-->

رواية جديدة ذكرى مكسورة مكتملة لإيمي عبده - الفصل 3 -2 - السبت 23/12/2023

 

قراءة رواية ذكرى مكسورة كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




قراءة رواية ذكرى مكسورة

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة إيمي عبده

الفصل الثالث

2

تم النشر يوم الجمعة

22/12/2023



صر أسنانه بغيض فحذرته حياة من أن يتدخل فوافق مرغماً فلغبائه سمح لتعرضها إلى هذه المذله كيف لم يرى ذلك فزوجة كارم لاتحب سوى نفسها فقط وتزوجت كارم فقط من أجل أمواله وعدم قدرته على الإنجاب لم تفرق معها فهى لن تعانى من تعب الحمل وآلام الولاده لكى تصبح أم فهى لا تحب المسؤليه ولا الأطفال وقد كان إعتقاد كارم الراسخ بأن تقبلها لعجزه محبةً له ولم يرى ما رآه الجميع لذا فمن البديهى أن تنفر حياه خشية من أن يترك لها كارم شئ من الميراث وبعد أن أصبحت حياه على أبواب الأنوثه ويمكن التأكيد على أنها ستصبح فاتنه لذا فقد أصبحت تغار منها خاصه أن شبابها أقفل منذ زمن ورغم هذا لازالت تحلم باليوم الذى سترث فيه كارم


تأملها وهى تنهض تجمع الأطباق وتغسلها فتاه بمثل عمرها تقضى أوقاتها فى مرح 


إستدارت فجأه فوجدته شارداً نحوها فلوحت بإصبعها محذره إياه بمرح: إوعى تكون بتحبنى


- ياشيخه إتنيلى لهو إنتى يا مفعوصه فاكره نفسك ست


- لأ ست أشهر هأ هأ هااااه


ودون مقدمات سألها: إلا صحيح عمرك ما قولتيلى نفسك تطلعى إيه؟


- عشان إنت عمرك ما سألتنى


- وأدينى بسألك أهو يا ستي


حمحمت بقلق: ومتشيطش وتولع فيا


رفع حاجبه: ليه عاوزه تشتغلى رقاصه؟!


- هو أنا صحيح بحب الرقص بس افضل أحتفظ بمحبتي ليه لنفسى


- الله اومال إيه 


نظرت إلى الباب وحسبت المسافه بينها وبين الباب وبدأت تتحرك مستعدة للركض لكنه فطن لما تنتويه فنهض سريعاً ووقف أمامها


- متحاوليش ياقطه كان غيرك أشطر انطقى يا بت 


إبتلعت ريقها بقلق ونظرت حولها فحرك رأسه نافيا ليؤكد لها فشل مساعيها ف الهرب فتنهدت بيأس 


- إسأل باباك


رفع حاجبه: وبابا ماله


- كان مره إتكلم معايا وقولتله


- قولتى لبابا ولا قولتليش أنا؟!


- مهو عشان هتزرزر وتتعصب


- أتعصب لا أبدا دا أنا هولع فيكى بس


سخريته البارده حذرتها من عواقب التأخر فى جوابه فتأففت بضيق فلم يعد هناك مفر لذا همست بإضطراب


- ضابطة شرطة


- أنا أطرش ومبسمعش الصبح عالي صوتك


أجفلت حين إرتفع صوته فرفعت صوتها وأعادتها سريعاً وإنتظرت بقلق إنفجاره لكنه فقط قضب جبينه


- نعم يا ختي


- هو مش فى ظابطات ف الشرطه


- آه بس ليه اكيد من كتر قعدتك مع بابا السبب


- لأ أنا اللى عاوزه كده واما قولتله شجعني


- والسبب؟


هدوئه شجعها لتسترسل: عاوزه يبقى ليا لازمه أساعد اللى زيى وغيرهم عاوزه أبقى أقوى دا غير إنى بحب الأكشن


تبدد عبوسه بضحكه مرحه: طب يا بتاعة الأكشن هتقدرى على الموضوع ولا هتكسفيني ف الآخر 


ضربت كتفه بقبضتها: عيب عليك وراك راجل


بدى الضيق على وجهه ووضع يده على كتفه: لأ واضح إنك راجل فعلا خلعتي كتفي


رفعت حاجبها فضحك: ها وناويه على إيه دلوقت


- مستنيه النتيجه وعلى أساسها هتحرك


- عارفه يا سوسه لو مجبتيش مجموع يرفع الراس هعمل فيكى إيه؟


حاولت ضرب كتفه مجدداً لكنه أوقف قبضتها بقبضته: لا بقولك إيه بطلى الحركه دى كتفى مش حملك


- يا عجوز


- عجوز عجوز بس أعيش وبالمناسبه دى عيد ميلادى قرب ومتفتكريش إنك لما تنجحي تبقى دى هديتى حتى لو طلعتى الاولى عالثانويه العامه انا عاوز هديه بجد


- متقلقش محوشالى قرشين


- الأربعه جنيه اللى محوشاهم ف حصالة ستك دول تجيبى بيهم لب يا حاجه 


تنهدت بضيق للحظه ثم هتفت بحماس: هعملك هديه بإيدى


زوى جانب فمه ساخراً: يا فرحتى


- لأ متقلقش دى هتبقى تحفه دا إنت حبيبى برضو


ضحك بعبث: طب إوعى إنتى بقى لتقعى ف حبى


- يا جدع متقلقش انت اخويا


- نعم، اخوكى بس، انا اخوكى وابوكى وصاحبك ودراعك وضهرك


- ولا تزعل والغضروف كمان فى ايه انت بتتلكك دا انت هتبقى حما صعب اوى 


- وانتى


- لا دا انا هتصاحب عليها ونتفق عليك ههههههه


- آه ياجزمه


عادت لتنظيف المطبخ فتنهد بضيق لما إختارت تلك الرغبه ولما يظنه الجميع مخطئاً 


بدأ يساعدها وعقله بمكان آخر حيث تذكر حديثه مع عامر حين أبدى عامر حماسه للتقدم إلى كلية الشرطه


- إنت إيه اللى محمسك للموضوع مش فاهم أنا


فأجابه بثقه: السؤال دا ميتسألش لواحد عاش واتربى ف البلدى


زوى جانب فمه ساخرا: اشمعنى


- بلد البطولات يا ابنى


- يا سيدى عالأشعار


- مش أشعار دى حقيقه


- لأ بجد


- آه بجد وأدى بطل منهم جاى اهوه


إستدار ليجده يشير إلى رائف القادم نحوهما فأحس بإتقباضه مزعجه بصدره فإستعاذ بالله من الشيطان الرجيم 


أيد رائف حديث عامر فتأفف منهما :مش لازم ابقى راجل عسكرى عشان اخدم بلدى


- مين قال كده بلدنا فيها أبطال يتشالو عالراس وملهمش أى علاقه بالجيش أو الشرطه كل واحد بيخدم بلده ف مكانه ف مهنته ف بيته


- دا حقيقى كل واحد عاوز يخربها بيدور يوقع بين أهلها وبيفشل لأن وحدتنا سوا سر قوتنا


- كلام حلو بس منش مقتنع برضو إنت نفسك مكنتش مقتنع


إبتسم رائف: مكنتش موافق 


- وإيه الفرق


- الفرق إنى رافض عشان سلطة بابا ميتقالش يوم ما أنجح او أعمل حاجه كويسه دا عشان أبوه فلان كنت حابب أبعد عن مجال شغله خالص لحد ما واحد صاحبى قالى إن مهما كان مساعدة بابا ليا فإسمى أنا اللى بعمله اللى بيعتمد بس عالصيت بيفشل ومحدش أهبل الناس بتعرف الناجح حقيقى من بتوع الصيت ولا الغنا فوافقت ولقيت إنه تحدى حلو ليا إنى اقدر أرفع إسمى لدرجة أنافس إسم بابا وصراحه لقيت نفسى فيه ومناسب ليا جدا معتقدش إنى كنت هنفع مدرس أبداً أنا مليش مراره عالعيال أحب الهدوء والتركيز 


سخر زياد من تعليقه الأخير: آه والقنابل مفيش اهدى منها 


- دا حقيقى مبترغيش كتير 


ضحك ثلاثتهم فإبتسم زياد بشرود حتى وكزته حياة لتعيده إلى أرض الواقع


- هوهووووه سافرت فين دا كله


فسألها فجأه: هو أنا اللى مأڤور 


قضبت جبينها: ف إيه 


- إنى يعنى عمال أعاند مع إنى خلاص دخلت الكليه وإتخرجت


- طب كويس إنك عارف إنك بتعاند


- لأ أنا بتكلم بجد


تنهدت بيأس وأشارت له بالجلوس وجلست أمامه: بص يا زياد إنت كرهت الفكره لأن باباك صمم عليها وإنت بتعانده بس لمجرد العند واللى غايظك ومخليك تزيد فيها إنه طلع على حق إنت متنفعش إلا ظابط وبس دماغك بسهوله إتعودت عالموضوع وف ظرف سنتين خدت ترقيه سبقت فيها زمايلك ودا مش عشان باباك دا لذكائك وحسن تصرفك وطريقتك ف حل القضايا دى حتى البدله يا مؤمن كأنها مخلوقه علشانك إنت بتبقى واحد تانى وإنت بتفكر ف قضيه ومن وصف صاحبك الرخم دا 


- قصدك عامر دا لو سمعك هيعلقك عالباب 


- هه ولا يهزنى ما علينا كنا بنقول إيه آه من كلامه إنت بتستمتع فى شغلك يبقى ليه الإنكار خايف لباباك يقولك كان عنده حق طب مايقول ياعم لو كبرت دماغك من ناحيته هتتفاجئ إنك شايف وفاهم غلط طول الوقت باباك طبعه كده جاد وحياته كرجل عسكرى أكدت ده مبيعرفش يفصل ف المعامله بيت البيت والشغل ولأن والدتك وإخواتك فهموا دا من بدرى ريحوا دماغهم


- يعنى لو بطلت أحط بابا ف الصوره هرتاح مش دا قصدك 


- أيوه


- طيب هجرب وأشوف


فقضمت شفتها السفليه بغيظ: قوم يازياد قوم بدل ما أفتح نفوخك إنت الكلام معاك غير مُجدى


- مجدى مين


مازحها بسخافه فإستدارت تبحث عن أى شئ تلقيه عليه ففطن لما تفعله ونهض راكضاً خارج المطبخ تصحبه ضحكته المدويه


❈-❈-❈


لقد علم عامر بكل هذا بعد أن إكتشف سوء ظنه وذلك حين نجحت حياة بتفوق وقد بانت السعادة على وجه الجميع عدا زينب وزوجة كارم وقد لاحظ عامر ذلك بالحفل الذي أقامه كارم على شرف نجاحها الباهر والذى أصر زياد عليه ليحضره كما لاحظ أنها تتعامل ببراءه وود مع الجميع لكن بحذر مع هاتين وليس للأمر علاقه بكونهما أنثتين لتغار وتنفر منهما كما سبق وأوحت له زينب فهى لطيفه جدا مع شمس ولو كانت الغيره السبب فمن الأولى أن تغار من شمس فهى أجمل منهما وزجر نفسه لغفلته عن كل هذا وقرر أن يبحث ليتأكد من الحقيقه وليس لمجرد كلمات سمعها من زينب


❈-❈-❈


بعد يومان أقيم حفل عيد ميلاد زياد وحضره الجميع بمن فيهم عامر الذى ما إن رأته زينب حتى أسرعت ترحب به ووقفت بجواره لكن بعد عدة دقائق لاحظت متابعته لحياة فصرت أسنانها بغيظ 


ضحك بسخريه من بلاهة زينب حينها فلم تكن ماكرة كفايه لتخفى حقدها، لكنه هو من كان أحمق، سقط في نفس خطأ زياد حين عاند الحقيقة فقط لكونها تتفق مع رأي والده



يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة إيمي عبده من رواية ذكرى مكسورة, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة