-->

رواية جديدة لهيب الروح لهدير دودو - الفصل 25 - 3 الأخير الأحد 28/1/2024

  قراءة لهيب الروح كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية لهيب الروح

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

بقلم الكاتبة هدير دودو


الفصل الخامس والعشرون

الأخير

3

تم النشر يوم الأحد


28/1/2024

أثناء تفكيرها قد آتى إلى ذهنها ما فعلته مع ابنها الذي كان سيتسبب في هدم جميع مخططاتها التي تريد الوصول إليها. 


عادت بذاكرتها إلى ذلك اليوم التي أخبرته أنه ابن فاروق الهواري الذي نتج عن غلطة تسببتها معه، وقرر الرحيل من المنزل غاضبًا منها.. 


لكنه عاد بعد يومين فقط ومعه سبب موته 


وقف عصام غاضبًا مغمغمًا بعصبية شديدة يصيح بها بحدة بعدما كشف حقيقتها المخفاه 


:- بقى انتي بتضحكي عليا وتشتغليني فكراني هسكت بكلمتين. 


صاحت أمامه بغضب حاد ممسكة بأطراف قميصه 


:- ما تفوق لنفسك واتعدل وأنت بتكلمني ضحكت عليك امتى أنت شارب حاجة وجاي تطلع قرفك عليا فاكرني الوسـ*ـة بتاعتك ما تتعدل معايا. 


لم يصمت مثلما يفعل كل مرة لكن تلك المرة تختلف بعدما علم الحقيقة التي تخفيها طوال حياتها فوقف قبالتها متبجحًا بغضب 


:- لا أنا فايق دلوقتي بالذات مش شارب وفايق قولتيلي أن ابويا فاروق وطلعتي كدابة انا اتأكدت انه مش ابويا شكيت يمكن بتكدبي وأنا ابن حسن الهواري ابويا فعلا عارفة لقيت ايه؟! 


شحب وجهها بصدمة ووقفت أمامه صامتة دون حديث شاعرة أن أسرارها المخفاه ستظهر بسببه لم تعقب على حديثه بل وقفت صامتة لأول مرة أمامه لم ترد مثلما تفعل دومًا وجدته يتابع حديثه بقسوة غاضبًا 


:-  عرفت ان مش ابن فاروق لقيت دول الورق دة بيثبت أن حسن الهواري مش بيخلف يعني أنا وأروى مين ابونا ردي. 


مسكها بقوة وظل يهزها بعنف وغضبه يعميه مكررًا سؤاله عليها بحدة ولهجة مشددة 


:- مين ابويا قولي وازاي قدرتي تعملي كل ده انطقي. 


دفعته بقوة جعلته يرتد إلى الخلف اثر دفعتها وصاحت به بحدة بعدما فشلت السيطرة على ذاتها 


:- اخرس خالص اللي بتقوله دة يتنسي ولا كأنك عرفت حاجة مش على آخر الزمن هتقف أنت قدام اللي ببنيه وعاوز تهده، ابوك فاروق قولتلك أنت ابن فاروق وهو عارف كدة. 


لم يهتم بحديثها الكاذب المتأكد من عدم صحته، فوقف يكرر حديثه عليها بحدة حازمة


:- ردي عليا مين ابويا قوليلي أنا ابن مين من غير كدب. 


لم ترد عليه بل تلقى صفعة قوية فوق وجنته وصاحت بعصبية والغضب يعميها تمامًا 


:- اطلع برة والكلام اللي بتقوله دة تنساه فاهم لو طلع برة هكون مموتاك بأيدي مش على آخر الزمن واحد زيك هيقفلي في اللي ببنيه بقالي سنين من أول ما دخلت العيلة دي اطلع برة.. 


دفعته بقوة شاعرة بالدماء تغلي بداخلها لا تعلم من أين وصل الي تلك المعلومات التي ستدمر حياتها لن تدعه يفعل ذلك هي على استعداد على فعل أي شئ في مقابل تنفيذ مخططها حتى لو ذلك الشئ هو التضحية بابنها لن يهمها سوى مطامعها لكنها تحاول التفكير قليلًا لتصل إلى حل يرضيها ويجعله ينسى ما علمه عنها.. 


