-->

رواية جديدة كما لو تمنيت لبسمة بدران - الفصل 29 - 2 - الجمعة 1/12/2023

 

 قراءة رواية كما لو تمنيت كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية كما لو تمنيت 

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران 


 الفصل التاسع والعشرون

2

تم النشر يوم الجمعة

1/12/2023



اقتحمت غرفتها بعنف ثم ولجت مغلقة الباب من خلفها وتقدمت منها فصاحت بصوت مرتفع كي توقظها: مرام اصحي كل ده نوم.


 تململت مرام في فـ راشها ثم فتحت عينيها بتكاسل وهي تضغط على رأسها بعنف

 فسألتها فيروز باهتمام: مالك عندك صداع ولا إيه؟ 


أومأت لها موافقة ثم استقامت جالسة تسألها بصوت أجش من أثر النعاس: هي الساعة كام دلوقتي؟ 


قطبت فيروز حاجبيها ثم هتفت باستنكار: إيه الريحة دي أنتي شاربة ح

خمرة يا مرام؟ 


أجابتها بلا مبالاة: لا مش للدرجة دي يعني يا طنط ده هما كاسين بس عزموا عليا بيهم صحابي فمرضيتش أكسفهم.


 اغتاظت من برودها هذا وصاحت باهتياج: لا كده أنتي اتجننتي أنت نسيتي أنك حامل يا مجنونة واللي بتعمليه ده تضري نفسك وتضري البيبي.


 ابتلعت غصة مريرة في حلقها ثم رمقتها بانكسار مغمغمة بنبرة يشوبها الحزن: هو أنا أفرق مع مين أصلا سواء أنا ولا اللي في بطني please يا طنط بلاش الكلام اللي ما لوش لازمة ده ابنك ما بفاش شايف غير فريدة وبس وأنا مجرد بنت شفق عليها بسبب غلطة معاها مش أكتر ولا أقل عشان كده سيبيني أعيش زي ما أنا عايزة أنا اقتنعت خلاص ان الحب مش بالعافية الحب بييجي لوحده مش نقعد نعمل مؤامرات ونخطط عشان نجيبه لا لازم بيجي من غير أي تعب بيجي من نظرة من كلمة من حتى لمسة

 لكن غير كده عمره ما هيبقى حب أول مرة أقتنع بمقولة اللي يتبنى على غلط فهو غلط وارتباطي بأدهم أتبنى على غلط يا طنط عشان كده يا ريت حضرتك توفري مواعظك لنفسك وسيبيني أعيش حياتي بالطريقة اللي أحبها لحد ما أخلف وبعد كده ربنا يسهل واشوف أنا هعمل إيه.


 ألقت كلماتها في وجهها ثم استلقت فوق الفـ راش وجذبت الغطاء على وجهها


 بقيت فيروز مكانها تحدق فيها بعدم تصديق فتلك الغبية تخلت عن كل شيء بسهولة لكن لن تسمح لها بأن تنسحب في منتصف المعركة ستجعلها تكمل المشوار الذي بدأته معها حتى ولو بالقوة. 

ألقت عليها نظرة ساخطة أخيرة ثم دلفت للخارج وهي تطوي الأرض من تحت قدميها من شدة الغضب.


❈-❈-❈


كانت تعد وجبة الغداء بعقل شارد تماما فكلما تذكرت نظرات وأحاديث ذلك الوقح ارتجفت كل خلية في جـ سدها لأول مرة تشعر بالنفور والاشمـ ئزاز من شخص لطالما كانت مرحة وبشوشة مع الجميع

 وأثناء شرودها شعرت بحركة خفيفة خلفها مما جعلها تصرخ بقوة وتحتـ ضن نفسها بحماية.

 دنى منها مراد بسرعة وضمها إلى صـ دره بقوة هامسا بخفوت: اهدي اهدي ده أنا مالك اتخضيتي كده ليه هو فيه حد غيري أنا وأنتي هنا.


 ابتلعت ريقها بخوف ثم تشبثت بأحضـ انه وراحت تستنشق رائحته بقوة وكأنها طوق الحياة بالنسبة لها 

ظلا يحتـ ضنان بعضهما البعض لوقت طويل حتى سكنت تماما بين يا يديه فتنهد براحة ثم أبعدها قليلا وسألها باهتمام: أحسن؟


 أومأت له بالموافقة

 فتابع: قولي لي ليه الخوف ده كله هو حصلت حاجة وأنا نايم ولا إيه؟ 


تنحنحت بقوة ثم أجابته بتلعثم: حاجة حاجة زي إيه يعني؟

 لا أنا بس عشان كنت سرحانه.


 ابتسم بعبث ثم راح يراقص حاجبيه في بمكر مردف: سرحانه فيا طبعا مش كده؟


 رفعت نفسها ووقفت على رؤوس أصابعها ثم طبعت قبـ لة طويلة فوق شفـ تيه وابتعدت هامسة بشقاوة: أكيد طبعا هفكر فيك أمال هفكر في مين يعني.


 دنا منها ليقـ بلها إلا أنها ابتعدت عنه سريعا هاتفة بجدية: لا أنت كل ما بتبـ وسني بتاخدني وبتطلع فوق وأنا بصراحة جعانة أوي ناكل وبعدين اعمل اللي أنت عايزخ.


 أطلق ضحكة رنانة ثم ألقى لها قبـ لة في الهواء مردفا وهو يدلف للخارج: طيب أنا هقعد قدام التليفزيون لحد ما تخلصي.


 تنهدت براحة فور خروجه وراحت تطمئن نفسها بكلمات بسيطة: اهي يا شمس اهدي ما فيش حاجة بعد كده ما تخرجيش غير مع مراد وان الله مش هيحصل حاجة وحشة.


❈-❈-❈


مساءا عاد إلى المنزل وهو مشتاق لرؤيتها فلم يتثنى له الاتصال بها طوال النهار لقد كان لديه الكثير من الأعمال

 صعد إلى جناحها بعد أن دلته الخادمة بأنها تقطن فيه ثم طرق الباب وولج انقبض قلبه عندما أبصرها تفترش الفـ راش تغشي عينيها الدموع.

 أغلق الباب ثم تقدم منها بلهفة منتزعا إياها من مكانها ليخفيها بداخل أحضـ انه ويهدهدها كأنها طفلة صغيرة 

ظل محتـ ضنا إياها وراح يهمس لها بكلمات مطمئنة حتى سكنت تماما.

 وما هي إلا ثواني حتى أبعدها عن صـ دره وسألها وهو يمسح دموعها بأنامله: مالك يا ديدة وجعتيلي قلبي ليه العياط ده كله؟


 انفجرت بالبكاء مرة أخرى وألقت بجـ سدها بداخل أحضـ انه فلم يجد سبيلا سوى أنه تراجع مستلقيا فوق الفـ راش وهي أعلاه وراح يسألها بخوف: مالك يا فريدة مالك يا حبيبتي مين زعلك بس إيه اللي حصل للعياط ده كله؟


 أراحت رأسها فوق صـ دره وهتفت بنشيج: أنا ما استهلكش يا أدهم أنت حبتني أوي وأنا قابلت الحب ده بالخيـ انة أبعد عني يا أدهم أنت تستاهل حد أحسن مني أنت تستاهل مرام. مرام أحسن مني. 


قالت تلك الكلمات وانخرطت في موجة جديدة من البكاء جعلته يشعر بالخوف عليها وسرعان ما ساورته الشكوك في الحديث الذي تفوهت به.

 ماذا هل قالت خيـ انة؟

 فانتفض وهو ما زال يحملها فوقه ثم اعتدل وجعلها تجلس براحة فوق قدميه متسائلا بلهفة: إيه الكلام الفارغ اللي بتقوليه ده وخيـ انة إيه أنا مش فاهم حاجة فهميني؟


 أجابته بصوت متقطع: آا أنا قبلت حازم الفيومي النهاردة في النادي يا أدهم.


❈-❈-❈


في المنزل الذي جمعهما كان يجلس بضياع فلقد قضية الأشهر المنصرمة في المنزل يكلم صورتها التي علقها في غرفه نومهما يبكي ويشتكي مرارا وتكرارا ويعتذر في بعض الأحيان ويبكي كثيرا عندما لم يجد منها ردا من يراه يقول إنه قد جن ابنه بات يكرهه ويكره حتى رؤيته

 انسكبت دموع غزيرة فوق وجنتيه ثم وقف أمام المرآة شهقة بقوة عندما أبصر حالته المزرية

 لحيته التي استطالت كثيرا وشعر رأسه الذي وصل إلى أسفل عنقه بات مجرد شبح أو مسخ لم يصدق أحد بأن هذا هو محمود الشاب اليافع حسن المظهر الذي استطاع أن يوقع شهد في شباكه منذ النظرة الأولى

 ارتسمت ابتسامه مريرة فوق شفـ تيه وسرعان ما تحولت تلك الابتسامة إلى قهقهات عالية حتى كادت أن تصم الأذان 

وفي خضم تلك الحالة التي اعترته شعر بحركة مريبة خلفه استدار ببطء لكنه تجمد مكانه عندما أبصرها تقف قبالته ترمقه بنظرات مخيفة بوجه متورم وشعر أشعث وكأنها تعرضت للاغتـ صاب للتو لم يستطع أن يوقف ارتجاف جسـ ده  وشفـ تيه كي يتحدث إليها فما يراه جعله يصاب بالشلل المؤقت

حاول أن يخرج الكلمات من فاهه لكنه لم يستطع فحاول الركض للخارج عندما أبصرها تدنو منه لكن أبت قدميه الانصياع له فاستسلم للأمر الواقع وبقي مكانه يتابع تقدمها منه حتى باتت قبلته مباشرة لا يفصلهما سوا إنشات قليلا وما زالت ترمقه بتلك النظرات المتوعدة 

 صمت أطبق على المكان حولهما حتى قطعته هي هاتفة بصوت مخيف: مالك خايف مني ليه مش كنت بتكلمني كتير وتعيط لما ما كنتش برد أديني جيت لك أهو وهسمعك وهرد عليك كمان الله يلعـ نك يا محمود مش سايبني في حالي وأنا حيه ولا وأنا ميتة عشان كده أنا جيت وقررت أني تنتقم منك واخد حقي السنين السودة اللي عيشتها لي استعد يا بطل.


..يتبع

إلى حين نشر الرواية الجديدة للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة