-->

رواية جديدة عقاب ابن البادية لريناد يوسف - الفصل 30 - 2 السبت 13/1/2024

 

قراءة رواية عقاب ابن البادية كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




قراءة رواية عقاب ابن البادية

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف


الفصل الثلاثون

2

تم النشر يوم السبت

 13/1/2024



صمتت معزوزه فالصمت فى حرم العند والغباء راحة.. وتحركت رجوه مبتعدة ماإن رأت سالم آت من بعيد، أما هو فتوقف مكانه حين رآها تفر منه، وعاد ادراجه إلى مجلس الشباب كى يشاركهم الحديث عله يلتهى قليلاً عن التفكير فيها.

وعادت معزوزه إلى خيمتهم وهي لا تعرف ماذا تفعل مع اختها التي نوت على خلق حرب ضارية لن يُحمد عُقباها.

أما فى القاهرة..

بينما آدم جالس في غرفة مكتبه في القصر، والتى كانت لأبيه وأستولى عليها عمه، ولكنه أعادها وتخلص من جميع متعلقات عمه، سمع ضوضاء فى الخارج وصافرة سيارات شرطة، وقبل أن يفتح باب المكتب ويخرج فوجئ بالباب يُفتح بعنف وإثنان بالزي العسكري أمامه وأسلحتهم مصوبة عليه، وصوت أمه يتسائل ماذا هناك، فنظر للضابط من خلف رجال الشرطة وسأله بهدوء وثبات:

- ويش فيه ياحضرة الظابط، ليش مقتحمين القصر هكي، وليش أفواه أسلحتكم موجهه نحوي شو فيه؟

الضابط:

- إنت آدم محمود؟ 

- إي اني خير ياباشا؟ 

وبدون أن يجيبه أعطى اوامره للعسكر:

- أقبضوا عليه. 

آدم:

- بأي تهمة؟ 

-هتعرف كل حاجه في القسم..وهاتولي اللاب توب دا كمان. 


خرج معهم آدم بكل إستسلام ولم ينسى طمأنة أمه التي تكاد تموت رعباً، وأبيه الذي شحب لونه في التو، ومن نظرة واحدة لياسين ورؤية السعادة التي على وجهه، والشماتة التي تشع من عينيه فهم أنه فعل ماكان يتوقعه، أو مادفعه هو ليفعله ، فتبسم له وهو يطالعه بنظرة أربكت ياسين ولم يفهم معناها، فقد كانت نظرة قوة وثقة فى الوقت الذي يفترض به الموت رعباً! 


وغادر آدم مع الشرطة في سيارتهم وتبعه أبوه وامه، ويحيي وياسين أيضاً لم يريدا تفويت هذه اللحظة الفريدة، لحظة القبض على تاجر الأسلحة الصغير، أما مايزه فكانت تصرخ في جميع انحاء القصر فور رؤيتها لعقاب قبيلتهم تكبله أيدي رجال الشرطة ويسوقونه للقسم وأخذت تهرول خلف فريال وفاطمة اختها تريد الإمساك بهم، ولأنهم يعملون ماسيحدث إن وقعت إحداهن في يديها كانوا يهربون منها بكل قوتهم، أما كارمن وحياة فكل واحدة منهم إحتمت بغرفتها واغلقت بابها عليها، 



وكان لفريال الحظ الأتعس، فقد تمكنت مايزه من الإمساك بها وأعطتها من الضرب ماجعل نيران قلبها تهدأ قليلاً، أما فاطمه فأستغلت إنشغال مايزه بضرب أختها وهربت لغرفتها وأغلقت بابها عليها وهي تشعر بالرعب من تلك المتوحشة التى أعدمت أختها العافية للمرة الثانية.


في القسم..

دلف عقاب إلى غرفة الضابط، وظل واقفاً، وأمره الضابط بفتح قفل حاسوبه السري، ونفذ آدم وفتح الحاسوب، وبدأ الضابط في تفتيشه ولم يجد به شيئ!

لا رسالة ولا حساب تم التواصل من عليه من الأساس.. فنظر لآدم وسأله:

- فين يابني المراسلات اللي بينك وبين العميل الروسي؟

نظر له آدم واردف بدون ذرة خوف:

- حزفتهن.

رفع الضابط حاجباه بإستنكار، فكيف له ان يعترف أمامه بهذه البساطة! وقال له بنبرة تهديد:

-إنت يابني عارف نفسك بتقول إيه، طيب انت واعي للي بتقوله؟ أنت بتعترف أنك بتستورد أسلحة من روسيا فعلاً زي مالبلاغ بيقول!

-اي بعترف اني بستورد أسلحة من روسيا، وإذا بدك تعرف الراس الجبيره اللي عم تاخد مني الأسلحة اعطيني نقالي وانا اهاتفه امامك الحين.

نظر له الضابط ولازالت الحيرة تأكل عقله، فمن أين كل هذه الجراءة آتية، على من يستند هذا الشاب في الدولة ليتحدث هكذا؟

وأتاه الجواب سريعاً حين أنهى آدم مكالمته مع المدعوا الشيخ منصور، وبعدها بدقيقة واحدة أعلن هاتف الضابط عن إتصال جعله ينتفض واقفاً ويضرب التحية العسكرية وهو يجيب عليه:

- اهلاً وسهلاً معاليك التليفون نور، ياخبر ياباشا بس كده إنت تؤمر، إعتبره تم في الحال، حاضر سعادتك تؤمر، سلام يافندم، أمر جنابك، حاضر، حاضر، سلام، سلام، في رعاية الله وحفظه،، سلام.

اغلق هاتفه ونظر لآدم وهو يزدرد لعابه وسأله هامساً:

-إنت مين؟

فأجابه آدم:

-حيالله شخص.

- طيب اقعد اتفضل واقف ليه اقعد.

- قبل لا اجلس ولا شي ودي اطمن بال اهلي اللي نشف قلوبهم القلق.. اذا بتسمحلي يعني هم بالخارج.

- طبعاً طبعاً، إتفضل أقعد وهجيبهملك هنا، وأهو بالمره نتعرف على العيله الكريمة ويحصلنا الشرف.

انهى كلماته ونادى على الشرطي الواقف خلف الباب، ولما أتاه أمره الضابط:

-إطلع يابنى قول مين تبع آدم بيه ودخلهم هنا.

نفذ الشرطي الأمر وذهب وعاد بعد دقائق بمحمود وعايده ويحيي وياسين أيضاً، فالموقف لا يُفوت من وجهة نظرهم، والشماتة لا تقدر بثمن، ولكن كل هذه الأماني تبخرت وهم يدلفون خلف محمود وعايده ويرون أستقبال الضابط لهم، ولهم هم أيضاً، ولاثيما حينما أمر الضابط الشرطي بإحضار القهوة للجميع، وأجلسهم بعد ترحيب حار!

الضابط:

-أهلاً وسهلاً يابهوات، إهلاً ياهانم شرفتونا ونورتونا، إحنا آسفين على سوء التفاهم اللي حصل ده، وآسفين على إزعاجكم وإزعاج آدم بيه.

الظاهر إن البلاغ كان كيدي، وطبعاً زي ماحضراتكم عارفين اننا لازم نتحرى عن كل حاجه دا أمن بلدنا ومينفعش التهاون فيه. 

محمود:

- اه طبعاً طبعاً ياحضرة الظابط فاهمين. 

عايده:

-يعني ابني هيخرج من هنا؟ 

الظابط:

-إبن حضرتك ضيف عندنا لحد ماتشربوا قهوتكم وهيروح معاكم يافندم. 

تبسمت عايده وتنهدت براحة وهي تنظر لقرة عينها، وآدم نظر بطرف عينه على عمه وإبنه ويكاد يقسم أنه يشم رائحة الحريق الذي بداخلهم من مكانه، مد يده للضابط وأشار له على حاسوبه، فأغلقه الضابط وأعطاه له، فاخذه آدم ونظر للضابط واردف بتعالى مقصود:

- ياسيادة الضابط أرجوا بالمرة القادمة تتحرون زين قبل لا تتهجمون على بيوت الناس وتاخذوهم هكي. 

- وعد مش هتتكرر تاني ياآدم بيه. 

أحضر الشرطي القهوة وتناولها الجميع، ونهض آدم وأمه وابيه، وغادروا القسم، ومن بعدهم يحيي وإبنه الذان كانا يمشيان وهم يشعرون بأنهم في حلم غريب، فمن أين لآدم كل هذا.. من أين حصل على كل هذه السلطة في قلب الصحراء الجرداء..وهذا الدرس الثانى لهم من عقاب، بأن سلطة الحكومة ليس لها اي سطوة عليه، وسلاحها ذو نصل بارد. 

عادوا جميعاً إلى البيت، وقص يحيي على فريال ماحدث، ومازاد كلامه إلا البغض داخلها لآدم، وأخذت تفكر ماذا ستفعل من أجل أن تنتهي هذه المهزلة، وتتخلص من محمود وزوجته وتلقي بهم خارج قصرها، ويعود ذلك الهمجي من حيث أتى ويعيش وسط الجمال في الصحراء. 


فى اليوم التالي.. 

وعد مش هتتكرر تاني ياآدم بيه. 

أحضر الشرطي القهوة وتناولها الجميع، ونهض آدم وأمه وابيه، وغادروا القسم، ومن بعدهم يحيي وإبنه اللذان كانا يمشيان وهم يشعرون بأنهم في حلم غريب، فمن أين لآدم كل هذا.. من أين حصل على كل هذه السلطة في قلب الصحراء الجرداء. 

عادوا جميعاً إلى البيت، وقص يحيي على فريال ماحدث، ومازاد كلامه إلا البغض داخلها لآدم، وأخذت تفكر ماذا ستفعل من أجل أن تنتهي هذه المهزلة، وتتخلص من محمود وزوجته وتلقي بهم خارج قصرها، ويعود ذلك الهمجي من حيث أتى ويعيش وسط الجمال في الصحراء. 


فى اليوم التالي في القصر..


كان الجميع جالسون حول مائدة الطعام لتناول الإفطار، وفجأة نظر الجميع لباب غرفة آدم الذى فُتح وفاحت رائحة عطر جعلت حواس الجميع تنتبه، وشهقات كُتمت حين وقعت العيون على آدم وهو واقف ببدلته السوداء ورابطة عنقه وساعته التي يرتديها، وشعره الطويل المصفف بطريقة ساحرة، وهمست حياة:

- مين ده؟

أما كارمن فهمست هى الأخرى:

-What The Hell? 


والشباب الأربعة إكتفوا بالتصنم، أما عايده فكانت تسمى وتصلي عليه فى نفسها وتعيذه بكلمات الله التامة، ومايزه كانت تصدح بالصلوات، وفريال شعرت وهي تنظر إليه بأن مثله خُلق للموت لا للحياة وسط البشر. 

..يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة