-->

رواية جديدة عقاب ابن البادية لريناد يوسف - الفصل 33 - 1 - الأثنين 29/1/2024

 

قراءة رواية عقاب ابن البادية كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




قراءة رواية عقاب ابن البادية

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف


الفصل الثالث والثلاثون

1

تم النشر يوم الأثنين

 29/1/2024

❈-❈-❈


إقترب منها وجلس بجوارها وسألها هامساً:

-عجب لحالتك شايف ضيقتك اختفيت يعنى وملامح وجهك إرتاحت وضحكتك عاودت،اتقول كنتي ميته وردت فيك الروح


إنتبهت إليه وردت على كلامه قائلة:

-حاسدني على هادي ياسالم واسمعها مني  

اي ماانا من البدايه حكيتلك واااجد مانريد نطلع بس انت اللي ركبت راسك، من يوم وعيتلك عالدنيا وانت تعمل اللي براسك ولا تهتم اذا رجوه راضيه ولا لا، كل اللي يفرحك انت ويسعد قلبك تسويه، وما تفكر غير براحتك وبس.. انت اكتر واحد اناني بالعالم ياسالم، مهما عملت وعطيت وزاد كرمك للناس، هتفضل تحب نفسك اكتر من اي شي وحاططها فوق الكل. وما بعدك حريقة

- تحكي من جدك انتي ،ويش هادا اللي تقولينه يارجوه، معقوله انا هكي ؟ يعني هادي نظرتك لسالم يابنت عمي؟ 

- اي ياسالم هادي هي نظرتي لك، بالاول ماكانت هكي بس انت بدلتها بأنانيتك اللي كل ماتكبر بالعمر تكبر معاك وتزيد لما بقت عالعلن كيف قرص الشمس، و متشافه للأعمى. 

اخذ نفساً عميقاً وحبسه بداخله لثوانٍ راجياً أن يطفئ لهيب فؤادة من كلماتها اللازعة، ثم اخرجه دفعة واحدة ورد عليها معاتباً:

- والله ان سالم ماتغير ولا جد عليه شي ولا بيوم كان أناني ومن يوم يومه يبديكي على روحه ويرخصلك الغالي وما يستخسر فيكي نجوم السما لو تطلبيهم.. بس الظاهر إن انتِ اللي تغيرتي،ومو عاجبك اللي كنتي ما ترتاحي الا معاه، يارجوة مو انا.اللي ذكرتيه سابق . والظاهر إن كلام جدى منصور بدا توا يتفسر ومعانيه تلوح.. 

القلب اللي تربى ع يد سالم وكان يحب كل شي منه اليوم كبر وصار بده يخرج عن طوع حبيبه ويشوفله راعى جديد.. بس حسافه عليكى إذا كان اللي انفكر فيه صحيح ومن بين كل الناس مااخترتي راعي لقلبك غير اللي عيونك محاوطينة  وقتها راح تكوني رميتي قلبك للى ما راح يرفع عينه ويبصله نص بصة،ولا راح يهنا لك بال بعدها، تعرفين ليش يارجوه ولا ماتعرفين؟ 


إرتبكت وتلعثمت وهي ترد عليه بعد أن أشار عليها بأصابع الإتهام وجردها من أي ستار كانت تواري مشاعرها خلفه:

- ويش تقصد انت ياسالم وعلى من قاعد تلقح كلامك؟ 

- نظر سالم نحو آدم المشغول مع رابح في الحديث وصمت وهو يتأمله قليلاً ثم اردف لها:

- لا ولا شي، لا تحطي ببالك.. روحى لمايزه وقوليلها تجيبلك شي تاكلينه انت ماكلتي زين اليوم، قومي يابت عمي  وربك يصلح حال القلوب. 

نهضت رجوه وتركت المكان كله هاربة من الموقف ومن سالم ومن شعور إجتاحها في هذة اللحظة بالإعتراف له بكل شيء عله يتركها وشأنها، ولكنها رأت أن عقله بدأ يتطرق للحقيقة، وأنها مسألة بضعة وقت ويتأكد من محبتها لآدم وعدم رغبتها فيه كزوج لها، وبالتأكيد فى هذه الحالة لن يسمح له كبرياءه بالإستمرار معها. 


أما سالم فأنضم لآدم ورابح، وأخذ يستمع لاحاديثهم في صمت وهو ينظر لآدم ويفاضل بداخل قلبه بينه وبين رجوه، وإن أضطر للتنازل عن أحدهم من أجل أن يكسب الآخر فمن سيختار؟ 

انتبه آدم لشروده وسأله بغرابة:

- ويش فيك ياخوي، ليش هيك شارد عسى اللى شاغل فكرك خير. 

رد عليه رابح مباشرة:

- والله كلنا نعرفو اللي شاغل فكره وقلوبنا معه وندعي الله يعينه على مابلاه. 

فتبسم آدم وهو يرد على رابح:

- ياخوي احلا بلوه والله، وبعدين ماتخاف سالم تعود على وجيج  رجوه واذاها ودلالها اللي مايتحمله غيره.. والله يارابح انا من لما شفت سالم وجلده عليها وشفت طبعها وشينه، تأكدت إن الله مايجمع غير اللي يرهم ويليق للأخر،وهو سبحانه مؤلف القلوب..ولولا إختلاف القلوب والأذواق لبارت السلع


تنهد سالم وهو يتيقن أن عقابه لا يكن أي شعور لرجوه، وأنها إنجذبت له من غير حول له ولا قوة ولا يد له فى محبتها. 

سأل رابح آدم عن خطواته القادمة وعرفوا منه أنه بدأ فى ضرب عمه فى أساسات عمله، وأنه بدأ منافسة غير شريفة معه، تسحب من تحت اقدامه البساط تماماً كما سحبه من تحت أقدام أبيه، وتعيده حافي القدمين يقف على أرض موحلة كما كان فى سابق عهده. 


بعد أن إنتهت أحاديثهم تفرق ثلاثتهم، فخرج سالم تاركاً القصر وأخذ يهيم فى الطرقات بلا هوادة راجياً عقله ان يجد له حلاً ما لما هو فيه، وبعد طول تفكير إهتدى لأن ماتشعر به رجوه الآن مجرد إنجذاب، فلا آدم سيكون لها يوماً ولا هي ستطاله، وهذا لأسباب وضعت بينها وبينه إستحالة حدوث هذا، أصله أولاً فهو غير بدوي الأصل وهنا يكمن مربط الرفض القاطع، وثانياً أخلاق عقاب ومحبته لسالم، وهذا يجعل الأمر من سابع المستحيلات، فلا عقاب بالخائن، ولا صداقتهم ستهدمها فتاة. 

فقرر ترك الأمر للوقت والظروف وهو أكيد بأنهم سيعيدانها إليه، ستكون مرغمة حينها وغير راضية كلياً في البداية عن زواجهم، ولكن حبه والزمن الطويل بينهم كفيلان بأن يبددا مايتكون في قلبها الآن، وأهم شيء في الوقت الحالي هو معرفة كيفية التعامل معها، هل يظل على قربه منها وإعتنائه بها، أم يبتعد ويجعلها ترى الحياة بدونه وبدون رعايته وحبه كيف ستكون؟ أم إن البعد سيزود الجفاء أكثر؟ وبعد الحيرة قرر ان يستشير في الأمر من ستعطيه النصيحة المثلى "الشيخة عوالي" 

أما رابح فقد وردته مكالمة من رقم غريب، وفور أن رد عليه عرف أن هذا خط معزوزه الجديد وأن الهاتف المحمول أصبح معها الآن ولُغيت المسافات أخيراً، وأخذ الإثنان يتصبران على الشوق بالاحاديث الليلية الطويلة، أو هذا ماظنا انهم يفعلانه، ولكن العكس هو ماحدث، فمازادت الاحاديث إلا الأشواق وألقت فى القلوب أكواماً من القش جعلت نيران الأشواق تتأجج أكثر وأكثر، فما كان منهما إلا ان يغلقا الخط رأفتاً بقلوبهم التي نضجت شوقاً. 


اما آدم فالليلة كانت ليلة الإيقاع بحياة، تسلل لهاتفها وهكره، وبدأ فى البحث  داخله، وعرف عنها كل شيئ تقريباً، وبدأ يبحث عن الطريقة المثلى لإختراق عالمها، ولم يجد طريقة أفضل من التحدث المباشر معها والمصارحة دون مراوغة، فهي شخصية جدية وناضجة فكرياً رغم صغر سنها، وهذا ماتبين له بعد تحريه، ولن تفلح معها نفس الطريقة التى استخدمها مع كارمن، فلكل نوع طريقة مختلفة، وبما أنه يعرف هذا جيداً عرف كيف سيدخل إليها.. 


الصفحة التالية