رواية جديدة عقاب ابن البادية لريناد يوسف - الفصل 32 - 1 السبت 20/1/2024
قراءة رواية عقاب ابن البادية كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية عقاب ابن البادية
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة ريناد يوسف
الفصل الثاني والثلاثون
1
تم النشر يوم السبت
20/1/2024
❈-❈-❈
غادر أدم الشركة تاركاً عمه وإبن عمه يستشيطان غيظاً، عاد للقصر واخبر والده بما حدث معه وبأنه إستعاد المخازن ولن يحتاج لأوراق ملكيتها، فقد علم أنها مسجلة في الشهر العقاري وكل ماسيتطلبه الأمر هو الذهاب للشهر العقاري وإستخراج أوراق ملكية بدل فاقد، وأما بخصوص حماية المخازن فقد ولى عليها من هو أشد إجراماً وبطشاً من رجال عمه، وعمه قصير والشيخ منصور هم من رشحوهم وكلفوهم بتنفيذ المهمة هاتفياً.
تناول طعام الغداء الذي أعدته مايزه مع ابيه ومع أمه ومايزه ونهض ليتوجه إلى غرفته، بعد أن وزع نظراته بين كارمن وحياة وهو يختار من منهم التي سيبدأ بها أولاً.. فقرر بأنه سيبدأ بكارمن، فهى تبدوا اقل رزانة وأكثر إنجذاباً إليه، حيث ان عيناها لا تفارقانه مادام أمامها، أما حياة فنظراتها له كانت مغلفة بالحرص علي ألا يلاحظها احد، ولكن العقاب ليس باي أحد، فهو يستطيع الشعور بالعيون التي تراقبه حتى دون ان يلتفت إليها.
جلس على تخته وفتح حاسوبه وقام بالبحث عن حسابها الخاص بالفيس بوك، وفي اقل من خمس دقائق كان يلج إليه ويخترقه دون ادنى جهد، واخذ يتفحصه جيداً، فعرف من تصادق ومع من تتحدث، وعرف هواياتها من مقترحات التطبيق على صفحتها، إستمع لمحادثاتها مع صديقاتها، وعرف من خلالها مدى إعجابها به، فقد كانت تصفه وتتغزل به، وليس هذا كل شيئ، بل وهاتفها الذي إخترقه للتو كان مليئ بصوره كانت تلتقطها له طوال الوقت وهو غافل فى أوضاع مختلفة، ومنها تأكد بأن مهمته يسيرة جداً، فالإعجاب موجود والتقرب لن يستغرق سوى بضع كلمات.
اغلق حسابها وولج لحسابه وبدأ في مراسلتها علي الفور:
السلام عليكم.. كيفك يابنت العم عساكي بخير.
لم يلبث سوى دقيقة واحدة وجاءه الرد منها:
- عرفت حسابي منين؟
-الناس ترد السلام بلاول.وللا بوك وامك ماعلموك .
- وعليكم السلام وكل حاجه بس برضوا عرفت حسابي منين؟
- ليش حسابك بدو تعب ليعرفا الواحد.. الحساب بأسمك وماشاء الله حاطه صورتك عليه ماعندك خشا ولا حيا لا وايش كمان متصوره بشعرك وبملابس مايلبسنهن غير العوالم.. بس العيب مو عليكي العيب عالتيوس اللي مسئولة منهم.
- ايه دا يابني إنت هو انت داخل تتعارك معايا، فيها إيه لما اتصور بشعري دي حرية شخصية، وبعدين مسمحلكش تتكلم عن بابا وإخواتي كده وتقول عليهم تيوس.
- لا تسمحي غصباً عن بوزك مامنتظر سماحك، بس للأمانة هم تيوس.. يعني انا إذا معي أخت متل القمر هكي بخلي كل اللي رايح والجاي يشبع من جمالها، ولا لأحطها في قاروره من الالماس ونوصد عليها مية باب وباب لغاية مايجي راجلها ياخذها وماأخلي عين تنضرها.. أصلاً اللي راح يتزوجك ماراح يسامحك لأنك خليتى الكل يشاهد شي ملكه هو لحاله.. بس ايش نقول، البنت برغم جمالها غبية والأهل تيوس.
لم تعرف بماذا ترد عليه، فكلامه عبارة عن إطراء كبير ولكنه مغلف بالسب والتوبيخ.. فهل تصده وتدافع عن اهلها وربما في هذة الحالة ينهي المحادثة ولا يعاود الكرة مرة اخري أبداً، أم تتغاضى وتنتهز فرصة باتت تحلم بها اياماً، فها هو الوسيم تاجر الأسلحة ذو المكانة العالية التي يتحدث عنها الجميع لم يستطع مقاومتها وأتى صاغراً ملبياً لنداء جمالها الفتان.
فقررت التجاهل وردت عليه قائلة:
- طيب ودا اسميه إيه بقى؟
- سميه متل مابدك، كل المسميات أمامك.
- يعني لو سميته غيرة عادي عندك؟
- اي ويش فيها يعني، سميها غيرة وهي عنجد غيرة، اللي مايغار علي لحمه مايحقله لقب أنه يكون رجال، وأنا رجال وإنتى بنت عمي.. ومازلتي صغيرة وبدك من يوجهك ويعلمك الغلط من الصواب.
-انا مش صغيره علي فكره انا عندي..
- اعرف عمرك واعرف تاريخ ميلادك، واعرف كل شي عنك.
- اممم.. دا إهتمام بقى!
- اي إهتمام اكيد، مو قلتلك إنتِ بنت عمي ولحمي.وعرضي
وتوا ودي احكي معاكِ شوي ونتعرف عليكِ، ودي اعرفك اكتر وأكتر.
-ليه؟
-ماندري هادا اللي انريده توا،صار هكي عندى رغبه انتعرف، وشي تاني، من اليوم صار عندك رجال يهتم ويغار، وبيحاسبك يعنى مافي طلعه بشعرك ومافي لبس ضيق، مافي أصدقاء رجال ع الفيس او اي مواقع تواصل، والأهم.. مافي جلوس بملابس البيت هادي اللي تجلسين بيها قدام ولاد خالتك وعيونهم تاكل وتشرب فيك.
تبسمت وصمتت ولم تجبه، فهذا هو ماتريده تماماً، هذه هي صفات فارس أحلامها، غيور وقوى ويهابه الجميع، وفى نفس الوقت وسيم وذو طلة خاطفة، فمن هى الغبية التى تقاوم كل هذا وترفضه؟
أما هو فلما طال سكوتها علم أنه لمس أوتارها الحساسة وإستطاع إختراق نقاط ضعفها، فهي كحال كل الصبايا في عمرها، ينجذبون لمن يشعرهم بأنهم ملكه هو فقط ويستطيع تدمير العالم لأجل حبيبته.. والمهم أنه يغار.
إستأنف حديثه معها وإندمجت هي فى الحديث وفتحت ابواب قلبها لهذا الشعور الجديد الذى يتسلل إليه، وكان هذا أول إنتصار لآدم ونجاح فى إختراق صفوف العدوا وتدميرها، حتي وإن كان الدخول من اضعف نقاطة، فهذه إستراتيجية قتالية بحته، إذا كنت تريد تدمير شيئ فأستهدف نقاط ضعفه.
أنهى حديثه الطويل معها، والذى اسفر عن نجاحه المؤكد فى ثانى خطواته، ثم إستوى على فراشه واخذ يفكر فى الخطوة القادمة.
أما فى القبيلة...
رجوه:
- هاه ياسلومتي امتي راح نمشي لعقاب؟ متى راح ينتهي رابح من تجهيز حاله، ليه ساعات يتسبح، قوله الوصخ ماينضف لو ايش ماعمل وخليه يطلع.وهو اتقول حنش قاعد يصلخ في جلده
- ويش فيك يارجوه ليش متعجله، بعد ساعة بعد تنين رايحين رايحين، طولي بالك واجلسي وحطي صرة ملابسك هادي عالأرض ليش متلفحه بيها.. وبعدين ليش كل هاد هو يوم او يومين هنقعدوهن هناك مامطولين لحتى تاخذي كل ملابس وكإنك راح تسكنين؟ اهمدي وماياخدك العشم اكتر من هكي
- ويش فيها اذا اخدت واجد ملابس، انت تعرف انى انحب انبدل ثيابي كل شوي وكمان عشان اهل الحضر مايقولون شوفوا بنت البادية المسكينه ماعندها ملابس، بس قطعة تنام بيها وتقوم.انا انريد انكون واجهه كل بنات البدو من نظافه للبس وكل شي
- راح تسوين عرض ازياء باين هكي؟
- إي وراح نمشي عاريه مانستر الا قليل من جسمي، ونسبل شعري، ونمشي انتمختر شمال ويمين ونضرب بقدامي ليرن صوت اكعوب نعولي متل ماكانت البنات تمشي بتلفزيون عقاب، وألبس النعل هاااك طولا وانخلى الكل يصفقولي.
- اي احلمي أحلمي وكتري ، ماعليها ضريبه الأحلام.. قال تلبس عاريه وتمشي تتطوح، والله نقنصك وأنموتك بأرضك وندعس ع راسك.
- وانهون عليك سلومتتتي؟
تنهد وهو ينظر إليها ويتأملها، وقبل منها يتأمل حال قلبه الذى ينقلب من النقيض للنقيض فقط بكلمة منها، ويبيع جميع القضايا بإبتسامة، ويعلن الخضوع علي الفور ما أن تناديه بأقرب الأسماء لقلبه على الإطلاق"سلومتي".. فأردف لها في قرارة نفسه: