رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 31 - 6 - الإثنين 11/12/2023
قراءة رواية حياة بعد التحديث
الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حياة بعد التحديث
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الواحد والثلاثون
6
تم النشر يوم الإثنين
11/12/2023
فتحت عينيها والتفتت حولها الي ذلك المكان الرائع، خلابة أقل ما يمكن أن تصف به مع طلتها المبهرة التي دومًا تفتن من يراها و بالأخص هو! وحده من استحوذ على قلبها قبل عقلها، علامات الاندهاش السعيدة غطت ملامحها النضرة وقد رأت ممرًا من بتلات الزهور الحمراء يفترش الأرضية اللامعة.. وهو كان يقف أمامها فجاه! خفق قلبها في سعادة، و استدارت ناظرة إليه، وتساؤلات حائرة تنطلق من نظراتها قبل لسانها، اقتربت منه سريعًا بعدم تصديق ممسكة بكفه وهي تقول بتلهف
= رسلان!.
عانق جسدها الصغير بإحكام، وهمس بصوت مشتاق متعب
= اشتقت لكٍ أيتها القزمه .
لم تعترض على لمساته وضمته باشتياق أكبر، و بصوت حزين إجابته
= وانا أيضا لما رحلت وتركتني، افتقدتك كثيراً في حياتي .
شعرت بيده الحنونه تداعب تقسيمات وجهها ضاغطة على خدها قليلاً، ثم بادلها نظرات مليئة بالشغف، ليقترب بعدها منها وهو يهمس بأنفاسٍ محببة
= أحبك يا صغيرتي.
زاد تورد حمرة وجنتيها، ثم انتبهت لصمته فردت بنبرة رقيقة
= أنا أحبك أيضا يا رسلان! انتظر ، لدي شيء من أجلك.
قالت لتتحرك بسرعة وركضت نحو إناء الزهور التقطت زهرة، و استدارت لتنظر إلى رسلان وفجأة أصبح كل شيء مظلم. و لم يكن هناك ضوء حولها و لم تعد تشعر بدفء رسلان، فقط الظلام يحيط بها من كل مكان وهو اختفى، لتصرخ مهرة بألم من خلال دموعها بيأس
= رسلان أين أنت؟ أرجوك ارجع لي! رســــلان.
شهقت مذعورة وهي تفتح عيونها وتتنفس بصعوبة شديدة، لتنظر حولها بلهفة وتفهم انها كانت تحلم و رسلان لم يعود!.
أخرجت تنهيدة مطولة من صدرها، ونكست رأسها بإحباط واضح، للحظة شردت في لمحات سريعة من ذكريات جمعتهما سوى، كانت حتمًا النهايه طيبة إلي علاقتهما، هو عرف الطريق الصحيح لدربها، وسار بتمهل عليه حتى وصل إلى قلبها فاتخذ مكانه فيه، لكن لم تتوقع أن تكن النهاية غير مبشرة أبدا.
❈-❈-❈
في منزل السيد عابد، دخلت ريهام المنزل و أغلقت الباب خلفها بقوه وعنف وهي تتنفس بعصبية واضحة، سألتها أمها بنبرة ذات مغزى وكأنها قد استشعرت شئ بابنتها البكريه
= في ايه يا بنت بالراحه على الباب، و مالك راجعه مش طايقه نفسك كده ليه؟.
دنت منها فريدة محدقة فيها باستغراب شديد، خاصة أن تعبيرات وجهها كانت مشدودة للغاية، فسألتها بتعجب
= مالك، حصل ايه
ريهام بعصبية ظاهرة في نظراتها المثبتة عليهما، وردت باستنكار ساخط
= الزباله عادل طليقي قابلته تحت وقال ايه عاوز يرجعني بعد ما طلق مراته التانيه؟ فاكراني مش فاهمه اللي فيها ولا سمعت زي الناس ان الهانم اللي كان متجوزها ضحكت عليه وسرقته ولما عرف اللي فيها جاي يدور عليا .. بس انا ما سكتش وفرجت عليه الشارع
لم تكن أمها ولا اختها بحاجة إلى أي تفسيرات أكثر، فردت خيرية بنبرة أسفة
= خلاص اهدي انتٍ مش اديتيه اللي في النصيب سيبك بقى منه، الواحد بس صعبان عليه العيال دول ذنبهم ايه
سألتها ريهام بجدية وقد بدت مزعوجة نسبيًا
= ايه يا ماما بتلمحي لايه؟؟ اوعي تكوني عاوزاني ارجع للكلب ده البخيل اللي رماني انا وعياله، خلاص مش هعيده تاني استحملت ياما كتير وكنت فاكره انه معهوش اللي يعيشنا وطلع معاه ومخبي، واول ما شاف نفسه شاف نفسه عليا.. ده كفايه أن كنت مستحمله قرف أمه وساكنه معاها في بيت واحد وساكته .
نهضت بهدوء وهي تربت على ظهرها هاتفه بقله حيله
= انا ولا بلمح ولا بنيل اعملي اللي انتٍ عاوزاه انتٍ مش صغيره، عشان ما حدش بعد كده يرجع يقول لي أمي اللي قالت ولا ابويا ادينا قاعدين احنا الاثنين و شايلين ايدينا خالص منكم .
انصرفت من أمامها بيأس مما يحدث، فابنتها أصبحت ناقمة على الزواج مجدداً والمتزوجين والحياة الزوجية بشكل عام بسبب تجربتها السيئه، وربما قد أتتها فرصة طيبة للعوده لزوجها لأجل الأطفال حتي، لكنها واثقة من رفضها من قبل أن تعرف التفاصيل، بالاضافه انها قد تعلمت الدرس جيد ولم تجبر بناتها علي شيئا في شؤون حياتهم مطلقاً إلا حينما يطلبون منها ذلك، لكنها بالنهايه حزينه على حال ابنتها الاخرى وتريد الصالح لها .
اختارت ريهام أبعد مقعد خشبي تابع للسفرة لتجلس عليه، لكن نظراتها المحتقنة لم تفارق وجهها ليحل الحزن عليها، وهتفت بقلق نوعاً ما
= انا بس اللي حارق دمي الحيوان بيهددني بالعيال أنه ممكن ياخدهم مني، والله ما هسيبهم لي .
التفتت فريدة برأسها سريعًا نحو اختها وقالت بجدية
= خلاص يا ريهام انتٍ مضايقه نفسك ليه ولا هيعرف يعمل حاجه، لو عاوزه محامي تسنيم موجوده وهي بنفسها هتقول لك أن ده عمره ما هيحصل والعيال في حضانتك انتٍ لحد ما يكبروا شويه وهم اللي يختاروا .
فركت طرف ذقنها بيدها قائلة بتلعثم طفيف
= ما انا عارفه اللي فيها يا فريده وده اللي قلقني اكتر وعلى راي امك برده صعبانين عليا، بس انا مستحيل اعيش معاه نفس العيشه اللي عشتها زمان.. خصوصا بعد ما عرفت اللي فيها وانه كان بيضحك عليا طول السنين دي كلها
صمتت فريدة لحظة ثم أردفت قائلة بنبرة جاده
= لو عاوزه نصيحتي انا لو منك يعني ارجع له بس بشروطي، واهو بالمره تعوضي اللي فاتك وده من حقك طالما طلع معاه ومخبي
قطبت ريهام جبينها باستغراب، وتعقدت تعبيراتها نوعًا ما قائلة بحذر
= مش فاهمه قصدك ايه هو انتٍ مفكره لو طلبت منه حاجه ممكن يديني ده مطلع عيني على مصاريف العيال .
نهضت فريدة إليها حد لا يسمع احد ما تتحدث اليها به وبالأخص أطفال اختها، وضعت ريهام إصبعيها على طرف ذقنها مدققة نظراتها نحوها وهي ترد عليها باهتمام
= اول حاجه لازم يعرف ان غصب عنه هيدفع مصاريف عياله وعرفيه انك هترفعي قضيه عليه عشان يتكلف بمصاريفكم غصب عنه وبعد كده يدفع في المحكمه، ده انتٍ ممكن كمان ترفعي بدل القضيه اثنين وثلاثه عشان انتٍ ليكي حق بعد الطلاق ولسه ما اخذتهوش منه... هو لما يعرف اللي فيها هيخاف ويجيب ورا على طول .
سلطت فريدة أنظارها على ريهام، واضافت موضحة بمكر
= وانتٍ بقى هنا تلعبي عليه لو عاوز يرجع لك ومش عاوزك ترفعي قضايا وبدل مصاريف بمصاريف، يبقى يسمع شروطك وينفذها! اول حاجه يجيبلك شقه ويكتبها باسمك ولو ما رضيش بحكايه الشقه دي يبقى اشرطي عليه يجيب شقه ملك مش ايجار و ان شاء الله يكتبها باسم العيال بعد كده بس ما تسكنيش مع امه تاني، ومبلغ محترم يحطهلك في البنك تعويض على انه اتجوز عليكي وانك استحملتيه هو وأمه وخايفه يغدر بيكي تاني، وشوفي شروط بقى تاني عاوزه انتٍ وعيالك ايه؟ بس اهم حاجه فعلا تبداي ترفعي قضيه ولا اتنين عشان يعرف انك بتتكلمي بجد مش بتهددي واهي فرصتك بقى عوضي .
حدقت ريهام في فريده بنظرات مصدومه من طريقه تفكيرها فلم تكن هي كذلك أبدا لقد تغيرت كثيراً حقا، لكنها لا تنكر بانها اعجبتها الفكره وهتفت بإبتسامة عابثة بعدم تصديق
= ده انتٍ طلعتي داهيه اتغيرتي اوي يا فريده
وبقيتي تعرفي تكتكي تاخدي حقك ازاي؟ بس عجبتني الفكره طالما هطلع عينه مش مهم ارجعله وعلى رأيك ده حقي وحق عيالي و طالما عشت معاه على الفقر يبقى أعيش معاه على الغنى كمان.
❈-❈-❈
علي الجانب الآخر، بعد أن سمع أيمن ما قالته زوجته بأنها غيرت الطبيب الخاص لها دون علمه ورفضت رفض تام ان يذهب معها ويراه أو حتى تعطي معلومات عنه، وحالتها الغريبه تلك جعلته يشعر بالشك نحوها من جديد! وبدأ متاكد بأنها تخفي عنه شيء ما .
صف السيارة أسفل بنايه الطبيبه السابقه، ثم هبط نحو الخارج وصعد إلى الاعلي وعندما وصل الى العياده ذهب يسأل في الاستقبال عند السكرتيره، أبتسم بهدوء زائف ثم قال باهتمام
= لو سمحت كنت عاوز اسال على الدكتوره اللي هنا هي اسمها دكتوره صابرين.. في حد قال لي انها كانت سافرت بره وما بقتش تستقبل كشوفات حتى الحالات القديمه اللي عندها وديتها لدكتور تاني.. هو الكلام ده صح ؟!.
عقدت الأخري حاجبيها بتعجب وهي ترد برفض
= لا طبعا مين قال لحضرتك كده؟ دكتوره صابرين جوه أصلا دلوقتي وبتستقبل حالات عادي، والحالات اللي بتمشي من هنا هي اللي بتكون عاوزه كده مش احنا اللي بنمشيها .
توقف محله بصدمه هل ما سمعه صحيح زوجته كذبت عليه! ومعنى ذلك انها تخفي عنه شيء بالفعل، شعر بالارض تهتز من أسفله بقوه ولم يشعر بنفسه الا وهو يجلس فوق المقعد بإهمال و لم يتحمل الصدمة فبدا يفكر بانها ربما تخونه للمره الثانيه .
لينظر أمامه بتمعن وقلبه ينشطر حزناً، منذ متي وهي تخونه؟ ومع من هذه المره؟ ولما
وما اسبابها هذه المره؟ هو عاني الكثير حتى يتجاهل ذلك الأمر الصعب ولم ينسى أبدا لكن حاول لأجلها ولأجل حبه لها ان يسامحها، يقسم بأن إذا كان أي رجل آخر غيرة لكان ابتعد عنها او ربما تخلص منها للأبد .
أسئله عديده تدور في رأسه بقوه، رفع يده يمسح وجهه وابتلع ريقه بعذاب يشعر بإختناق شديد، ويشعر أنه يريد البكاء فحتي البكاء لم يعد قادراً عليه وهو يشاهد نفسه ضعيف تجاهها وتارك نفسه لعبه بين يدها تفعل ما تشاء به، كـاد قلبه أن يتوقف! فهذه المره غير حقا؟ سقط قلبه صريعـاً، لا يقدر علي مُدارته جرحة وألمة.
قبض علي يده بغضب شديد ووضع رأسه بين يديه متنهداً بخنقه، هناك غصه في حلقه تؤلمه بشده وهمس بألم وهو مازال علي حاله
= عملتيها تاني يا ليان، طالما رجعتي تخبي عليا يبقى بتخونيني تاني، ليكي حق مش سامحتك وعدتلك كل اللي عملتيه عادي، هي دي جزاتي .
صمت لينظر بعينان تقدحان شراً و ملامحه تتحول الي ملامح شيطانيه مخفية، وأكمل همسه بتوعيد
= بس ماشي، قسما بالله لا هيهمني انك حامل وموتك هيكون على أيدي المره دي انتٍ و الكلب اللي بتخونيني معاه .
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية حياة بعد التحديث, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية