رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر الفصل 5 - 3 - الأثنين 22/1/2024
قراءة رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل الخامس
3
تم النشر يوم الأثنين
22/1/2024
مالك ياما سرحتي في ايه؟
سألتها فتنة تفيقها من شرودها، لتعتدل مستقيمة، بعد ان اغلقت أحد الأدراج، التي وضعت بها عدد الشراشف.
فردت بضيق:
- سرحت مطرح ما سرحت، انتي مالك؟ على أساس انك هتحسي ولا تفهمي اصلا؟
غمغمت بالاخيرة تعطيها ظهرها، لم تكترث فتنة وهتفت توقفها:
- طب انا طالعة النهاردة، خلي بالك من البنات،
استدارت لها بغضبها:
- ليه تاني كمان يا برنسيسة؟ هو انتي مبتشبعيش طلوع؟
رددت خلفها بانفعال:
- ما انا بجالي يومين مطلعنش ياما، والجو في البيت هنا بجى يخنق، وانا واحدة دمي حر ، مبتحملش، البت اللي تحت دي ممكن تجيبلي شلل وولدك الأهطل مش عارف يسد معاها ولا يحكمها، اكتم في نفسي لحد ما اموت يعني؟ ثم كمان انا خدت موافجة ابويا، هو رضي عشان حاسس بحالي.
عقبت رئيسة، تجر اقدامها لمغادرة الغرفة بقنوط ويأس يكتسحها:
- لا يا ختي متكتميش في نفسك ولا تزعلي روحك، مدام ابوكي مجدر وحاسس بحالك، اكتم واتفلق، يكش اولع حتى.
❈-❈-❈
امام البناية التي تحتوي على عدد هائل من العيادات المتخصصة، توقفت بسيارته، ليميل برأسه للأمام متمعنًا النظر باليافطات العديدة قائلًا:
- العمارة فيها مية دكتور، فينها عيادة فاطمة دي؟ انا مش جادر احدد في اي جيهة،
تبسمت بياس تجيبه وهي تلملم اشيائها:
- الدكتورة في الدور الخامس، ويافطتها صغيرة يا عارف، لو ركزت كويس ممكن تجيبها.
- فينها دي؟..... اها خدت بالي بس دي على جنب مش في الوش زي البجية
ضحكت تشاكسه وهي تعدل جلستها للترجل وتذهب:
- معلش العتب ع اليافطة المشجلبة، مش نظرك يا غالي...... اه.
صدر التأوه كرد طبيعي بعدما اوقفها قابضًا على رسغها، يقول بتهدبد:
- شامم ريحة تريجة..... كديها انتي دي؟
كبتت بصعوبة ابتسامتها لتعترض بقولها:
- في ايه يا عارف؟ الناس في الشارع هتاخد بالها، مش وجت تهديداتك التافهة دي خالص على فكرة.
صدر تأوهًا مرة أخرى مرافقًا لضحكاتها، بعدما زاد بضغطه ليعقب بغضب مصطنع:
- لسانك طول، وشكلك عايزة جرص من جديد ، مدامتي عارفة ان جوزك تافه، يبجى تراعي وتاخدي بالك، مش تجلي أدبك....... اتعدلي واحترميني حتى لو كنت تافه، دا واجب الزوجة ناحية جوزها، فاهمة ولا لأ.
أومأت بمهادنة، لا تستطيع توقف عن الضحك المكتوم، امام جدية مزيفة يصطنعها:
- حاضر ماشي، هحترم جوزي التافه، في أوامر تاني؟.
- لا .
قالها مندمجًا في الدور ليأمرها:
- خلاص انزلي، هي ربع ساعة بالكتير، هروح اوصل للست سليمة اسلم واطمن وبعدها هاجيلك، مش هعوج.
، ماشي وسلملي عليها.
قالتها وهي تترجل من السيارة بعدما القى عليها بعض النصائح والتعليمات، ثم توقف يطالعها حتى دلفت لداخل المبنى ، ليتحرك بالسيارة بعد ذلك ذاهبًا نحو وجهته، غافلًا، عمن كان يراقبهما منذ قليل داخل المبنى ، بعدما اوصل زوجته هو الاخر لنفس عيادة الطبيبة الشهيرة، ثم انتبه عليهما اثناء مغادرته، ليتربص بها من محله حتى ولجت لداخل المصعد، ثم تفاجأت به ينضم معها،
- مساء الخير يا ست الحسن .
- عمر .
تمتمت بالأسم، ثم همت للخروج، ولكنه باغتها، بأن ضغط على الالواح طالبًا الطابق الاخير، واعترض طريقها حتى لا تخرج، فهتفت به غاضبة:
- انت اتجننت يا عمر، ولا واعي أصلا للي بتعمله دلوك، دا تطير في رجاب.
ردد ببساطة غير ابهًا:
- وايه اللي هيخلي الرجاب تتطير؟ هو انا هخطفك مثلاً؟
زفرت بغضب حارق تطالعه بحنق تخفي من خلفه ارتيابها من فعله، وظلت صامتة حتى توقف المصعد على الطابق الأخير، الخالي تقريبا من البشر ، بعدم وجود العيادات الممتلئة بالبشر، كباقي الأدوار، ليفرد ذراعه امامها قائلًا بحركة مسرحية:
- ممكن لو تسمحي، بكام دجيجة من فضلك يا هانم، دا لو تتكرمي يعني، لاني انا مستعد ابوظ الزراير في الانساسير واجعد معاكي لحد الصبح ، ومش هيهمني.
صكت اسنانها بغيظ متعاظم، غير فاجئها بتهديده، لتأخذ القرار على الفور وتخرج من المصعد، ثم تتوقف في وسط الرواق متكفتة الذراعين، تواجهه بقوة سائلة:
- اديني جدامك اها، عايز ايه يا عمر؟
التف حولها ليقف امامها متمعنًا النظر داخلهم وكأنه يريد الغوص بهما، يبحث عن فتاته الصغيرة التي كانت هائمة به.
تركها بالسنين وظلت على العهد محافظة، ثم انقلبت كغدر الزمان الذي يفاجئ اصحابه، لتصبح هذه الشخصية الواقفة امامه الاَن:
- عايزك تجيبي عن سؤالي واعرف اللي حصل، كيف أجبروكي تتخلي عني وتروحي لواد عمك تتجوزيه؟ عملت ايه فتنة خلاكي تتكسري جدامهم وتنخي؟
طالعته بارتياع وعدم استيعاب لمعرفته بهذا الأمر الخطير:
- مين جاب سيرة فتنة؟ مين اللي جالك الكلام ده من الأساس؟
رد بعدم اكتراث:
- المهم اني عرفت، وعرفت هي عملت ايه عشان تشوه صورتي وصورتك جدامهم هي السبب بت ال......
- خلاص يا عمر
هتفت بها تقاطعه بعدم احتمال:
- مفيش داعي نجلب في اللي راح، بعد الحكاية ما فضت وكل واحد راح لحاله، مكنش لينا نصيب في بعض، انت شوفت حالك واتجوزت، وانا ربنا رضاني بجوازى وسعيدة والحمد لله
- رضاكي وسعيدة كمان!
تمتم بها بحقد يحرق فؤاده المعذب بعشقها، ليقترب بنظرات ازدادت حدة حتى كانت ترتد للخلف خشية منه:.
- يعني اتخطيتي ونسيتي، امال انا ليه مش عارف اعيش؟ ليه مش عارف ابجى زيك كدة وادوس على جلبي اللي عاش يتنفس هواكي؟ جوليلي عرفتي تعمليها ازاي دي؟ ولا هو مكنش حب من الأساس؟
ازداد خوفها منه، تريد الهرب وابصارها تتجه كل دقيقة نحو الدرج او ألمصعد تتمنى ظهور اي شخص ما، ولكنها ايضا لم تقوى على الصمت، لتفحمه بقولها:
- اسأل نفسك يا عمر، وحاول متعملش فيها دور الضحية عشان انت اتخطيت، واتخطيت من زمان كمان، بدليل الثروة اللي كونتها في الغربة وانا هنا زي المغفلة في انتظارك، لو كنت حاططني في أولوياتك مكنتش هتستني وتسيبني على دكة الاحتياط بعد ما تحقق كل أهدافك.
تجمد. وقد فاجأته بردها الغير متوقع، لتواصل هجومها:
- لو عايز تلوم حد يبجى تلوم نفسك، روح الدهشان، يمكن تكون حالمية زيادة عن اللزوم بس هي عمرها ما كانت غبية عشان ما تاخدتش بالها من التفاصيل المهمة دي بس انا كنت بفوت بمزاجي، زي ما دلوك هفوت غلطتك واعتبرها محصلتش عشان مزيدتش في تعجيد الأمور لو جوزي عرف...... عن اذنك
تفوهت بالاخيرة وتحركت من أمامه عائدة لنفس المصعد، تضغط على اللوح الرقمي حتى وصل اليها وانفتح بابه ، لتنضم داخله ثم تهبط به، امامه ، وقد تخشب محله ، فلم يسعفه ذكائه ، في إيجاد رد مناسب، او ان يتجرأ ويجيبها بالحقيقة الصادمة، فتزداد كرها له!
❈-❈-❈
- انت متأكد من كلامك دا يا بسيوني؟
سأله غازي بعدما قص عليها جميع ما جمعه من معلومات، طوال الساعات الماضية، وتقرير مفصل عن تحركات المشتبه بهما داخل دائرة الشك، وقد فاجئه بكم من المعلومات،
وجاء رده بتأكيد:
- ما انت عارفني يا غازي بيه، انا مجولش كلمة في الهوا ، العيال دي ما صدقوا ان الولية بعدت عن البيت، عاملين زي المجانين، عايزين يلحجوا الوجت ويوصلوا للي هما عايزينه.
ردد غازي بتفكير متعمق:
- انا كنت شاكك فيهم من الاول، دور الشهامة اللي كان رسمينوا مكانش لابج عليهم ابدا، الطمع في عينهم كان كاشفهم جدامي بكل وضوح.
وافقه بسيوني الرأي:
- هما دلوك دخلوا في الجد والشيخ اللي شوفته معاهم امبارح دا اسمع ان مفيش اعفش منيه في الفلوس ، سمعته معبيه الدنيا في كاره الزفت ، لا يعرف حرام ولا حلال، وأكيد معشمينه بحاجة كبيرة ، تخليه يوافج عشان يتعاون معاهم.
المهم احنا بجى، هنعمل ايه؟
اجابه غازي بحنكة:
- هسيبلهم الحبل ع الغارب ، خليهم يبرطعوا ويعملوا كل اللي عايزينه، لحد اما نشوف فعلهم دا هيوصل لإيه
، انا كمان وصيت الدكتور ما يصرفش سليمة ع البيت، على ما اشوفلها صرفة، دي مش حمل أذية تاني .
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر من رواية ميراث الندم, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..