-->

رواية جديدة كما لو تمنيت لبسمة بدران - الفصل 40 - 2 - الخميس 25/1/2024

 قراءة رواية كما لو تمنيت كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية كما لو تمنيت 

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران 


 الفصل الأربعون

2

تم النشر يوم الإثنين 

25/1/2024


خلف مكتبها تجلس تفكر وتفكر فهي خائفة وبشدة من خوض تلك التجربة مرة ثانية وعلى الرغم من أنها تعرف آدم جيدا وتحفظه عن ظهر قلب إلا أنها تخشى أن تخسره كصديق إذا ارتبطت به وفشل ذلك الارتباط.


زفرت بقوة ثم ألقت القلم فهي لم تستطع التركيز في أي شيء أغمضت عينيها ثم أراحت ظهرها فوق المقعد وما زال عقلها يعمل دون توقف خاصة وأنها بقيت وحيدة بعدما استقرت الأوضاع مع شقيقها وتحتاج إلى شخص في حياتها يهتم بها ويدللها ويعتمد عليها في أشياء كثيرة كأي فتاة في هذه الدنيا ولارا عواد ليست كأي فتاة بل إنها تمتلك من الجمال والفتنة ما يجعل الرجال ترتمي تحت قدميها.


ابتسمت بمرارة فعلى الرغم من كل الأشياء التي تحظى بها إلا أنها وحيدة تركها الشخص  الذي أحبته عند أول مشكلة قابلتهما.


رغما عنها نزلت دمعة يتيمة من عينيها فأزالتها سريعا ثم هبت واقفة عازمة على العودة إلى المنزل فوجودها هنا دون جدوى.


❈-❈-❈


حل المساء وغابت الشمس خلف السحب وجاء القمر ليحل محلها.

عاد إلى المنزل وهو يشعر بالراحة والسعادة فلقد تخلص من تلك النيران للأبد وسيتفرغ لزوجته وأبنائه أجل هو اعتبر يونس كعشق سيجعله ابنا له سيوفر له كل ما يحتاجه ولن يفرق بينه وبين ابنته أبدا فمن ذا الذي يرفض هدية سماوية كهذه من يرفض مجاورة الحبيب- صلى الله عليه وسلم- في الجنة.


ابتسم باتساع وحمدا الله كثيرا أنه خصه بتلك الهدية ثم صعد الدرج قاصدا غرفة ابنته

فتح الباب بحرص فأبصرها نائما اقترب منها ثم طبع قبـ لة طويلة على جبينها ودثرها جيدا واستدار دالفا للخارج متجها إلى غرفتهما.

فتح الباب فابصرها تفترش سجادة الصلاة وتقف بين يدي الخالق

ابتسم بهدوء ثم جلس فوق الفـ راش ينتظرها ريثما تنتهي وما هي إلا دقائق حتى أنهت صلاتها ثم طوت سجادة الصلاة ووضعتها في مكانها وركضت باتجاهه تعـ انقه بقوة ثم جلست فوق سـ اقيه تسأله باهتمام: ها عملت إيه؟


داعب أنفها بأنفه ثم أجابها باقتضاب: مش تقولي لي حمد الله على السلامة الأول!


تنحنحت بإحراج ثم رددت تلك الكلمة لكن بخجل جعلته يضحك بقوة فأردف بجدية وهو يحتـ ضنها: اطمني يا حبيبتي أنا خلصت كل حاجة ومن النهاردة ما فيش حاجة تقدر تزعجنا أبدا أنا وأنتي وأولادنا.


رفعت كلا حاجبيها المنمقين بدهشة متفائلة: أولادنا!


أومأ لها مؤكدا: أيوا يونس وعشق وأنتي بقا شدي حيلك وجيبي لنا أخ أو أخت تالتة ليهم.


خفق قلبها بجنون ثم تطلعت إليه بعشق خالص ودون أي مقدمات انقضت عليه تقـ بله في كل انش في وجهه وهي تمطره بوابل من الكلمات المعسولة التي جعلته يسلم لها جميع حصونه ويذهب معها إلى عالمهما الخاص الذي لا يوجد فيه سواهما.


❈-❈-❈


بعد مرور أسبوع التفوا جميعا حول مائدة الإفطار يتناولون طعامهم في صمت قطعته شمس مخاطبة يونس بحنان: حبيبي اشرب اللبن.


أجابها بامتعاض: ما بحبهوش يا شمس ريحته وحشة.


قاطعته عشق بتذمر: حرام تقول اللبن وحش اللبن جميل وبعدين شمس قالت لي اللي يشرب اللبن يكبر بسرعة وتكون صحته كويسة.


تجاهل يونس حديثها ثم أجاب شمس بهدوء: ممكن تحطي لي عليه شاي زي ما ماما كانت بتعمله؟


وهنا شعرت شمس بوخزة قوية في قلبها فلقد تذكرت شقيقتها الراحلة لذا دمعت عينيها لكن سرعان ما أزالت دموعها كي لا يلاحظها ذلك الصغير فجاهدت في رسم ابتسامة على محياها هاتفة بهدوء: خلاص حاضر هحط لك عليه شاي عشان تقدر تشربه.


خرج مراد عن صمته أخيرا مخاطبا عشق بجدية: عشق حبيبتي ما ينفعش تدخلي في الكلام بين اتنين بيتكلموا لو عايزة تقولي رأيك تستأذني الأول اتفقنا عشان عشق مؤدبة وبتسمع الكلام.


أومأت  له ثم استكملت باقي طعامها.

فاستطرد حديثه مخاطبا يونس: قلي يا يونس نفسك تبقى إيه لما تكبر؟


أجابه بثقة: زي ما ماما الله يرحمها كانت عايزاني.


أردف بابتسامة: إن شاء الله تبقى أحسن ظابط في الدنيا ممكن اطلب منك طلب؟


أجابه يونس باهتمام: أتفضل يا عمو مراد.


منحه ابتسامة مطمئنة ثم هتف: ممكن تناديني بابا؟


ابتسم يونس ثم اومأ له بالموافقة.

فتابع مراد: ومن النهاردة أنت وعشق أخوات زي ما هي بتناديني بابا وتنادي شمس ماما أنت تعمل كده مفهوم يا بطل؟


مفهوم.


تلك الكلمة نطقها يونس وعشق معا.


❈-❈-❈


بعد أن انتهى من ارتداء ثيابه انحنى على حذائه ثم هتف بابتسامة: أنا عندي شغل كتير النهاردة بس لو احتجتي حاجة كلميني على طول.


أومأت له بالموافقة

فتابع وهو يخرج بعض النقود من جيب سطرته ويمدها لها: اتفضلي يا ستي ده مصروف البيت.


أخذته منه وما لبث أن اخرج مبلغ آخر ثم قدمه لها بابتسامة واسعة: وده بقا يا ستي مصروفك أنتي.


قطبت حاجبيها ثم تساءلت بدهشة: مصروفي؟


أومأ لها بالموافقة.

فتابعت: أيوة بس انا هعوز إيه يعني ما أنت مديني فلوس كنير للبيت ولو احتجت حاجة هبقى أخدها منه.


قاطعها بجدية: مصروف البيت ده للبيت لكن مصروفك أنت تاخديه مني من حقك يبقى معاكي فلوس خاصة بيكي تجيبي بيه اللي نفسك فيه ولو احتجتي أزيد قولي لي.


رغما عنها أفتر ثغرها بابتسامة واسعة فلأول مرة يهتم بها أحد وبشؤونها هكذا فشكرته بصوت ممتن ثم دنت منه وعدلت من لياقة قميصه وهتفت بخجل: ترجع بالسلامة يا رب.


انحنى طابعا قبـ لة طويلة فوق جبينها مغمغما: الله يسلمك يا قمر إن شاء الله هرجع على الغدا وبعدين ابقى أنزل تاني لو لسه ما خلصتش شغل ما تنسيش أن أحنا برده لسه في شهر العسل.


ابتسمت بخجل ثم أومأت له بالموافقة واستدار دالفا للخارج وابتسامة عذبة تنير وجهه فهو يعيش حياة هادئة سعيدة مستقرة.


❈-❈-❈


أمام مرآتها تجلس تمشط خصلاتها بشرود تام فمنذ أن تحدث إليها بشأن ارتباطه بها وهو قطع الاتصال نهائيا مما جعلها تفتقده كثيرا لا تدري ربما لأنها كانت كلما احتاجته وجدته لكن في ذلك الموضوع لم تستطع أن تتحدث إليه فالموضوع يخصه هو


زفرت بقوة هي تكره التفكير كثيرا لكنها سرعان ما نهرت نفسها بقوة آدم يحبها كثيرا وهي ترتاح له فلما لا تعطيه فرصة وتبدأ معه من جديد خاصة وأنها تشعر بالوحدة الآن والفراغ يقتلها

لذا دون تردد أمسكت بهاتفها وبحثت عن رقمه ثم ضغطت زر الاتصال ووضعته على أذنها تنتظر.

ثواني وآتاها الرد من صوته الذي اشتاقت إليه كثيرا: لارا أخيرا اتصلتي.


أجابته بعتاب: طب أنا ما اتصلتش أنت ما اتصلتش ليه؟


أجابها بجدية تليق به: ما حبتش اضغط عليكي حبيت أسيبك تفكري براحتك.


  ران الصمت بينهما قليلا حتى قطعته هي: طيب أنا عايزة أشوفك النهاردة إيه رأيك تعزمني على الغدا؟


أجاب بسعادة: بكل سرور يا بنت عمي.


❈-❈-❈


مستلقية فوق فـ راشها وابتسامة واسعة تحتل وجهها فهي تعيش أجمل وأسعد أيام حياتها مع زوجها وابنتها تنهدت بقوة وراحت تحمد الله مرارا وتكرارا على تلك النعم التي لا تعد ولا تحصى التي وهبها إياها.


ثواني ورفعت يدها ووضعتها فوق بطنها وراحت تتحدث بصوت مسموع: يا رب تيجي ولد وتكون شبه باباك في كل حاجة حنيته وطيبته وجدعنته وتكون زيه راجل يعتمد عليه.


اتسعت ابتسامتها ثم استطردت: بس أوعى تيجي أمور زيه كده مش هنلاحق من المعجبات ولا أقول لك أصلا ما فيش حد زي باباك يتهيأ لي أن اللي زي أدهم دول خلصوا من الدنيا خلاص.


قطع حديثها مع نفسها صوت رنين جرس الباب فاستقامت واقفة واتجهت لتعرف هوية الطارق.

ثواني وطلت هي من خلف الباب وابتسامة واسعة ترتسم فوق شفـ تيها فهتفت فريدة بعدم تصديق: طنط فيروز!


أومأت لها ثم هتفت بجدية: طيب مش هتقولي لي اتفضلي ولا إيه؟


تنحنحت فريدة بإحراج ثم ابتعدت عن الباب لتفسح لها المجال للدخول اصطحبتها إلى غرفة المعيشة ثم جلست فوق أحد المقاعد بعد أن جلست فيروز


فتحت فريدة فمها لتسألها عن نوع المشروب الذي تريده لكن أغلقته عندما هتفت فيروز دون مقدمات: طبعا أنت مستغربة أنا جية لك هنا ليه خصوصا بعد كل اللي حصل عموما أنا مش هطول عليكي أنا عايزاكي ترجعي البيت أنت وأدهم مرة تانية.


..يتبع

إلى حين نشر الرواية الجديدة للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة