-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 32 - 6 - الخميس 14/12/2023

 

قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الثاني والثلاثون

6

تم النشر يوم الخميس

14/12/2023


بــعــد مـــرور عــدة شــهــور .


صباحاً وأيمن يرافق زوجته أصبح يرعاها ويهتم بها بعد أن بدأ يستوعب ويفهم حالتها ولما كانت عصبيه وتتهرب منه دوماً، لم يجعل اي شئ في خاطرها وبدأ يهتم بطعامها وجعلها تتذوق جميعاً فهي تطلب وهو يلبي! وكانت الابتسامة لم تفارق محياها بوجودة هو، الذي لو طلبت قـلبة لأعطاها دون تردد، فـ بينما هي كانت تشبع بطنها وكان هو يشبع نظراته إليها ففكره رحيلها عن الحياة ولم يعد يراها مره ثانيه أصبحت تسيطر عليه بشده لكنه حاول أن يخفيها عنها حتى لا يشعرها بالقلق ويكفيها ما هي به .


بالاضافه إلى حالتها النفسيه والصحيه لم ينساها، واستمر بالذهاب معها دوماً زيارتها الى الطبيبه ويلتزم بالادويه في معادها المضبوط حتى لا تتعرض لاي خطر على صحتها أو تشعر بألم، وكان دائما جانبها ويفعل لها كل ما يساعدها ويحسن من نفسيتها، وكل ذلك حقا فرق معها.


ضمها إليه بحب ونظرة قلق تملأ عينه وهو يتساءل باهتمام اذا كانت تشعر بألم او شيء يشبه ذلك، فردت بيأس ونفاذ صبر


= أيمن سالتني كتير و قلت لك انا كويسه ما تقلقش. 


مسح بيده على بطنها المنتفخة، ورد بخوف غير مزيف


= طب لو حسيتي باي ألم عرفيني على طول ماشي .


هزت زوجته رأسها بالإيجاب، وسألته بتنهيدة حارة وهي تحدق فيه بنظرات والهة


= يعني كان ضروري تقعد معايا وما تسافرش لشغلك؟ ممكن تروح لو عاوز وتسيبني، وأنا مش هزعل.


هز رأسه باعتراض وهو يقول بجدية


= ليان! مش عايز نقاش، لازم ابقي موجود معاكي من هنا ورايح عشان لو تعبتي فجاه، ده انتٍ خلاص بقيتي في التاسع اسيبك ازاي بس.


لتعود تتحدث وتوضح قصدها، هامسة بأنفاسٍ مرتبكة


= بس أصل آ....


لم تستطع تكمله حديثها حيث أحنى رأسه عليها والتقم شفتيها بخاصته، ليعطيها قبلة حسية عميقة قوية وتصاعدت الدماء المخضبة بالأدرينالين إلى مناطق الإدراك في عقلها، و بالكاد التقاط أنفاسها، وهمس بقوة وأصابعه تداعب جلد عنقها


= متفكريش في حاجة وأنا معاكي، اتفقنا؟


أبتسمت هي توافقه في كلامه وعينيها عليه بحب، صمت لحظة وهو يفكر بشئ ثم أردف قائلاً بلهجة مترددة


= على فكره يا ليان انا لما منعتك من الشغل مش عشان مش واثق فيكي زي ما انتٍ فاكره 

بالعكس لو ما كنتش واثق فيك وعندي أمل انك اتغيرتي بجد ما كنتش رجعتك على ذمتي تاني بس انا حقيقي كنت خايفه عليكي ومش هكذب ممكن كنت واخد الموضوع شويه عند لما انتٍ برده فضلتي تعندي قدامي ومصممه علي الشغل.. بس انا برده ما كنتش بقعد اتناقش معاكي بهدوء وافهمك وجهه نظري انا اسف.


لم تعرف إذا كان حقا ندم على ما فعله ولم يعد يشك بها، أم يحاول تصليح ما فعله بذلك الحديث! لكنها لم تقتنع تماماً لانه سبق وشك بها عندما تغيرت معه قليلاً واصبحت تخفي عنه أشياء لكن أيضا لا تنسي بأن هنا يوجد أسباب وهي كانت السبب فيها، بدت نبرتها مضطربة نوعًا ما وهي تجيبه


=وانا كمان اسفه وعاوزه افهمك برده لما انا منعتك تقرب مني مش عشان اللي وصل لك اني بقول لك دي قصاد دي، وبعدين برده في النهايه الموضوع ده لازم يحصل بالتراضي ولا ايه .


هز رأسه علي الفور دون اعتراض وهو يقول بجدية


=اكيد طبعاً وانا عمري في حياتي ما هغصبك على حاجه زي كده ولا أيام ما كان بينا مشاكل عملتها .


أبتسمت بحب له وشعرت فجاه بوجع اسفل معدتها وتعقدت تعبيرات وجهها بشدة وقبل ان تصرخ من الألم سمعت صوت أيمن هاتفه بقلق شديد


= مالك في ايه يا حبيبتي.


لم تجيب عليه وأصبحت تتنفس بصعوبة بالغة

فوقف مصدوما وهي يري زوجته تضع بيدها علي بطنها ودموعها تتساقط علي وجهها تتألم بضعف مرددًة


=  ألحقني يا أيمن شكلي بولد !


❈-❈-❈


بداخل شاطئ جزيرة مالديف كانت تسنيم مستلقيه فوق المقعد تستمتع بالمكان والتى امضت به شهر عسل جديد مع سالم زوجها بعد أن تخلصوا من الترتيبات اللازمه من حيث العمل وأيضا انتظروا أن تنتهي ليلي من امتحانات الثانويه، حتى لا يتركوها بمفردها وبعدها ذهبت لتقيم بمنزل جدتها تلك الفتره حتى يعودوا هم، في البدايه اقترحت تسنيم أن تاتي معهم حتى لا تشعر بالضيق وبالغيره كالعادة بأنها ستاخذ والدها منها لمده شهر كامل! لكن فاجأت الإثنين بردها يجب أن يذهبوا بمفردهم ويستمتعوا ويتركوها حتى تتقبل فكره وجود تسنيم في حياتهما وأنها أصبحت أمر واقع .


فهي بالفعل لقد تغيرت كثيراً عن سابق بسبب التزامها بموعد جلسات علاجها و قرب الجميع حولها من والدها وجدتها وتسنيم ايضا، و كل ذلك كان له تأثير جيد على صحتها النفسيه و بدأت هي بنفسها تعمل على هذا التغيير  لتنسى ليلي السابقة من حياتها بالكامل .


مررت تسنيم يدها فوق بطنها المنتفخه بحنان وهى تتنهد بسعاده فقد كانت حاملاً بالشهر الاخير لكن رغم ذلك أصر سالم ان يقوموا رحلة الى الجزيرة حتى يعوضها عن كل ما هو فعله معها بالسابق ليصنعوا ذكريات سعيده وينسوا ما فات وأنه احزنها بشدة بالماضي، بينما الطبيب أيضا طمنهم بأنها باوائل الشهر الأخير ولن تلد مبكراً، خصوصا أنها كانت حامل بتوام و الأفضل أن تتم الشهور كامله.


أبتسمت بسعادة وهى تتذكر رده فعل زوجها وليلى عندما أخبرهم الطبيب بأنها حامل بتوام فتاه وصبي، شعر حينها الجميع بالسعاده ودعا باستقرار حياتهم الجديده وحقا بدأت تشعر بالراحه والاستقرار مع سالم الذي تغير بالفعل وتعلم من هذه التجربه أن لا يكرر اخطاؤه مره اخرى، و أصبح شخصاً أخر ملتزماً أكثر و مسؤولاً كما أصبح أيضا يفعل اى شئ لكى يجعل تسنيم سعيدة ويظهر حبه لها، وبالطبع لم ينسى ليلى التي أحيانا لا تستطيع السيطره على غيرتها لكن هذه المره تعبر بافعال مرحه وليس مؤذيه والجميع حولها اصبح متفهم ذلك وبالاخص تسنيم التي بدت تعرف كيف التعامل مع الموقف، حتى أنهم اصبحوا مقربين من بعض بشدة .


تنهدت بشرود وهى تتذكر ليان وحملها فى طفلها الأول مثلها أيضا، فهي دوماً تشعر بأنها تخفي عليها شيء فليان دائما تشعر بالاعياء والتعب الشديد حتى أخيها رفض التحدث، وهي حاولت أن لا تضغط عليهم طالما لا يريدون التحدث واحترمت رغبتهم، لكن لا تنكر بأنها تشعر بالقلق بشأنها .


رمشت وهي تراقب باعين تلتمع بالشغف و ابتسامة حالمة ترتسم فوق وجهها، سالم الذى كان يعوم بداخل الشاطئ يلهو باستمتاع، ثم نهضت ببطئ و هى تتنهد بسعادة عندما لاحظت خروج سالم يقترب منها، ابتسم بحنان فور ان وقعت عينيه عليها انحنى مقبلاً خدها بحنان وهو يتمتم


= حبيبى، برده مش عاوزه تطوعيني وتنزلي البحر هخلي بالي منك ما تخافيش.


مررت تسنيم يدها فوق بطنها وهي تقول بإبتسامة عابثة


= انا كفايه طاوعتك وسفرت معاك وانا حامل  في الشهر الاخير اكثر من كده ولا انا ولا ولادك هنقدر، دول مش مبطلين ضرب في بطني هيطلعوا اشقيا شكلهم  


احاطها سالم بذراعيه مقرباً اياها منه هامساً باذنها وعلى وجهه ابتسامه بمداعبة


= حبايبي طالعين لباباهم، ما تطوعيني وتيجي اعلمك واعلمهم العوم عشان يطلعوا سباحين من وهم صغيرين .


ضحكت بشدة عليه وفتحت ثغرها تتحدث لكنها ابتلعت ريقها متوجسة عندما شعرت بألم شديد يضربها أسفل معدتها، وهمست بصوت مرتجف


= سالم انا آآ ..


همهم مجيباً عليها وهو يبتسم غافلاً عن ألمها لتقول زوجته بصوت ضعيف


= سالم أنا تقريبا كده بولد.


ضحك بشدة وهو ينظر اليها بشك، هاتفاً بعدم تصديق


= الحاجات دي ما فيهاش هزار، أصل كده هنبقى نحس فعلا يا حبيبتي يعني حتى يوم ما نعمل شهر عسل تاني ونرتب نفسنا و ناخد اجازه بالعافيه.. تيجي انتٍ تعمليها وتولدي؟؟ مش معقول صح.


صرخت تسنيم صرخه عالية بحده و قد ضربتها موجه ألم اخرى


=بهزر ايــه.. بقولك بولد بجد آآآه مش قادرة أعمل حاجه بسرعه .


انتفض سالم فازعاً وقد بدأ يستوعب بأنها بالفعل ستولد الآن ولا تمزح، تحرك مسرعاً جاذباً اياها معه وقد شحب وجهه بشده فور ادراكه صدق كلماتها، حملها مسرعاً بين ذراعيه وتحرك لداخل المنزل، وهو مرددًا بحسره


= انا قلت من الأول حد بصصلي في الجوازه دي ما صدقتنيش، جايه تولدي في جزيره مادليف يا تسنيم يعني حبكت هنا!. هي مصر قصرت معاكي في حاجه؟. 


❈-❈-❈


بعد مرور ساعه و نصف، انحنى سالم يقبل  جبين زوجته و هو يحمل طفلهم بين ذراعيه وهتف بابتسامة عريضة


=حمد لله على السلامه يا حبيبتى.


اجابته تسنيم بصوت مرتجف متعب وهى تحمل الفتاه بين ذراعيها و تضع يدها فوق خدها


=الله يسلمك يا حبيبى... سميتهم ولا لسه؟ 


هز رأسه سالم برفض بضيق وهو يتذكر عندما طلبت رايه مسبقا بمره وفعلت العكس محاوله استفزازه لا أكثر لذلك تركها هي تختار حتى لا تفعل مثل المره السابقه، وقال بصوت اجش


= لا لسه ما سميتهمش شوفي انتٍ عاوزه ايه .


أردفت و هى تضحك بسعاده متأمله طفلها الذي بين ذراعيه هامسه إسمه بشغف


= سليم... هنسمي سليم زي ما كنت عاوز .


اتسعت ابتسامته السعيدة وهو يتطلع إليها بحب وهز رأسه مبتسماً بالايجاب، ثم تمتمت بمرح و هى تتأمل بسعادة الطفله الأخري التي بين ذراعيها 


= وانا اللي هسمي البنوته وهسميها الـ..


قاطعها سالم بأسف وهو يخرج هاتفه عندما سمع صوت رنيته وكانت ليلى أبنته تريد تطمئن على تسنيم وعلى اشقائها، وأجاب والدها بهدوء 


= أيوه يا ليلى يا حبيبتي، لا ما تقلقيش تسنيم بخير و قدامي اهي، عاوزه تكلميها ماشي.


اخذت الهاتف منه وبدأت تتحدث معها تسنيم بسعادة واخبرتها ليلي أن تفتح كاميرا الهاتف الاماميه لانها تريد رؤيه اخواتها، وافقت على طلبها دون اعتراض والتمعت عينيها بفرحه شديده وهي تنظر الى الطفلين والى براءتهم، وقالت بإبتسامة عريضة


=شكلهم حلوين اوي وصغيرين هو انتم سميتوا البنت ايه؟ 


استغربت تسنيم لما سألت عن الفتاه بالأخص واجابتها بهدوء 


=باباكي كان عاوز يسمي سليم وسمينا فعلا الولد كده والبنت كنت لسه هسميها أنا قبل ما تتصلي؟ بس ايه عندك اقتراح لاسماء بنات جديده .


صمتت للحظة مترددة وهي تجيبها بتلعثم


= هاه! هو براحتك في النهايه بس يعني لو ما فيش إسم في دماغك ممكن لبني  .


نظر سالم نحوها قليلاً عبر شاشه الهاتف وقد تفاهم جيد قيمه هذا الاسم لديها، إسم صديقتها التي توفت نتيجه إهمال أسرتها و التي كانت قصتها السبب في مخاوفها فهي أيضا تحدثت معه عن ذلك الموضوع وبانها افتقدتها كثيراً ولم تنساها طوال حياتها ابدا، تطلع الى زوجته بصمت ولم يعرف ماذا يقول وترك لها حق الإختيار .


بينما طال صمت تسنيم حتي اومأت رأسها و هى تبتسم بسعاده لتخفض رأسها متأمله طفلتها التي بدأت تفتح عينيها ببطئ، وهتفت باسمها بصوت خافت


= لبني.


هزت ليلي رأسها غير مصدقة وهي تدمع عيناها تأثراً بفرحه كبيرة بأنها وافقت علي طلبها، لتنظر إليها بحب، ولم يختلف الوضع عن سالم كثيراً الذي أبتسم بسعادة غامرة وهو ينظر بامتنان شديد الي زوجته.


مرر سالم يده فوق رأس الطفله التي بين ذراعيها بحنان شاعراً بقلبه يتضخم بحب زوجته يوم عن يوم، قبلتها تسنيم مجدداً وهى تحيطها بذراعيها بحنان قائلة بإبتسامة مشرقه


= حبيبتي ماما!. أهلا بيكي في عيلتك الجديده يا قلبي.


❈-❈-❈


أما عن أيمن ساعات الليل جميعها قضاها بالمشفي يأخذها ذهاباً وأياباً والقلق يُدمره، فما زالت زوجته بالداخل اكثر من خمس ساعات ولا يريد يطمنه أحد عليها فالعمليه كانت صعبه للغايه عليها وعلى طفلها، والطبيب سابقاً قد أخبره بذلك الوضع من الممكن أن يتدهور بأي لحظه لذلك شدت على راحتها وعدم قيامها باي مجهود فالجنين أصبح وضعه غير مستقر، وهي الآن بداخل المشفى تولد طفله وجميع المؤشرات توحي بأن ربما يفقد احدهما اليوم.


أخفض رأسه بيأس وحسرة عندما تذكر أيضاً اتصاله مع سالم الذي أخبره بان شقيقته تسنيم أنجبت في نفس اليوم هي الاخرى، أبتسم سالم وهو يخبرة بسعادة


= الظاهر مراتك ومراتي متفقين علينا تسنيم ولدت هي كمان، وجابت لبني وسليم . 


كان في موقف لا يحسد عليه، شقيقته خارج البلاد تولد وهو ليس بجانبها وزوجته هنا تولد هي الأخرى وبين الحياه والموت! التفت برأسه ناحية فتح باب العنايه المشدده والطبيب يخرج منها بملامح غير مبشره، ابتلع ريقه بتوجس وهتف قائلاً برعب


= ليان!. 


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية حياة بعد التحديث, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة