رواية جديدة زوج مؤقت لهالة محمد الجمسي - الفصل 12 - 2 - الأحد 10/12/2023
رواية رومانسية جديدة زوج مؤقت
من روايات وقصص الكاتبة
هالة محمد الجمسي
رواية جديدة
زوج مؤقت
تنشر حصريًا
على مدونة رواية وحكاية
قبل أي منصة أخرى
الفصل الثاني عشر
2
تم النشر يوم الأحد
10/12/2023
كان الليل قد جاء وسليم لم يعد بعد، رن جرس الهاتف مرة ثانية اتجهت نهال الى الهاتف وقد عقدت العزم على معرفة هوية المتصل قبل أن تتكلم هي فور أن فتح الاتصال جاء صوت الفتاة يقول في صوت مرتفع:
_آلو
أغلقت نهال السماعة في عنف وهي تقول:
_لا أنا مش مستعدة لمواجهاتك أنت، كفاية عليا مشاحناته هو انتم الاتنين كفليين ببعض أنا اللي هفضل برا الموضوع
بس النتايج اللي أنا عايزاها هتم قريب أوي واضح انها مش هتسكت غير لما تواجهه بالصوت اللي قال لها انه مراته
فتح باب البوابة، أسرعت إلى غرفتها وتمنت من كل قلبها أن تتصل الفتاة مرة ثانية، حتى تصل ذروة القرارات في التو واللحظة، ولكن الهاتف صمت وكأنه تجمد أو فقد الحرارة التي به، صوت غلق باب المرسم والصمت الذي شمل المكان جعلها تيقن ان سليم قد خلد إلى النوم
لانه اغلق كذلك الابواب جميعاً من الداخل هذا يعني أنه لا نية في الخروج الليلة، لقد اكتفى من البقاء خارج المنزل، تملك الملل كيانها فخرجت من الغرفة متجهة إلى غرفة الجلوس قامت على إطعام العصافير واتجهت مباشرة إلى المطبخ حتى تقوم على مليء السقايات، كان باب المطبخ لا يزال مفتوح من الجهة الأخرى، الخرطوم كذلك ملقى هناك والأشجار لا تزال في مكانها لم يقوم سليم على اقتلاعها من مكانها،
اتجهت في خطوات سريعة إلى حيث الأشجار ثم لمستها في رفق شديد وكأنها تعتذر لها عن كلمات سليم وقراره لها بالاعدام وعدم تمكنها من الدفاع عنها أو محاولة ثنيه عن القرار
حين حاولت أن تعود كانت قدماها قد انزلقت مرة ثانية في الحفرة الصغيرة مرة ثانية، وحاولت أن تنزع قدمها و تنهض في سرعة وتكمل السير ولكنها قدماها قد لفت في إتجاه عكسي مما جعل سقوطها وجلوسها على الأرض مرغمة أمر لا مفر منه
مضت ساعة كاملة وهي جالسة على الأرض بين الأشجار وقدمها في الحفرة الصغيرة
حاولت مراراً وتكراراً
ولكنها لم تستطع،ومع تكرار الألم التي تشعر به
لم تستطع أن تمنع دموعها من الانزلاق
وهي تشعر بخيبة أمل كبيرة في كل شيء
في الوجود وفي كل شخص تعرفه، وتمنت من اعماق قلبها أن تنتهي حياتها في تلك اللحظة
أضاء سليم نور المطبخ ثم توقف في منتصفه تماماً وهو يقول في حيرة
_نهال نهال، أنت!!؟
توقفت الكلمات في فمه ثم اسرع في الخطوات في إتجاهها وهو ينظر إلى الحفرة التي علقت بها قدمها، ثم جلس القرفصاء إلى جوارها وقال:
_أنت اللي وقعك هنا؟؟
ثم أزاح جزء من البنطال الحريري عن قدمها مما جعلها تعيده مرة أخرى
إلى مكانها ولكنه قال وهو يزيح البنطال قائلاً في حدة:
_عايز اشوف وضع إصابة رجلك
قالت في صوت متألم:
_أنا كويسة وهقوم من مكاني حالاً، خليك بعيد
نظر لها في قسوة ثم قال:
_أنت هنا من امتا؟ واضح انك هنا من فترة، ليه مش ندهتي عليا؟
ثم وضع يده برفق على الجزء الذي يعلوه الاحمرار وقال:
_رجليك التوت وفي التهاب كمان
لم تتمالك دموعها فقالت في صوت منخفض:
_انا هقوم
ولكنه تجاهل كلماتها وقال وهو يزيح قدمها من الحفرة في بطء:
_يا رب ميكنش في كسر
وقبل أن تحاول أن تفهم كلماته، حملها في هدوء وخفة وسار بها إلى حيث الغرفة وهي تردد:
_لا لا عايزة انزل
قال وهو يضعها في رفق على الفراش:
_شش، مش عايز حركة ولا نفس كمان مفهوم!؟
قالت في عصبية وهي تتذكر صراخه صباحاً:
_لا أنا هامشي هامشي من البيت
قال وهو ينظر لها في غضب:
_يا الله قلت لك بلاش حركة هتتأذي زيادة ثواني و أرجع لك تاني
عاد بعد لحظات وهو يحمل طبق متوسط الحجم به ماء ساخن وفوطة صغيرة، ودون أن يتكلم معها مسح في رفق قدمها من التراب والاوساخ ثم وضعهم مرة ثانية على وسادة وقال في لهجة آمرة:
_متحاوليش تتحركي
ثم قام بوضع المرهم على قدمها وهو يقول:
_من هنا ل بكرة لو الألم خف مش هنضطر نروح لدكتور لو مخفش هنروح مستشفى قريب من هنا
قالت وهي تنظر له في شك:
_أنت مش عندك عربية هنروح ازاي؟
نظر لها في حيرة ثم فهم مغزي السؤال هي لا تريد أن يحملها مرة ثانية وقال:
_خلاص، اجيب لك دكتور هنا
ثم قال في لهجة ساخرة:
_أنت كنت رايحة للزرع في الليل ليه؟ زيارة ليلية!
تنهدت في صوت مسموع وهي تريد أن يصل له احساس أن الصبر قد نفذ، نظر لها في عمق لحظات قبل أن يقول:
_أنت كلت حاجة من التلاجة؟
نظرت له في غيظ ثم قالت في عنف؛
_نعم !؟
قال وهو يتجه إلى الباب:
_انت لازم تاخدى مسكن ومضاد تورم ولازم تكون معدتك مليانة علشان آثاره هتسيب أثر سلبي
اختفي ثوان ثم عاد وهو يحمل علبتين من الزبادي:
_يا لا كلي علشان تاخدى الدوا
قالت في صوت غاضب ورافض:
_مش هاكل ومش هاخد علاج
نظر لها في غضب ثم قال في صراخ:
_مش هدادي أنا، أنت مسئولية عليا ولازم تخفي بسرعة مينفعش أسيبك كدا، الا إذا كنت عايزة تقعدي هنا كتير، أو عايزاني أشيل لك وامشي بك هنا وهناك، دي حاجة مش هقدر أتحملها أنا كمان ورايا أشغال
قالت في صوت محتد:
_مسئولة منك أنت !؟
قال وهو يبتسم في جذل:
_ أكيد طبعاً مسئولة مني، نسيت يوم القاعة والمأذون والفرح؟ ولا وجودك تحت سقف البيت دا معناه اي، حتى لو كل حاجة حبر على ورق بس بردوا أنت مسئولة مني أنا وفي الحالة دي أنا اللي لازم أقرر وأتصرف وأعمل الصح اللي دماغي بتقوله
تبادل كل منهم نظرات تحدي قبل أن يدفع سليم الزبادي في يد والمسكنات في يدها الأخرى وهو يقول في لهجة حازمة:
_لو رجلك فضلت وارمة ل بكرة معناها أن لازم دكتور يشوفك لان احتمال كبير يكون فيه كسر احتمال مش اكيد، بس احنا لازم نحطه ف الاعتبار لما يخف الورم وتقدري تحددي الألم والوجع خف ولا لأ ودا
هيوفر عليا أن اشيلك وامشي بيك لأقرب مستشفى مفهوم ولا اي؟
نظرت له في عدم تصديق مما دفعه أن يقول:
_مافيش بديل عن أن أعمل كدا، لو مخدتش علاجك ها عايزة اي
فتحت علبة الزبادي وشرعت في أكلها وهي تبلعها في غيظ في حين أحضر لها سليم الماء وهو يقول:
_بعد العلاج تنامي مش عايزة حركة نهائي، عايزك تهدي شوية وبلاش تحركي رجلك من فوق المخدة، تفضل ف نفس الوضع علشان ميزيدش الالتواء، رجلك تفضل مرفوعة ل فوق أتفقنا
ولكنها لم تجب وهو لم يكرر كلماته أو ينتظر منها جواب فقط اغلق النور وقال:
_اشوفك بكرة ويا رب تكون النتيجة كويسة والتورم يخف نهائي
ثم نظر لها محذراً وقال وهو يهز يده الاثنين مثل من يحمل طفل صغير :
_والإ هاضطر ل كدا
كادت أن تقذفه بالوسادة، ولكنها تماسكت نفسها في اللحظة الأخيرة وقالت تحدث نفسها في خفوت وهي تعض على شفتيها:
_كل دا هيخلص لما هي تواجهك بيا وتقولك مراتك ردت عليا، نفسي اشوف شكلك وهي بتقولك كدا، معلش اللي بيضحك في الآخر بيضحك كتير كتير اوي كمان
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي من رواية لعنة كنز شعلان لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية