-->

رواية جديدة براثن العشق لنانسي الجمال - الفصل 11 - 2 الأربعاء 31/1/2024

 

 قراءة رواية براثن العشق كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية براثن العشق

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة نانسي الجمال


الفصل الحادي عشر

2


تم النشر الأربعاء

31/1/2024



قبل أن ينظر لها بطرف عينه لثوان 

_ مش وجت حركات وكلام الحريم دا داوك يا روان


تنفست روان بضيق 

_ ايه دخل كلام الحريم دلوقتي؛ اني عايزة اعرف مكانها وخلاص 


_ جولتلك يا روان بالي مش فاضي ليكي ولكلامك دِه 



التزمت روان الصمت وهي تحيد عن وجهه؛ لا تعلم لما أصبح مزاجه معكر بتلك الطريق.


حاولت مقاومه ذاتها في الحديث؛ أن تكتم تلك الكلمات المتدافعه في وجدانها

تدافعت دقات قلبها أكثر وهي ترى عينه التي التمعت بدموع 

استدارت ناحيته تتنهد وهي تتحدث بجدية

_مالك يا سالم؟ 


نظر لها ثوان ثم ابعد وجهه مجددًا 

_ مش جولتي مش هتجدمي حاچه تاني للعلاقة دي وأن دلوك لازمن اني الي اضحي واجدم؛ مش بجولهالك بضيجة بس أنتِ كان معاكِ حج فبلاش تاجي علي نفسك عشاني 



ضحكت بسخرية؛ بألم ربما وهي تعلق علي حديثة

_ ياريته كان بيدي يا ولد الشهاوي؛ مجدرش أشوفك شايل هم ومحملهوش معاك؛ لكن مش معني اكده اني بحبك


ضحك سالم بقوة؛ كانت تستغربه بالثوان الاولى قبل آن تشاركة الضحكات؛ أوقف السيارة في باحه منزلة واستدار ناظرًا لها 

_ عزبتيني.. غيابك.. كانه اخد كل حاچه معاه وعجلي كمان؛ عزمي مات بدالي؛ وبراءة اتچوزت بذنبي.. وأني أيه فيدتي! ليه الكل يضحي عشان واني مستاهلش يا روان! 



_ انتَ متستاهلش! والله ما في حد في الدنيا دي يستاهل قدك يا سالم؛ ان..انا لو اقدر هديك روحي 


هتفت بصدق وأعين لامعه؛ ابتسم سالم بخفه 

_ اني عارف؛ متكلمنيش بلهجه المدن دي… بتفكرني أنك بعدتي 


أبتسمت كأنها تحادث طفل صغير وهي تقنعه

_ لازم تفتكر اني سافرت يا سالم؛ لازم عشان تفتكر انا بعدت ليه 


_ واني فاكر يا روان؛ عمري ما هنسى وچع جلبي أبدًا بس اوعدك هتغير؛ واول حاچه.. تعاليلي بكرا في المكتب عشان أمضيلك علي الموافقه؛ وبكده تجدروا تبدأوا في الشغل


ضحكت روان بسعادة وأمسكت يده بحماس لم تخلوا منه يومًا

_ شكرًا يا سالم انتَ مش عارف خطوة زي دي مهمه ليا ازاي. 


_ اني أسف يا روان.. أسف و أوعدك اني هتغير


همس بسعادة وقفزت هي مغادرة السيارة ناحية منزل والدها؛ ظل سالم يراقبها حتى أختفت ثم هبط ناحية منزله.



بمجرد دخوله قابله وجه والدته الغاضب

_هي دي روان! رچعتها منين دي.. كنت سيبها غايرة في داهيه؛ مش هي الي رمتك ورا ضهرها رايح ترچعها كيف الحريم 


_ اماه.. خلي بالك من حديتك.. اني مش حرمه ولا روان مشيت بكيفها؛ أنتِ عارفة كويس مين السبب في بعد وفرجتي عن روان.. واني مش هسكت بعد اكده 


دهشت وهي تنظر له؛ تراجعت خطوة للخلف هامسه بصدمه 

_ جصدك ايه! هتجف في وش أمك يا سالم! 


تنهد سالم محاولًا بحثًا عن كلمات لينه؛ لكن بموقف كهذا لم يجد أبدًا ما قد يخفف وطأه الحدث عليها 

_ لاه مش هجف في وشك؛ بس لو لساكي رافضة روان زي الاول اني مش هجعد اهنه 


_ قصدك ايه يا سالم ما تجول حديتك طوالي ! 


_ جصدي اني بعشج روان؛ بحبها يامه من واحنا عيال؛ ولو سبج وسيبتها تمشي بسبب سكوتي فالمره دِه لاه.. هجف في وش كل الي ياچي نحيتها بكلمة.. ولو مجدرتش هسيب البيت وارحلها 



تخطاها صاعدًا بسرعة لغرفتة؛ علي عاصم العودة مهما كلف الأمر فالاوضاع ستسوء دونه.


❈-❈-❈


وقفت راضيه أمام الغرفة تطرق بابها بحده وهي تتذكر حديثها مع عمتها في الهاتف

_ انتِ اتچنيتي يا راضيه؛ سيباه من امبارح عنديها ولا فوتيش عليهم! 


_ وافوت ليه يا عمه خليها ياكش تموت ونستريح منيها؛ بعدين دا اني مش مصدجه ان الواد جابر راعبها أكده ؛ مينفعش يچيلي يوم تاني؟. 


اتاها صراخ عمتها الغاضب

_ ياميله بختي فيكم وفي عجلكم الصغير؛ هو امشيه بالعافية وأنتِ كيف العيال، يا بجره يا ام راس ناشفة.. جوزك شاف براءة وهي بتبص لجابر جبل ما تسورج "تفقد الوعي"؛ معنى اكده ان ممكن يكون شك فيه؛ ومش بعيد تكون هي رهيفة وتحكيلة كل حاچة؛ عشان أكده لازمن تمثلي إنك متعرفيش حاچه 


إتسعت أعين راضيه بخوف وهي تهمس دون تصديق

_ يعني أكده ممكن كرت جابر يتحرج! 


_ ولو مروحتيش تطمني عليهم وتمثلي الخوف هتتحرجي معاه؛ روحي دلوك وجولي إنك جولتي تسيبيها لما ترتاح الاول؛ واني هجول لجابر يفضل مداري فتره عنيها عشان ميحصلش حاچه 



أفاقت  راضية من ذكراها علي صوت قاسم الواقف أمامها 

_ ايه يا راضيه چايه تخبطي و واجفه ساكته؟ 


_ أبدًا اتوحشتك فلما شوفتك الكلام هرب من عجلي


تنهد قاسم واجابها بتعب

_ مش وجته حديتك دِه يا راضيه 


أسرعت تقاطعة وتوقف خطواته التي تتراجع 

_اني مش چايه عشان دِه والله؛ اني چايه اطمن علي ابله براءة هي كويسة؛ الكل جلجان والله بس جولنا نسيبها تريح حبه الاول 


_ متجلجوش براءة بخير؛ وطمني الكل مفيهاش حاچة شوية اجهاد بس.


أمسكت راضيه كفه ورفعت يدها تمررها علي وجهه بأهتمام

_ الحمد لله انها بخير، بس انتَ مش بخير يا قاسم؛ عيونك حلجت بسواد والتعب ملاهم؛ محتاچ مني اي حاچه؟ 


نظر لها قاسم ببرود؛ كان لا يرغب سوى براءة ولا يريحه سوى وجودها؛ لكن حافظ علي الكلمات داخله كي لا تُجرح مشاعرها

_ تسلمي يا راضية.. اني مش محتاچ حاچه 


إبتعد عنها عائدًا للداخل وبقيت هي تنظر للباب المغلق؛ همست راضية لذاتها بإبتسامه 

_ هانت يا راضية.. متشغليش بالك دلوك؛ اديكي شوفتي جابر عمل فيها ايه من نظرة؛ جرب الوقت وتخلصي منيها ويبجا ملهوش غيرك أبدًا.


❈-❈-❈


اليوم التالي؛ وقفت وداد بجوار روان 

_ هنروح وهتتكلم ولا كأنك تعرفي حد فيهم


عضت روان شفتها تومئ بالموافقه؛ ثم الحقتها بكلمات سريعة

_ بس هو جالي انه هيتغير! 


استدارت لها وداد مع نظرات حازمه وغاضبة وعلمت الأخيرة أنها هالكه 

_ والله وأنتِ من مجرد كلمتين سامحتيه! ما بعد كدا هيغلط اكتر ويجي يعتذر عشان تسامحيه؛ وبعدين مش دا اي بتعمليه طول عمرك؟ تسمعي منه كله أسف وهتغير تحني علي طول وفي الأخر كسبتي أيه قلبك اتكسر وبس، هتسمعي كلامي وتنفذيه يا روان؛ لا فيه حنيه ولا في لهجه صعيدي مفهوم! 



كانت ترغب بتوضيح أن قلبها لم يُكسر تمامًا؛ أو ربما تمامًا لكنها تسامحه فقد أعاد ترميمه بنظراته المشتاقة. 


لكن مع عين وداد ونظراتها الحازمه ابتسمت بتوتر 

_ مفهوم يا مدام وداد


خرجت الاثنتين لركوب السيارة والتحرك ناحية منزل سالم؛ اضافت روان بعد فتره 

_ هو ينفع نروح المكتب نستنا هناك بدل البيت مش عايزه اقابل مامته


_ لاء؛ هنروح البيت عشان مكتبه مقفول واحنا مستعجلين؛ وملكيش علاقه بمامته احنا شركاء رايحين مش قرايبهم


كتمت اعتراضتها الأخرى التي تعلم ان وداد ستوبخها إن نطقت بها وظلت تنظر للطريق.


لديها الكثير لعمله؛ المصنع مع وداد؛ تصحيح علاقتها بسالم؛ البحث عن منزل الباغية مهره.. ربما هذا اسهلهم؛ ثم أستدراجها للحديث عن جابر.. والذي تأمل أن يكون ذهب هناك ثم مساعده براءة .


عند وصولهم لبهو المنزل؛ كان سالم يركض هابطًا محاولًا سبق والدته التي بالفعل كانت ولجت للغرفة

_ انتِ! بأي عين چاية اهنه


تدخل سالم هاتفًا بوالدته بحنق 

_ امه انتِ بتجولي ايه؟ مش جولتلك متكلميش روان اكده! 


كادت والدته تجيبه حينما تدخلت وداد  برسميه ودون ابداء تأثر

_ أستاذ سالم رسلان الشهاوي صح؟ 


أنعقد حاجبي سالم بالاستغراب؛ طاقه قوة كانت تنبعث من المرأة أمامه وبالنظر لوجهها الصلب و وجه روان المماثل؛ علم أنها من طبعت حبيبته بتلك القوة.


أقترب رافعًا يده بسلام

_ ايوه اني؛ وحضرتك تبجي وداد هانم صُح! 


بادلته وداد المصافحه 

_ بالظبط؛ أحنا كنا مستعجلين علي التوقيع عشان كدا اتمني تعذرنا أننا جينا علي البيت


_ لاه أبدًا انتو نورتم؛ اتفضلوا 


صافح روان الصامته وهو يحمل أبتسامه فخورة بقوتة الجديدة؛ أشار لهم ناحية غرفة المضيفة و وقفت والدته مصدومه حينما أخبرها بهدوء

_ امه اعملي حاچه للضيوف يشربوها 


اولاها ظهره محاولًا كتم ضحكته علي نظراتها التي تكاد تقتله.


جلس سالم أمامهم ولم تضع روان الوقت وهي تخرج أوراق من حقيبتها 

_ دا العقد النهائي؛ أتمنى حضرتك تراجعه قبل أخر توقيع. 


_ لاه اني واثق فيكي.. جصدي فيكم 


غمز بعينة بأخر الجملة؛ وكانت روان تتبعثر لما فعلة؛ وبخوف أستدارت ناحية وداد. 


وكان ما خافت منه حدث؛ فكانت نظرات وداد ذات معني واحد

" هل هكذا حافظتي علي الحدود العمليه بينكما؟" .


 أخفضت نظراتها هربًا منها؛ اراحت وداد ظهرها علي المقعد واضعه قدم فوق الأخرى وهي تتحدث بهدوء

_ واضح إن دي أول صفقة تتممها؟ 


انتبه لها سالم بعد شروده بروان 

_ تجصدي ايه كنت سرحان معلش؟ 


ولجت مي بتلك اللحظة حاملة المشروبات؛ وجلست علي أحدى الكراسي. 


أشار لها سالم بعينه أن تغادر لكنها تجاهلته؛ حمحم وتحدث بنبرة لينه بها حزم

_ تسلم يدك يامه روحي دولك بجا عشان نخلص الشغل 


_ لاه اني عايزه اجعد اهنه


لم تزح عينها عن روان وهي تجيبه بجمود؛ ليهتف بها بأحراج

_ أمه أخرچي دِه شغل؟ 


انفعتل صارخه بوجهه بضيق

_ آني أخرچ ليه يعني.. ايه يعني شغل ما الخدامه جاعده اني هخرج! 


_ امه كدا كتير جوي؛ جولتلك اخرچي


قاطعتهم وداد حينما رأت غضب سالم

_ لو سمحت يا أستاذ سالم بلاش تضيع وقتنا بالتفاهات دي؛ اتفضل اقرى الورق 


نظر لها سالم ولوالدته بغضب؛ سحب الاوراق يوقعها دون قراءة

_ واني جولت واثج فيكم؛ ومش عشانك ولا عشان سمعه شركتك لاه؛ عشان اني واثج في روان وكل الي تجوله يبجا صُح وهعمله 


نظرت له مي بغيظ وهي تهتف بحنق 

 _خلتك خاتم في صباعها كيف.. اني جولت عليك راچل؟ 


تجاهلها سالم ومد الاوراق لهم 

_ اني أسف علي الحصل جدامكم؛ بس بعد اكده نخلص شغلنا في المكتب من غير تدخل 


نهضت وداد ولحقتها روان التي دست الأوراق مجددًا في حقيبتها؛ صافحته وداد بهدوء ثم أستدارت لمي 

_ حضرتها والدتك صح! 


أجابتها مي بضيق

— ايوه امه عايزه ايه انتِ


أبتسمت وداد بسخرية وخطت نحوها بخفه

_ انا هعوز ايه منك انتِ؛ ست بعقليتك لسه بتفرق بين البشر بفلوسهم!! بس كنت حابه اوضحلك حاجه؛ وبصراحه هي مش ليكي لوحدك هي ليكي أنتِ وابنك.


استدارت تنظر لسالم معها؛ ثم امسكت ذراع روان تجذبها لجوارها وتحيطها بحضن جانبي

_ روان بنتي حتى لو مش انا الي ولداها؛ لكن انا بعتبرها بنتي.. عشان كدا عيزاكم تفكروا الف مره قبل ما تحاولوا تيجوا علي طرفها.. عشان أنا زعلي وحش جدًا ومش هتحبوا تجربوه. 



جذبت روان ترحل وتتابعها نظرات سالم ومي المصدومه؛ أبتسم سالم بسعادة وهو يرى تحول وداد للدفاع عن حبيبته بينما ازاداد غيظ مس أكثر 

_ سيبتها تغلط في أمك و واجف تضحك يا اخره صبري! 


تركته وصعدت قبل أن يبرر حتى؛ همس سالم بيأس 

_ اني جولت كل حاجه هتخرب علي دماغي. 


وقفت روان لجوار وداد وهي تشعر بقلبها في حلقها؛ السعادة تكاد تجعلها تُحلق من محلها؛ لقد دافعت وداد عنها كأمها بالفعل.. كما تفعل الأمهات  ولا تسمح لأحد بمساس أطفالها. 


أبتسمت وداد بحب وربتت علي كتفها 

_ يلا يا روان عرفيني علي ابوكي؛ ولا معقوله أمك ومعرفهوش ؟ 


ضحكت روان وضمتها بقوة وسعاده 

_ اني بحبك جوي.. جوي جوي 


ضحكت وداد وهي ترى صدقها؛ كانت هي الاخرى صادقة بكل كلمه قالتها بالداخل وبأستعدادها أن تدافع عن روان. 


ربتت علي ظهرها وهي تهمس برقة

_ بس معاكي حق؛ مجنون وبيحبك.. عيله صعب تحافظي فيها علي رسميتك 


ضحكت روان وهي تبتعد عنها 

_ قولتلك هنا صعب تبقي رسميه 


ابتسمت وداد وتحرك الاثنتان لتعرفها روان علي والدها؛ وهي تجرب شعور جديد.. شعور انها لها أم تحميها؛ تبكي في أحضانها وتستشيرها دائمًا.

يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نانسي الجمال، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة