رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر الفصل 6 - 3 - الجمعة 25/1/2024
قراءة رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل السادس
3
تم النشر يوم الجمعة
25/1/2024
داخل غرفتها بالمشفى
ابعدت سليمة معلقة الطعام بيدها، معبرة عن استكفائها:
- خلاص كفاية ، معدتش جادرة
اعترضت نعيمة لتعيد المحاولة مرة أخرى بإلحاح:
- ما كفياش، كلي وبلاش تتبعبيني معاكي يا سليمة .
- يا بوووي
عبرت بها سليمة برفض قاطع ، تبعده الطعام عنها ، مما جعل هويدا تتدخل:
- خلاص يا نعيمة، سبيها على كيفها، جالتك مش جادرة،
بررت نعيمة:
- بس انا عايزاها تجوم، ومفيش غير الوكل هو اللي يسند البني ادم
عقبت هويدا على قولها مخاطبة سليمة:
- طب نعملها ايه بجى؟ هي كدة دايما تعبانا معاها، طب حتى افتكري المرة الكبيرة اللي مش راضية تسيب محلها غير وهي يدها في يدك كيف ما بتجول.
قالتها بإشارة نحو والدتها التي غليها التعب فتسطحت على التخت الثاني وغفت جوارهما،
لترمقها سليمة بإشفاق، ثم تعود برأسها للخلف قائلة:
- وانا كنت اجبرتها يعني؟ ما انتوا شوفتوا بنفسيكم، هي رأسها والف سيف تفضل معايا ، انا والله ما يهمني غير صحتها ، بس هي بجى مفيش فايدة فيها
ردت هويدا:
- عتحكبك يا سليمة، كيف ما جوزها بالظبط كان بيحبك، طول عمرك واخدة محبتهم وشايفينك حاجة كبيرة، بيفتخروا بيها .
لا تعلم سليمة لما شعرت في لهجتها بنبرة لم تعجبها، وكأنها تستكثر هذا الحب ومكانتها في قلوب المذكوربن، انه بالفعل لطالما وصلها عذا الشعور ولطالما كذبته!
- صباح الخير عليكم
صدر الصوت المتحشرج من مدخل الغرفة يلفت ابصار الجميع نحوه، لتلتوي افواه الشقيقتان بضيق منعهما حتى من الرد ولكنه لم يكترث، ودلف يدهشهن ببروده في مخاطبه سليمة المتجهمة:
- عاملة ايه النهاردة يا سليمة، رايجة ولا الزحمة تعباكي.،
قالها بقصد وصل الشقيقتان ، يناظرنه بعدائية فتابع مضاعفًا بدرامبة:
- انا جولت من الأول، النفس الكتير في الأوضة يزيد على تعبك ويأخر بشفاكي.
- با سلاااام
غمغمت بها نعيمة ، لتنهض هويدا ثم تسحبها بيدها تردد بحنق:
- جومي بينا يا خيتي ، نشرب كوباية شاي ولا نشم هوا بعيد عن هنا ، حكم انا فعلا بجيت اتخنق.
اطاعتها نعيمة وذهبتا تاركة الغرفة لهما سكينة النائمة بسكون وسليمة الغاضبة ، والتي زفرت تشيح ابصارها عنه بكره، قابله بابتسامة سمجة ليجلس مقابلا لها على طرف التخت الطبي متغزلا:
- وشك نور وراح منه صفار، رجع لبياضه الطبيعي من تاني.
لم يعجبها القول ، لتحدجه نظرة نارية، قابلها ايصا ببرود وضحكة ازدادت اتساعا:
- لا دا كمان ورد لما اتنرفزتي، عيني عليكي باردة
- صبرني يارب
تمتمت بها تشبح بوجهها الناحية الأخرى، وكان رده ابتسامة مرحة ذات صوت متحشرح
❈-❈-❈
اقترب منه وقد كان جالسًا اسفل المظلة الخشبية في الحديقة ، متكتف الذراعين، متجهم الملامح بشكل قد يبدوا كوميديا،
لكزه بخفة وهو يأخذ مقعده بجواره
- لاوي بوزك ومكشر ليه؟ مش ناجصين جقلة احنا
حدجه يوسف بغيظ:
- بقولك ايه ، سيبني في حالي بقى متكلمنيش، انا مش طايقك اساسا ولا طايق الكلام معاك.
تكلم غازي يدعي عدم الفهم:
- طب ليه يا عم انت مش طايجني، كان بيني وبينك طار مثلا، ولا عركة على حدود زرعتنا.
فهم يوسف لمرواغته ، ليعلق بغيظ :
- بتستظرف انت يا غازي صح ؟ يا عم بقولك مش طايقك
لم يقوي على منع ضحكه في البداية قبل ان يتخذ وضع الجدية في الحديث:
- طب انا فاهمك يا سيدي، ومش هستهبل، بس برضك مفيش مرواح على بيت بسيوني .
سمع منه الاخر ليضرب كفيه ببعضها مرددًا بسخط:
- لا حول ولا قوة الا بالله يارب،، تاني برضوا هتقفلي زي اللقمة في الزور وتمنعني، يا بني بقولك مفيش بيني وبين البينت حاجة، دا كلام عادي، وهي البنت دماغها منفتحة وبتعرف تتحاور وتتكلم معايا ، ثم انا بروح لمين اساسا؟ انا بروح لزينهم .
ء يا راجل!
غمغم بها غازي بسخرية منه، ليستطرد حازما:
- وانا للمرة الألف بجولها ، لا زينهم ولا غيره يا يوسف،، خليك عاجل وما تتعبنيش الله يرضى عنك، اسيبك بجى عشان عندي مشوار لحاجة مهمة
قال كلملته ونهض يتركه ممتقع الوجه ، بيأس يفتك به، لبتمتم بتوعد
- ماشي يا غازي ، ماشي
❈-❈-❈
قال سند وهو يخاطب االرجل الغريب داخل محيط المنزل، بصحبة عيسى ابن خالته داخل احدى الغرف التي تم الحفر بها:
- ها بجى يا عم الشيح، كدة احنا جربنا صح؟
دنى الرجل نحو العمق الكبير في الأرض، بتمعن شديد ختى رفع رأسه قائلًا:
- لسة فاضل شوية،
اعترض عيسى يضرب الارض بقدمه:
- فاضل فين تاني يا عم؟ دا احنا ناجص نجيب بترول، ما تجولوا حاجة يا عم سند ، احنا بجالنا كام يوم بلياليهم، في الجرف ده. لما اتهلكنا
ختم عبارته يشير على هيئته المزرية بملابسه المغبره وشعره ووجهه وجسده بالكامل .
فرد سند والذي كان يماثله في الهيئة:
- زي بعضه يا واد خالتي ، خلينا نتحمل شوية مع الشيخ اللي رابط نفسه معانا هو كمان، عشان يبشرنا بالخير اللي هيهل ولا ايه عم الشيخ.
قال الأخيرة مشددا عليها نحو الرجل والذي رد بهدوء يقارب المكر:
- اكيد امال ايه، احنا اساسا ماشين صح والكنز هنا مش تخمين ولا ضرب ودع، دا علاماته باينة زي عين الشمس.
اومأ له سند بشبه ابتسامة، فهتف عيسى بنزق:
- طب همتك معانا بجى، جيل البومة دي ما ترجع، خلينا نخلص بجى ونستريح منها ام الشغلانة دى
❈-❈-❈
عاد من الخارج ينزع عن عنقه الشال الصوفي ويضع من يده الكيس البلاستيكي الصغير، على الكمود المجاور للتخت، وقعت عينيه عليها وقد كانت خارجة من المرحاض، ، تجفف شعرها بالمتشفة الصغيرة، بشرتها الندية وتفاح الوجنتين ، تخطف الانغاس بهيئتها،
رمقته بنظرته عفوية منها ولكنها كادت ان تطيح بثباته ، ليبتلع ريقه حتى لا يتوه ف بحرها وينسى ما يريده الان منها
- عاملة ايه دلوك ؟
- حمد.لله ، مفيش حاجة تجلج، ما انا جولت شوية دوخة عادية
قالتها ثم جلست لتصفف شعرها بالفرشاة، فتجاهل مؤجلا النقاش، ليزوم بفمه قبل ان يسألها:
- اممم ، طب انا كنت عايزة اعرف منك، هي سليمة دي عندها حد بيساعدها في شغل البيت، ولا بتشتري اكل
من برا ؟
قطبت باستغراب تاركة ما بيدها لتجيب عن السؤال بسؤال:
- ليه بتسأل؟ ما انت عارف انها وحدانيه مع جدتي نفيسة......
قاطعها بإلحاح:
- انا بسأل عشان اعرف، حكاية انها وحدانيه مع جدتك سكينة معروفه، انا جصدي ليكون بتشتري حاجة معينة ولا بتبعت على وكل يجيلها جاهز مثلا، اي اكل يجيلها من برا زي الفطير مثلا .
- لا مفيش اكل، هي بس بتشرب لبن بيجيلها مخصوص،
انتبه على قولها ليعيد على السؤال:
- لبن مخصوص كيف يعني؟
- لبن بيجي يوماتي من بيت الحاوي الجريب من البيت هناك ، هو في حاجة .
اومأ برأسه بتفهم وتفكير سريع، لينفي بهز رأسه كاذًا :
- لا مفيش حاجة ، متشغليش نفسك انت .
تحرك يتناول شاله مرة اخرى وعلاقة مفاتيحه ليردف لها على عجالة قبل ان يتركها ويذهب:
- انا ماشي ورايح مشوار ، ماتنسيش تاخدي الدوا اللي جيبته عندك ، وشوفي الحاجة اللي معاه.
تطلعت في اثره باستغراب، قبل ان تتناول الكيس تنظر في محتوياته، لكن سرعان ما رفعت عيناه عنها مغمغمة بدهشة وذهول:
- اختبار حمل،، جايبلي اختبار حمل يا غازي، يخرب عجلك؟
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر من رواية ميراث الندم, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..