بعد تفكير طويل توصلت إلى حل مرضي لها، وقامت بالإنفاق مع هؤلاء الأشخاص مغممة بحدة وجدية مشددة 


:- دة عنوانه زي ما اتفقنا عاوزاه يتربى بس بعلقة حلوة تنسيه اسمه عشان يتعدل معايا.. 


بعد ذهابهم وتغيير خطتهم وقتله بالخطأ دون عمد منهم بسبب عناده لهم وأخبروها بفعلتهم شعرت بالغضب منهم لاعنة إياهم وتحاول التفكير في طريقة للتخلص مما فعلته فوصلت لحل واحد يرضيها ويخلصها من فعلتها غمغمت بقسوة والشر ملتمع في عينيها تتعامل كأنها لم تفعل شئ


:- عاوزة رنيم هي اللي تبان القاتلة اهو اخلص من البت دي بعد عملتكم السودة دي. 


تم تنفيذ الأمر كما كانت تريد وإدّعت هي الحزن بمهارة بعدما خططت ونفذت لتلك الجريمة حتى تتخلص من أي شئ ممكن أن يهددها فواحدة مثلها فعلت كل ذلك لن تتنازل عما تريده سوى بموتها حتى ولو اقتربت نهايتها في تلك الحياة التي كانت كاللعبة بالنسبة لها، تتلاعب بها كما تريد لكن دون قواعد تفعل ما تريده بلا حدود ولديها هدف واحد هو تحقيق ما تسعى إليه وحصولها على نفود أكبر.. 


عادت من ذاكرتها وملامحها يملأها الشر شاعرة بالانتصار متمنية رؤية جليلة في هذا الوقت شامتة بها خاصة انها تعلم بحبها الكبير لفاروق، ضحكت بانتصار لما فعلته بها بعدما كانت تريد طردها من المنزل..



❈-❈-❈


بعد مرور اسبوع... 


استرد فاروق صحته وعاد إلى المنزل كانت عينيه معلقة فوق مديحة التي اقتربت منه مبتسمة بهدوء ومكر تخفي خلف ابتسامتها حقيقتها القوية 


:- الحمدلله انك قومت منها على طول كانت حادثة خفيفة. 


وقف بشموخ مستندًا على ابنه وأجابها بنبرة مغزية قاسية وعينيه مثبتة فوقها مشتعلة بنظرات غاضبة حادة 


:- قومت عشان احاسب الكل... كل واحد غلط هياخد حسابه مفيش سكوت تاني. 


ابتسمت ببرود ولم تهتم بحديثه مدعية عدم فهم ما يريده، اقتربت سما منه محتضنة إياه بسعادة من بين دموعها لعودة والدها مرة أخرى


:- الحمدلله ياحبيبي أنك رجعت بألف سلامة كنت قلقانة عليك. 


طبع قبلة رقيقة فوق وجنتها بسعادة شاعرًا بحبها الكبير له واحتياجها لوجوده، غمغم جواد بتعقل هادئ عندما لاحظ ملامح وجهه المجهدة بتعب


:- تعالى ارتاح في أوضتك الأول. 


اقترب يسنده بهدوء حتى وصل به إلى غرفته غمغم فاروق بغضب مستغلًا وجوده معه بمفردهما 


:- أنا عاوز اعرف مين اللي عمل كدة وعاوزك تكمل تدوير في موضوع عمك ده. 


اومأ رأسه أمامًا وأجابه بجدية وثقة تامة 


:- اللي عمل كدة مش هسيبه وهجيبه وقسما بالله ما هرحمه وحوار عمي متقلقش اعتبره خلص ارتاح أنت بس ومتشغلش بالك دلوقتي ارتاح بس عشان صحتك. 


ابتسم بسعادة شاعرًا بندم عن أفعاله المعارضة دومًا لسعادته بينما هو في المقابل يهتم به وبسعادته ويريد أن يصل إلى راحته فاقترب محتضن إياه بحنان مغمغمًا بهدوء 


:- ربنا يخليك ليا يا حبيبي أنا واثق أنك هتعرف تعمل دة طبعا.


وقفت جليلة بصحبة ابنتها على أعتاب الغرفة تشاهد ذلك المشهد التي كانت تتمنى رؤيته، كانت دومًا تدعي ربها مترجية أن تتحسن علاقة زوجها وابنها لتصبح عائلتها افضل، ابتسمت على حديث فاروق الذي لأول مرة يثق في ابنه ويعترف بقدراته.. 


ولجت سما تقطعهما بمرح بعدما اقتربت هي الأخرى محتضنة والدها 


:- ايه هو جواد هياخد الحب كله سيبلي بابا شوية وحشني. 


ابتعد بالفعل ينفذ ما تريده ليجعل والدها يحتضنها هي الأخرى وظلت تتحدث معه بمرح محاولة أن تجعله يضحك لملاحظتها للحزن المتواجد بداخله.. 


غمغم جواد بخشونة وجدية تامة بعدما نهض أعد ذاته للرحيل من الغرفة 


:- هسيبكم بقى واروح اتطمن على رنيم شوية. 


همهمت جليلة سامحة له للذهاب وتمتمت بهدوء وحنان


:- روح يا حبيبي وابقى طمني عليها. 


سار جواد متجهًا نحو غرفته بخطوات واسعة متلهفًا لرؤيتها باشتياق شديد أنهك قلبه العاشق لها، ابتسمت بسعادة وقد تهللت أساريرها ما أن رأته ونهضت مقتربة منه، جذبها بلهفة واضعًا يده فوق خصرها يقربها منه بضراوة مستمتعًا برؤية ملامحها واستنشاقه لعبيرها الخلاب وهي داخل أحضانه.. 


لفت ذراعيها حول عنقه بسعادة وكادت أن تعبر له عن اشتياقها لكنه لم يمهلها فرصة للتفوه بشئ وانقض فوق شفتيها يقبلها بعشق ضاري مستمتعًا بقربها الذي دام طيلة حياته يتمناه لوهلة واحدة، لكن الآن فخياله أصبح واقعه حقًا...


ابتعد عنها عندما شعر بحاجتها القوية للهواء مغمغمًا بصوت أجش حاني وعينين تعكس مدى احتياجه الشديد لها


:- وحشتيني.. 


ابتسمت بسعادة شاعرة بنسيم يرفرف بداخلها نتيجة اقترابه منها وغمغمت بنبرة خافتة يملأها اللهفة والاشتياق 


:- وأنت كمان وحشتني أوي كنت مستنياك. 


حملها فوق ذراعيه متوجه بها نحو الفراش وضعها فوق ساقيه مبتسمًا لوجودها معه، ممرر يده فوق بطنها بحنان وغمغم بمرح 


:- وحبيب بابا عامل ايه عشان وحشني هو كمان. 


ضحكت بمرح هي الأخرى وأجابته بدلال زائد واضعة رأسها فوق صدره بارتياح 


:- هو كويس عاوز بس بابا يهتم بيه شوية صغيرة عشان هو بيحبه. 


وزع قبلات رقيقة متفرقة فوق عنقها وأجابها بلوعة ونبرة عاشقة شاعرًا بفقدان عقله أمام عينيها التي سلبته حياته بأكملها ليس عقله فقط


:- لأ بابا هيصالحه حالا ويهتم بيه بس الأول يشوف ماما عشان وحشته جامد. 


أنهى حديثه غامزًا إياها بمرح فضحكت بسعادة ودفنت وجهها في عنقه متمتمة بخفوت وخجل 


:- جـ... جواد بطل تكسفني.. على فكرة أنت كمان وحشتني وكنت عـ.... 


لم ينتظر أن يستمع إلى بقية حديثها بل انقض فوق شفتيها بنهم وشغف شديد شاعرًا بضربات قلبها المتسارعة وخضوعها التام لعشقه معلنة هزيمتها أمام عشقه الجارف الذي يغمرها به دومًا مطمئنة لوجوده بجانبها.. 



الصفحة التالية