رواية جديدة مقيدة في بحور عشقه لتوتا محمود - الفصل 29 - 1 - السبت 27/1/2024
قراءة رواية مقيدة في بحور عشقه كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية مقيدة في بحور عشقه
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة توتا محمود
الفصل التاسع والعشرون
1
تم النشر يوم السبت
27/1/2024
إنها كهيئة عَصافيرُ على غُصون أيامنا
أغلق الهاتف في وجه " ياسمين " كما يظن ، وهو مازال منشغل في ترتيب غرفته الذي ينام فيها ، وصباح اليوم سوف يكلم الخادمه حتي تنظف له بيته كما كان .
وبعد ساعة ونصف .
تمدد علي الفراش وهو يطلق تنهيدة قويه محملة على صـ ـدره من تعب اليوم ، فـ اليوم سئ بالنسبة له ويتمنى أن ينتهي ولا شئ يحدث له بعد الآن ، أغمض عينيه وهو يستسلم لسلطان النوم ولكن هاتفه اهتز برقم " مازن " ، مما تأفف بضيق ، وهو يتجاهل الهاتف ، ولكن بعد انتهاء الاتصال ، جاء اتصال لها بعد انتهاء الاتصال الاول وهاتفه لن يتوقف عن الاتصال ، مما هتف بغيظ :
ـ لا بقي يا مازن أنا مش ناقصك لا انت ولا ياسمين .
ختم جملته واغلق الهاتف واستسلم لسلطان من النوم سريعاً .
في الاتجاه الآخر عند " مازن "
كان هو يقود السيارة وتأفف من ذلك الذي يتجاهله عمداً ، يجب أن يرد عليه ويتحدث معه حتى ينفذ خطته وينتقم منه بأبشع الطرق ، فهو لن ينسي انتقامه أبداً ، لن ينسي وسوف يجلب حق شقيقته .
ولكن عليه الآن أن يرد " شريف " عليه حتي ينفذ خطته ولكن كيف..؟
❈-❈-❈
أفاقت " ملك " التي كانت نائمة على كتف " سلا " وهي تنظر لـ " سلا " التي كان بالها مشغولاً :
ـ سلا مالك ؟ .
أفاقت " سلا " من سؤالها وهي تهتف بابتسامه شاحبه :
ـ مفيش يا حبيبتي كنت سرحانه شويه ، أنتِ كويسه ؟ .
هزت رأسها وهي تبتسم لها وهي تهتف بنبرة هادئة :
ـ أنا قايمه اشوف ياسمين واقعد شويه جوا معاها ، روحي أنتِ و بيجاد ، أنا كويسه متقلقيش ، ابقي تعالي بكره .
هزت رأسها بلا وهي تهتف برفض ومازالت قلقه عليها :
ـ لا أنا قاعده معاكى مش هتحرك .
هتفت " ملك " بعناد واضح في نبرتها :
ـ سلا بلاش عناد ، كده كده المستشفي مش هتسمح لـ تلاته يقعدوا مع المريض ، هو واحد بس ، وأنا محتاجه اقعد مع ياسمين شويه .
أغمضت عينيها وهي تهز رأسها وهي تقبـ ـلها من وجنتيها وهي تعـ ـانقها وتهمس لها بحنان :
ـ خلي بالك من نفسك .
هزت رأسها وهي تبتسم لها وبعد ما خرجت من اعنـ ـاقها غادرت المستشفى هي وبيجاد بدون إضافة أي كلمة ، وبعد ما دخلت السياره هي وبيجاد ، هتفت بنبرة مهموسة :
ـ بيجاد أنا محتاجه اتكلم معاك شويه .
نظر لها وجدها تنظر له ونبرتها كانت جاده ، امسك يـ ـدها وقـ ـبلها بحُب :
ـ هنتكلم في اللي أنتِ عايزه ، بس نروح البيت ، اتفقنا ؟ .
نظرت له هي الأخري وهي تهتف بنفس نبرتها التي كانت في السابق :
ـ اتفقنا .
وعند هذه الجملة ، قاد سيارته بهدوء ، أما " سلا " أخذت تتأمل الطريق بهدوء وهي تتساءل ماذا فعلت لكل هذا ؟؟ .
ماذا فعلت بـ " ياسمين " حتي تكرها ذلك الكره.
ماذا فعلت بحياتها حتى تجد كل هذا الشر في حياتها .
فهي كانت تتمنى لها الشفاء وقد نست ماذا فعلت لها .
فهي حتى لا تتمني لأحد الشر حتي يحدث معها ذلك .
تشعر أنها في مؤامرة كبيرة ، صعب الخروج منها .
لا تفهم الآن من معها ومن ضدها .
ماذا ينبغي عليها أن تفعل الآن ؟ .
تعترف لـ " بيجاد " علي كل شئ أدركته اليوم .
أما أن تصمت ولا تبلغه شئ حتى لا يطرد " ياسمين " من العمل .
لا تعرف ماذا سوف تفعل الأن .
تشعر أنها ضائعة مثل الطفلة الصغيرة ، لا تعرف الوصول إلي بر الأمان ، ولا تعرف العوده من طريقها الخاطئ التي أخطأت فيه .
فهي متأكدة من شيء واحد ، أن ياسمين تريد " بيجاد " و " شريف " يريدها لذلك اجتمعت الأفاعي حتي ينفذوا خطتهم .
فهي شكت في " بيجاد " كثيراً وعليها من اليوم أن تتفهمه بطريقة صحيحة .
لا تريد هذا الجفاء في علاقته مع " بيجاد " .
عليها أن تحل سوء التفاهم الذي حدث بينهم ، وعليهم أن يحلوا كل شئ حدث في علاقتهم بطريقة خاطئة .
فهي الآن تريد التحدث معه حتى تفهم لما خطب " جميلة " وتركها ؟
لما لم يتصل بها وهو في الخارج ؟ .
لما عندما عاد من السفر وهو يتجاهلها ؟ .
عليها أن تفهم هل هو يحُب " جميلة " حقاً .
كثير من الاسئلة تدور في رأسها بلا رحم ، تريد أن تفهم وأن يجاوب علي تلك الاسئله .
فهي تريد أن تواجهه " بيجاد " بكل شئ تعرفه .
فهي تشعر بداخلها انها مدينة ممتلئة بالخراب وعلى وشك السقوط أو الاستسلام في اي لحظه .
حقائق كثيرة أدركتها اليوم وحقائق تريد أن تكشفها ولكن تلك الحقائق المخفيه هل ستؤثر عليها ؟
لا تعرف أي شئ الآن ، فهي مُشتته ولا تعرف التحرك أبداً .
لعل بعد كل ذلك تصلح الأمر وتكشف تلك الحقائق فهي تتمني ذلك وبشدة .
كانت تفكر وتفكر من الأفكار التي تروضها وبقوة ولكن غفت ،واستسلمت لسلطان النوم بكل ترحيب، لعل بعد كل ذلك حُلم وسوف تستيقظ منه قريباً .
وبعد عدة دقائق توقفت السيارة أمام القصر .
نظر بجانبه وجدها قد غفت ، ابتسم وهو يراها نائمه مثل الملاك ، مما خرج من السيارة ، وفتح باب السياره التي كانت تجلس فيه ، وحملها بخفه ، وبعد ذلك أغلق الباب خلفه ، دخل إلى القصر واتجه الى الدرج حتى يتجه الي غرفته التي كانت في الطابق الأول ، واتجه وهو مازال يحمل " سلا " ، والذي رأيتهم واشتعلت من هذا القرب هي " صباح " عمته والده " جميلة " ، دخل إلى غرفته وضعه نحو الفراش بهدوء وخوف عليها ، كأنها قطعه من الالماس خوفاً أن تنكسر أو تخدش بأي شئ .
وجدها أنها كانت ترتدي بنطلون ازرق وبلوزه زرقاء بأكمام طويلة ، فهو كان يريد يزيل ثيابها حتي تنام براحه بدون انزعاج .
في أزال ثيابها ولكن كان من حسن حظه أنها كانت ترتدي منامه قطنيه فوق ثيابها مما احمد ربه أنها كانت ترتدي شيئا .
وضع لها الغطاء بعد ما انتهى ، وهو يفعل المكيف على درجة حرارة ، دخل إلى المرحاض ، غير ثيابه هو الآخر من بنطلون قطني ويرتدي فوقه تيشرت بأكمام .
أغلق الإضاءة و تمدد على الفراش بجانبها ، وسرعان ما عنـ ـاقها بقوة ، فـ عانـ ـقها ممتلئ بالأمان الذي افتقده ، ورائحتها التي كانت تشبه الفراولة يدمنها وبقوة ، فهو يعشق كل أنشاً فيها .
فهي بالنهاية عشق " بيجاد " الابدي .
وسرعان ما واستسلم لسلطان النوم في اعنـ ـاقها ، وهو يتمنى أن تتوقف هذه اللحظة لابد .
❈-❈-❈
ـ مش عارفه اعمل ايه دلوقتي ، ماما لو اكتشفت اني بكدب عليها تبقي مصيبه .
نظر " ياسر " لها بتجاهل وهو لم يفهم حديثها وقد طفح بها الكيل من تصرفاتها :
ـ أنا أول مره اشوف واحده سايبه الدنيا كلها بتولع وماسكه في حاجه تافهه ، مالهاش اي لازمه ، بقولك أنا اتضربت ، ومالك كشف فريدة ، يعني أنا لا هعرف اشوفك فريدة ، ولا فريدة هتشوفني ، أنتِ معايا ولا ايه ؟ .
نظرت له بعصبيه هي الأخري وهي تهتف بحده :
ـ كل ده انا عارفه ، وقولتلك مالك عارف كل حاجه من البداية ، مالك بس كان مستني فريدة ترجعله وتختاره ، بس ده طبعا مش هيحصل ولا هخليه يحصل لأن مالك ملكي أنا .
بينما أكملت وهي تذهب إياها وإياباً بحده :
ـ وبالنسبه اللي حصل و أن مالك قرر يواجهه فريدة ده مؤشر جيد ، لأن مالك كنت عايزه يواجه فريدة ، اللي مكنتش أتوقعه أبداً أنه يقدر يمسكك و يحبسك ، لما معرفتش اتواصل معاك تاني بقالي تلات ايام مش عارفه عنك اي حاجه ، لحد ما كلمتني ياسمين وعرفت مكانك و هرباتك ، وكل ده مقابل اني اخلي بيجاد ينزل النهارده قبل بكره ، عشان كانت الست ياسمين عايزه كده .
بينما أكملت وهي تنظر له بهدوء :
ـ وفعلا وافقت وقولت لـ بيجاد اني عايزه انزل النهارده واني مش طايقه البلد ، وفعلا سمع كلامي ونزلنا ، اضطريت اقول كدبه لماما عشان متعرفش بالاتفاق اللي بيني وبين ياسمين .
نظر لها " ياسر " ببرود وهو يهتف بضجر وملل :
ـ بقولك ايه يا جميله أنا بره الحوار ده ، أنا جيت النهارده اقولك مخصوص اني ماليش دعوه باللعبة دي ، أنتِ عارفه وكويس جدا اني مبحبش فريدة ، وفريدة متهمنيش سؤء اتجوزتها أو لا ، أنا وافقت بس أكمل معاكي اللعبة لما اتفقنا علي الفلوس ، بس طالما انا تاذيت واتضربت ، فأنا مش لاعب والعبي لوحدك .
اقتربت منه وهي تمسك أطراف قميصه وهي تهتف بحده :
ـ يعني ايه مش لاعب ؟ ، أنا جبتك من الشارع وعملتك بني آدم عشان تقولي مش لاعب ؟، لا يا حبيبي أحنا خلاص عدينا المرحلة دي بكتير ، كنت تقول من الاول من قبل ما فريدة تتجوز مالك وأنت تظهر ليها كنت تقول الكلام ده ، غصب عنك أو سوء برضاك هتلعب معايا لآخر .
نظر لها ببرود وهو يهتف بنفس نظراته لها :
ـ ايه اللي يجبرني علي كده ؟؟ .
بينما أكملت وهي تقترب منه وهي تهتف بصوت مهموس :
ـ عشره مليون هتاخدهم مني ، وفوق كل ده فريدة ، وثروة فريدة .
نظر لها بطمع وهو يهتف بخبث :
ـ عشرين مليون ، وفريدة ، وثروة فريدة ، بس لما اتجوز فريدة واخد منها اللي أنا عايزه ، هطلقها و ارميها لكلاب السكك .
ابتسمت هي بشر وهي تهتف بخبث هي الأخري :
ـ يبقي اتفقنا .
كانوا ينظرون إلي بعضهم بشر وكل عين تحكي فيها انتقام وطمع كبير يغرقوا أشخاص ليس لهم أي ذنب سوىٍ أنهم احبُه من قلبهم .