-->

رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر الفصل 3 - 3 - الأحد 14/1/2024

   قراءة رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى







رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الثالث

3

تم النشر يوم الأحد

14/1/2024

اومأ بتفهم ليرفر عائدًا لشروده، فتواصل هي بعفويتها:

- دي دكتورة زينة، امي بتشكر فيها جوي، احسن من دكتورة البلد اللي مبتفهمش اي حاجة .


ظل على صمته وكأنه لا يسمع، مما اضطرها لسؤاله:

- عمر هو انت في حاجة شغلاك، لو على العيال ان شاءالله ربنا هيكرمنا بس احنا منستعجلش زي ما جالت امي وجدتي ام ابويا كمان.


رفع رأسه اليها يحدجها بحنق ليوقف ثرثرتها من البداية،  لتنكمش على نفسها بقلق من رد فعله، وتلفت انتباهه بهيئتها الوديعة تلك، وهي بكامل زينتها، ترتدي منامة تكشف عن جسدها اكثر مما تستر، من  يصدق ان الفتاة الخفيفة التي رأها اول مرة تحدثه بجرأة، هي نفسها من تجلس امامه الاَن ، لا تقوى على مواجهته حتى بنظرتها،


ترهبه، وتخشى غضبه بصورة جعلته يشعر بالإطراء،، لتخفف عنه ما كان يفتك به منذ دقايق، لتغزو ابتسامة انتشاء محياه، فيخاطبها بصوت هادئ:


- هدير 

حينما رفعت رأسها اليه، اومأ بعيناه لها يأمرها:

- تعالي .

اذعنت بطاعة لتجلس نحو ما اشار اليها بجواره على الاريكة، فيباغتها بأن لف ذراعه حولها من الخلف يقربها اليه، ثم بيده الحرة امسك بذقنها يرفع وجهها اليه قائلًا:


- بتحبيني يا هدير، ولا بتخافي مني؟

ردت على الفور بلهفة:

- بحبك والله العظيم..... بس برضوا بخاف منك لما تزعجلي ولا تزعل مني..... لكن كمان اكيد بتحبني صح؟


ازداد اتساع ابتسامته ليردد خلفها بتسلية:

- صح، انا بحبك عشان شطورة وبتسمعي الكلام. 

تبسمت لمرحه معها، فهذه الأوقات دائمًا ما تنتظرها منه، وتابع لها بمزاج اصبح يتحسن مع اندماجها معه، يتلمس بإبهامه نعومة بشرتها، وشفتيها المكتنزة قبل ان يباغتها بقبلة عاصفة جعلتها تأن بين يديه، حتى اذا تركها تلتقط انفاسها طالعته باستغراب لهيئته المتقلبة ، يلوخ بعقلها السؤال عن تلك الرومانسية التي كانت تراها في التلفاز، ليأتيها الرد منه بأن يعاود من ضمها اليه ، ليأخذها في جوله من جولاته الخالية من تلك المشاعر الخيالية بعقلها الساذج 


❈-❈-❈

عاد مساءًا، بعدما حسن مزاج رأسه بالمشروب،  والمكيفات التي اعتاد عليها حتى أصبحت من روتين يومه، ولا يستطيع الاستغناء عنها على الإطلاق،  


دلف لغرفته وما ان هم بالضغط على قابس الكهرباء،  حتى تفاجأ بضوء اخر، يأتي بالقرب من التخت، من قبل زوجته المصون والتي كانت تقف امامه بهيئة.....


- ايه اللي انتي عملاه في نفسك دا يا ولية،

سألها مستهجنًا رؤيتها بهذه المنامة الصاخبة بالأشياء اللامعه، واضواء تبدوا كمصابيح صغيرة، ليضيف على قوله السابق :


- الله يخرب بيتك، عملالي فيها تاكسي السهرة.

تبسمت متقبلة شتيمته، لتقترب بخطواتها منه تخاطبه بنعومة زائدة:

- مالك يا راجل؟ هتعملي فيها مخضوض ولا ايه؟ 


تابعت تلكزه بمرفقها بغنج مبالغ فيه :

- عملالك جو يا ابو العيال، مش واخد بالك ولا ايه؟


رد بانفعال غاضب:

- ياريتني ما خدت بالي يا شيخة، دا انت لو جاصدة تسرعيني وتجطعي خلفي، مش هتعملي كدة ، هو اتجنيتي يا مرة؟ 


صدمها برد فعله حتى سقطت جالسة على التخت من خلفها، بخيبة امل تكتنفها تردد:

- بجى ده ردك على اللي عملاه لاجل ما ارضيك، اتجنيت وجطعت الخلف عشان بس عايزة اصالحك وارجعك ليا بعد ما هجرتني، وانت اللي غلطان بضربي، دا انا اتنازلت على كرامتي عشان ارضيك، بدل ما تقدر تجرح بالكلام الواعر؟


زفر بضجر، لا يتحمل مسكنتها، وقد كادت ان توقف قلبه منذ لحظات بغبائها،  


- اسمعي يا شربات، انتي مش صغيرة على عمايلك دي ولا انا كمان صغير، عشان افرح باللي بيزغي واللي بيلمع، راعي سنك وبلاها منها التفاهات دي. 


كلماته الحادة زادت من اشتعال، لتهتف محتجة بعدم تقبل:.

- ايييه؟ ما تخف كلامك اللي عامل زي السكاكين ده؟ عمال تخربط وترمي في الدبش من غير تجدير ولا احساس، يعني هي دي جزاتي؟...... أني مشتقالك وعايزاك. 


قالتها لتنهض وتقترب مننه، واضعه كف يدها على عظام صدره، تلين من لهجتها يإغواء تناجيه:

- شهرين وانت باعد نفسك عتي، كام مرة احاول معاك وانت ولا فايدة، حس بيا يا راجل ، حرام  الهجر يا فايز،  انا مرتك وليا حق عليك زي ما انت ليك حق عليا 


- وصاحبة الحق المهدور من سنين موجفها ايه؟

خرج السؤال منه كصفعة تفيقها، لتبرق عينيها بشر ، ونيران تنهش بها دون رحمة:


-  تاني يا فايزة، عايزنا نرجع للهجر والخصام من تاني،  ايه جاب سيرتها دي من الأصل اساسا؟ لما صعبانة جوي كدة عليك، مطلجتهاش ليه تشوف نصيبها، حد كان جبرك على بعادها؟ مش انت اللي كنت دايما تجول انك مش طايجها؟ حليت دلوك في عينك، عايز  تورث بعد ما غار ولدها....... اه 


صرخت مجفلة، وقد باغتها بلطمة أخرى على وجنتها المكتنزة ليزيد من صدمتها بأن قبض على شعر رأسها من الخلف يهدر بتحذير ووعيد:


- قسما بالله يا شربات، لولا بس مجدر حالتك والجنان اللي انتي فيه من الغيرة اللي بتاكلك دلوك ، لكنت كسرتلك عضمة تفكرك تاني مرة عشان تعملي الف حساب،  جبل ما تيجي تهلفطي بنص كلمة تاني  


دفعها بعنف لتسقط على التخت الذي اهتز من ثقلها ، ليختم باصقًا عبارته الأخيرة بازدراء:

- صحيح يا ولاد، ما هي مش كل الناس تملك عزة النفس، ولا كل الناس برضوا، التناحة بتجري في دمها.


قالها والتف مغادرا الغرفة، يتركها تذرف دموع الأنكسار مرددة :

- روح يا فايز، اللهي بكسر بخاطرك زي ما كسرت بخاطري 


❈-❈-❈

في سكون الليل ، وقد خلت الشوارع من المارة، ومعظم الناس نيام، كان الاثنان يسيران نحو وجهتهما، لتنفيذ الخطة المتفق عليها، بعد تدبير وتخطيط يسبقها منذ شهور ، حتى حسما التردد بالتنفيذ الليلة،


خلف المنزل المقصود توقفا اسفل النافذة ، بجوار الشجرة العتيقة، 

وبصوت بالكاد يسمع، تحدث الأول، وكفه استندت على جذغها:


- واحد فينا هيطلع الأول والثاني هيطلع وراه 


اومأ الاخر برأسه بموافقة، ليرد بنفس الهمس:.

- ماشي، يبجى انت الأول وانا هستنى اشارة منك 


- تمام، وبرضوا خلي عينك في وسط راسك، وراجب زين .

تمتم بها الاول بحزم، قبل ان يعتلي الشجرة، ويتسلق بخفة، ثم ينتقل بين الفروع برشاقة محترف، حتى اذا وصل الى نافذة الغرفة المعروفة، ليفتحها بقطعة حديد حادة اخرجها من جيبه، ثم دلف امام ابصار الاخر في الأسفل، ليخطف نحوه نظره مفهومة قبل أن يدلف للداخل، 


كانت الغرفة غارقة في الظلام، وقد كان هو مستعدًا لذلك يان اخرج من جيبه الهاتف لينير مصباحه كي يرى منها، وكانت المفاجأة حينما اضيئت الغرفة بأكملها ، ليجدها امامه مباشرة وكأنها كانت في انتظاره، وعلى استعداد تام للتعامل معه، تجفله بالبندقية التي تمسكها بين ذراعيها، وتصوبها نحوه، ليتسمر مذهولًا امامها، ثم تبادره بحديثها، بعدما تمعنت النظر جيدًا لهذه الهيئة الغريبة عنها:


- انت مين ياد؟ ومين اللي باعتك بالظبط؟


لم يجيبها بل ظل على وضعه يناظرها بزوج الأعين، الوحيدة الظاهرة من وجهه الملثم، 


- رد عليا، مين اللي باعتك يا واد المركوب، حد جالكم سليمة هينة وهتنولكم غرضكم اياك؟ مبلم ليه زي سنفور المحطة؟


هدرت بها بصوت اكثر حدة وفوة، لكن الاَخر كان قد تصلب بجمود اثار التوجس داخلها، لتقرر بجرأة سحب زر الأمان في اشارة لتزيد من تهديده ولكنه كان الأسرع بأن باغتها برميها بقطعة الحديد المدببة التي فتح بها النافذة، لتنغرز بها، وكانت النتيجة انها اهتزت بالبندقية التي كانت بيدها وهي في وضع الاستعداد لتخرج منها الطلقة النارية التي عرفت طريقها نحو ساقة، لتصدر صرخة التأوء منه، قبل ان يستدرك وضعه، وهي برغم ألمها وسقوطها، إلا انها زحفت على الأرض تشرع بتعديل وضع البندقية مرة أخرى 


لينتفض هو برعب متراجعًا نحو النافذة والذهاب قبل مجيئ البشر من الجيران لإنقاذها، وقد فضحته الطلقة النارية وافسدت عليه المخطط هو وصديقه.


زاغت عيني سليمة وسقطت البندقية من يدها، فتأثير الطعنة التي تلقتها كان أكبر من مقدرتها على المواصلة، لتلفها هوة سوداء وتبتلعها، فلا تشعر بعدها بأي شيء


يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر من رواية نسائم الروح، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة