رواية روضتني 2 (الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد) طمس الهوية -لأسماء المصري - الفصل 29 - 2 الأحد 7/1/2024
قراءة رواية روضتني 2 (طمس الهوية) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية روضتني 2
(الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد)
طمس الهوية
للكاتبة أسماء المصري
الفصل التاسع والعشرون
2
تم النشر يوم الأحد
7/1/2024
لم يتمالك نفسه من دلالها وانخرط معها لما توده وبادلها القبلات المثيرة حتى خرجا عن سيطرتهما تماما، ولكنه انتبه لحظة لمكان تواجدهما فابعدها وهي تهم بتجريده من ملابسه:
-ياسمين، احنا في مكتب الدكتور مراد.
توقفت تنهج بأنفاس مثيرة وتعض على شفتها فأثارته بحركتها التي يعلم تماما أنها ليست عفوية ووقف يسحبها خلفه:
-تعالى نطلع فوق.
وقبل أن يخرج أوقفته تشير لجسده المثار بشكل أضحكه فعدل من ملابسه محاولا اخفاء ما فعلته به وهو يوبخها متذمرا:
-عاجبك كده.
أخرجت ضحكة رقيعة عالية تدراكها هو فورا بوضع راحته على فمها يوبخها بصوت منخفض:
-مش كده يا ياسمين عمي ومراته بره.
قبلت راحته التي تكتم صوتها فضحك من ردة فعلها وردت وهي تخرج معه:
-طلعوا يناموا قبل ما ادخلك متخافش.
نظر حوله فلم يجد أحدا بالبهو ووجد فقط العتمة التي أحاطت المكان فحملها وقبلها وصعد بها الدرج فورا ولم يلحظ الذي يجلس بالعتمة ورآه بهذا الوضع فابتسم فرحا لتأكده أن زوجته قد استطاعت أن تخرجه من حالته الحزينة.
صعد فارس الدرج ودلف جناحه وأغلق الباب خلفه بعد أن حبسها بذراعه عند الحائط المجاور للباب وبدأ سمفونية قبلاته المؤججة للمشاعر وبادلته هي باللعب على أوتار عواطفه المحمومة بعشقها الذي لم ولن ينته أبدا؛ فحملها مجددا وأجبر ساقيها على محاوطة خصره واراحها على الفراش واعتلاها يرمقها بنظرات حنونة ومحبة وبادلته هي النظرات بأخرى مبتسمة بعشق وأحاطت عنقه بذراعيها تسحبه ناحيتها، فاقترب من أذنها يسألها هامسا:
-بتحبيني؟
ردت من بين نشوتها فخرج صوتها منخفض بالكاد استمع له:
-بعشقك يا فارس.
لم تنتظر أكثر فبدأت هي بتجريده من قميصه فاستند على ركبيته ليسمح لها بفك أزرار رسغيه وخلع قميصه وأتبعه بسرواله، وانحنى يفك رباط مئزرها فتفاجئ بما ترتديه أسفله من قطعتين بتصميم أهلك رجولته فعض على شفته وسألها وهو يهم بتقبيلها:
-جديد الطقم ده؟
نفت وقد شعرت بالخجل من نظراته التي اخترقتها:
-ﻷ، بس كان صغر عليا ومش بلبسه واتفاجئت انه وسط الهدوم.
غمز لها معقبا:
-أكيد چنى اللي حطته.
أومأت وهي تعقب:
-اليومين دول خسيت فيهم 7 كيلو والطقم دخل فيا بسهوله.
حزن على نحافتها التي أمرضت جسدها فلاحظت حزنه وحاولت تدارك حديثها مبتسمة:
-رجعت لنفس وزني قبل الجواز والخلفة، يارب مطخنش تاني بقى.
سعل سعلة بسيطة وانحنى هامسا بشبق:
-احنا هنقضي الوقت في الكلام عن الدايت والطخن والخسسان، ولو ولادك صحيو وأنا في الحالة دي هيبقى شكلي وحش اوي.
ضحكت برقاعة، ولكنها لم تخرج صوتها عاليا حتى لا توقظ الصغيرين فهم بها وبادلته شغفه بشغف يفوقه حتى ارتمى بجوارها يلهث من فرط أجهاده واستمتاعه بحميميتهما.
❈-❈-❈
انتهى أخيرا من مداولاته بالبورصة وأغلق جهازه اللوحي وصعد قاصدا غرفته حتى يستريح من عناء اليوم، ولكنه مر بجوار غرفة چنى واقترب من الباب ليطرق عليه حتى يطمئن عليها وعلى صغيره، ولكنه فور أن استمع لصوت بكائها فتح فورا ودلف متفاجئا من حالتها الحزينة وبكائها المستمر منذ أن صعدت غرفتها منذ أكثر من ساعتين.
جلس أرضا أمامها بعد أن نظر بسرير صغيره فوجده نائما كالملائكة فوضع يده على فخذها ورفع وجهها براحته الأخرى ونظر لانهيارها الذي آلمه وسألها وهو يبدو عليه الحيرة:
-ليه كل العياط ده بس؟ اصبري شويه يا چنى وأنا بنفسي هتكلم مع فارس، بس متنسيش اننا كلنا شهود ومطلوبين للتحقيق في النيابه ومستحيل يسمحولنا نقابلها عشان منتفقش على أقوال واحده.
تكلمت من بين غصة بكائها:
-انا مقولتش عايزه أزورها، انا عايزه اوكل لها محامي كويس وبس.
سحب نفسا عميقا وطرده بتمهل وهو يرد:
-خلاص حاضر، بكره الصبح هروح أوكل لها محامي بس بطلي عياط.
ارتمت بحضنه وهي تتمتم حزينة:
-أنا محدش حاسس بيا والكل شايفني مدلعه ووحشه وكمان أونكل مراد يقولي بتضغطي على فارس.
ابتعدت عنه وتابعت حديثها بعد أن مسحت عبراتها بظهر يدها بحدة:
-بابي اتسجن بعد ما قتل أخوه قدام عنيا، وقبلها اتضحك عليا من واحد ندل استحل جسمي وشهر بيا بالاتفاق مع عمي اللي كان زي بابي.
بكت وانتحبت وهي تضيف:
-حتى جوازنا جه عشان فارس يداري على اللي حصل من الندل اللي ضحك عليا.
نهجت بأنفاسها وهي تحاول تدارك بكائها حتى تخرج كلماتها مفهومة وأضافت:
-وبعد كل ده خلفت طفل داون بعد ما عانيت في حملي وعملت المستحيل عشان يكمل.
وضع راحتيه يكوب وجهها وهي تتابع:
-وياريت بعد كل ده والمشاكل خلصت، ﻷ اتفاجئ كمان إن جوازنا باطل وعايشين مع بعض كل ده في الحرام ولازم ارفع خلع واستنى عدة تانيه، كل ده وبرده استحملت.
بكائها بهذا الشكل أحزنه كثيرا وود لو أوقفها عن استكمال معاناتها ولكنه شعر أنها بحاجة لإخراج ما بداخلها علها تستريح بعد ذلك:
-وبعد كل ده أعاصر لتاني مره إن حد يتقتل قدامي وعلى ايد مامي يعني مش كفايه عليا منظر بابي وهو بيقتل اونكل مروان، كمان هفضل فاكره شكل مامي وهي بتقتل داده حنان ومطلوب مني اروح النيابه أشهد ضدها اقول ايه؟
انهارت باكية فسحبها مازن داخل حضنه وهي تقول:
-كل ده وفارس عايزني اسيبها من غير محامي عشان يبقى مامي وبابي الاتنين في السجن.
رفع وجهها بسباته بعد أن صمتت اخيرا وتكلم بصوته الحنون:
-بكره الصبح هوكل لها أكبر محامي في البلد وملكيش دعوه بفارس، انا هتفاهم معاه ولو اتكلم معاكي ولا مع ميار وساهر ابقي قوليله إن أنا اللي عملت كده.
عانقته بقوة وهي تسأله غير مصدقه لما قاله:
-معقول، أنت مستعد تخسر فارس عشاني؟
ابعدها ونظر لها مبتسما:
-أخسر الدنيا كلها ولا اشوف دمعه واحده في عنيكي يا چوچو.
قبلها من وجنتها وهو يضيف:
-انا بحبك بجد ومش قادر على زعلك.
رمشت بأهدابها بعد أن تلاقت نظراتهما المحتاجة لبعضهما البعض فابتلع هو ريقه يحاول كبت رغبته التي تأججت بداخله، ولكنه انهزم أمام عفويتها وعضها على شفتها السفلى فاقترب منها وقبلها قبلة عميقة بادلته إياها فعمقها أكثر وأكثر حتى شعرت أنهما خرجا عن طور المقبول فأبعدته وهي تلهث:
-مااازن، احنا مش متجوزين.
تنفس بسرعة وقد انتهى تحكمه بنفسه وذهب ادراج الرياح فعاد لتقبيلها بنهم وتكلم وهو يقبلها من أنحاء وجهها وعنقها:
-وحشتيني اوي، بقالنا كام شهر دلوقتي؟ خلاص مش قادر.
حملها ووضعها على الفراش ولكنها حاولت إثناءه عما يوده:
-بلاش يا مازن احنا مش متجوزين.
بدأ بخلع ملابسه غير مهتم لما تقوله:
-أنتي مراتي، مرااااتي وأي تفاصيل تانيه مجرد شكليات.
انهزمت هي الأخرى أمام سيل قبلاته ولمساته التي تتوق لها هي الأخرى فمارس معها بشغف ولهفة لم يعرفها من قبل.
ارتمي بجوارها على الفراش يشعر بالرضاء أخيرا وهو يردد:
-أخيرا، أخيرا ياااه بقالي كام شهر.
خبئت وجهها داخل راحتيها وانفجرت باكية فتفاجئ من ردة فعلها وهي التي كانت تذوب شوقا بين يديه منذ لحظات فابعد راحتيها وسألها:
-في ايه بس؟
شهقات بكائها جعلته ينهض مسرعا يرتدي ملابسه ويقترب منها يحملها ويضعها على فخذيه ويمسح على وجهها متسائلا:
-مالك يا روحي؟ انا عملت حاجه زعلتك؟
ردت باكية:
-احنا عملنا حاجه حرام يا مازن، مش كفايه قعدنا اكتر من سنه متجوزين ومش متجوزين وربنا عاقبنا بحالة ابننا.
صر على أسنانه بسبب هذا الندل المتسبب بحالتهما وتكلم بصوت خشن:
-أنتي مراتي، والصبح هكتب الكتاب.
زاد بكائها وعقبت عليه:
-كنت صبت لبكره، احنا عملنا حاجه حرام.
ابعدها عن فخذيه ووقف يتكلم محتدا:
-بقولك انتي مراتي والموضوع مجرد ورق عشان القانون، فاهمه ولا ﻷ؟
نهاية الجزء الثاني من الفصل التاسع والعشرون