-->

رواية روضتني 2 (الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد) طمس الهوية -لأسماء المصري - الفصل 31 - 3 الأحد 28/1/2024

  

  قراءة رواية روضتني 2 (طمس الهوية) كاملة
  تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 

 


رواية روضتني 2

(الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد)

طمس الهوية

للكاتبة أسماء المصري



الفصل الواحد والثلاثون

3

تم النشر يوم الأحد

28/1/2024

نزلت ياسمين الدرج تبحث عن فارس وسألت دينا الجالسة تحمل حفيدها تقبله بحب:

-هو فارس فين يا طنط؟


أجابتها تشير للمكتب:

-دخل المكتب من شويه هو ومازن.


تركتها بعد أن ابتسمت لها ابتسامة رقيقة وتوجهت صوب غرفة المكتب فاستمعت لصوت زوجها الغاضب:

-كل اللي أنت قولته ده مينفيش إن لسه جواك مشاعر لنرمين، وچنى متستاهلش منك تخونها حتى لو بالمشاعر بس، عشان كده انا بقولك من دلوقتي إنك هتطلقها عاجلا أو آجلا بس نمهد لها الموضوع عشان لو جه فجأة هي برده اللي هتتكسر.


طرقت ياسمين الباب فأذن لها بالدخول فنظرت لهما ولوجهيهما المحتقن فابتلعت ريقها متوترة:

-أنا خلصت لم الشنط وخليت الخدم يحطوها في العربية، ممكن تستعجل شويه عشان أكيد ولادك جننوا شيري.


حرك رأسه موافقا والتفت يخبر مازن:

-لو في مشكله في الشركة ابقى كلمني، أنت رايح مش كده؟


أومأ مؤكدا:

-هفطر واروح على طول بس محتاجك نخلص كلامنا لانه أهم من الشغل.


زم شفتيه للأمام ورد ووجه يظهر عليه الامتعاض:

-أخلص نقل للبيت الجديد وهفضالك.


خرج برفقة زوجته التي ظلت ترمقه طوال الطريق بنظراتها الفضولية وهو لا يعيرها أدنى اهتمام، ولكنه انشغل بتصفح هاتفه اللوحي ليباشر أعماله ويتابع كل كبيرة وصغيرة حتى وهو غائب.


وصل ﻷبواب الڤيلا القديمة ودلف يؤخر خطواته فلاحظت هي تردده فأمسكت راحته تشد عليها بخاصتها داعمة له حتى أصبحا يقفا بمنتصف البهو وبالظبط أمام موقع فقدة لغاليته؛ فنظر لذلك الرسم بالطبشور لذي مُسح قليلا فلم يظهر بشكل واضح كما كان سابقا، وبقعة الدماء التي جفت ولم تعد بلونها الأحمر كما رآها يوم هذا الحادث المشؤم؛ فشرد ناظرا لمكان جلوسها ودمعت عينيه فمسحت دموعه بإبهاميها تكوب وجهه بحب وتتمتم:

-حبيبي، لو عايز تستناني بره قولي بس الرقم السري بتاع خزنتك.


كانت هي انتهت من جمع كل متعلقاتهم حتى ما يخص صغيريها برفقة شيرين، ولكنها لم تستطع فتح خزنته الخاصة لا تلك المتواجدة بغرفة مكتبه ولا الأخرى الموجودة بخزانة ملابسه:

-ﻷ أنا طالع معاكي.


صعدا ودلفا جناحهما فابتسم فور أن وقعت عينيه على تلك الأريكة التي أحضرتها له زوجته هدية عيد مولده فالتفت لها والبسمة لا تزال مرسومة على وجهه واحتضنها يداعب شعرها:

-عارفه ايه أكتر حاجه هفتقدها في البيت هنا؟


هزت رأسها نافية فأجاب تساؤله:

-الكنبه دي.


عانقته متعلقة برقبته وتكلمت بصوت انثوي ودلال:

-وأنا كمان، ايه رأيك ناخدها معانا؟


غمزت له بنهاية حديثها فضحك عاليا وقبلها من جوف رقبتها:

-مش هتليق مع الديكور الجديد، خليني أجيب واحده جديدة الوانها تليق اكتر.


دفعته عندما وجدته ينحني مجددا لتقبيلها ولكنها كانت قبلة مغايرة عما سبقتها:

-فااارس، شيرين قاعدة ب3 بيبيهات زمانها بتشد في شعرها.


ابتعد وتحرك صوب الخزنة فسألته بحيرة:

-هو أنت مش ناوي ترجع الخدم والحرس اللي كانوا شغالين؟


وقف من انحناءته بعد أن أفرغ محتويات الخزنة:

-براحتك يا روحي، لو عايزه تغيريهم براحتك خالص.


رفضت فورا وتبعته وهو يتوجه للدرج:

-ﻷ طبعا انا متعوده عليهم وشغالين معاك من قبل ما نتجوز وهم اكتر ناس هطمن معاهم.


دلف مكتبه فتبعته ووقفت تنظر له وهو يخرج الملفات والنقود الموجودة بالخزنة:

-تمام هخلي أمجد يرجع طقم الخدم وطقم الحراسه من بكره إن شاء الله.


أخرج جواز سفره وفتحه ناظرا لتلك التذاكر الموجودة بداخله فرفع وجهه يحدثها بأسى:

-كنت عامل لداده مفاجأة وهاخدها معايا الحج.


أخرج تذكرتها وجوازها واضعا إياهما على المكتب وأمسك بتذكرة أخرى ووضعها فوقهم:

-ودي تذكرة زين.


نظر لبقية التذاكر بحوزته:

-دول تذاكر طقم الحراسه اللي جايين معايا، مش عارف في وقت أغير حجز التذكرتين دول ﻷي حد يستفاد منهم ولا ﻷ؟


اقتربت منه وجلست على قدميه تداعب لحيته مبتسمة:

-أكيد في وقت لسه عشرين يوم بحالهم، خلي واحده ﻷمجد والتانية ليا.


لمعت عينيه ناظرا لها بفرحة وهي تضيف:

-أنا عارفه اني قولتلك مش هروح السنه دي عشان الولاد بس انا كنت بتحجج عشان اصرارك عليا في لبس الحجاب.


ترقب حديثها وهو يدعو لها دائما بصلاته أن يهديها للحجاب فهو لم يرد أن يجبرها على ارتدائه حتى ترغب هي به:

-أنا بحب ألبس وابقى شيك، وكنت فاكره إن الحجاب بيضح حلاوة اللبس وشياكته بس من بعد ما شوفت لبس خديجة وكمان نرمين لقيت اني كنت غلطانه.


سألها مترددا:

-يعني هتلبسيه عشان لقتيه شيك؟


أجابته:

-هلبسه عشان انا عارفه انه فرض وكان لازم يتلبس من زمان بس أنا كنت ضعيفه في النقطه دي وانت هتقويني مش كده؟


أومأ وقبلها قبلة عميقة على شفتيها بادلته إياها وأخرج جواز سفرها به تذكرتين:

-أنا كنت حاجزلك انتي وأمجد وعامل حسابي اني هحاول اقنعك تيجي معايا، وخوفت على ما تقتنعي تكون الأماكن اتاخدت.


عانقته بقوة فبادلها العناق ولكنه ابعدها غامزا لها ببسمة:

-كده لسه في تذكرتين مش عارف هديهم لمين؟


ردت وهي تبتعد عن حضنه وتسحبه ليقف قبالتها:

-نديهم لعمر وخديجة.

❈-❈-❈


ظلت طوال اليوم جالسة بغرفتها تبكي تارة وتغفو أخرى، تستيقظ على صوت بكاء صغيرها فترضعه قليلا وتتركة برفقة جدته لتعود للبكاء، كل هذا ودينا تظن أن بكائها بسبب شهادتها ضد والدتها وذلك اللقاء الذي حدث بينهما بعد أن أدلت بشهادتها بالنيابة؛ فتذكرت حالتها بذلك الوقت بعد أن خرجت من مكتب رئيس النيابة تبكي بهستيرية فاحتضنتها دينا تدعما وتتسائل:

-في ايه بس، اهدي يا بنتي وربنا يحلها من عنده.


ابتعدت عنها ترمقها بحزن:

-مكانش ينفع أقول حاجه غير اللي شوفتها قدامي، بس وكيل النيابة بيقولي إن مامي أكيد هتاخد حكم حتى بعد ما قولتله إنها مكانتش تقصد ومصدقنيش انها من ساعة ما بابي دخل السجن وحالتها النفسية مش مظبوطة وبتتصرف تصرفات غريبه، هو انتوا مقولتوش لوكيل النيابة إن مامي نفسيتها مش مظبوطه؟


مسحت دينا على ظهرها وأكدت:

-قولناله يا حبيبتي، اهدي بقى لحد ما مازن يخرج هو كمان من التحقيق عشان نروح.


رفضت وانهارت من البكاء:

-أنا عايزه أشوف مامي، عشان خاطري يا طنط خلي المحامي يجيبلي زيارة لها.


قوست فمها تخبرها بفروغ صبر:

-احنا هنفضل نقولك لامتى يا چنى إن النيابة منعت الزيارة عشان تضارب الأقوال لأننا كلنا شهود.


خرج مازن بعد أن أدلى بشهادته وجلس بجوارها مسندا رأسه على الحائط خلفه فسألته بلهفة:

-مالك؟ حصل حاجه في التحقيق؟


تنهد وأخبرها مجدا:

-ﻷ يا روحي، تعالي نروح يلا.


رفضت ووقفت معترضة:

-خلي المحامي يعملي زيارة لمامي، ساهر واقف بره هو وميار وعايزين نزورها كلنا.


أومأ موافقا ووقف يحدث المحامي فاستجاب الأخير وذهب برفقتهم لزيارتها والتي فور أن رأت ابنائها بكت ولم تصافحهم أو تحتضنهم بل بدأت وصلة توبيخهم:

-مطمرتش فيكم التربية وسبتوني كل ده من غير لا زيارة ولا محامي وكمان شهدتوا ضدي.


حاول ساهر التحدث معها بعقلانية:

-يا ماما الزيارة كانت ممنوعه عشان التحقيق، وغير كده كنا هنشهد بأيه واللي حصل كله متصور صوت وصوره.


اقتربت منها چنى تحاول احتضانها فدفعتها بعيدا عنها صارخة بها:

-ابعدي عني وروحي اترمي في حضن اخوكي اللي بيعمل المستحيل عشان يخلص مني ويجيب لي اعدام.


أطرقت رأسها أسفا من حديثها فاستمعت لميار تحتد عليها:

-انتي بتكرهي فارس كده ليه يا مامي؟ فهميني ايه السبب اللي ممكن يخلي أم تكره ابنها لدرجه تحاول تشككه في نسبه ﻷبوه؟ أنا كنت بقول إن أعصابك تعبانه بسبب اللي حصل لبابي بس اللي شيفاه ده كره صريح و...


الصفحة التالية