-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الخاتمة - 4 - السبت 23/12/2023

 

قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الخاتمة

4

تم النشر يوم السبت

23/12/2023


بينما علي جانب آخر، جابت ليان المكان بأنظارها، فرأت زوجها يصحبها الى ساحه الرقص لينضم الى العريسين وبعض الاشخاص الآخرين ايضا، فإلتفتت نحوه وتسائلت بحيرة 


= هو إحنا بنعمل ايه هنا؟


أجابها بنبرة عميقة وهو يسحب ذراعها لتتأبط فيه 


= هنرقص معاهم يا حبيبتي! 


تفاجات به، يلف ذراعه حول خصرها وأمسك بكف يدها بقبضته الأخري وقربها إليه فإلتصقت بصدره وإستندت بكفها عليه و حدقت فيه بنظرات فرحة.. راقصها بحركات بسيطة للغاية، ودار بها بخفة ثم تابع قائلاً بهمس 


= فاكره فرحنا يا ليان، كان جميل زي كده واجوائه حلوه .


هزت رأسها بالإيجاب وهي تقول بسعادة 


= طبعا فاكره ده كان احلى يوم في عمري ولحد دلوقتي كل ما بيوحشني بتفرج على الفيديوهات وافتكر الذكريات.. وبفتكر كمان كل ظروفنا واللي مرنا بي الحلوه والوحشه ياااااه يا أيمن ده عمر.


أجابها مبتسماً وهو يرمقها بنظرات حانية


= معاكي حق عدي علينا كتير.. بس متفكريش في حاجة وحشه، أنا هنا عشانك!


تسارعت أنفاسها اللاهثة وهي تطالعه بأعين لامعـة، ثم أمسك بيدها و وضعها فوق صدره لدي موضع قلبه واضاف أيمن قائلاً


= وحياه قلبي ده إللي عمره ما عرف يعني إيه حب؟ غير علي إيديكِ.. ما هسيبك!. 


زادت خفقات قلبها واتسعت عينيها الزرقاوتين تأثراً بما يفعله من أجلها، لوت ثغرها بإبتسامة رقيقة وهي تبعد يدها بخجل 


= مش قصاد الناس!


داعب طرف أنفها بإصبعه، وهتف قائلاً بحماس 


= نيجي بعد الفرح نعدي على مامتك نسيب العيال معاها.


رمشت عدة مرات، وإكتسى وجهها بحمرة بائنة هاتفه بحذر


= أيمن عيب كده، مش كل يومين هنسيب الولاده عندها.. مش عشان هي مش بتشتكي احنا هنسوق فيها .


اقترب بشوق جانب أذنيها، وقال بنبرة هامسة  تحمل المكر و المازحاً


= يعني اسيب الاولاد مع مين لما اعوز انفرد بامهم شويه.. مش عند جدتهم اولى.


تنهدت ليان بحرارة وأجابته بنفس الإبتسامة الهادئة 


= انت بقيت مشكله . 


ضمها أيمن إلى صدره وجذبها أكثر إليه ولف ذراعيه حولها وهو يهتف بسعادة 


= بأحبك يا ليان!


❈-❈-❈


بعد الإنتهاء من الغداء بمنزل عائلة فريدة، جلست هي بجانب الشرفه تحتسب الشاي تاركه الجميع بالداخل، وهي كانت تطالع هاتفها بيدها تقرأ عناوين تلك الأخبار على تطبيق الفيسبوك، لكن توقفت عن تمرير شاشة الهاتف و تجمدت عينيها عندما اتضحت صدمتها بينما عينيها تقرأ خبر قتل سيده مسنه على يد أبنها و تم الحكم عليه بالسجن المؤبد وكان ذلك الشخص حسام! قد تعرفت عليه على الفور فهي لن تنسى هذا الوجه مطلقاً هو من اوصلها الى كل ذلك وأخذ الحياة منها أيضاً وقد تابعت قرأت باقي المكتوب ولم تكن بحاجة للتاكيد فا المؤكدا شخص مثله ستكون هذه نهايته طالما سيستمر في هذا الطريق المظلم دون ذره ندم.


اقترب منها بدر وهو يلاحظ وجهها المتهجم ليقول متسائلاً بحذر


= مالك يا حبيبتي ايه اللى شدك اوى كده بالتليفون؟


صمتت فريدة برهة تستوعب ما شاهدته للتو، ثم أبتسمت بحب له قائله بتأثر


= لا مفيش يا حبيبي، قرأت بس خبر وحش عن اللي بيحصل الأيام دي . 


اقترب منها ثم جذبها عنوة لأحضانه وراح يربت على ظهرها بحنان مرددا 


= طب بلاش تقري نوعيه الاخبار دي عشان هتحسسك بالتشائم دائما، اقفلي بقي التليفون وخليكي معانا أحسن.


ابعدت الهاتف عن مرمى عينيها محاولا إبعاد صورة حسام عن ذهنها فلا تريد ان تعرف اي شيء عنه حتى اذا كان ضده، وسرعان ما امسكت بكف زوجها وهي تقول بنبرة عميقة


= معاك حق، بس انا قفلتها من زمان.. زمان أوي ومركزه معاكوا وبس!. 


كانت بالفعل لا تقصد الهاتف! بل تقصد حياتها وصفحاتها القديمه مع الماضي التي تركتها و اغلقت كل ذلك وبدأت تصب تركيزها مع عائلتها الجديده فقط وما حصلت عليه بعد تلك السنوات العديده، فحقا الله لا ينسى حق مظلوم حتى لو بعد أعوام كثيرة!. 


❈-❈-❈


الـقيـود! تلك الكلمه التى تُفرض علينا من بدايه المشوار نظن أننا احرار وان تلك القيود مسلسل بها من يوجد خلف قضبان السجون فقط ولكن فجاءه نجدنا جميعا مقيدين بدون علم مقيد بمجتمع لا يحكمه سوى بعض العادات والتقاليد مقيد بأناس لا يهمهم سوى المظاهر والتباهي مقيد بسلاسل كثيره لا نعلم أيا منهم سوف ينفتح الاول ولكن رغم كل تلك السلاسل سوف نكسر تلك القيود ونتحرر من كل هذه الأفكار والمعتقدات ونخرج إلى العالم من جديد بشخصيات جديده تستطيع المواجهه وكسر كل ما يعيقها ولكن هل سيكون ذلك الان ام لاحقا؟! لا ادري اجابه لتلك السوال ولكن كل ما أعلمه أننا سوف نتحرر ونخلق من جديد، بلا قيود.


مع شروق الشمس، أغلقت مهرة دفتر مذكراتها وهي مازالت في ذلك المنزل الذي دخلته اول مره يتيمه مع السيدة وفاء لاكثر من ثلاث سنوات، وبعدها أصبحت تقيم فيه كزوجه امام العالم اجمع، دخلت الدار مجدداً براس مرفوعة و بفستان زفافها الأبيض ومرت السنوات بحلوها ومرها وانجبت صبي وفتاه! كم سعد الجميع بشده بعد انجابها تلك الصغار، وكم أحبتهم وفاء وكانت تتولى رعاية "يوسف" الحفيد الأول وهي فرحة به، بينما مهرة كانت أحياناً تغار من تمسك "يوسف" بجدته وفي أحيان اخرى كانت هي من ترميه لجدته الصبورة.. أما سراج فكانت "إلماس" الحفيده الثانيه! استطاعت تلك الصغيره خطف قلب جدها ببراءتها و زاد تعلقه بها بشده. 


أفاقت فجاه من شرودها عندما خرج ابنها من أسفل الفراش وصرخ بوجهها بفزع، انتفضت مهرة مذعورة وسرعان ما تنهدت براحه وغيظ عندما وجدت انه أبنها الصغير! فاخذ يضحك بشده ويقهقه بصوت عالٍ وهي لم تستطيع التحكم بنفسها لتضحك هي الأخري، تقدمت منه بسرعه وهي تجذبه إليها وضمته إلى صدرها حاملة إياه على ذراعها، ثم دغدغته بلطف لتعلو ضحكاته اللاهية .


وبدأت تقبله عدة مرات بحب وحنان وهو كان يضحك أكثر حتى دمعت عينه من شدة الضحك.. توقفت وقبلت رأس طفلها وهمست وقد انعكست اشعة شمس الشروق على وجهه المبتسم


= متى ستتوقف عن هذه الحركات! ألم تراني منشغلاً بقراءة شيء مهم يشغل انتباهي؟


عقد "يوسف" حاجبيه مستغرباً وهو يتسال بفضول


= ماذا كنتِ تقرأين يا أمي؟ هل عدتي إلى المدرسة مرة أخرى؟


وضعت مهرة يدها على ذراعه لتمسح عليه برفق وهي تقول بحذر


= ليس بالضبط ولكن شيء من هذا القبيل، 

فلقد تعلمت الكثير وراء ذلك أيضاً.. هل تريد أن تتعلم مثلي أيضًا؟


هز رأسه علي الفور دون اعتراض وهو يبتسم، احتضنت والدته وبدأت تربت على كتفه وهي تقص عليه بعض الأشياء التي تعلمتها في الحياه بعد تجارب كثيره سابقآ صعبه، تنهدت بقوه وهي تتابع حديثها بنبرة شارده


= كما يقولون، الزمن لا يرحم احد حين يدور،

الاخطاء تتكرر و الاحداث الماضيه تحدث في

المستقبل بطريقه عجيبه، و كان ذلك اثبات

واضح للجميع يخبرنا من يفعل شر يحصل

على مثله و من يفعل خيراً فيحصل على مثله... و في النهايه كل شخص منا يسلك طريقه الخاص.


سأل "يوسف" بابتسامة صغيرة بينما كانت أمه تعانقه بحب


=وماذا أيضاً أمي ؟! 


نظرت إليه نظرة رضا، وقالت بجدية شديدة


= إياك أن تسير خلف العادات و التقاليد التي تجعلك ضحيه للمجتمع صغيري، حافظ على نفسك وعلى شقيقتك وكون صديق قبل أن تكون الشقيق الأكبر .. حسناً صغيري .


توقفت مهرة عن الحديث عندما دخل رسلان ونظر إلى زوجته بلطف قبل أن يقترب منها ويقبلها. ضحك فجاه عندما قاطعتهم ابنته "إلماس" الصغيرة التي تبلغ من العمر سنتين وهي تجذب بنطلونه من الاسفل وتمط شفتيها الصغيرتين طالبه قبلة أيضاً بغيرة.


= يا إلهي، أنتٍ لطيفه جدآ كوالدتك


أردف رسلان بذلك قبل ان يهبط ويحملها بين ذراعه ويقبلها بحنان، ضحكت الطفله عندما

جذبت أنتباه والدها و أخفت على الفور وجهها في عنقه، بينما وقف "يوسف" من على الكرسي و طبع على خد والده قبلة صغيرة أيضا.


ربعت مهرة يدها أمام صدرها بغيره لطيفه عندما رأت زوجها يحضن أطفاله الاثنين وهي لأ! و عندما راها زوجها ضحك بخفه وسحبها وطوقت ذراعيها حول خصره وهو يجذبها نحوه، ظلوا هكذا وهي تبتسم لهم كأنها خائفة أن ترمش بعيونها فيكون كل هذا حلم و تستيقظ منه !. 


أخذت تنظر الى أطفالها والى زوجها الحبيب براحه بال، فلن تظل طوال عمرها تبكي على الماضي، المستقبل المشرق بانتظارنا دوماً! فلا تضيع الفرصة من بين يديك فمدام الله معك الأمل دائما موجود.


وأنا أيضًا سأنتظر مثلكم فمازال الأمل يراودني للتغيير نحو الأفضل! وإلي نهاية خالده يهتز لها أرجاء ذلك المجتمع.


تـمـت بحمد الله.


إلى حين نشر الرواية الجديدة للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة