رواية جديدة عقاب ابن البادية لريناد يوسف - الفصل 27 - 2 السبت 6/1/2024
قراءة رواية عقاب ابن البادية كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية عقاب ابن البادية
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة ريناد يوسف
الفصل السابع والعشرون
2
تم النشر يوم السبت
6/1/2024
غادر قصير الخيمة متوجهاً لخيمة عمته عوالي ليخبرها بطلب آدم وترك الشيخ منصور غارق فى أفكاره وحساباته، فقد حان وقت تسليم راية المشيخة لغيره، وبدأ حنينه لاحفاده يتعب قلبه، نعم جميع أولاد القبيلة أحفادة، ولكن أولاد قياتي واخته عريفة هم الأصل، هم الأقرب والأحب.
قصير:
- هاه ويش قولك ياعمتي هتبعتي منْ من الصبايا لعقاب عشان هناخدها وانتوكل انوصلها وانرد بيه، عندنا شغل ماينفع يتم من دونه؟
عوالي:
- والله احترت ومانعرف ياقصير، مايزه ما نستغني عنها، وبذات الوقت ما نأمن حدا غيرها على ام آدم وبوه، ويش هالحيره ياربي؟
- اندزلهم مكاسب؟
- لا ما تنفع.. خلص ودى اندزلهم مايزه وانا اندبر حالي بهاليومين والله كريم.
وتقرر ذهاب مايزه للقصر، ولكن بعد أن تلقت جميع التوجيهات من الشيخه عوالي وأعطتها بعض الأشياء اللازمة. وبعض الاعشاب البدويه التي يعرفون بها هل الماكل او المشرب به سم ام لا
أما في خيمة مكاسب..
رجوه:
- امتي راجعين عالديرة الشباب والله مايصير يطولو ويغيبو كل هالوقت، طيب ليش مااخدوني معاهم؟ والله ودي انعديلهم بروحي
معزوزه:صدق اللي قال عليك فانص
- اعقلي وصكري فمك ولا تخلي بوكي يختلي بيك ويكسر اعضامك وانت لحالك لا فيه سالم يحوش ولا يدافع.
- اااخ الشوق صعيب يامعزوزه وانت مجربته اكيد.
تنهدت الاخرى واردفت:
- الا مجربته ياخيتي، لكن مين اللي يحرقه الشوق إذا ماكون انا.. الله يردك يارابح يانبض القلب ونضر العين، ويردك ياسالم لرهينتك ومرتك وام وليداتك.
قالت كلماتها لتذكر اختها بإن سالم هو من يجب عليها الإشتياق له لا لغيره، فهي تعرف حق المعرفة أن سالم لم يعد يعني لرجوه اي شيئ، والشوق والتفكير كله لعقاب، وهذا ماسيدمرها ويدمر سالم معها، وبالتاكيد سيدمر العلاقة الجميلة التي تربطهم إذ لم تتراجع شقيقتها في الوقت المناسب.
ولهذا ستظل تحاول لعلها تستطيع إعادة عقل رجوه إلى رشده.
غادر قصير بمايزه متوجهاً إلي قصر آدم، وهناك اخبره بأن هناك أمراً طارئاً ولا يحتمل تأجيل ولا بديل لوجوده هو بنفسه، فالأمر يتعلق بالأسلحة، وهذا هو إختصاص آدم، فترك آدم أبواه على مضض وهو خائف عليهم، بل قلبه يرتعد خوفاً، ففكرة أن يخسرهم بعد أن إجتمعا أخيراً لا يستطيع حتى مجرد التفكير فيها، ولكن قصير طمأنه بأن عمه ليس بهذا الغباء الذي يجعله يأذي اخاه وهو يعلم أن خلفه الآن إبناً قادراً على الانتقام بأبشع الطرق، وأيضاً وجود سالم ومايزه معاهم ساهم في طمأنته عليهم أكثر.. أما رابح ففر معهم فور أن سمع من قصير خبر خطبة محراب، لم يصدق في البداية واخذ قلبه يتخبط فى صدره وعقله يخبره بأنها قد تكون مزحة، ولكن ملامح عمه قصير الغاضبة اكدت له الخبر، فتمنى لو أن معزوزة أمامه الآن لأختطفها وهرب بها من بعد أن زالت القيود وتلاشت الاسباب التي تحول بينهم، وقرر الا يضيع المزيد من الوقت ويطلب من الشيخ والشيخة الرحمة وتعجيل زواجهم.
وطوال الطريق كان قصير يشتشيط من رابح غضباً، فقد كان بين الفينة والفينة ينظر اليه ويمسكه من تلابيبه ويسأله بعدم تصديق:
- قول والله ياعمي محراب الكلب خطب.. احلف بربك الغمه انزاحت، وغلاة هلال ياعمي تحكي الصدق إنت ولا تمزح معي؟
ظل يكررها وقصير يجيبه بأن هذا هو الصدق إلى أن فاض به فصرخ به:
- الله يخبلك اكتر ماانت مخبول يارابح وجيت راسي، ويش فيك كل هادا الجنان لان محراب خطب.. انا طول عمري نسمع عن الفرحه اللي تطير العقل بس اول مره انشوفها بعيني... ياهبل العشق يقل قيمة الراجل ويضيع هيبته ويخلي الحرمة تستصغره ،وتو ياريت تعقل وتحط عقلك براسك ولا نحلف لا فيه زواج ولا يحزنون
- لا بالله عليك ياعمي انا بعرضك وطولك لا تحلف ولا تحكي شي، سكتنا سكتنا، وعقلنا
ثم صمت قليلاً ووجه كلامه لآدم:
- ياعقاب انا سمعت صح ان محراب خطب ولا عقلي خرف، طيب عمي قصير يحكي الصدق ولا يمزح معي؟
إنفجر آدم ضاحكاً وضرب قصير كفاً بكف وهو ينظر لرابح ويردف:
- والله انهبل الوليد.. الحمد لله ياربي ماحبينا ولا انهبلنا والا كنا صرنا مضحكة القبايل.
وصلوا جميعاً وترجل رابح من السيارة أولهم وأخذ يجري نحوا خيمة معزوزه ووجدها تخرج من الخيمة فوقف أمامها يلتقط انفاسه بصعوبة وهو ينظر اليها وكأنه يقف على مشارف بلدته التي تحررت اخيراً بعد سنوات من الإحتلال، وأصبح يحق له سكنتها واللجوء اليها.
معزوزه:
-دريت يانضر عيني؟
- لكن ايش اللي جابني أنسابق الريح لنشوفك وانشاركك الفرحه يانبض قلبي.
- فرحان؟
- والله الكلمه انحسها قليله وماتوصف الفرحه اللي بقلبي ياحبيبة قلبي.
وهنا سمعا صوت هلال آت من خلف معزوزه:
- والله لاقول لبوي انك تتغزل فأختي.
أمسكته رجوه من الخلف كاللص المقبوض عليه وأخذت تهمس له وهي تهزه:
- قول لابوك حرف وانا بعرف ويش اسوي فيك ياهلال أمك.
هلال:
-اتركيني يابلوه والا بخبر ابوي عنك واقوله كل شوي تمسكني وتضربني.
- اي قول ويش ماسكك انا مانخاف من حدا، ومادامك كل شي تسمعه تروح تحكيه لبوك راح انسميك خباص القبيله، مو عندنا الفهد والنمر والاسد والعقاب، ويصير الخباص بعد..والله والله لنفضحك بين القبايل ياشيخ خباص.
- بقطع راسك وارميها للذياب
- تعال لنشوف مين بيقطع راس التاني قبل.
انهت كلماتها وقامت بسحبه للخيمة وبدأ القتال بينهم وأخذت مكاسب تصرخ علي رجوه وهي تحاول إبعادها عن هلالها، ورجوة متمسكة بكل قوتها، واما رابح فأستغل المعركة وأنشغال الجميع وأخذ معزوزة وإبتعدا عن الخيمة وجلسا بعيداً عن منطقة الخيام وجلسا يخططان لعرسهم ولحياتهم القادمة، وحتى بدأوا في إختيار أسماء الأولاد ، وكل هذا على مرأى من محراب الذي تأججت النيران فيه اكثر وأكثر وهو يرى فرحة رابح التى لاتخفى على الأعمى.
عند الشيخ منصور في خيمته..
قصير:
-ويش قلت ياشيخ منصور نعطي للرجل بضاعه ولا مانعطي؟
منصور:
- اسمعني ياقصير وإنت ياعقاب.. انا بالفترة الجايه مسافر لعند ولدي قياتي، راح نقضي مع صغارة شهر وبعدها راح نطلع على الحج.. القبيلة وأمورها والأسلحه وكل شي متعلق بيها صارت بيدك انت وآدم ياقصير.. الحين ياآدم لقروش اللي بحسابي اللي درته لي تحولهن لقياتي ولدي على حسابا بالبنك، والقروش اللي هانا هي اللي راح انحج منها ونصرف منها طول قعدتي بليبيا.. حلالي وجمالي والخيول كلها برعايتك ياقصير وإذا مارديت يصيرن صدقه جاريه تصرف منها على فقرا القبيلة وتتصدق منهم على روحي، وعوالي راح انضيفلها كام شاة على حلالها من خوها، وملابسي وخيمتي وكل شي فيها ملكك ياقصير من بعدي، وهاد الشي راح انقوله لكل اهل القبيله.
رد عليه قصير سريعاً:
-ويش كل هادا ياشيخي، وليش تحكي هكي متل ماتكون مودع؟ الله يعطيك العمر الطويل والصحه ومايغيبك عنا، القبيله والدنيا كلها بلاك ماتسوا ياشيخنا وتاج راسنا.
- مهما طالت اللمه لابد من لفراق ياوليدي، خلينا بس نرتب أمورنا وبعدها اللي كاتبه الله بيصير..والحين عدي إجمعلى عمامك واكبار القبيلة انريد نحكيلهم هالقرارات.
أومأ قصير له برأسه وخرج ينفذ أوامر شيخه.
أما آدم فإقترب حتى وقف أمام الشيخ منصور ونظر له وهو يشعر بقبضة فى قلبه وخوف تسلل إليه وهو يتخيل القبيلة بدون الشيخ منصور وأردف له:
- ياشيخي وبوي وخلي وخليلي.. تعرف اني مافيا انتخيل الدنيا من دونك.. تعرف انك قوتي وسندي ودعمي.. تعرف انك الجناحات اللي يطير بيهم العقاب ويحلق بالسما؟
بالله عليك ماتتركني ولا حتى بالموت.
تبسم منصور ومد يده المتجعدة لآدم وهمس له:
- اقترب مني ياوليدي واجلس جواري
اقترب منه آدم وجلس بجواره فحاوط منصور كتفيه بذراعه وقال له بحنو بالغ:
- تعرف انك اكتر حدا حبيتا متل عيالي.. مفتاح رحمة الله عليه وقياتي ربي يحفظه ، تعرف إن الضنا ماحد يوصل لغلاه بس انت وصلت لغلاهم.. وسبحان من يوزع الغلا بالقلوب..عمري ماافتخرت بحدا متل فخري بيك، وعمر ماحدا ضافلي متل ماانت ضفتلي وضفت لقبيلتي واهلها.. طول عمر الشيخ منصور هو اللي يضيف ويعلي، بس أنت ياعقاب طرت فوق الكللل..منيتك على راسي وعلى قدر التعب اللي تعبناه عليك ومداراتنا ليك عطيتنا وزدت واااجد.. وتو اسمعني زين ياوليدي..انت داخل حرب كبيييره، ودي كل تعاليمنا تكون حاضره بين عيونك، ماتخلي الشر اللي يباغتك يشل فكرك.. راوغ ولائم واتعشى بعدوك قبل لا يتغدا بيك.. اموالك كلها اصبحت بيد عمك. هاد الشي نعرفه من زمان بس مارضيت نقهرك وانزيد همك.. كل قرش مع عمك هو ملكك رجع املاكك وأقطع روس الأفاعي.. بس بعد ماتعلمهم درس ماينسوه. اذا حيين ويسوقهم بقهرهم علي قبورهم اذا أموات.
إذا دارت ليام ومااتكتب لينا اللقا كون بخير لاجلي ولاتنسى علومي، وتذكرني بدعوة زينه وفاتحه ترطب القلب من حمو الذنوب.. وما تهجر القبيله ياوليدي، لا تهجر سماك ياعقاب.
انت تميت ركن من اركان وطاتنا ولك خوت واهل هنا ماتنساهم
تأكد آدم أن الشيخ منصور يودعه بالفعل، فتجمعت دمعة على اهدابه ورد على منصور قائلاً:
- ماتخاف ياشيخ، العقاب انولد بسما القبيلة وماراح يعرف يطير بعيد عنها.. أما أنت ياأحن وأطيب القلوب لا تخاف، والله تنتسى الروح ولا انت تنتسى، الله يردك لينا بألف خير وسلامه ياشيخ القلوب.
- المكتوب راح يتم ياوليدي، بس أمانه اذا نمت وغابت النون الدعاء وصية بينا.
..يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية