نوفيلا جديدة خارج جدران القلب لفاطمة الزهراء - الفصل 1 - 20/1/2024
قراءة نوفيلا خارج جدران القلب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
نوفيلا خارج جدران القلب
نوفيلا جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة فاطمة الزهراء
الفصل الأول
تم النشر يوم السبت
تطاردنا الذكريات أينما ذهبنا ورغم محاولاتنا لتقبل حياتنا الجديدة لكن الألم الذي نشعر به يكون أقوى .. لا نستطيع الانتظار فقط لو نعلم أين هم ؟؟
ـ ااااه
تفوهت بهذه الكلمة وهي تقف أمام النيل و تخبره عن اشتياقها له نعم مرت عدة سنوات و مازالت تعاني بسبب فراقه لها ورغم محاولات بحثها عنه لكنها لم تستطع العثور عليه في البداية كانت تظنه تخلى عنها لكن مع مرور الوقت أيقنت أنه كان مضطراً لفعل هذا الأمر من أجلها لكن يا له من قاسٍ ألا يشتاق إليها كل ليلة ؟؟
هل التقى بفتاة أخرى و أسس أسرة خاصة به ؟؟
لكن مهلاً لن يستطيع فعل ذلك هو أحبها مثلما أحبته لكن متى ينتهي هذا الهجر رغم قسوته مع الكل لكنه معها شخصاً آخر لتقسم أنها ستلقنه درساً قاسياً حين تلتقي به مجدداً
لكن مهلاً هل سيعود مرة آخرى ؟؟
أسئلة كثيرة تدور في ذهنها ليقترب منها شقيقها وهو يتابع حالتها نعم في السابق لم تكن العلاقة بينهما جيدة حين علم أنها شقيقته بسبب غيرته منها لكن بدأت العلاقة بينهما تصبح أكثر قوة مع الوقت
وقف جوارها و هتف بهدوء :
ـ شاهي الوقت اتأخر يلا نمشي
تذكرت حين كانت تأتي هنا معه كانت تظل لوقت متأخر ولم يتذمر مطلقاً لكن كل شيء قد تغير سارت معه في اتجاه السيارة لتعود للمنزل الذي رفضت أن تتركه رغم محاولات والديها معها لكنها لا تستطيع أن ترحل من هنا في السابق كانت المنطقة خالية ولم يكن يسكن فيها أحد لكن الآن أصبحت منطقة سكنية جديدة وصلت وصعدت للمنزل ليغادر شقيقها متجهاً لمنزل والديه
اتجهت لغرفته التي احتلتها عقب رحيله و فتحت ألبوم الصور الذي يجمعها به منذ طفولتها حتى يوم ذهابه لها في الجامعة لتنام على الفراش وهي تضم الصور بقوة وكأنها تأبى أن يأخذ أحداً كنزها الثمين نعم هذا كنز لها
عاد للمنزل ليجد والدته تنتظره في الحديقة اقترب منها و جلس جوارها
ـ رفضت ترجع معاك زي كل يوم
تنهد بهدوء وتحدث بجدية :
ـ ماما شاهي رافضة الرجوع من زمان مفيش حد هيقدر يقنعها
نظرت بعيداً و أجابته بحزن :
ـ زمان اتهمني إني المسؤولة عن اختفائها ياترى مين المسؤول عن بعدها عننا دلوقتي قولي !!
أمسك يدها ليجد والده قادماً من الخارج :
ـ بابا سأل كتير يا ماما و للأسف مفيش أي أثر له هو لو حبها بجد كان حـ.ـارب علشانها لكن
قاطعته و تحدثت بسخرية شديدة :
ـ يبقي مش عارف إيه هتكون النتيجة والدك بعد ما خلص القضية اتنقل المخابرات هو مستحيل كان هيقبل علاقتهم ووقتها كنت هخسر بنتي باقي حياتي
يعلم أن والدته محقه في حديثها ليقترب والده منهما جلس و بدا عليه الإرهاق نظر لزوجته التي تجاهلت نظراته لها و تحدث وهو يرتشف كوب الماء
ـ بلاش النظرة دي وإلا هجيبها هنا غصب عنها بعدين إزاى عاوزاها ترتبط بواحد حواليه علامات استفهام كتير
تحدثت بغضب فهو لن يتغير بل أصبح شخصاً آخر بعد أن انتقل لعمله الجديد :
ـ اللي بتتكلم عنه ده ابن أخوك كفاية إنه حافظ عليها السنين دي كلها بعدين ما هي كانت قدامنا سنين كتير ليه متعرفناش عليها هاه .. إنت دايماً بترفض تعترف بغلطك دي مش أول مرة بس شوف أنقذها كام مرة ولا نسيت رياض مين أنقذها وقتها و أخذ الرصاصة مكانها هاه
حاول رائد التدخل كي لا يزيد الأمر تعقيداً :
ـ ماما أرجوكي إهدي
أنور مقاطعاً إياه بحدة :
ـ مش هو المسؤول عن اللي اتعرضت له بسببه أنا مش هغير قراري
نظر ل رائد و تحدث بجدية :
ـ بلغ أختك ترجع البيت كفاية بقى الناس بيتكلموا عنها و عن علاقتها ب آسر
نظرت ملك لزوجها بغضب بسبب هذا الاتهام الذي يوجهه لابنته و ابن أخيه :
ـ إنت بتقول إيه هاه إزاى تتكلم بالطريقة دي عنهم أنا و اثقة في بنتي و مش هسمح لأي حد يتكلم عنها
هتف بسخرية و استنكار :
ـ بنتك حبت قاتل آه مقدرناش نثبت عليه حاجة بس هيفضل في نظري قاتل
وقفت أمامه وتحدثت بيأس بسبب عناده :
ـ يبقي خليها تختار الحياة اللي تناسبها إنت ظلمتها لما فرقتهم عن بعض رغم إنك واثق إن مفيش حد هيحافظ عليها غيره و يحميها
تركتهما وغادرت لأنها تعلم أن زوجها لن يقتنع بسهولة لقد أصبح شخصاً آخر بعد أن انتقل من عمله لكنها لن تسمح له أن يظلم ابنتهما مرة أخرى
❈-❈-❈
كأن المشهد يعاد مرة أخرى لكن المكان مختلف كان يقف أمام البحر وهو يشاهد الصور التي أرسلت له على الهاتف لقد تغيرت كثيراً أصبحت فتاة أخرى نضجت كثيراً تنهد بعمق رغم فراقهما لكنه يتابع تحركاتها لحظة بلحظة ويبدو أنه سيكون عليه حمايتها لآخر يوم في حياته وضع إصبعه على وجهها و أراد أن يذهب إليها و يأخذها ليبتعدا عن الجميع فشوقه لها أكثر بكثير من شوقها له حاول نسيانها لكن كيف وهي ظلت معه أكثر من نصف حياتها كانت برفقته كان لهما عالماً خاصاً بهما لم يستطع أحد تجاوزه ومن حاول الاقتراب منهما كانت نهايته الموت يستطيع تحمل أي شيء إلا المساس بها يقسم أنه سيقوم بحرق الأخضر و اليابس اقتربت منه سكرتيرته الخاصة التي تعرف عليها عقب سفره لليونان وكانت دائماً معه استطاع أن يؤسس شركته الخاصة في لندن ليلتقي بصديق تمنى لو التقى به منذ زمن ومنذ ذلك اليوم وهما يعملان معاً .. يعلم أن صديقه بحاجة شديدة له لكنه لا يستطيع العودة حتى لا يذهب إليها مهما كانت العقبات التي ستواجهه لكنه لن يسمح لأحد بالتفرقة بينهما
هتفت لمياء وهي تقدم له أحد الملفات :
ـ بتفكر في إيه لسه مش عاوز تنساها بقى
كانت نظرته لها حادة طالما حذرها سابقاً من التحدث معه في هذا الأمر لكنها أحبته طوال تلك السنوات وهي تحاول التقرب منه لكنه أخبرها سابقاً أنه أحب فتاة واحدة ولن يستطيع أن يحب غيرها
تحدث بجدية وهو ينظر للنهر :
ـ إيه الجديد في الشركة
أخذ الملف من يديها وفتحه لتهتف بحزن :
ـ فيه رسالة وصلت من مصر ملخصها إنك هتكون مسؤول عن الشركة هنا الفترة الجاية
تذكر آخر اتصال بينه وبين صديقه حين أخبره أنه لا يستطيع العودة في الوقت الحالي بسبب تعب جده ليخبره أنه سيكون المسؤول عن الشركة الفترة القادمة ليتجه لسيارته ومعه السكرتيرة عاد لمنزله وهو يفكر في اللقاء الأول الذي كان سبباً في تغيير حياته جذرياً
كان يسير في شوارع لندن ليلاً ولا يعلم ماذا يفعل ؟؟
هل يعود مرة أخرى وينسى اتفاقه مع عمه ؟؟
لا يجب عليها أن تعيش حياة هادئة لكنه لن يسمح أن تصبح لغيره سيصبح شخصاً آخر من أجلها
هي فقط.... انتبه لصوت مرتفع من سائق السيارة الذي كاد أن يدهـ.ـسه بسيارته نظر له بغضب ظل واقفاً أمام السيارة ليقترب منه
تحدث بحدة و انفعال :
ـ إنت مجنون أكيد مش خايف على نفسك
ليتوقع أنه يجيبه بالإنجليزية ولكن قاطعه آسر :
ـ أنا ضيعت نفسى من زمان مش عاوز أعيش
ليردف بتعجب شديد :
ـ إنت بتتكلم عربي !!
أومأ له و أجابه بجدية :
ـ أنا مصري واضح إنك إنت كمان مصري
ـ أيوه أنا مولود في مصر بس عشت حياتي هنا إنت إيه حكايتك
تنهد بعمق وهو يتحدث بحزن :
ـ أنا واحد مقدرش يحافظ على حبيبته علشان كده بعدت بس مش قادر أكمل من غيرها هي كانت السبب إني أعيش و أتمسك بالحياة
كان يستمع لحديثه بهدوء شديد :
ـ طيب تعالى أوصلك بيتك أظن مش هتقضى الليل ماشي في شوارع لندن
أردف بهدوء و جدية :
ـ أنا محتاج أمشى ممكن أوصل لقرار أو الاقى حل
غادر وتركه يقف أمام سيارته لا يعلم سبب فضوله لمعرفة أين سيذهب هذا الغريب ليسير خلفه بسيارته انتبه له آسر ليقف وينظر له بتعجب
ـ إنت ليه مصمم تمشى ورايا إنت مين
وقف أمامه وتحدث بجدية :
ـ أنا إنسان ممكن تقول تايه في شوارع لندن ضيعت اللي بحبهم من إيدي
تعجب آسر من حديثه كأنه يقوم بوصف حالته :
ـ يبقى نصيحه ارجع لهم علشان هتعيش باقي حياتك تايه
ـ أنا تهت من زمان ولما رجعت لقيت اللي حبتهم مشيوا مبقاش لهم أثر
هتف بتنهيدة عميقة و هدوء :
ـ روح لهم و رجعهم حياتك لسه طويلة بلاش تضيعها في فراق وبعد
نظر للسماء و أجابه بحزن :
ـ هما دلوقتي في السما اتمنيت أروح لهم بس مقدرتش معايا أمانة خاصة بيهم صعب أتخلى عنها
ـ يبقى ارجع لها و حافظ عليها علشان لو ضاعت مفيش غيرك هيتوجع
غادر و تركه لم يكن يعلم أنهما سيلتقيان مرة أخرى لكن هذا اللقاء كان مختلفاً مر أسبوعاً.. كان عائداً من العمل ليجد شخصاً ملقى على الأرض ويبدو أنه مضـ.ـروب اقترب منه ليجده مطـ.ـعوناً بالسكين و صُدِم بعد رؤيته له قام بالاتصال بالإسعاف ليتجهوا به للمستشفى بدأ الأطباء بإسعافه .. كان ينتظره في الخارج أتت الشرطة و بدأوا باستجوابه ليخبرهم بم حدث و قرروا أن ينتظروا حتى تتحسن حالته ليأخذوا أقواله مر الوقت ليخرج الطبيب ويخبره أنه الآن في العناية و سيتم نقله غداً لغرفة أخرى .. ذهب لمنزله على أن يعود له في الصباح بعد أن أتته اتصالات كثيرة على هاتفه بسبب قلقهم عليه بدأ يئن من الألم وهو يراها في الحلم تنادي عليه لكنه يبتعد عنها و كأن شيئاً يقف حاجزاً بينهما بدأ يفتح عينيه بضعف و ينظر حوله ليجد نفسه في المستشفى ابتسم بسخرية بعد أن وجد نفسه وحيداً في المساء انتبه لأحدهم يفتح باب الغرفة ليتفاجأ بوجوده معه مرة أخرى جلس معه وظل صامتاً كان يريده أن يتحدث أولاً يبدو شخصاً غامضاً بالنسبة له
مر يومان وتم التحقيق مع آسر و أخبرهم أنه كان يساعد فتاة كانوا يقومون باختطـ.ـافها لكنه فشل بسبب كثرة عددهم وطلبوا منه أن يصف الفتاة كي يتأكدوا أنه لا يكذب عليهم ليخبروه أن يعطيهم عنوانه لأنهم قد يحتاجوا أقواله مرة أخرى أخبرهم أنه لا يقيم في مكان ثابت .. ليأخذوا منه جواز السفر كي لا يستطيع الهروب منهم و غادروا بعد ذلك تنهد بضيق بسبب ما يحدث الآن أصبح لا يملك أي شيء ولن يعثر على مكان ليقيم فيه بسهولة تذكر الشخص الذي التقى به أول مرة ليتنهد بتعب شديد
مر أسبوع ليخبره الطبيب أنه سيغادر المستشفى وبالفعل خرج ليجلس على أريكه موضوعة في الخارج ليجده أمامه من جديد في سيارته ابتسم له بهدوء ليركب معه في صمت لم يتحدث معه وصلا أمام أحد المنازل الخاصة به دلفا معاً للداخل وجد آسر المنزل مرتباً بطريقة جيدة ليجلس في الردهة بعد قليل عاد وهو يحمل فنجان قهوة وقدمه له
تحدث بإرهاق شديد و تعب :
ـ إنت ليه مصمم تساعدني وإنت متعرفش عني حاجة مش ممكن أأذيك و أهرب بعدين
ابتسم له بهدوء و أجابه بجدية :
ـ اتعلمت أساعد أى شخص محتاج مساعدة خاصة لو من مصر ممكن تقول ابن أبويا
نظر له كثيراً و أردف :
ـ المفروض تعرف ماضي الشخص ده ممكن يكون قاتل
تبادل معه النظرات ليتذكر حديث سابق بينه و بين شقيقته :
ـ اتعلمت ما احاسبش حد على الماضي بتاعه بعدين كلنا بنغلط هات واحد كده من يوم ما اتولد لدلوقتي معملش أي غلطة ده بيتي أقعد فيه براحتك مفيش حد هيسبب ليك أي إزعاج هنا و أنا هكون عندك كل يوم
أخرج له ورقة مكتوب عليها رقم هاتفه ليأخذها آسر منه جلس بعض الوقت معه ليغادر بعد ذلك
استيقظ آسر في الصباح على صوت طرق على باب المنزل ليجد لمياء تقف أمامه سمح لها بالدخول لتتجه للمطبخ لتعد له القهوة و الإفطار اتجه لغرفته ليبدل ثيابه وعاد بعد فترة وجيزة جلس يشرب القهوة وهو يتابع الأخبار في هدوء لينتبه ل رسالة له على هاتفه من صديقه يخبره أنه سيتزوج الفتاة التي أحبها اليوم قام بالاتصال به ليهنئه و أرسل له بوكيه ورد فهو لا يستطيع الذهاب هناك مرة أخرى بعد أن تناول القهوة غادر متجهاً للشركة ليتابع الأعمال الخاصة لحين عودة صديقه
❈-❈-❈
كانت تجلس وتشعر بالغضب بعد علمها بموت والدها في السجن خاصة أنها لا تستطيع العودة لأنها ستتعرض للاعتقال هي و زوجها و أيضاً لا تعلم مكان والدتها حتى الآن لقد أخفاها آسر عن الجميع فهي ورقة رابحة له لن يتركها لأنه يعلم أنهم حين يجدوها سيقومون بالانتقام منه
اقترب زوجها منها و هتف بجدية :
ـ اهدي مش هنقدر نعمل حاجة دلوقتي لكن قريب هنتـ.ـقم ليكي و ليا
تحدثت جيهان بدموع و غضب شديد :
ـ هستنى لامتى ولا ناسي إن ماما معاه ومفيش أي أثر لها ريان شاهي لازم تموت بس الأول أعرف مكان ماما
تنهد بضيق من غباء زوجته التي تصر أن تلقي بنفسها في جحيم ليس له نهاية :
ـ بلاش تنسى إن عندنا شغل مهم وأي تأخير حياتنا هتكون التمن فكري في بنتنا هاه
تحدثت بجدية وهي تنظر للخارج :
ـ التسليم النهارده صح تعرف بفكر أجيب شاهي لهم وقتها تبقي ضربة قاضية للكل
هتف ريان بسخرية :
ـ ناسية إن أنور دلوقتي بقى في المخابرات وقتها يا حبيبتي تبقى نهايتنا لو قدرنا نهرب منهم مش هنهرب من الجماعة اهدي وفكري في المستقبل اللي مستنينا
ابتسمت بهدوء فهي ألقت بنفسها في طريق نهايته الموت نعم لقد فعلت كل شيءٍ بإرادتها ظناً منها أنها ستحصل على الأموال لاحقاً وحينها ستستطيع العودة والانتـ.ـقام انتبهت لأصوات مرتفعة في الخارج نظرت لزوجها بهدوء و ابتسامة وهي تسمع استغاثة الأطفال كي يتركوهم ولا يأخذوهم بعد أن تم اختطافهم من ذويهم .....
يتبع