوا، اصل انا مش هتعرف عليك النهاردة، في عادات ما بتموتش في حاجات ما بتتغيرش، زي العشق اللي في عينيكي والغيرة اللي في قلبك والطبع يغلب التطبع، بس ده ميمنعش اني هطلع عين ابن الوحش 


_على ايه طيب احسن انا كده كده بهزر معاك يا وحش، وعارفة كويس ان مفيش حاجه تلفت نظرك غيري. 


_ تعجبني ثقتك يا سو 


 همست بصوت محمل بالعشق 

_ ثقتي بس اللي بتعجبك يا قلب 


_ لاحظي ان ماما قاعدة


 شعرت بموجة من الخجل يكتسحها وهي تتحرك إلى الباب، تهمهم بكلام لا معنى له تتبعه ضحكة زوجها المجلجلة، وهو يقول:


_ بعد العمر ده لسه بنتكسفي.


_ عمر مين يا حبيبي ده انا  اللي قدي لسه متجوزوش


❈-❈-❈


مر اليوم في الشركة انتهى بعض العمل بينما رحيم لا زال منكب على تلك الملفات يرجعها بتركيز، وهو يتناقش مع بعض الموظفين في تلك القرارات، التي اتخذت في الفترة الماضية..


 بعد وقت كانت سهام تقف بالباب لتجده لا زال يعمل، بينما بعض الملفات تقلصت من أمامه، ابتسمت وهي تقول:


_ عاش يا وحش


_لا يا حبيبتي الوحش في البيت.


_ مالك؟


_ ولا حاجه بس تعبت طول النهار عينيا  ودماغي، مركز على الحاجات دي لما ايدي وجعتني، شغل على اللاب توب شغال على الملفات  مش عارف هو بيربيني ولا ايه؟


_ انت شايف كده!


_ والله يا ماما مبقيت شايف حاجة.


_ طب يلا بينا عشان نروح هنتغدى مع تيتا 


_ والشغل 


_ الشغل ما بيخلصش، مش انت انهيت جزء كبير منه. 


_آه بس لسه هخلص الملف ده بس واسلم باقي الشغل إلى مدير الاقسام، رغم ان انا عارف هو بيعمل كده ليه.


_ ليه لاني عندي مهمة جديدة، بيجمعوا عليها معلومات  وممكن تبدأ كمان شهر


 شعرت بالصدمة والخوف يحاوط وقلبها لكنها تمالكت، بعد وقتك ان تتحرك معه في نفس السيارة الى المنزل تناول الطعام في جو أسري..


 بينما هناك انهى داليدا محاضراتها تحركت لتذهب إلى الشركة الخاصة بهم، كانت تركن السيارة  أمام الشركة في اللحظة التي وقف فيها زاخر امام الشركة بعد ان كاد  يذهب، لكنه توقف مكانه كأن الزمن وقف به أمام عينيها، ينظر لها بشوق وكانه لم يعد يطيق البعد في تلك الأيام التي اختفت فيها.. 


نظرات عينيه التي تحمل الدفء وهي تتحرك الى الشركة، تشعر بشيء غريب من تلك النظرات التي تحمل الكثير من المشاعر، وتلك الابتسامة العريضة وهو يمد يده ليسلم عليها، الدهشة على وجهها كانت واضحة ولكنها لا تعلم كيف ترد عليه، هي لا تعلم من هو من الأساس؟


 لماذا يقف بتلك البهجة على وجه؟ ربما لأنه يظنها اخرى! لم تأتي إلى الشركة منذ أيام، لم يراها منذ ذلك الحوار بينه وبين والدها، الذي نبهه بنبرات حادة تحمل رفض صريح، أن ابنته خارج نطاق توقعاته وتفكيره، ما ان اقتربت من المكان الذي يقف، فيه حتى همس  بصوت غريب عنه يحمل اللهفة بين نبراته: 


_ طولتي الغيبة وحشتيني


 ارتبكت وتلون وجهها وهي تقول: انا


 رغم اختلاف نبراتها إلا أنه لم يلاحظ، ربما ذلك الشوق الذي يشعر به حقا، ربما ان تلك اللعبة التي كان يظنها مجرد تسلية، اصبحت شيء حقيقي وفعلي، اعجاب مستتر بتلك التي استطاعت أن تقض مضجعه، وتجعله يستيقظ ليلا يفكر فيها، بعد كل تلك الحياة الحافلة التي عاشها والعلاقات المتعددة التي اختلطت بدمه، وكونت شخصيته الماجنة.. 


الدهشة على وجهه وهو يقول: 


_ مالك يا قلبي في ايه يا دانا؟ مالك بتبص لي بالطريقة دي..


ما النطق الاسم حتى أدركت أنه يلتبس عليه الأمر، كما التبس على كثير من قبله في السنوات الماضية، حينما كانوا لا زالوا أطفالا، يخطئ  في معرفتهم حتى الاهل أنفسهم، كادت ان تخبره انها ليست دانا في اللحظة التي وقفت فيها سيارة دانا بالقرب منهم  نزلت منها ليشعر بالدهشة، وهي تقول:


_ ازيك يا باشمهندس  ذاخر شكلك تعرفت على داليدا


_ مين؟! 

نقل نظره بين الاثنين لا يعرف ماذا حدث له؟ تلك الدهشة التي لا زالت على وجه داليدا جعلته يشعر بالخجل من نفسه، لقد تكلم بعاطفة لم يتكلم بها مع دانا نفسها، وكان هناك شيء يربطه بـ دانا من الأساس ولكن ماذا قد تفهم داليدا من كلماته؟ 


ذاخر اهلا انسة داليدا  أسف اني اختلط عليا الامر وقولت ليكي كده 

دانا: قولت أيه 

حمحم وهو يرى ارتباك داليدا  التي تفرك يدها  

ذاخر وحشتيني

الدهشة على وجه دانا أخبرت داليدا انه لم يعترف بمشاعره من قبل،  هزت راسها وقالت: 

_ ماحصلش حاجة حضرتك 

_ هو لسه في كده؟

_ كده اللي هو ازاي؟ 

_بيور اوي بس ليه مقولتيش أنكم توأم يا قـ.. اقصد يا دانا.. 


شعرك بصدمة غريبة ما الذي يقوله ذاخر بالتحديد؟ هل هو يعترف بمشاعر مبطنة لها؟ هل اختلط عليه الامر حتى انه باح بشيء لأختها، التي يتلون وجهها من اقل شيء، تعلم جيدا أن داليدا لم تخرج من دائرة العائلة لم تختلط بأي أحد على الإطلاق، لم يلفت نظرها إلا رحيم ربما لانهم تربوا في نفس البيئة، منذ كانوا اطفالا كانت تراه مثلا وقدوة وحامي وسند، وتبلور العشق فيه قلبها ليفوحه له فقط.


 لكن ما الذي يريد ان يفعله ذاخر وما الذي تفعله هي هنا بالتحديد؟ لماذا اتت إلى الشركة رغم تنبيهات والدها ان لا تاتي؟ ومحاولته ان يوضح لها من هو ذاخر؟ لماذا أتى داليدا إلى هنا في هذا الوقت؟ وماذا يفعل ذاخر الذي من المفروض أن يكون في مكان آخر حيث ذلك المواقع، التي يقومون بإنشائها. 


هنا تبلور الخوف في عقلها، وادركت لماذا كان والدها حادا تلك الايام، هزت راسها لذاخر وهي تقول:


_ ما حصلش حاجه يا باشمهندس بس انا كنت جاية اخد ورق يخص الجامعة بتاعتي وماشية


_ مش  محتاجة تبرري دي شركتك.


نظر ل داليدا بابتسامة وهو يقول:

_ انت كمان باشمهندسة


دانا: لا دكتورة تدرس في كلية الصيدلة


 داليدا: بابا فوق 


ذاخر: لا في الموقع انا المفروض اروح انا كمان، بس قلت امر على الشركة يمكن..


 نظرت له دانا بدهشة، وهي ترى عينيه ترقص على ملامحها العذبة، وكأنه يطبع تفاصيلها داخل قلبه، شعرت بالخوف والخجل شعرت بأشياء كثيرة مضاربة بداخلها، لكنها لم تكن تتوقع أن ذلك الذي بدأت علاقتها معه بحدة وإهانة تنتهي بتلك المشاعر القوية الجارفة، تفوح من عينيه لهذا امسكت يدي اختها، وهي تقول:


_ هتطلعي فوق ولا نروح


_ مش هجيب الورق اللي انت عايزاه


ما إن تذكرت كلمات والدها عنه حتى قالت:


_ مابقتش عايزه حاجه يلا بينا 


_ بتهربي من ايه؟


 التفتت لتنظر إلى ذاخر وتلك المشاعر التي تظهر في عينيه، وتلوح على وجهه بقوة وكأنه اعتراف صريح بالحب، ولكن هل من مثله يستطيع ان يحب من الاساس؟ تلك المعلومات التي فاض بها ادهم الى ابنته اخبرها فيها، كيف انه شخص مستهتر متعدد العلاقات؟ هناك الكثير من النساء مر ويمرون في حياته! يخرجون منها دون لم يهتم، جعلها تشعر بالخوف ولهذا وقفت بحدة تواري ضعفها وخوفها من ان يكتشف كم هي متورطة هي الأخرى.


 وقفت كأنها تلك التي تقابلت معه أمام الجامعة من قبل، وهي تقول: 


_ انا ما اتعودتش اني اخاف من حاجة مفيش حاجة تستاهل أخاف منها، ادهم البيهي ما  ما رانيش على اني ابقى جبانة


هنا أدرك بقايا الصور المتقطعة التي لم تصل اليه حتى الان فابتسم ببرود مصطنع رغم ذلك البركان الذي يكاد ان ينفجر بداخله ما ان ادرك ان والده أفسد عليه كل شيء لهذا قال: 


_الظاهر انك اتكلمت انت والبشمهندس بخصوص


_ بالظبط  يا باشمهندس 


_  عشان كده 


_ عشان كده ايه؟


_ اسلوبك وطريقتك متغيرين


_ ليه هو انا كنت بعاملك قبل كده ازاي يا باشمهندس، كان عادي حد كبير في نفس المجال مش اكتر. 


_انا مش بطلب منك حاجه وما اتجاوزتش حدودي معاكي في حاجة


_ صدقني انا ما اسمحش ليك ولا لغيرك انه يتجاوز معايا انا دانا ادهم البيهي مش زي أي حد 


نظر لها بصدمة ادرك ان ادهم لن يكتفي بان يخبرها انه غير مناسب، بل باح بالكثير من تلك الاشاعات التي تلوح حوله، لهذا هز رأسه دون ان يتكلم، بينما هي نظرت الى اختها وهي تقول: 


_يلا يا دولي هعزمك  على الغداء 


أدركت داليدا أن دانا تخفي شيئا بداخلها ربما خوفا من ان تفضحها عينيها، ويظهر ما تشعر بها، انها تتالم ومن يستطيع ان يشعر بألمها ويدركه الا توأمها، التي تعلم عنها كل شيء، مدت يدها تحتضن  كفها وهي تقول 


_ فرصة سعيدة يا باشمهندس

_أنا اسعد يا دكتورة 

تحرك إلى سيارته الضخمة التي تليق به  ، 

 انتظرت حتى ذهب وهي لا زالت متشبثة بكف اختها مما جعل دانا تنظر لها باستفسار


 داليدا: انت كويسة


_ مش فاهمه تقصدي ايه يا داليدا


_ لا فاهمة يا دانا وعارفة كويس انا اقصد ايه، انت كويسة؟


 لم تتلقى رد فسألت ما هو اقصى:


_ بتحبيه يا دانا 


 ازدردت دانا لعابها دون أن تقوى على الرد فأي رد قد تقوله الآن، لن يكون حقيقيا ما الذي تتوقعه من داليدا؟ ان تقول لا! انه ليس شخص  قد أتأثر به، لقد تأثرت لقد انساق قلبها دون ان تشعر انه يختلف عن البيئة التي نحن منها، ربما عاش حياته طولا وعرضا ولكنه ينظر لها بطريقة مختلفة، فهل هو صادق في نظراته؟ ام ان تلك النظرات تسبق أي صيد جديد.. 


يتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نورا محمد علي لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة