-->

رواية جديدة زوج مؤقت لهالة محمد الجمسي - الفصل 21 - الجمعة 29/12/2023

  

رواية رومانسية جديدة زوج مؤقت

من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي



رواية جديدة 

زوج مؤقت

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


 الفصل الواحد والعشرون


تم النشر يوم الجمعة

 29/12/2023



 وضع مراد فنجان القهوة الفارغ جانباً ثم قال وهو ينظر إلى سليم نظرة حملت معاني كثيرة:

_الوقت دا كل اللي أنا عايزة أني اشوف نهال بخير، ولو سبب التعب والمرض دا سبب نفسي كان أساسه الموقف دا يبقى كل الاوراق محتاجة تترتب من تاني وجديد،الموقف اللي حصل دا يخلي كل واحد فيكم يراجع قراره من تاني وجديد ويبص لكل الزوايا،وأنا كمان مش هعرف أدعمك لاني باصص ل حاجات كتير، ليه متقولش أن الموقف اللي  حصل دا ووجود فريد المفاجيء دا خلى جواك شكوك ف مشاعرك أنت تجاهها؟ أنا شايف أن الأفضل ليكم انتم الاتنين تبعدوا عن  بعض فترة كافية

نظر سليم أرضاً في حزن ثم قال: 

_كانت لحظة غضب  وتهور والغيرة عميه، مقدرتش اتحكم في اعصابي وأنا بفكر أن حد تاني هياخدها مني أو إن كنت مجرد يوم لطيف في حياتها أنا انصرفت بجد ومليون سؤال في دماغي واجابتهم واحدة أن كدا كدا مصيري معاها فراق 

قطع مراد كلام سليم بإشارة من يده:

_سليم أنا مش هدعمك، أنا لو بصيت لك أنك شاب جه ينقذني من الفرق وشفت فيك رجولة وشهامة و وثقت فيك  واديتك بنتي أمانة مش هقدر اتعاطف معاك وأنا شايفة حالتها كدا او اضغط عليها انها تنسى انك اتخليت عنها في لحظة ثورة غيرة، مش هقول لها ابدا كملي معاه أنا موافق، لاني شايف أن أول مشكلة حصلت بينكم كان فيها تخلي منك ومش تخلي عادي، واللي اقدره اقوله او التمس ليك عذر  أنك شفت واحد سكران في بيتك يخليني أقول دا سبب كاف لانه يطلق ما هو كدا كدا كانت جوازة مؤقته،  بس كان في حاجات كتير اوي  لازم تتراعى  يا سليم حاجات عقلي أنا مش مخليني اتخيل أن في بيت هيتبتى تاني بعد كدا، أو صورة تانية ليك مع نهال بعد الألم اللي هي شفته 

أنا راجل ليا سنين طويلة في الحياة وفي حاجات نعملها بسرعة وفي حاجات تانية مينفعش تتعمل إلا بعد ما الوقت يثبت لينا والكل أن دا الوقت المناسب 

سليم وهو يضع يده على حافة فنجان القهوة الذي لم يشرب منه شيء:

_انا بشر مش ملاك ولا نبي علشان امتلك حلم وهدوء في لحظة العقل نفسه ميستوعبش بشاعتها  من شخص بيحبه  أنا كل اللي طلبه فرصة تانية معاها 


مراد وهو ينظر له في عمق:

_المرة دي يا سليم  مش هيكون قرارك أنت أو نهال لوحدكم، الموضوع مش زوايا واحدة الموضوع ألف زوايا، أنت وهي وحاجات تانية وأول قرار خدته من قبل ما اسمع منها انكم تبعدوا عن بعض فترة علشان الأمور تكون أوضح في البعد ودا قرار مافيش رجوع فيه

قال سليم في إصرار:

_وأنا مش هبعد عنها غير لما تقف على رجليها وترجع زي:::: 

بتر عبارته في هزيمة ثم أكمل:

_عايز بس اطمن أنها بخير، واسمع أنها سامحنني على عصبيتي وغيرتي ، وبعد كدا أنا موافق اني ابعد بس مش علشان اختبر مشاعري، لأ علشان اسيب نهال تفكر لو مش قادرة تسامحني لو جواها رفضني، هسيبها هي تاخد قرارها  وأسيب لها وليك  القرار الأخير

هز مراد رأسه علامة الموافقة وقال:

_محدش هيمنعك من زيارتها في المستشفى


ثم قال وهو ينظر إلى المستشفى عن بعد:

