-->

رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر الفصل 2 - 3 - الأحد 7/1/2024

 

 قراءة رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى







رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الثاني

3

تم النشر يوم الخميس

11/1/2024



ايه هو اللي عادي؟

هدر بها مقاطعًا بحدة، ليقبض على مرفقها باعين تلونت بالدماء يشدد:

- الكلام ده مفهوش عادي، الإهمال فيها يأخر الحمل، يعني كان لازم تنتبهي وتكشفيلها من جبل الجواز أصلا. 


تلجلجت تجيبه بصوت مهتز:

- اه بس انا امي جالتالي دا امر عادي عشان سني صغير، ثم احنا كمان لسة يدوب مكملنانش التلات اتشهر،  


زادت كلماتها من اشتعاله، لتشتد قبضته على مرفقها يعنفها بقوله:

- أمك دي مرة جاهلة ومبتفهمش، لا تعرف الطور من الطحين،  وباينك انتي زيها كمان، اسمعي يا بت، من النهاردة عشية تروحي للدكتورة خليها تشوفك، واللي تجوله من تعليمات،  هيتنفذ بالحرف الواحد،  فاهمة ولا لا؟


- فاهمة فاهمة.

تمتمت بها، تومئ بهز رأسها، وصوت لم يخرج من فرط  زعرها  من هيئته والتي توحشت امامها،  حتى انها لم تقوى على كبت دموعها، لتسيل أمامه، فكانت بمثابة المنبه؛ الذي دوى بالصوت المزعج ليستعيد وعيه، استدرك ليزفر ملتقطًا انفاسه قبل ان يضمها اليه ملطفًا:


- يا حبيبتي انا مش جصدي اخوفك مني ، انا بس بتغلبني عصبيتي احيانا،  ف انت لازم تجدري يا حبيبتي، وتبجي شطورة وتسمعي الكلام. 


❈-❈-❈


في ناحية قريبة من المنزل، كانت جالسة بكتابها اسفل احدي الشجيرات المعمرة من ناحية تستذكر دورسها، ومن ناحية أخرى توزع اهتمامها على الغنم التي كانت تأكل من حشائش الأرض، في عمل يومي لا تمل منه، حتى اجفلها احد الاصوات :


- انا هنا يا زينهم، لو راجل تعالي سلم عليا؟

بابتسامة اشرقت بوجهها رفعت رأسها نحو صاحب الصوت، تطالع تقدمه نحوها، حتى اذا اقترب استقبلته بقولها:


- ما بلاش زينهم ، ليسيب اللي مشغول فيه دلوك ، ويجي يديك الترحيب اللي انت عارفه. 


قهقه لقولها معقبًا:

- عارفه بس؟ ما انا مجربه، وهو دا ترحيبه يتنسي؟

- امال ايه طيب؟

- بحب انكشه 

كان قد وصل اليها في الأخيرة، ليتأمل البقعة التي كانت جالسة بها على جزع مائل، تتأرجح به باسترخاء اثار به الدهشة والانبهار:


- ايه الحلاوة دي؟ دي انتي عاملالك ركن خاص هنا، تحت ضليلة الشجرة وعلى الجزع بتتمرجحي،  لا وكمان بتذاكري وعايشة حياتك، ازازة المية والكتب،  


- والأكل. 

اضافت بها تشير نحو حقيبتها المفتوحة أمامه وقد ظهر بداخلها عدد من الشطائر، جعلته يضحك متحمسًا، وهو يتناول واحدة منهم يقضم ويأكل دون استئذان.


- وكمان سندوتشات جبنة قريش، في ايه يا بنتي؟ انا هحسدك بجد كدة، بس انتي مش خايفة لصاحب الأرض يطردك ، ولا دي ارضكم ولا ايه بالظبط؟


تبسمت لفعله، ترد بزهو:

- ما هي دي جنتنا انا واخويا ، ارضنا اللي خدناها من غازي الدهشان، البيت وساكنين فيه، وباجي الأرض بيزرعها اخويا في الوجت اللي ميكونش فيه شغال، وانا بجى يوماتي ارعي بهايمنا في ارضنا،  واجعد اذاكر هنا .


رفع حاجبه بمشاكسة يخاطبها:

- طب وعلى كدة ما بتخافيش يا حلوة لا يطلعلك حاجة من وحوش الجبل زي ما بنسمع ، ديب ولا تعلب 


- او سلعوة، تصدج السنة اللي فاتت ، ظهرت في الناحية التانية من الجبل. 

قالتها ثم توقفت تراقب انسحاب الدماء من ملامحه وهو يسألها بعدم تصديق:

- انا بهزر على فكرة ، وانتي كمان، أكيد بتهري،  ولا ايه؟


ردت ببساطة اذهلته:

- لا والله ما بهزر،  دا حجيحي كان في سلعوة،  بس الحمد لله اتلحجت، والرجالة خلصوا عليها ، اما الديابة  بجى وباجي وحوش الجبل، فدول مستمرين وعادي.


راقبت اصفرار وجهه بابتسامة مستترة كشفها اخيرا في غفلة منها، ليلوح بقبضته نحوها  بغيظ يفتك:

- دا انتي بلوة مسيحة اخوكي غلبان وطيب عنك. 


ضحكت بمرح وما ان همت بالرد عليه، حتى تفاجأت بإحدى طقوس زينهم في التربص نحو فريسته، قبل ان يباغته بالنطحة التي جعلتها تضحك بدون توقف،  وكان هو قد تماسك عن الوقوع هذه المرة، لأنه استند على غصن الشجرة،  ليعقب عاتبًا عليه:


- كدة برضوا يا زينهم،  وللمرة التانية بتاخدني على خوانة.


❈-❈-❈


ضمها اليه، ليضع قبلة حانية على رأسها قبل ان يحدثها بصوته الدافئ:

- مبروك يا جلب اخوكي، ربنا يطعمك بالاثنين ولاد وبنات.


- حبيبي، ما يحرمني منك ابدا ، وعقبالك انت كمان.

تمتمت بها روح تربت على ذراعه، تهديه إبتسامة ممتنة امام ابصار تلك التي تتابعهم من قريب، حتى لمحها هو ، ليأخذ فرصته، في مناكفتها:


- طب ادعى لاخوكي بجلب جامد، يرزقني من اللي ملكت جلبي، صبيان وبنات، نااادية واجفة ليه عندك ما تجربي تشاركينا الجعدة.


انضمت معه شقيقته لتدعوها بمرح:

- صح يا نادية، تعالي اجعدي جمب جوزك، دا عايزني ادعي من جلبي، عايز خلفة كتير انا عارفاه 


توقفت بنظرة ساهمة اليها، وقد تذكرت امنيتها قديما مع زوجها الراحل، حينما طالبته بأعداد كبيرة من الأطفال، هذه كانت امنيتها دائمًا.


انتبهت على دلوف عارف لترتد للخلف، حتى تعدل من غطاء رأسها، ثم عادت لتجده انضم بجوارهم، بسكون يماثل الجمود، وكأنه لا يستوعب حتى الاَن، والاخر لا يكف عن المزاح معه:


- ما تفوج لنفسك يا اخ، البت عايزة اللي يراعيها، مش يتنح جبالها، انت كنت فين اصلا؟


بنظرة لا تفارق محبوبته، رد يجيبه:

- كنت في البندر، ولسة راجع البلد ، كل اللي يشوفني الاجيه يباركلي ويبلغني بالخبر السعيد، وانا ما زالت لحد الاَن، جاعد جدامكم، وخايف ليكون حلم ولا حد فيكم بيضحك عليا:


هذه المرة خرج الرد من نادية على حرج:

- نفس كلامها، برضوا مكنتش مصدجة، حتى وهي بتقرأ نتيجة التحليل بنفسها


تبسم عارف، لينهض فجأة، ويشارك زوجته الجلسة على المقعد الصغير، قبل ان يلف ذراعه حول كتفيها مردفا بحب، دون خجل:


- ربي يفرحني باللي جاي، ويباركلي فيكي ، يا اجمل روح. .


- يا بوي ع البرود وفقع المرارة، 

علق بها غازي يدعي الضيق نحو الاثنان، ليثير ضحك الاثنان، قبل ان يعود بأبصاره نحو تلك التي غرقت في حالة من الحالمية في متابعتهم، ليغمغم داخله:

- وانتي يا نجمة غازي، ربي يحججلي حلمي ويرزقني منك، بالعيال الكتير، الكتير جوي


❈-❈-❈


في أرقى المراكز التجارية في المحافظة وقد كانت تتفتل فيه هذه المرة بصحبة عزيزة والتي تسير كالعمياء بلا وجهة، منساقة خلفها بأعين يغلفها الانبهار، :


- يا لهوي عليكي يا فتنة، انتي جايباني فين يا جزينة، انا حاسة كأننا روحنا بلد تانية .


ضحكت المذكورة تعدل من وضع النظارة أعلى حجابها، لترد على قولها بمرح:

- يا خايبة عشان تعرفي اني مبكدبش في وعد وعدتهولك، جولتلك هطلعك خروجة تحلفي بيها العمر كله واديني بثبتلك اها. 


قالتها بزهو رافعة ذقنها للأمام، مستمتعة برد فعل عزيزة ، وهذا الانشداه في نظرتها اليها، لتعقب لها مبتئسة:


- ايوة يا اختي، بس انا حاسة نفسي زي الهبلة وانا ماشية معاكي، انتي اسم الله عليكي، متأنتكة ولا الحريم اللي بياجوا في التلفزيون، وانا جمبك شايلة الواد بعبايتي المبهدلة، حاجة تعر.


اطلقت فتنة بضحكة لفتت انظار المارة من حولهما، لترد على قولها بزهو:

- متجوليش كدة يا عزيزة ، خلي عندك ثقة في نفسك يا حبيبتي، كل البهاوات اللي انتي شايفاهم دول، مفيهمش واحد يحتكم على نص الدهب اللي في يدك حتى، دول صورة وبس يا بت، ارفعي راسك ومتشغليش نفسك بحد فيهم 


- ارفع راسي! كيف بس؟

غمغت بها عزيزة وهي تسير بجوارها، لا تكف عن تأملها، والتحصر على حالها، فهي برغم ما تملكه بالفعل، ولكنها لا تستطيع ارتداء العباءة التي ترتديها فتنة، بقصتها التي تحدد جمال جسدها ، وتلك الزينة التي تظهر فتنتها

زوجها المتنعت لا يسمح لها سوى بالملابس التقليدية الواسعة، ولا يسمح لها حتى بوضع قلم الحمرة، ليتها ما أتت معها 


- تعالي يا بت هدخلك محل تنجي فيه احلى عبايات وبعدها نروح على ادوات التجميل، جبل ما نجعد في المطعم واجيبلك احلى اكل تيك اواي


- تيك تيك او إيه؟ انتي بتعرفي الحاجات دي كلها منين يا فتنة؟

رددت بها عزيزة بدهشة، زادت من ابتهاج الأخرى فتضاعف ثقتها بنفسها، 

شملت جولتهم العديد من المحال، ليبتاعوا بببزخ واسراف العديد من الأشياء الهامة التي يحتاجونها والتي لا يحتاجونها، حتى اذا توقفت بها داخل احدى محلات الاكسسورات، تركتها عزيزة لتذهب نحو المرحاض النسائي، وظلت هي امام مجموعة من أرقى الانواع تقارن بينهما، فاجأها صوت رجالي مع اشارة بالسبابة نحو احدى القطع داخل اللوح الزجاجي:


- انا شايف ان دا هيليق عليكي أكتر .

- نعم! انتي بتكلمني انا .

تمتمت بها تلتلف نحو صاحب الصوت بحدة ، ندمت عليها فور ان اصطدمت عيناها به، هيئة راقية ووسامة تنافس نجوم التلفاز، ويحدثها بلغتهم في الرد عليها:


- اسف لو ادخلت، بس انا بصراحة شوفتك بتقارني ما بين العقدين، وانا بنظرة خبير، شاورتلك على اللي يليق بواحدة في جمالك، ما هي الملكات متلبسش اي حاجة برضوا ولا ايه؟


اربكها بالوصف الذي يقطر بالغزل ويرضى غرورها كأنثى تختلف عن كل النساء كما ترى نفسها، ولكن لا يصح .

تدراكت لترفع انفها بشموخ بوجهه تعبر عن رفضها:


- طب خلي بالك كمان ان الملكات مش اي حد يجدر يكلمهم، ولا هما بيسمحوا باي حد يحشر نفسه في اختياراتهم.


قابل عنجهبتها بابتسامة ودماثة أذهلتها:

- طبعا اكيد كلامك ، وانا قدمت اعتذراي من البداية، وانتي لازم تعذريني، الواحد في حضرة الجمال، ما بيقدرش يمسك نفسه، وبرضوا اسف مرة تانية او ازعجتك. 


قالها وانسحب فجأة من أمامها ببساطة جعلتها تتابع اثره بفاه مفتوح، تتأمل ظهره بانبهار وهذه الملابس العصرية ذات الماركة العالمية والتي تعرفها عن ظهر قلب، تليق بالطول الفارغ وهيئة تلفت نظر امرأة مثلها ، تهتم جيدا بالمظاهر .


يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر من رواية نسائم الروح، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة