رواية جديدة مقيدة في بحور عشقه لتوتا محمود - الفصل 28 - 2 - الخميس 25/1/2024
قراءة رواية مقيدة في بحور عشقه كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية مقيدة في بحور عشقه
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة توتا محمود
الفصل الثامن والعشرون
2
تم النشر يوم الخميس
25/1/2024
وبعد ساعه ..
وصلوا الى المستشفى ، هي و " بيجاد " وركضوا نحو الطابق الذي توجد فيه غرفة عمليات " ياسمين "
وصلت إلى الطابق وجدت " ملك " تبكي بعنف وكانت في حالة لا يرثي لها أبداً ، اقتربت منها وحين " ملك " رأت " سلا " ركضت إلى " اعنـ ـاقها " وهي تهتف بندم قاتلاً ومازالت تبكي بكاء يؤلم قلبها :
ـ اللي حصل لـ " ياسمين " ده بسببي ، يما قولتلها خلي بالك ومتتكلميش مع حد في التليفون لما تسوقي ، بس مكنتش بتسمع كلامي ، أنا معرفش أن ده هيحصلها والله ، معرفش ابدا .
عنـ ـاقتها " سلا " بحنان وهي تهتف بنبره حنان ودعم لها :
ـ هشش ، اللي حصل لـ ياسمين حصل عشان نصيبها ، مش بسببك ولا اي حاجه ، نصيبها أنها تعمل حادثه ، اهدي ، مش هيحصلها حاجه ، كلنا عارفين أن ياسمين قوية وقدها .
بكت في اعنـ ـاقها وهي تهتف بخوف حقيقي على صديقتها :
ـ أنا خايفه يحصلها حاجه ، انا خايفه عليها اوي يا سلا .
اخرجتها من اعنـ ـاقها وازالت دموعها من على وجنتيها وهي تهتف بثقة :
ـ بس انت واثقه أن ياسمين هتقوم وهتبقي قدها ، متقلقيش احنا كلنا جنبك .
وبالفعل هدأت من البكاء قليلاً ومازالت تجلس بجانب " ملك " و " بيجاد " يقف بعيداً عنهم نسبياً حتى يعطيهم مساحتهم الشخصية في الحديث .
وبعد نصف ساعة ..
خرج الطبيب وكان وجهه منهكماً جداً من التعب الذي بذله في العملية ، وحينما رأوا الطبيب يخرج من الغرفة العمليات ركضوا اتجاهه حتى يعرفوا حاله " ياسمين " ، هتفت " ملك " بلهفة وهي تري الطبيب أمامها :
ـ طمني يا دكتور اخبار ياسمين ايه ؟ .
نظر لها باطمئنان وهو يبتسم لها :
ـ متقلقيش العمليه ونجحت وهي كويس بس …
ختم آخر كلمته والابتسامة التي علي وجهه تختفي مما هتف " بيجاد " بهدوء :
ـ بس ايه ؟
نظر له الطبيب وهو يتحدث برسميه واحترام له :
ـ هي دخلت في الغيبوبه ومش عارفين هتفوق امتى ، ممكن بعد يومين ، بعد شهرين ، سنتين ، محدش عارف .
شهقت " ملك " وهي تهتف بعصبيه :
ـ يعني ايه مفيش عارف هتفوق امتى امال انتو دكاترة ازاي ؟ .
نظر إلي " ملك " بهدوء وامسكت يـ ـدها بحنان :
ـ ملك اهدي .
نظرت إلي " سلا " بعصبيه وعينيها تخرج منها الحده :
ـ اهدا ايه يا سلا أنتِ مش سامعه ؟ ، ده بيقول مش عارف هتفوق امتى .
نظر الطبيب لها وهو يهتف بأحترام مقدراً حالتها تلك :
ـ انا فاهم حاله حضرتك ، بس دي الغيبوبه ، والعمليه نجحت ، بس احنا مش عارفين هتفوق امتى ، لو حضرتك مش مصدقين ، ممكن تتكلمي مع اي دكتور تاني وهو هيقولك على الغيبوبة دي ايه ، عن اذنك .
ختم جملته وغادر على الفور من أمامهم ، وحين غادر ، خرج الفراش المتحرك والذي يحركونها الممرضين ، مما ركضت الى الفراش وهي تنظر إلي صديقتها ، وجدتها وجهها مملوء من الجروح العميقة وفي رأسها شاش أبيض هو وذراعيها ، وتحت عينيها مملوء من الكدمات الزرقاء ، مما بكت على حال صديقتها وتألم قلبها على حالها …
وقفت أمام الفراش تبكي وهي تنظر لها وتتحدث معها وهي تبكي ولكن أوقفتها " سلا " وهي تبعدها عن الفراش حتى الممرضين يتحركون بها وبالفعل بعد ما ابعدتها ، غادروا بالفراش المتحرك ، وتركوها تبكي في اعنـ ـاق " سلا " وهي تتمنى لها الشفاء قريب وعاجلاً لها
❈-❈-❈
ـ يعني مش هتقوليلي عرفتي منين خبر ياسمين ؟ .
تهربت عين " جميلة " من والدتها وهي تهتف بهدوء :
ـ من قولتلك يا ماما أن ده اللي حصل ، كان ليا وحده صحبتي في المستشفى وهي اللي اتصلت بيا بصدفه وقالتلي علي ياسمين .
اقتربت منها " صباح " وهي تهتف بثقة :
ـ عليا أنا يا بت الكلام ده ؟ ، ما تتنيلي وتقولي عرفتي منين ، انـطــقي .
قالت ٱخر كلمه بصوت عالي جعلتها ترتعش مكانها وهي تهتف بخوف من والدتها :
ـ خلاص خلاص يا ماما هقولك .
جلست بجانبها وهي تنظر لها نظرات تأكلها وهي جالسه بمكانها :
ـ قولي ، سامعه .
هتفت هي نبرتها بالهدوء ولكن مغلفة بالخوف الذي بداخلها :
ـ اصلا أنا وياسمين بدأنا نتكلم لما مشيت واتجوزت ، وبدأنا نتكلم بين الفتره والتانيه وبقينا صحاب وبنكلم ، وحتى لما نزلت القاهره وانا تعبانه كنت بكلمها ، بس قبل الحادثة كنت بكلمها ومره واحده اصوات عربيه بتتخبط وبعد كده مسمعتش تاني ، لما اتصلت عليها كان تليفونها مغلق ، وبعد كده استنيت نص ساعة واتصلت عليها تاني لاقيت ممرضه ردت وقالت أن حالتها خطيرة وأن نسبه العمليه 5 في الميه بس ، عشان كده جريت لـ بيجاد .
نظرت إلى والدتها نظرات هادئة وكادت أن تتحدث والدتها ولكن قطعتها " جميلة " وهي تهتف بلهفة :
ـ طبعا هتقوليلي ليه كدبتي وقولتي أنها ممرضة ، عشان مكنش ينفع اقول لـ بيجاد اني ياسمين صحبتي ، عشان بيجاد مش بيطيق ياسمين ، ولا عايزني اكون قريبه منها، عشان ياسمين مش كويسه ،ده من وجهه نظره لكن ياسمين طيبه جدا ومفيش منها اتنين ،هو بس عشان ميعرفهاش بيقول كده .
نظرت لها والدتها وهي تهتف بهدوء :
ـ طالما بيجاد قالك مش كويسه يبقي تبعدي عنها مفهوم ؟ .
ختمت جملتها وغادرت من أمامها وهي تخرج من الغرفة وتتركها مما وقفت هي الأخرى وأغلقت الباب خلف والدتها
ودخلت إلى الشرفة وهي تهتف بصوت مهموس :
ـ تعاله يلا ، خلاص مشيت .
دخلت الى الغرفة ودخل شخص لا يكن ملامحه واضحه نوعاً ما ولكن عند اقترابه وادخل إلى الغرفة أصبحت ملامحه واضحه وكانت الصدمة هو " ياسر "
❈-❈-❈
كانت ملك غفت في اعنـ ـاقها وهي جالسه ، فهي حزنت كثيراً علي " ياسمين " وكانت لا تتمنى أن يحدث معاها ذلك ، نعم فهي تتشاجر معها كثيراً وكانت لا ترتاح ابداً لها ولكن هي بنهاية صديقتها .
لا يمكن أن تتخيل أن يحدث معاها ذلك ، فهي حين رأت حالتها المتدهورة صحياً حزنت عليها كثيراً وقلبها يؤلمها حقاً
فهي تتمنى لها الشفاء و أن تستيقظ من هذه الغيبوبة مرة أخري .
جاءت لها الممرضة وهي تعطي لها حقيبة " ياسمين " التي كانت معها في الحادث وهاتفها ، مما شكرتها " سلا " كثيراً .
بحثت عينيها عن " بيجاد " ولكن لم تجده أبداً ، بحثت عن هاتفها في جيوب بنطالنها الأمامية ولكن لم تجد هاتفها ابدا ، مما تذكرت أنها قد نست حقيبتها وهاتفها في السياره ، واللعنة كيف تتصل علي " بيجاد " الأن ، وتعرف اين ذهب وتركها وحدها ، فهي لا تحب بالمستشفيات ولا تحب المكوث فيه ، لذلك تجد دعم لها وأمان لها وما هو إلا " بيجاد " .
ماذا سوف تفعل الأن ، وقعت عينيها نحو هاتف " ياسمين " مما فتحته بسهولة لأن ليس لها كلمة مرور ، دخلت علي الهاتف وجدت آخر اتصال من " بيجاد " مما اتصلت علي " بيجاد " وجدته يرن .
ـ سلا جبت اكل ليكم انتوا الاتنين
رفعت عينيها نحوه وجدته يمسك صنيه ممتلئة بالطعام ، مما هتفت بحيره ومازال الهاتف علي أذنيها :
ـ بيجاد أنت كنت فين ، وفين تليفونك هو انا مش بتصل ؟
ـ كنت في الكافتيريا تحت كنت بشتري اكل ليكي ولـ صحبتك ملك ، وتليفوني في جيبي ، رفعت حاجبيها بحيرة وضعت يـ ـده داخل جيوبه وجدت هاتفه .
كيف ذلك وهي تتصل عليه من هاتف " ياسمين " وهو هاتفه لم يرن أبداً ، وفي ذلك الاتصال التي تتصل له الهاتف يرن ؟ .
تذكرت حين جاءت لها في بيتها و امسكت هاتفها وجدت عدة اتصالات من " بيجاد " في يوم سفره ، مما أغلقت الاتصال وهو تدخل على جهة الاتصال وتنظر الى الرقم الذي سجلته " بيجاد " وجدته ليس رقم بيجاد أبداً .
معنى ذلك أن ياسمين استعملت رقم غريب وضعت اسم " بيجاد " عليه حتى تشك بزوجها وتغضب .
تذكرت مره اخري " ملك " وهي تقص لها عن إتصال " بيجاد " بـ " ياسمين " في يوم مولدها ويحتفل معاها .
الأن هي فهمت كل شئ الآن ، " بيجاد " لم يتصل علي " ياسمين " كل هذه الاتصالات ولم يتصل بها في يوم مولدها ، إنما هي فعلت هذا الشئ حتى تثير غضبها وتشك في زوجها .
رفعت هاتف " ياسمين " مره اخري واتصلت علي نفس الرقم التي كانت تسجله " بيجاد " ، اتصلت عليها مراراً وتكراراً ولم يرد عليها ولكنها لم تستلم تريد أن تعرف من الذي يتصل بها كل هذه الاتصالات وبعض من الوقت رد عليها " شريف " وهو يصيح بعصبيه :
ـ عايز ايه يا ياسمين مني ، طالما مردتش عليكي من اول مره يبقى مشغول ، متتصليش بيا تاني ، ولو متصلة بيا عشان تحلي مشكلتي مع الرئيسه ، أو متصلة عشان عندك فكره نخلي سلا وبيجاد يبعدوا عن بعض ، أي كان متصلة ليه كل ده تأجيلها ، أنا مش فاضي ، هبقي اتصل بيكي بعدان ، سلام .
ختم جملته واغلق الخط في وجهها وهي تهتف بصدمة ولا تصدق :
ـ شريف وياسمين متفقين مع بعض عشان يفرقونا أنا وبيجاد ؟؟ .
فهي لا تصدق أن هذا حدث معاها ، فهي لا تتخيل أن شريف وياسمين يفعلوا أشياء حتى يزعجوها هي و زوجها .
كيف صدقت " ياسمين " والاعيبها ، كيف ؟ ، فهي بسببها تشك في حُب بيجاد لها ، فهي كانت منذ قليل تتمنى لها الشفاء ، كيف فعلت ذلك بها ، وتساعد " شريف " بأن يخرب زواجها .
فهي لن تسمح لهم بعد الآن أن يحطموا زواجها .
كفي ألاعيب حد الأن ، ويكفي مؤامرات ومشاكل لها ، فهي حقاً اكتفت منهم .
سوف تجعلهم يرون " سلا " الحقيقية التي حد الأن لا يرونها .
في الأيام سوف تثبت لهم ذلك ، وعلاقته مع " بيجاد " تزال مستمرة ولا تجعل بأن أحد يفراقهم ابدا مهما كان .
كان يقتلونها مثل طائر يحلق في السماء بسعادة ولكن قتلوا أجنحته بخفه ولكنهم قد نسوا حقاً ما ميزة هذا الطائر .
يتبع...