_وحق نهال من فريد أنا هعرف اجيبه وأعرف كمان اظبط له دماغه كويس وأوقفه عند حدوده، واضح أنه محتاج لجام كبير 


 

  (داخل المستشفى ) 


مراد يقف إلى جوار زين في الخارج  أمام غرفة نهال في حين كان سليم يجلس إلى جوارها على أحد المقاعد وفي الجهة الأخرى تجلس إيڤا:


الطبيب زين: 

_هي محتاجة بس تتحط تحت الملاحظة هنا يومين تلاتة بالكتير 

مراد: 

_أنا مستعد لاي حاجة المهم هي 

زين:

_انا سايبها هنا علشان الرعاية الطبية تفضل ملازمها أربعة وعشرين ساعة، وكمان علشان ميحصلش انتكاسة 

مراد:

_انتكاسة!؟ 

زين:

_انا هقولك على حاجة، حالة نهال ضعف عام وانيميا وبردوا ضغط نفسي حاجة مأثرة  على تفكيرها حاجة سلبية، هي محتاجة  دعم نفسي واضح أن في حاجة في حياتها مضايقها لأن ضربات القلب مش منتظمة

مراد وهو ينظر عن بعد  إلى حيث يجلس سليم ويتحدث في هدوء إلى نهال:

_دعم نفسي!  

زين وهو يضحك وينظر إلى سليم:

_دا أنت شكلك معترض على جوزها وغيران عليها منه 

مراد وهو ينظر في وجه الطبيب زين::

_أنا خايف بس من غيرته هو

زين:

_ خدت بالي واضح أنه متعلق بيها،  انا واخد مراتي عن حب  ولو قلت لك اني بغير عليها من الهوا الطاير تقول اي؟ اندفاع الشباب بيقل مع الوقت والعشرة،  المهم أن وجودهم مع بعض يا مراد بيه بيحسن نفسية كل واحد فيهم وكدا  هنوصل ل  مرحلة الامان

وبعدين نشوف امورنا ولا اي؟ 

هز مراد رأسه علامة الموافقة ثم قال:

_انت دكتور ذكي 

قال الطبيب زين في هدوء:

_والله الصورة واضحة اوي مش محتاجة ذكاء

بعد اذنك محتاج اشوف طفل مريض  كنت عامل له عملية الزايدة وأشوف الجرح 

هز مراد رأسه موافقا ثم أفسح الطريق للطبيب زين ودلف بعدها إلى غرفة أبنته، نظر إلى إيفا ثم إلى سليم وقال في لهجة حسم:

_ سامي اتصل بيا في أمور كتير متعطلة  انا هروح المكتب وارجع تاني  

إيفا وهي تنظر إلى مراد في لهجة ثقة:

_وأنا موجودة ولو في اي حاجة حصلت هتصل عليك 

سليم وهو ينظر إلى مراد:

_وأنا موجود وتقدر تعتمد عليا في أي حاجة هنا 

نظر مراد إلى نهال ثم قال:

_انا مضطر امشي لأن كل حاجة متلخبطة اوي هناك، أنا اطمنت من الدكتور زين انك بخير والحالة مستقرة وعايز لما ارجع تكوني احسن من كدا توعديني 

تمتمت نهال في صوت خافت:

_أوعدك


راقبت إيڤا وجه نهال الصامت ثم قالت:

_أنا هطلب وجبة فطار عصير فريش وزبادي بعسل نحل

ثم نظرت إلى سليم نظرة ذات مغزي وقالت:

_دقايق وراجعة 

خرجت إيڤا من الغرفة في حين قال سليم وهو ينظر إلى نهال:

_كل اللي بطلبه منك انك تسامحني يا نهال 

نظرت له نهال دون أن تجيب في حين أكمل هو:

_سكوتك أكبر عقاب ليا،  احساس الذنب بيكبر جوايا  

نهال وهي ترفع بصرها عن وجه إلى النافذة:

_تعرف اكتر حاجة وجعتني اي؟ اني حتى مع اتهامك لي بالخيانة كان خوفي عليك اكبر من حزني من اتهامك، اتهام بشع  ورفضت تسمعني، بس كان كل اللي في دماغي أن النار اللي جواك دي تخليك تأذي نفسك، سواقتك للعربية كانت ادتني صورة لحادثة هتحصل،    غيابك كان مخوفني عليك أنت  كنت خايفة عليك اوي خفت من فكرة الانت-حار ترجع لك تاني وتنفذها في لحظة و دا كان أكبر من أن استحمله  


قبل سليم راحة يدها  ثم وضع رأسه في كف يدها ثم قال في صوت منخفض جداً:


_أنا آسف آسف بجد لو قلت مليون مرة في عمري آسف مش هتعبر عن الندم اللي جوايا، ندم  بيتغذى على قلبي وعقلي 

ولو بعدت عني هيموتني 

مافيش حاجة تنقذني من الندم غير انك تسامحيني


دلفت إيڤا تحمل صينية الطعام وقالت وهي تنظر لكل منهم:

_لازم نهال تخلص الاكل دا 

نهال هي تهز راسها في اعتراض:

_لا 

وضعت الصينية على السرير وقالت:

_لا ما احنا مش عايزين نعسكر هنا كتير، هما يومين ونرجع بيتنا


❈-❈-❈


 الساعة قد أعلنت العاشرة صباحاً، إيڤا غفت على المقعد الطويل في إحدى زوايا الغرفة بعد أن شعرت بالاجهاد الشديد واستسلم جسدها إلى النوم رغماً  عنها  

سليم في صوت منخفض:

_أنا متمسك بيك لآخر لحظة في عمري ولو كرهتيني مش هلومك، مش هعاتبك، نص المسئولية عليه أو تلات ارباعها ،  كنا قريبين اوي  في لحظة كنت حاسس اني في عالم تاني أنا وأنت بس اللي فيه، لحظة حسيت فيها أن العمر له طعم  وأن ايامي لسه هتبدأ معاك، نهال أنا أستعداد اعمل اي حاجة ونرجع أنا وأنت للنقطة دي، نعدي اللي حصل ونرجع ل نقطة البداية، لو الغيرة تنفع شفيع عندك ؟ يكون شفيع ليا عندك هو غيرتي، لو جواك لسه ذرة حب هاعمل كل حاجة علشان امسح الغلطة دي من عمرنا كله، أنا حياتي كلها اتغيرت لحظة ما دخلت حياتي رجعت ل شغلي رجعت اشوف الوان في الحياة كنت انسان عاشق الضلمة  كنت ميت بمعنى اصح ومعاك من غير إرادة مني حبيت كل حاجة في الحياة، عارف ان غلطي كبير بس أوعدك مش يتكرر تاني، مهما كان ومهما حصل مش هخلي الحزن يحوم حواليك أو حتى يقرب منك تاني، ولو في اي  عقاب هاخده مش هيكون أسوأ من عقاب بعدك عني دا هو والموت عندي متساويين 

_

(مكتب مراد اجتماع مع جميع العاملين لديه  ) 

أنهى مراد توقيع بعض الأوراق ثم قال في لهجة حزم:

_مش عايز الوقت يضيع بعد كدا كل واحد غلط هيتجازى، اي تقصير أو تعطيل في أمور الشغل والشحن مش مسموح بيها، الفترة اللي وقفنا فيها دي لازم تتعوض باي شكل ومافيش حاجة اسمها مش نافع في حاجة اسمها قادر اشتغل أو لا واللي مش قادر يسبب الشغل لغيره حد تاني يستاهل 


نظر سامي  إلى الموظفين ثم قال في لهجة حماسية:

_وكل موظف هنا في مؤسسة الشروق اثبت كفاءته و هيثبتها لسه 

النهاردة بأضعاف أضعاف علشان نثبت لكل الشركات اللي برا أن احنا الافضل والاحسن 

ثم نهض من مكانه وقال:

_يا لا من الدقيقة دي كله يظهر كفاءته وكلكم تحت المنظار يا لا يا لا 


خرج جميع الموظفين من الغرفة في حين قال سامي وهو ينظر إلى مراد:

_خير يا مراد  بيه مش متعود منك على اللهجة دي والموظفين كمان

قال مراد وهو ينهض من مكانه ويقف أمام النافذة:

_طريقة اي؟!

سامي وهو ينظر له في دهشة:

_طريقة تهديد بالفصل وطريقة تحميلهم ذنب مالهموش فيه، متنساش أن الشباب دول اصغر واحد فيهم بقاله تلات سنين هنا يعني ثابت كفاءة لينا من زمن دول رجالتنا 

مراد وهو ينظر له في عمق:

_و الغلطة اللي حصلت و عطلت المراكب السايرة؟ 


سامي في حيرة:

_دي غلطة مش من هنا خالص، الموظفين هنا ابريا منها،  دي تشابه اسماء 

جرى اي يا  مراد بيه؟ انا حاسس أن في حاجة مأثرة على تفكيرك ، لا مؤاخذة يعني أنا يعتبر نفسي صاحب ليك وأحنا عشرة عمر وبينا سنين شغل  ودا مش اسلوبك في التعامل مع الناس، في تغيير  ف الطريقة ودي اول  مرة  تتعامل مع الموظفين كدا  ب

 منها  أنت في حاجة شاغلة تفكيرك؟ ولا حد شكك في الناس اللي هنا و و لاءهم ليك؟ ممكن لما تقولي على اي غلط حصل  هنا أو  بيحصل اعرف اتعامل معاه ونقدر نلمه ونحاسب الغلطان 


مراد وهو يجلس خلف مكتبه:

_لا مافيش حاجة لما يكون في حد يستحق العقاب هيتجازى  على أد غلطه 


شعر سامي بالخجل  الشديد والإحراج فقال وهو يخرج:

_أي أوامر  تانية؟

هز مراد رأسه علامة النفي مما دفع سامي أن يغادر ويغلق الباب 


وضع  مراد يد على رأسه وهو يفكر في أمور عديدة نهال وصحتها فريد وعودته وسليم 

ضغط زر إلى جواره دلف سامي مسرعاً وهو يقول في لهفة:

_خير يا مراد  بيه 

أمسك مراد ورقة وقلم ثم كتب بعض الاشياء وقال:

_في شوية منتجات كدا لازم ننافس بيها في الأيام الجاية وتكون أسعارنا احنا في السوق مميزة عن الكل، لازم الكل يعرف أن الشروق نازلة بتحدي مافيش بديل عن الاكتساح 

هز مراد رأسه علامة الموافقة ثم تذكر أمر ما ف أعقب:

_ايوا بس؟

مراد في لهجة غضب:


_بس اي؟!

سامي:

_كدا هنقسم اهتمامنا ومش هقدر:::::

مراد:

_عمر وطارق وزياد مسئولين التسويق    دول عايزهم في مهمة المنتجات الجديدة اللي هتنزل الأسواق في خلال يومين وباقي الشركة كل واحد عارف شغله 

سامي في اذعان:

_تمام يا بيه 

مراد:

_و المحامي بتاع الشركة عايزه يتقدم ببلاغ للنائب العام بشركة مشبوه نشاطها هو فين!؟ 

سامي وهو يشير إلى الخارج:

_موجود برا في مكتب شوقي بيراجع اوراق لينا 

مراد في سرعة:

_في حاجة تانية بعيد عن الشغل

سامي وهو يبتسم فلقد أيقن أن مراد سوف يخبره بسر ما لن يطلع عليه أحد غيره:

_خيىر يا مراد بيه 

مراد في لهجة تحمل التحدي والإصرار :

_عايز ناس تراقب لي شخص مراقبة ٢٤ ساعة 

ناس لا نعرفهم ولا هما يعرفونا، بس عايز قرار دقيقة بدقيقة ولحظة ل لحظة فهمت!؟ 

سامي وهو ينظر له في دهشة:

_مفهوم يا بيه مفهوم، كلام واضح وصريح مراقبة يعني مراقبة ولو عايز يتحسب أنفاسهم نحسبهم،  عايز المراقبة تبتدى من امتا؟ 

مراد في حسم: 

_من أول لحظة يعرفوا بيها، وليهم مكافآت لو التقارير اتعملت بطريقة تلفت النظر لحاجة معينة أنا بدور عليها 

سامي في صوت واثق:

_يعني الاجر حسب الكفاءة كمان وماله يا بيه طلباتك اوامر 


غادر سامي المكتب في حين اتجه مراد إلى النافذة نظر إلى المدينة المترامية أمامه والضجيج وحركة النهار، راقب بصره إشارة مرور تضيء باللون الأخضر، كل شيء يسير كل البشر يتزاحمون في سرعة، كل له غرض يسعى له، وأفكاره مثل موج يثور ويثور ولا يهدأ، فريد لقد هرب في يوم زفافه على إبنته ثم عاد وهو يجاهر بالتحدي سكران كان أو مسحور أو مستهزء بالجميع، لن يمر الأمر مرور الكرام لن يسمح له بهذا،  أنها حيات نهال إبنته الوحيدة التي يصر فريد على تشويها حياتها بكل ما أوتي من قوة 

هناك لحظات في الحياة  يستوجب فيها القنص لحظات يجب أن نعد لها العدة من قبل انتبه في تلك اللحظة إلى إشارة المرور التي اتخذت اللون الاحمر  ، ثوان قليلة ثم برق الضوء الأخضر وعادت حركة السير من جديد

 يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي من رواية زوج مؤقت لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة