رواية جديدة زوج مؤقت لهالة محمد الجمسي - الفصل 17 - 2 - الخميس 21/12/2023
رواية رومانسية جديدة زوج مؤقت
من روايات وقصص الكاتبة
هالة محمد الجمسي
رواية جديدة
زوج مؤقت
تنشر حصريًا
على مدونة رواية وحكاية
قبل أي منصة أخرى
الفصل السابع عشر
2
تم النشر يوم الخميس
21/12/2023
❈-❈-❈
مضت ساعتين على انصراف سليم، كانت الساعة العاشرة تماماً حين قررت نهال أن تشغل ذاتها بتفقد الغرف،
وتعيد الاطباق إلى مكانها في المطبخ اطعمت العصافير وقامت على سقى الزرع، ثم فردت جسدها على الأريكة وهي تفكر في تلك اللحظات التي جمعتهم ليلة أمس، تعجبت لذاتها كيف وقعت في غرامه في هذا الوقت القصير الضيق؟ ربما لأن قلبها وعقلها كانا في حاجة ماسة إلى دليل وإشارات عن كيفية الحب الحقيقي في حياتها فهناك خطوط كثيرا قاطعة تشهد على خسة وندالة ما كان من تصرفات الآخر، وتعجبت من ذاتها كثير كيف لم تكن تبصر هذا الشخص الكريه بكل تصرفاته اللأخلاقية؟ وكيف أعطت عقلها صور خاطئة من البداية عن شخصيته، في البعد نشاهد في وضوح دائماً حقيقة الأشياء، ربما كان اعجابها ب فريد خلال مرحلة المراهقة التي تبدو فيها كل الخطوط متراقصة ومتشابكة هو ما جعلها تظن أن حبها له حقيقي حب نضج، والتعود في بعض الأحيان نجعله يقترن عنوة بالحب، ولكن حين يتجلى النور تختفي الهوامش،
أنها حتى لم تعد تريد ذكر اسمه، ومرحلة التعافي من حبه لم تأخد وقت كبير، ولم يحتفظ به العقل في اورقته بأي ذكرى له سواء كانت عادية أو غير عادية،
وتساءلت هي في حيرة عن سليم بظهوره في حياتها وكأنه الوجه الآخر لها، كل منهم كان في حاجة إلى الآخر، كل منهم كان يبحث عن روحه الشاردة بطريقة ما
وحين جمعت بينهم أصغب الصدف وأغربها
كان لكل منهم أثر في كيان الآخر، إلى تلك اللحظة وهي لا تزال تشعر بعمق أثر لمسة سليم على جلدها رغم عدم وجوده في المنزل
ولكنها تشعر بقوة حضوره في حوارحها جميعاً، أنها فقط لحظات الاهتمام الصادقة التي
تجعل العشق متقد في جوارحنا و أفئدتنا
نحن لا نحتاج إلى سنوات أو شهور حتى نتأكد من صدق الهوى
في نبضاتنا فقط نحتاج إلى المواقف الجادة التي
نستطيع أن يتكيء كل منا على الآخر حتى يدرك جيداً أن الآخر هو قدره
أنه الهوى الذي يولد في احلك الظروف وأشدها عتمة وأكثرها ضبابية
فينير لنا الطريق ويبسط لنا رداء الأمان والهدوء والطمأنينه فنمضي في طريقنا وقد ذاقت أرواحنا المعذبة السلام والسكينة و ارتوت أخيراً
بعد ظمأ وبرأت جروحها بعد داء مضن
كانت نهال قد أصابها الملل من كثرة انتظار سليم رغم أن الوقت لا يزال في مرحلة النهار الاولى ولكنها شعرت أن عمر كامل قد مضى على انتظارها له، لهذا حدثت ذاتها قائلة:
_كان لازم اخد منه رقم تليفون المكتب علشان اطمن اي اللي حصل؟
اي التأخير دا كله يا رب أستر
حرك الهواء الستائر في المنزل محملة بالتراب، أسرعت وأغلقت النوافذ جيداً
ثم دلفت الى غرفتها مسرعا وهي تعيد البطانية إلى مكانها، فتحت خزانة الدولاب واختارت بيجامة من اللون الوردي بعد أن شعرت ببرودة في أطرافها، وما كادت تخلع ملابسها حتى استمعت
إلى صوت كلاكس السيارة في الخارج، مما جعلها تسرع الخطب في عجالة وتتجه إلى مفاتيح فتح البوابة والبيت وهي تقول:
_أتاخرت كدا ليه، المشكلة كانت متعقدة للدرجة دي
ثم أسرعت إلى الداخل
وارتدت الروب فوق ملابسها الداخلية
واتجهت إلى الصالة وتسمرت مكانها وهي تشاهد فريد يقف في منتصف الصالة قائلاً:
_ميس يو نهال
لحظات شعرت نهال أن عيناها تقوم على خداعها، كيف وصل فريد إلى هنا؟ متى؟ ولماذا؟
اتجه فريد نحوها في خطوات مترنحة وهو يقول:
_نهال وي كان( نحن نستطيع
صرخت نهال وهي تدفعه إلى الخلف:
_اطلع برا من هنا بدل ما اجيب لك البوليس واتهمك بسرقة البيت والتعدى على ممتلكاتي
نظر لها فريد في استخفاف ثم قال وهو يشير إلى الخارج بيد مهتزة:
_زا دور اوبن( الباب مفتوح
قالت نهال وهي تدفعه إلى الخارج:
_برا برا أنت كمان سكران يا واطي برا يا ندل برا بدل ما اقتلك بايدي ومافيش حاجة هتمنعني عن كدا
قال وهو يتجه إلى الخارج:
_اوكي اوكي أنا فاهم انك زعلانة مني عندك حق بس لما تقعد و تفهمي كل حاجة هنوصل لاتفاق
ثم اتخذ خطواته إلى الخارج وهو يقول في صوت مرتفع:
_يو ماست ثنكن ابويط( يجب أن تفكري في الأمر):
جلست نهال على المقعد وقدمها ترتعش من الصدمة وهي لا تتخيل انها سوف تواجه هذا الشخص مرة ثانية وصلت به الدناءة والبجاحة أن يأتي إلى هنا، كانت غارقة في أفكارها ولم تشعر بقدم سليم الذي وقف أمامها وهو يقول في ترقب:
_مين اللي لسه خارج بالعربية دا يا نهال؟
نظرت له نهال في صمت مما دفعه أن يكرر في غضب:
_مين اللي لسه خارج من بيتي يا نهال؟
حين لم تجب أمسك يدها في عنف وجذبها حتى تنهض وتقف أمامه قائلاً:
_دا اللي خطيبك؟!
هزت نهال رأسها في عدم الموافقة مما دفع سليم أن ينظر إلى الروب التي ترتديه وقال:
_,علشان كدا الحيت عليا أني أخرج من البيت
قالت وهي تنفي التهمة عن نفسها:
_لا لا سليم اسمعني
ولكنه لم يستمع إلى كلامها جذب يدها أكثر وأكثر وهو لا يبالي بالألم التي تشعر به، جذبها يدها في حدة مرة واحدة جعلها ترتطم بصدره وصاح بها:
_أفهم اي!؟ واسمع اي!؟ الشخص دا عرف البيت ازاي؟ ومين اللي دخله البيت؟
قالت نهال وهي تنظر له في توسل:
_سليم أنا معرفش هو جه هنا ازاي؟ صدقتي معرفش
قال وهو يأرجخ جسدها في قسوة:
_ ازاي متعرفيش؟ ازاي دخل؟ مين اللي فتح له البوابة والباب؟! مين؟
قالت وهي تحاول أن تشرح له:
_أنا بس:::
جذب شعرها باليد الأخرى ثم وهو ينظر لها في ثورة غضب:
_ طريقتك متغيرة من الصبح وأنا مش فاهم في أي؟ كنت واقفة جنب التليفون الصبح اول ما صحيت ليه؟ علشان تعرفيه اي؟ أنا اللي فهمت غلط، أنا اللي كنت ملهوف عليك وفسرت كل حاجة غلط فعلاً ممكن يكون الليل وقعدتنا لوحدنا أثروا عليك أنت و خلت مشاعرك أنت تستجيب، بس الحقيقة غير كدا، أنا راجل ومش هرضى بأي شيء يمس كرامتي و رجولتي ومش معنى اني وافقت أكون منقذ ليك و لسمعتك اني أوافق أكون :::
صمت لحظة وأغمض عينيه ثم قال:
_أنت مينفعش تقعدي في البيت هنا، لو فضلت زيادة عن كدا هقتلك بإيدي أنا مش عايزك هنا
قالت نهال وهي تحاول أن تشرح له:
_سليم اسمعني
نظر لها في حدة ثم قال:
_عايزة تقولي اي؟! انت لابسة روب ومنتظرا خطيبك في بيت جوزك وهو مش موجود
وجوزك فاهم غلط
ألقى جسدها في عنف على الأرض وصاح في صوت غاضب:
_ أنت طالق
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي من رواية لعنة كنز شعلان لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية