رواية رومانسية جديدة زوج مؤقت

من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي

إيفا تنزل من سيارة الاوبرا ثم تقول للسائق:

_استناني هنا يا بني وليك الفلوس اللي انت عايزاه متقلقش 

السائق الشاب يرفع يده لها ويقول:

_فلوس اي يا أماه دا شغلي وانتظارك واجب عليا 

تدخل إلى المنزل وهي تنظر إلى الأبواب المفتوحة في حسرة:

_منك لله يا اللي خربتها 

سليم يجلس على إحدى المقاعد في الصالة في الظلام يضع يده على رأسه ينتبه إلى صوت خطوات إيڤا ينظرون ل بعض في صمت قبل أن تقول هي:

_خنت الأمانه يا سليم؟ رميت البنت برا البيت وأنت عارف أن أبوها مش هنا، دا أنت حتى طلقتها من غير ما تسمع منها اي اللي حصل 

سليم: 

_أسمع اي؟ وأنا شايف بعيني سكران في بيتي وهي اللي فاتحه له الباب

انت جاية ليه؟ خلاص خلصنا ومش عايز اسمع عنها كلمة تاني 

إيفا: 

_جاية اخد هدومها وحاجاتها من هنا جاية علشان اقولك انك متستهلش نهال جاية علشان اواجهك أنا لأنك افتريت عليها كنت مصمم تعمل فيها زي ما فريد عمل تكسرها باي شكل اوع تكون فاكر انك يوم ما دخلت علينا كان لك فضل عليها أو على ابوها انت طلعت أوحش والعن من التاني اللي سابها 

سليم وهو ينهض من مكانه في غضب:

_كفاية كفاية خدي حاجتها وامشي من هنا 

إيفا وهي تقول في إصرار:

_مرضتيش تقول لابوها على سبب الطلاق ليه يا سليم؟

سليم وهو ينظر لها في عداء:

_أقول له اي؟ أقول إن خطيبها الاولاني عرض عليا أن الأيام تنقسم بينا؟اقول له أن فريد قال لي على علامات في جسم  نهال!؟ 

إيفا وهي تنظر له في استنكار:

_واطي وندل وأنت كنت عايز تصدق  وخالص, تكلمه ازاي نهال و تليفونها من يوم جوازها وهو في بيت ابوها؟ وهتتفق معاه على اي؟ وهي متعرفش اصلا أنه رجع مصر ولا لأ؟ هتعرف منين هي؟ هو جاي علشان غرض معين وأنت ساعدته علشان انت كمان متستهلش نهال، وعلامات اي وزفت اي  دا البت جسمها طاهر زي الندى ومافيهوش شامة ولا علامة واحدة  

ساد صمت بينهم كان سليم قبل أن يغادر سليم الصالة ويتجه إلى المرسم في حين قالت إيفا وهي تسير خلفه:

_أنا ونهال كنا هنا بعد ما طردتها، مرضتيش تمشي علشانك أنت، وهي لو في بينها وبين الكلب التاني حاجة ما هي كانت مشيت معاه مش كدا؟ 

هي استنتك يا سليم 

استنى جوزها اللي 

صمتت إيفا عن كلمة لا يستحق ثم تابعت: 

 _استنناك  كتير كان كل همها أنت مش هو، وأنا اللي ضغطت عليها علشان تمشي من هنا ونحاول نكلم ابوها علشان نوصل لك  وحضرتك بدل ما تسمع منها هي،  جريت وراه هو  علشان تفهم منه هو مش كدا رايح للندل وسايب الأصيل 

نظر لها سليم في غضب ثم صاح بها:

_عرف البيت ازاي؟ 

إيفا وهي تفرد يدها في بساطة:

_ما هو ابوها رايح جاي على هنا ممكن اي حد في شركته يكون اتواصل معاه وعرفه الساعي مثلاً، وأنت نفسك مش ليك شركة!؟ شوف مين اللي عرفه بيتك منهم؟ ولا اسمك نفسه لما يسأل اي حد ما هو هيرد ويقوله

المهندس سليم قاعد في المكان الفلاني ؟ هيكون صعب عليه مثلا أنه يعرف مكانك؟

أدار لها سليم ظهره مما دفعها أن تخرج من الغرفة ثم صاحت بعد قليل:

_سليم سليم تعال هنا شوف بنفسك علشان تعرف انك كنت عايز تظلمها وبس 

وقف سليم على باب الغرفة في حين قالت إيڤا وهي تشير إلى ملابس نهال الموضوعه على الفراش:

_دي البيجامة الوردي اللي كانت على السرير زي ما قالت لي  كانت لسه هتلبسها  واللبس التاني أهو هي فتحت الباب من جوا ورجعت تاني لأنها كانت فاكرة فريد وفؤجئت بيه 

لم يلن وجه سليم ظل غاضباً في حين قالت إيڤا وهي تضع يد على ذراعه: 

_نهال مش بتخبي عني حاجة خالص، قالت لي انكم انتم اتفقتم أن جوازكم يبقى حقيقي وقالت لي ان حصل بينكم تقارب وان هي نفسها اكتشفت انها مرتاحة معاك، الأيام اللي تعبت أنا فيها وأبوها كان مسافر حصل بينكم ألفة، وهي نفسها حست بالأمان  أنا عارفة أن الجواز والعلاقة  بينكم لسه متمش علشان كدا صدقت أن في علامات في جسم نهال، وأنا ادرى بيها من اي حد وبقولك مافيش علامات على حسم نهال أنا اللي ربيتها أنا أعرف نهال كويس والكلب الواطي التاني ملمسهاش 

ولا عمرها كشفت نفسها عليه ولا على اي حد تاني، انت العلاقة بينكم متمتش لسه وهي كانت مستنية موافقة ابوها  عليك بس صدقني حتى لو كان ابوها هيتردد جزء في المية عليك كان حب نهال ليك هيجبره أنه يوافق كانت هتقوله أنها موافقة 

ثم نظرت له في عتاب وقالت:

_يااااه دا أنت جاحد اوي أبوها يستأمنك  وهي كمان وأنت تطلع كدا؟

أطرق سليم برأسه في الأرض وهو يفكر في حين قالت إيڤا وهي تخرج من الغرفة في غضب:

_أنا هسيب كل حاجة نهال هنا علشان تفضل انت حاسس بالذنب طول عمرك وهتحس بالذنب اكتر واكتر لما تعرف انها من يوم ما سبتك وهي مريضة وبين الحياة والموت انت بجد متساهلش نهال دا أنت متستهلش دمعة من عينيها 

قال سليم وهو يسير خلفها:

_مرض اي؟  هي نهال تعبانة؟  

إيفا في استخفاف:

_لا حقها تنطط فرحانة باتهامك ليها و جبروتك  اللي غلب جبروت ابليس 

قال سليم في لهجة رجاء:

_طيب هي فين؟ مستشفى اي؟! 

وقفت عند باب البيت وقالت في لهجة تحدي:

_مش عايزة اسمع منك أي كلمة ولا سؤال، أنت لازم تدوق شوية من اللي عملته فيها، لازم تلف وراها كدا مستشفيات مصر كلها وتحفى بس علشان نظرة عليها 

قال سليم في نفاذ صبر:

_إيڤا من فضلك مش وقته تصفية حسابات 

إيفا وهي تضحك ضحكة سخرية:

_مش أنا اللي هصفي حسابات معاك، ضميرك دا اول واحد هيحاسبك وصحاب الشأن بقا ابوها وهي دا لو رضيوا أن يفتحوا حسابات تاني معاك أنت 

سليم وهو يسير خلفها إلى الخارج:

_طيب فهميني هي مالها حالتها الصحية فيها اي؟ 

إيڤا:

_كل اللي المهم تعرفه بجد أنك السبب ومافيش سبب غيرك 

تنطلق إيڤا تجر جسدها الثقيل في سرعة في إتجاه سيارة الاوبر  تلمح سليم يسير خلفها يحاول أن يصعد معها ولكن إيڤا تغلق الباب في عنف 

:

_يا لا اسطي  من مكان ما خدتني زي ما كنا  وبسرعة ومتردش على الشاب دا 

سليم يحاول اللحاق بها لكن سائق السيارة كان أسرع منهم يغادر  في سرعة وتستمع ايڤا لصوته وهو يصرخ في جنون

-إيفا اسمعيني 

داخل المستشفى  تدخل إيفا في سرعة حيث تجد نهال لا تزال غائبة عن الوعي تنظر لها في شفقة 

ثم تنظر إلى والدها قائلة:

_روح أنت يا مراد بيه أنا اللي هقعد معاها لحد ما تفوق