-->

رواية جديدة عقاب ابن البادية لريناد يوسف - الفصل 16 - 2 الخميس 21/12/2023

 

قراءة رواية عقاب ابن البادية كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




قراءة رواية عقاب ابن البادية

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف


الفصل السادس عشر

2

تم النشر يوم الخميس

21/12/2023

❈-❈-❈

عوالي :

- اللي يسمعك وانتي اتقولي ولد خوك 

يقول مو يقرب لوليدك شي 

لا بوه ولا ولد عمك ،لكن معاك حق انتي امكلوبه  وما على المكاليب لوم،فزي فزن اعروقك يام عقل خارب عدي لخيمتك 

ونا بعد ننزل للحضر انجيب لوليدك قفطان وتنورة وخليه جوارك بالخيمه لين يجيه وليد الحلال

مكاسب بحرقه:

- كلكم تكرهوني وتكرهو اوليدي ومابقلوبكم حن ليه ماادري ليش؟ 

وتحركت مغادرة وهي عازمة على أن تذهب للبحث عن ابنها بنفسها، فكيف لصغير أن يُترك في الصحراء في اول مرة له يبتعد عن الخيام؟! 

وظلت تمشي وتبكى الى ان راته آت من بعيد يبكي بصوته العالي ويتلفت حوله بخوف، فصرخت عليه تطمئنه بوجودها:


- لا تخاف ياهلالي اني هون.. امك جتك يانبضها. 

أما عند عوالي:

-مايزة وين اتشوفي ابو هلال اندهيلي عليه الحين

مايزة:

 تو ريته ماشي شور خيمه سدينة هندذله يجيك. 

 أتي  قصير ودخل خيمتها:

- خير ياعمتي ايش فيه دذيتي علي؟ 

عوالي:

-فيه انك خيرك تما للغريب ..وترك طيرك صيدة لكل ديب

اسمعني زين انا مو عايشه ديما عشان كل شوي انحل مشاكلك مع صباياك،لازم اتديرلك وقفة وتحرق مكانك وتمشي كلمتك

وراعي اوليدك كيف مارعيت صبيان القبيلة وخليتهم رجال

انت حتى الغريب  خليته ماكيفه حد

اتجي عند وليدك وتخيب بعرف قلبك صار رجيج على وليدك، بس ماتنسى القلب الرجيج يضيع صاحبه ياقصير ومااعتدنا منك رجة القلب؟ 

قصير بتفهم:

-الحق معك ياعمتي.. طمني بالك مايصير الا كل خير وكوني هانيه من يمي ياعمتي راح اسوي كل اللازم، وربي يباركلنا بعمرك.


 عاد قصير لخيمة مكاسب وكانت تحتضن ابنها ولازالت تبكي وهو أيضاً، فأمسكه من ذراعه وانتزعه من بين ذراعيها وهو يقول:

- قلت من الليله هلال يبات مع الصبيان الصغار في خيمتهم ووكلته وشربته امعاهم وياويلك لو لمحتك عنده يمين الله نصلبك على اعلى نخله فالوادي 

صغرتي بي قدام الشيخه عوالي صدق عمي منصور اللي يدير الصبايا تجارته ..بين الرجال ياخسارته.


أما في صباح اليوم الثاني.. 

وصل يحيي بعد سفر دام لساعات، حيث المكان الذي أخبرته مديحه ان الحادثة تمت فيه، وبالفعل وجد السيارة اسفل المنحدر الجبلي ساكنة محطمة كلياً، 

ومن ينظر اليها لا يعطي فرصة لإحتمال نجاة احد من ركابها.. فاطمئن قلبه وإكمل الى البادية، وهو على مشارفها توقف بالسيارة، فأتي إليه أحد الفتية راكضاً:

- ياهلا ياهلا بالضيف،قاصد  من انت ياعم.

- عاوز الشيخ منصور ياترى موجود؟

- ابشر وصلت..يامرحبا  الشيخ موجوداطال الله بعمره.. تعال معي اوصلك عنده.

ترجل يحيي من السيارة وتبع الغلام إلي أن وصلا للشيخ منصور، الذي فور أن رأى يحيي ارتعدت اوصاله وتلفت حوله بخوف يبحث عن آدم، ثم همس لأحد الجالسين بجواره قائلاً..

ارمح لقصير وقولا العقاب جاله صياده.. بعدا على قد مايدك اتطول ولا تخليه يعاود الا ادز عليه.. يلاااا قوااام.ارمح

نهض الشاب تاركاً المجلس في عجلة، واخذ يسأل عن مكان قصير، وما ان علم أنه في الوادي مع بعض الغلمان يجلبون العسل من الجبال امتطى حصانه واطلق له العنان واخذ يسابق الريح اليه.. وما ان وصله حتى بلغه الرسالة، فرمى قصير كل ما بيده وركب سيارته وانطلق بها باقصى سرعة كي يصل لعقاب ويمنعه من العودة للخيام، وخاصة انه وقت عودتهم، فالشمس لجأت لأحضان المغيب، وقبل سقوطها يعود الأولاد.



أما عند الشيخ منصور.. نهض يستقبل يحيي الذي عرفه على الفور، ولكنه  قرر ان يمثل عليه الكبر وإختلال التركيز، بعد إن أمر الجميع همساً بالإنصراف حتى لا يقع شخص أمامه ويخطئ..ثم مد ذراعيه مرحباً وهو يقول:

- ياهلا ياهلا بالظيف ياهلا.. نورت قبيلتنا، جاي قاصد ولا عابر سبيل ياوليدي؟

- لا جاي قاصدك ياشيخ منصور، انا يحيي ياشيخ  إبن أبو المجد، جدى يبقى سراج صاحبك.

-نظر منصور إلى الفراغ قليلاً وكأنه يحاول أن يتذكر، ثم اردف:

- ااااااه ابو المجد.. كيفك ياوليدي وكيف بوك عساه بخير.. ليش ماجبته معك مستاحشيته واااجد، بقالا سنين ما مر علي ولا سأل عن احوالي! 


رد عليه يحيي مستغرباً، فهو بنفسه قد حضر جنازته وجنازة ابيه ايضاً:

- جدي تعيش انت ياشيخ، وانا مش ابو المجد انا ابنه.

منصور:

- ياااايباااه.. جدك مات وبوك مات.. الزوز ماتو؟

- ماتو ياشيخ.

- وانت ليش بعدك عايش ليش ماخدوك معهم؟

- جحظت عينا يحيي فاكمل منصور :

- ياولدي والله الدنيا مابيها شي، والله انا اقول هيك ودي ترتاح من تعبها، بس يلا مازال عايش ربك وحكمته.. اجلس اجلس.. ياولد هات واجب الظيف وتوصى، هاد ابن الردي اللي مايسأل على رفاقه.


جلس يحيي وقد تأكد ان الشيخ منصور قد اصابه الخرف، وإن اراد جواباً وافياً فليسأل غيره،


 فأخذ يتلفت حوله عله يجد آدم ولا يحتاج للسؤال، فربما قد اخذ الولد ملامح ابيه أو شكل أمه ويسهل التعرف عليه،

 أو ربما يحن الدم للدم كما يقولون ويعرفه من مجرد نظرة حتى وإن لم يشبه احداً.

فهدر به منصور:

- عينك ولك.. عندنا حريمات جاي هون تبصبص لعرضنا؟

رد عليه يحيي نافياً وهو يخرج الصورة من جيبه وقرر استغلال توهانه، فهو حتماً لا يستطيع الكتمان الآن وقد خرف عقله:

- لا ابداً ياشيخ حاشا لله، انا بس بدور على الولد ده، اخويا جابه هنا من سنين وسابه في الباديه، تقدر تجيبهولي لو عرفته؟ 

اخذ منه الشيخ منصور الصورة ونظر فيها، واخذ يسخط في سره علي محمود وغبائه، فكم حذره من الإحتفاظ بالصور، وكم مرة اخذ منه عهداً بأن يحرقهم اولاً بأول، ولكن الغبي لا يستطيع ألالتزام.. وحين يُخلف الوعد تحدث الكوارث. 


اعاد الصورة ليحيي وهو يقول له:

- لا والله مبين عليك مضيع الطريق ياوليدي، احنا مانلفي غرب بيناتنا، احنا عندنا بنيات وحريمات وكلنا ولاد عمومه، ماندخل وسطنا هجين. 

- يعني ياشيخ الولد دا مش هنا؟ 

- يا ولدي قلتلك مانلفي غُربا بقبيلتنا. 


- طيب ممكن أسأل عنه حد تاني من القبيله لو سمحت ياشيخ. 

تلفت منصور حوله، وللصدفة كان قصير عائداً بسيارته، فقد لاحت في من بعيد، فأشار له نحوها:

- هاد الشيخ الجادم للقبيله، اجا لحاله، انتظر بس يوصل وتسأله ويش ومابدك وهو يجاوبك.. ونظر للجهة الأخرى ووجد رجوه تخرج من خيمتهم فأشار لها بيده فهرولت اليه رغم انها كانت تمثل عدم القدرة علي المشي أمام الجميع

- هااا ياجد تأمر بشي؟ 

- ارمحي لبوكي وقوليلا جدي يريدك توا.. بطل السياره وتعال.

فذهبت رجوه إلي ابيها واخبرته وعادت معه.. وبعد السلام والإستقبال الحار والمضايفه، اخذ الشيخ منصور من يحيي الصورة وادارها ببطئ امام قصير وأخذت ملامحه وضع الجدية وقال له وهو يرفع حاجباً واحداً:

- تعرفلي هالوليد ياقصير.. بوه جاي يسأل عنا يقول ضيعا هون من سنين وسافر وتو اللي تذكرا.

امسك قصير بالصورة وأمعن النظر فيها ملياً، وأجاب يحيي وهو يعيدها له:

-لا ياغلاي والله مااتذكر اني ريتا من قبل.

- ازاي بس افتكر كويس.. ابوه اسمه محمود وأمه عايده، ومحمود يعرف الشيخ منصور كويس وكان دايماً يزوره.

قصير:

- اي اي تذكرت تذكرت.. هو اجا هون هو ووليده ومرته من سنين مظبوط، بس ياغالي ماقضوا غير يوم واحد بليلتا.. كانوا جايين سياحه يفرجون الوليد عالباديه والهوايش والجمال وعيشتنا.. وبعدها راحوا كلهن وماعاد ردوا.

اخذ منه يحيي الصورة وهو يشعر بالإحباط، وأخذ يتلفت حوله متفحصاً اولاد الباديه، ثم شرب قهوته وهم بالرحيل وهو يشعر بأنه إبتعد عن هدفه ألف ميل بعد أن إعتقد أنه قاب قوس أو أدنى، 


وأنه سيبدأ رحلة بحثه من جديد في مكان آخر، ولكنه قريب من هنا بالتأكيد مادام اخيه وزوجته اتوا إلى هنا، فالأمر يشبه المجرم الذي يظل يحوم في المكان الذي إرتكب فيه جريمته.. 

فتحرك مغادراً ولكنه التفت لقصير وسأله:

- متعرفش اقرب مستشفى للكيلو ٤٢ مستشفى ايه وفين؟

سأله الشيخ منصور بقلق:

- ليش تسأل ياوليدي؟

فأجابه يحيي:

- لا ابداً بس اخويا ومراته عملوا حادثه وعربيتهم وقعت من التله اللي هناك ومش عارفهم فين. ولا جرالهم أيه، وعشان كده جاي ادور على إبن اخويا واخده.

إنتفض الاثنان قصير ومنصور فور سماعهم. للخبر وأردف الشيخ منصور دون وعي وقد تأكد أن يحيي تخلص من أخاه وزوجته:

-الخوت اللي يخوتك انشاالله.. الله ياخذك ويبيدك بإرضك الحين.

رد عليه يحيي مستغرباً:

- ليه ياشيخ بتدعى عليا عملتلك ايه؟ 

- تدارك منصور نفسه ورد عليه بصوت يرتعش:

- ما تواخذني بس شفتك مرتاح حييل وتتقهوج على كيف ومهل وخوك ماتعرفا حي ولا...

اجابه يحيي :

- ميت ياشيخ اكيد ميت، بس علي رأي المثل الحي ابقى من الميت، وانا جاي عشان اخد ابنه واربيه.. مش جاي في حفلة سمر.

انهى حديثه ثم تحرك مبتعداً، وأشار قصير لأحد الصبية يوصله للسيارة، وهو ظل بجوار عمه يسنده فقد شعر أن قدماه لا يتحملانه من هول الصدمة، وخاصة أنه مريض..


وهمس منصور بعد مغادرته:

- سواها هابيل وفتك بقابيل، وراح المسكين من دون ماياخذ وليده بين أحضانه ويفرح بيه.. ولا أمه اللي نضرته وماطفت شوقها بضمته.. يااااويل قلبي عليك يامحمود انت وحرمتك كنكم جيتوا تودعوا وليدكم وتروحون.

قصير.. خدني عالمشفى القريبه على الكيلو اللي قال عليه ودي اشوف محمود لأخر مره وإذا لقيناه بخلي وليده يشوفا وتنطبع صورتا بعيونه وهو ميت كيف ماتنطبع الصوره بعين الحنش ماتزول، عشان لما يرد يتفكر صورة بوه وامه وماتاخذه بحدا شفقه ولا رحمة.


أما يحيي فتوقف عند سيارته وتركه الصبي بعد أن ودعه، فامسك مقبض باب السيارة وقبل أن يفتحه أتاه صوتاً صغيراً لطفلة فألتفت يكتشف صاحبة الصوت  وإذ بها نفس الطفلة التي كانت بجانب قصير، والتي كانت تقول له:

- ياعم.. ياعم.. تريد تعرف منو اللي بالصورة؟

-رد عليها بفرحة:

- انتي تعرفيه؟

 رجوه:

-  اي اعرفا ونص، جيب قروش كتااار واقولك كلل شي.

فمد يده بجيب بنطاله على الفور وأخرج الكثير من المال ومده إليها وهو يقول لها:

خدي كل دول ليكي وقوليلي هو فين




..يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة