-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 6 - 1 - الثلاثاء 23/1/2024


 

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 


الفصل السادس

1

تم النشر الثلاثاء

23/1/2024


افتقدك جدا ..


افتقد همساتك التي كانت تشعرني  ..


بالامان والحنان ..


حتى ولو لم تكون بجانبي  ..


افتقد  صوتك الذي لم ولن يغادر ..   مسامعي ..


افتقد ضحكاتك وعتابك  وكبريائك  ..


افتقدك كثير  ..


لو كُنت قريب و وضعت يدك  ..


على قلّبيِ لهدأت الحروب  ..


‏لو كُنت قريب و عانقتني  لـ تلاشت ..


الرغبة بالموت  ..


‏لو كُنت قريب و مسحت دمعي  ..


لأزهرت عيناي من جديد  ..


‏لكنك تقف بعيدًأ ‏و أقدام المسافة ..


ثابتة لاتتحرك  ..


و لسانُ قلّبي أخرسته غُصته ..


‏ليس لأنك أضعتني في الزحام ..


‏و ليس لأن قلّبي أحرقته الشمس  ..


وهو ينتظر ..


بل لأنّي عجزت  أنّ أكون ظلك  ..


عجزتُ أنّ أكون بالقُرب منك  ..


إنّ غيابك ينهش  ما تبقى مني ..


أنا حقاً أفتقدُك جِداً و غيابك  ..


هذا يجعلّ ساعاتي  في أشدّ ثُقلها ..


و كأن حجرًا ثقيلًا  وضع فوق قلّبي .. 


نعم افتقدك ..

❈-❈-❈



من بين إنفاسٍ ملتهبة وقلب محترق، جذب مقعدٍ وجلس بجوارها، ممسكا كفيها يملس عليه، ونظراته تعانقها كالأم التي تعانق رضيعها

رفع أنامله على شفتيها المجروحة، هنا شعر وكأن أحدهم اعتصر قلبه، فشعر بإنسحاب انفاسه، لأول مرة يشعر بذاك الألم الذي يفتك بأعضائه 

ظل يمسد بأنامله كأنه يزيل أثارها، دنى يضع رأسه بجوار أنفاسها ومازالت أنامله تبحر فوق وجهها

-جنى أول مرة احس بالوجع دا، حاسس بحد بيدبحني بسكينة باردة، لا هو بيخلص مني ولا سايبني، طلعتي غالية أوي يابنت عمي 

انهمرت عبراته ممزوجة بنزيف روحه حينها اشتهى الموت بكل جوارحه بتلك اللحظة فاستأنف حديثه الباكي

-القدر المرادي منصفنيش ياحبيبة عمري، ينفع كدا تعملي فيا كدا ياجنى هونت عليكي، جاسر هان عليكي توجعيه كدا

ياله افتحي عيونك حبيتي وطمني قلبي، رفع رأسه وهمس بجوار أذنها 

-لو بتحبيني فعلا افتحي عيونك وريحي قلبي ياجنى لو سمحتي..ظل يحادثها لبعض الوقت إلى أن دلفت الممرضة 

-كفاية حضرتك، لو سمحت لازم تخرج عشان نشوف شغلنا، اتجه ببصره إليها متسائلا:

-أعرف بس هي مالها، ليه مابتفقوش 

تابعت المحاليل التي تغرز بورديها وقامت بمتابعة حالتها 

-هتفوق يافندم إن شاء الله، خلال كام ساعة هتلاقيها فاقت، الصدمة كانت عنيفة عشان كدا العقل رافض الواقع، بس مش معنى كدا أنها هتفضل كدا، مازالت تفحص مؤشراتها الحيوية فأستأنفت حديثها 

-العلاج دا هيفوقها، المهم تقدر تتعايش مع الواقع بعد ال حصلها ..قالتها الممرضة ثم اتجهت إليه 

-دلوقتي ممكن تسبها ترتاح، بلاش نزعجها لو سمحت 

اومأ برأسه، نهض ثم انحنى يطبع قبلة على جبينها 

-أنا برة ياجنجون مستنيكي حبيبي، همس بجوار أذنها 

-وعد من جاسر الألفي لأحرق قلب اللي عمل فيكي كدا، المهم ترجعيلي، وبعدها مش هتنازل عنك حتى لو غصب عنك، مستعد أحرق الكون كله، بس ترجعي وتقولي جسورة، ناظرها للحظات ..وآهة خفيضة ورغم أنه أخرجها ببطئ إلا أنها أحرقت جوفه تراجع بخطواته للوراء.وعيناه تراقب جسدها المسجى، ثم استدار متحركا للخارج 



بعد أكثر من ساعتين وصل جواد وعز بنفس التوقيت ، ولج الأثنان سريعا إلى المشفى 

بأنفاسٍ متقطعة تسائل عز جواد حازم الذي يتوقف أمام إحدى الغرف وبالجانب الآخر تجلس مليكة على إحدى المقاعد 

-جواد ..قالها عز بتقطع، ونظرات ضائعة وقلب ينتفض خوفا على إخته .. استدار جواد الذي يربع ذراعه أمام صدره ونظراته على جاسر، ولكن فاق على نداء عز، استدار بجسده 

-خالو، تحرك جواد بجوار عز وهو يوزع نظراته على ثلاثتهم

-ايه ال حصل وفين جنى؟! ثم وجه نظره لأبنه الجاثي على الأرضية يضع ذقنه على ركبتيه وينظر بنقطة وهمية لا يشعر بهم...توقفت مليكة بعدما ربتت على كتف جاسر بحنان قائلة: 

-جاسر باباك جه؛ ولكنه لم ينظر ولا يتحرك ظل كما هو على نفس الحال 

حمحم جواد وعيناه تحاوط عز 

-جنى اتعرضت لهجوم واعتداء وهي دلوقتي نايمة مش حاسة بحاجة، والدكاترة بيحاولوا يفوقوها

ارتجف جسد عز، فلقد وقع حديث جواد على قلبه كضربة خنجر قاتلة، هز رأسه كالمجنون ،واستفهم باستهجان 

-ايه ال بتقوله دا يابني، هي كانت رايحة، فجأة صمت وذهب بصره لذاك الجاثي .. شهق وهو ينظر لعمه بعدما وجد حالة جاسر.. هنا فاق من صدمته ينظر لحالة جاسر الذي تؤكد حدسه

شعر بنيران تحرق داخله كمرجل جف مائه من كثرة الغليان..تراجع للخلف وعيناه تائهة يبحث عن مكان اخته هامسًا كالمعتوه

-لا ..أكيد دا كذب، لا جنى مستحيل، لا جنى، استدار يبحث في الغرف كالمجنون، حتى وقعت عيناه عليها بأحد الغرف 

ولج إلى الغرفة بجسد يرتجف، وعينان كزخات المطر، همس باسمها بشفتين مرتجفتين 

-"جنى"..قالها بشهقة، ونظراته على جسدها الشاحب ..تحرك بخطوات هزيلة كالذي يتحرك على جمرات من النيران؛ حتى وصل إلى فراشها، ودموع عيناه تفرش طريقه

هز رأسه وصرخة من جوف حسرته وهو يضمها إلى صدره 

-"جنى"..قالها بصوت هزت له جدران المشفى

ولج جواد خلفه ...تسمر بمكانه وهو يرى تلك التي يحتضنها اخيها، هل حقا هذه تلك الفتاة الحيوية، ملاكهم، ماذا فعلت بكِ الذئاب البشرية حبيبتي لتصبحبين بتلك الحالة..خطى إلى أن وصل إلى عز الذي يضم أخته وشهقاته تنتفض له القلوب ..ربت على كتفه ودموعه انسابت على وجنتيه 

-حبيبي قوم كدا، خليني اشوفها

أشار بكفيه على أخته 

-شوفت ياعمو، ليه يعملوا فيها كدا، هي مأذتش حد، مين ال ممكن يعمل فيها كدا، 

جذب جواد عز 

-قوم ياحبيبي سيب اختك خليها ترتاح، هنعرف دلوقتي ايه ال حصل..تعالى ياعز انت سامع الممرضة بتقول ايه، جذبه للخارج ..واتجه إلى جنى يدثرها بالغطاء..انحنى يطبع قبلة على جبينها 

-اختاروكي أنتِ لتدفعي التمن ياحبيبتي، آهة خفيضة خرجت بنيران الذنب وهو يكور قبضته حتى نفرت عروق عنقه..فتحرك للخارج 

خرج والغضب يتعاظم بداخله، وغلا دماءه في عروقه ، تحرك متألمّا وقبضة قوية تعتصر فؤاده، اه ياربي كم هو مؤلم شعور العجز والألم في آن واحد بخطوات ضعيفة متهالكة خطى للخارج ونيران تعصف بقلبه وسائر جسده وجد عز يقف أمام جواد 

-مين ال عمل كدا، وانتوا كنتوا فين..قالها بصوت جهوري..قاطعت مليكة حديثهم 

-حبيبي انا كنت في البيت على اساس جنى تعدي عليا وقولت هنخرج، اتصلت وقالت عمتو هعدي على فيروز 

-الحادثة حصلت في بيت جاسر ياعز مش عندنا 

تسمر بمكانه وكأن كلمات مليكة كالسهام أصابت جسده فترنح للخلف ..يستند على الجدار، نظر عز إليه متسائلا 


❈-❈-❈

-هو قصده ايه ياعمو..تحرك جواد الذي اصيب بشلل كامل بجسده ، حتى شعر بعدم مقدرته على الوقوف، اتجه إلى ابنه:

-جاسر..رفع بصره لوالده وارتسم الألم داخل مقلتيه، يشعر بنيران تلهب جسده بالكامل، فرفع كتفه للأعلى 

-ملحقتهاش يابابا، حاولت بس ملحقتش...قالها وعيناه تذرف الدمع بالدمع وتسطر الحزن بملامح وجهه

تحرك عز متجها إليه بجبين متغضن يكرر حديثه

-ملحقتش مين، ، صمت وهو يشير بسبابته إلى جواد مردد 

-قصدك إن اختي فيه حد اعتدى عليها عندك في البيت، ومراتك موجودة، وبدعوة منك ياحضرة الظابط ، زمجر بها بصوت جهوري، أفزع جميع من يقف بجواره 

تحركت مليكة إليه بعدما نزلت كلماته كنيزك على رؤوسهم صاحت غاضبة:

-عز ممكن تهدى احنا في مستشفى، وكفاية حالة جنى وجاسر،ايه ال بتعمله دا

دفع المقعد بقدمه وبأعين زائغة غير مستوعبة مانزل على مسامعه، يهز رأسه متجها يبحث عن الطبيب

-فين الدكتور، والله ماهرحم حد ، قالها وتحرك كالمجنون

أما جواد الذي حاول إيقاف ابنه

-قوم..قاعد كدا ليه..نظرات ضائعة لوالده فكأن الأرض تبدلت غير الأرض والزمان غير الزمان، والقدر يصفعه بقوة قائلا:


-بهدلوها يابابا، رفع كفيه أمامه 

-بدي مقدرتش الحقها يابابا، انا السبب، أنا ال طلبت منها تروح هناك 

احتضن جواد وجهه ابنه، يمسح دموعه بعنف 

-قوم ومتبقاش زي البنت المجروحة، قوم واصلب نفسك ياحضرة الظابط 

شهقة خرجت من جوف حسرته يهز رأسه بعنف وهو يرجع خصلاته المتمردة على جبينه بعنف كاد أن يقتلعها من جذورها، ويطحن ضروسه ضاغطا عليها بقسوة كلما تذكر حالتها ثم أشار على نفسه


-اصلب نفسي، هي فين نفسي دي، بقولك بهدلوها، جنى عاشت الألم كله بسببي 

ابتلع غصة بطعم العلقم وحاوط رأس ابنه 

-حبيبي كله قدر ومكتوب، قوم بلاش حالتك دي، وزع نظراته يبحث عن فيروز فتسائل 

-فين مراتك؟!

هز كتفه بعدم معرفة ولم يجبه، اتجه إلى مليكة 

-فين فيروز يامليكة، عملوا فيها حاجة

هزت رأسها بالنفي واجابته

-محدش كان موجود غير جنى ياجواد..أمسكت ذراعه وبعيون متألمة 

-يعني ايه مكنتش موجودة!!

اتجه لجاسر ونظر إليه بغضب

-فين مراتك، قوم شوف مراتك فين، ليكون حصلها حاجة

كور قبضته يجز بأسنانه ندما على ماوصل إليه من تفكير، فرفع بصره لوالده ونظرة مقتولة بخنجر الغدر 

-انت كنت صح، ياريتك موتني ولا كنت اتجوزت منها يابابا

هزة عنيفة أصابت جواد فيما توسعت عيناه بذهول يهز رأسه رافضا حديثه

-انت بتقول ايه يلآ، قصدك اللي حصل لبنت عمك بسبب مراتك

استمع عز لحوارهم ..بدأت نبضاته الهادرة تتخبط بعنف بين ضلوعه، واتسعت حدقتيه شاهقا مما استمع إليه

وصل إلى جاسر بخطوة ثم أوقفه يهزه بعنف: 

-انت بتقول ايه؟!

اختي هنا بسببك انت ومراتك، انسابت عبرات جاسر ، وشعر كأن عموده الفقري انكسر وشعر بتهاوي جسده، غامت عيناه وهو يهمس

-آسف، أنا السبب..صفعة قوية، تليها صفعه على وجهه، وتجمد جسد جواد وانعقد لسانه مذهولا، صمتا مخنوق بالصدمات مما يراه من أفعال عز ولم يتوقف على ذاك ولكنه  صاح  بأبنه غاضبا 

-حقيييير، امشي ياحيوان دفعه بقوة حتى كاد أن يسقط على الأرض 

توقف جواد حازم بينهم

-عز اتلم جاسر مش حاسس بنفسه، ثم اتجه إلى جاسر

-ايه ال بتقوله دا ياجاسر، ممكن تسكت اعصابنا بايظة 

تراجع يستند على الجدار 

-انا بقول الحقيقة، اللي حصل لجنى بسببي، انا السبب فيه، انا اللي اتصلت بيها عشان فيروز طلبت مني أنها تقعد معاها، وبعدها بدقايق حصل الهجوم وفي بيتي ومراتي مش موجودة ياجواد، تقدر تقولي تفسير غير دا 


ترنح جواد وهو يشعر بأن النفس انحبس بصدره ونبضاته تتسارع وشعر بتعطل  أعضائه وكأنه أصيب بجلطة 

اتجه إلى جاسر بخطوات مهزوزة، ثم لكمه بصدره بترنح :

-اسكت يلا مش عايز اسمع صوتك، عشان لو مراتك ليها دخل وحياتك عندي لأدفنها بايدي حتى ابنك مش هيشفعلها، قالها مع انبثاق عبراته


الصفحة التالية