رواية جديدة زوج مؤقت لهالة محمد الجمسي - الفصل 26 - 2 - الإثنين 8/1/2024
رواية رومانسية جديدة زوج مؤقت
من روايات وقصص الكاتبة
هالة محمد الجمسي
رواية جديدة
زوج مؤقت
تنشر حصريًا
على مدونة رواية وحكاية
قبل أي منصة أخرى
الفصل السادس والعشرون
2
تم النشر يوم الإثنين
8/1/2024
كان يقاوم رغبة عارمة في النوم، ومزاجه لم يكن في حالة جيدة ذلك أن ساعات نومه لم تكن نتجاوز ثلاث ساعات فقط بعد مضي ثلاثة أسابيع كاملة في العمل المجهد والمضني، للتو انتهى من حل قضية من أعقد القضايا وهنأه الجميع عليها قادة وزملاء كان يطمع في أن ينال قسط وافر من الراحة بعد أن تحطمت آماله في الحصول على ترقية، لهذا كاد يجن جنونه حين أبلغه عسكري المركز التابع له أن هناك قضية ق_تل تم الإبلاغ عنها وان الجميع في انتظاره حتى تتحرك السيارة بهم، ترك فراشه وهو لا يكاد يعي ماذا يفعل؟ فوضع رأسه تحت الصنبور البارد ولكنه تخلى عن الفكرة بعد قطرات ماء باردة ارتطمت به وفضل أن يغفو في السيارة ل حين وصول إلى العقار الذي تمت به الجريمة وما كادت السيارة تتحرك بضع خطوات وتدور يمين ويسار حتى توقفت، فلم تكن هناك مسافة تذكر بين المركز والعقار التي تمت به الجريمة، شاهد هو فور أن ترجل من السيارة
وجه البواب وهو يبكي،
همس أحد العساكر في أذنه:
_البواب اللي بلغ يا سعادة البيه
هز رأسه علامة الموافقة ثم أشار له أن يتبعه هو وكل رجاله توقف أمام المصعد دقيقة واحدة قبل أن يصعد به إلى الطابق الثالث كان باب الشقة مفتوح، الانوار مضاءة، ثمة فوضي في المكان و بعثرة أشياء عديدة ولم يكن في حاجة أن يفهم أن غرفة النوم التي يصدر منها صوت التلفاز إلى تلك اللحظة هي الغرفة التي تمت بها الجريمة فلقد كانت إحدى الأكواب ملقاة في جوار باب الغرفة وكأنها تشير إلى ثمة عراك و شجار حدث في هذا المكان، أقترب في سرعة ثم نظر إلى الفراش نظرة عميقة جعلت كل ما تبقى من نعاس يخرج سريعاً من جسده فلقد كان هناك شاب في مقتبل العمر
عاري الصدر مغطي النصف السفلى منه بشرشف الفراش ، مطعون عدة طعنات منطقة الصدر والبطن، خزانة الملابس الخاصة به مبعثرة والكثير من ملابسه قد تم القاءه أرضاً، بعض الزجاجات الفارغة ملقاة أسفل الفراش وصينية طعام موضوعة في إحدى الزوايا وبعض من أوراق متناثرة هنا وهناك،وخلف الفراش مباشرة لاحظ الضابط إحدى الكاميرات الصغيرة مثبته
نظر إلى جثة الشاب في إهتمام شديد ثم قال وهو يشير إلى إحدى رجاله:
_صفوت خلى بالك في كاميرا هنا، في أدلة كتير هتساعدنا نوصل للقاتل بسرعة
صفوت وهو يبتسم:
_واخد بالي من اول ما دخلت متقلقش
ثم خرج من الغرفة لا يزال البواب يبكي في حرقة ولوعة وهو يردد:
_يا عيني عليك وعلى شبابك اللي راح يا بيه
نظر له الضابط في هدوء ثم قال:
_اكتشفت الجريمة ازاي؟
وضع البواب يد على رأسه وقال وهو يندب:
_اول مرة اشوف قتيل يا بيه، اشوفه كدا قصد عيني ولا كان على البال ولا على الخاطر اول مرة اشوفه كدة غرقان في دمه يا ريتني ما شفته
يا زاهر بيه الشاب الصغير راح هدر الشاب اللي كانت خطوته ترج العمارة
عملو كدا فيه ليه يا بيه؟ كان عمل هو اي؟ يا عيني عليك وعلى شبابك
لسه مشبعتش من الدنيا يا ريتك ما جيت ولا رجعت كنت بعمرك نفدت
نظر له الضابط في غضب وأعقب:
_أنت هنا علشان تجاوب على الاسئلة وبس مش علشان تسأل وبلاش ندب عايز افهم كل حاجة آخر مرة شفته فيها؟ ومين اللي بيطلع له؟ ومين اللي بيتردد عليه؟ مين اعداءه؟ مين أصحابه؟ كل حاجة عنه عايز اعرفها
البواب وهو يضرب يد بيد:
_يا بيه هو متعود الليل كله له واصحابه، الليل كله يا بيه قافلين على نفسهم الشقة وقبل ما الصبح يجي ينزلوا هما
وينام هو طول النهار، أوقات يخرج ساعة او اتنين بس بالنهار وأوقات لأ يعني يوم او اتنين بس اللي خرج فيهم ساعتين ف النهار ،
دا نظامه من قبل ما يسافر كمان
هز الضابط زاهر رأسه علامة الموافقة ثم تابع:
_ها عرفت الجريمة ازاي!؟
قال البواب في لهجة قهر:
_أنا كنت طالع على شقة الدكتور عيد المناوي، أصل الدكتور بيشتغل فترة الظهر ل المغرب هنا في عيادته كل يوم وباقي اليوم في المستشفى بتاعه دكتور عيد دكتور التجميل اللي هنا في العمارة كنت طالع اكنسها و اكنس السلالم اللي قدامها وهي فوق شقته يا بيه يعني بعد ما اخلص كنس بقف عند شقته، النهاردة لاحظت أن باب الشقة مفتوح والتلفزيون شغال ودي مش عادته، هو شقته بتكون مقفولة عليه صبح وليل، بس محطتش ف دماغي قلت يمكن هيخرج ولا حاجة، قلت بالمرة اديله وصل الغاز زي عادتي معاه قربت من الشقة و ندهت عليه محدش جاوب عليا، بس حسيت اني سمعت صوت كركبه جوا، صوت حاجة مش عارف هي اي ، قلت يمكن البيه متقل العيار شوية ووقع جوا وبصراحة اتوغو غشت خلتني افتح الباب واندهه عليه، لقيت الدنيا مكركبة كلها كدا هنا والبيه غرقان في دمه هناك على سريره يا بيه
مط زاهر الضابط شفتيه في نفاد صبر ثم قال:
_مين اللي كان معاه كل يوم؟
هتف البواب في سرعة:
_أصحابه يا بيه كل ليل بيسهروا سوا
الضابط زاهر:
_ايوا مين أصحابه دول تعرفهم؟
البواب في لهجة ثقة:
_طبعا يا بيه بس دول كتير اوي يا بيه أمجد وشادي وناس كتير تانية
وبنات وستات كلهم مع بعض في النادي
هز الضابط زاهر رأسه علامة الموافقة ثم نظر إلى أحد الزجاجات الموضوعة أعلى إحدى المناضد وقال في صوت منخفض:
_خمرا ونسوان
هتف البواب لي في عجالة:
_ايوا يا بيه أصله كان صاحب مزاج
حك الضابط أصابعه بوجهه وقال في هدوء:
_واضح، طيب علاقته اي بالجيران؟
هز البواب رأسه علامة النفي وقال:
_مافيش علاقة مع الجيران يا بيه، مافيش كلام ولا سلام هو حياته من يوم ما جه من برا من سنة كدا الشلة بتاعته ولما سافر ورجع بردوا نفس النظام مافيش تغيير
هتف الضابط زاهر وهو ينظر إلى غرفة النوم:
_جه من برا منين؟
البواب في سرعة:
_امريكا يا بيه اصل هو كان عايش هناك
نظر له الضابط في عمق ثم قال:
_كان عايش في امريكا، يعني احتمال يكون واحد الجنسية أصلاً
هتف البواب في عجالة:
_ايوا يا بيه أصحابه ساعات كانوا بيقولوا له يا خواجة
نظر له الضابط في عمق ثم قال في صوت ساخر:
_دا احنا كدا دخلنا في موضوع كبير اوي اوي لو فعلاً الشاب دا امريكي
ثم نظر إلى البواب وقال:
_مكنش فيه احتكاك بينه وبين الجيران أنت متأكد؟
أكد البواب في ثقة:
_متأكد يا بيه عمره ما شاكل حد في العمارة ولا حد اتشاكل معاه بس بس
هتف الضابط في هدوء حذر وهو يخث البواب على الحديث:
_بس اي؟
هتف البواب في سرعة:
_كان في واحد جه من كام يوم وراه جري بالعربية واتخانق وياه ومشي وبعدها بردوا شوية نسوان اتخانقوا وياه ومشوا بس هو عمره ما احتك ب الجيران ولا الجيران احتكوا بيه
نظر الضابط زاهر إلى البواب في إهتمام ثم قال:
_اسمه اي الشاب اللي اتخانق مغاه؟ والستات كمان مين؟
قال البواب في سرعة:
_مش عارف يا بيه هو مش من أصحاب البيه بس يمكن صحابه يعرفوه أنا مش شفته غير المرة دي وبس
هتف زاهر في صوت عالي:
_صفوت عايز دليل إثبات شخصية القت-يل
بعد قليل وقف صفوت في مواجهه الضابط وهو يمسك جواز سفر بكيس بلاستيك في حين قال زاهر وهو ينظر إلى جواز السفر:
_ جواز سفر امريكي
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي من رواية زوج مؤقت لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية