-->

رواية روضتني 2 (الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد) طمس الهوية -لأسماء المصري - الفصل 30 - 4 السبت 20/1/2024

   

   قراءة رواية روضتني 2 (طمس الهوية) كاملة
  تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 

 


رواية روضتني 2

(الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد)

طمس الهوية

للكاتبة أسماء المصري



الفصل الثلاثون

4

تم النشر يوم السبت

20/1/2024

تعجب من ذلك الحديث الذي يسمعه ﻷول مرة فهل كانت ترسل راتبها الشهري دون أن تأخذ منه قرشا واحدا لنفسها:

-حضرتك عرفتي انها توفت؟


لمعت عين مديرة الدار بالحزن وبكت فورا وهي تردد:

-لا حول ولا قوة إلا بالله، لا حول ولا قوة إلا بالله، الله يرحمك يا حاجه حنان.


حاول أن يتماسك أمامها حتى لا ينهار باكيا وهي تترحم عليها وتسأله:

-من امتى الكلام ده؟


أجابها مجاهدا نفسه:

-أقل من اسبوع، وأنا جاي انهارده عشان أشوف لو في أي حاجه أقدر أقدمها للدار اللي كانت بيتها التاني ومكنتش عارف انها بالأصل بتبعت لكم كل التبرعات دي غير اللي كنت ببعتها أنا عن طريقها، وعشان كده عايزك تطمني إن راتبها هيفضل يوصل لكم بشكل شهري زي ما كانت بتعمل بالظبط بس طبعا مش هينفع يكون على حساب البنك بتاعها لأنه هيتقفل، هشوف المحامي والأجراءات كلها هتخلص قبل أول الشهر إن شاء الله.


غادرا بعد أن قام بالتوقيع على مبلغ كبير كتبرع منه للدار ودلف سيارته فالتفتت له ياسمين مبتسمة وقبلته من وجنته وسألت:

-ها، على فين تاني؟


انحنى ورد قبلتها بأخرى وأشار لسائقه:

-اطلع يا كارم.


رمقته بنظرة حائرة وفضول فابتسم لها وهو يعلم أنها تأكل داخلها الآن لتعلم إلى أين يذهبان فغمز لها:

-متستعجليش.


وصلا لبوابة المجمع السكني الراقي الذي يقطنا به فتمتمت ممتعضة:

-هنروح خلاص؟


اتسعت بسمته وحرك رأسه مستسلما لفضولها واقترب من أذنها:

-ﻷ، قولت متستعجليش.


صف كارم السيارة امام باب حديدي عال وكبير ويبدو أن ما يقع خلفه صرح كبير يشبه القصور الملكية ولم تجد الوقت لتسأله أي شيئ بعد أن أخرج من جيبه جهاز للتحكم بالبوابة الرئيسية عن بعد ففتح الباب بشكل أتوماتيكي ودلفت السيارة للداخل فتفاجئت من الشكل المذهل للقصر شديد الجمال وشاسع الإتساع.


خرجت فورا تهرع للداخل وهي تلف حول نفسها وسألته بعدم تصديق:

-فااارس، أنت اشتريت القصر ده؟


أومأ مبتسما واقترب يحتضنها من الخلف ويستند برأسه على كتفها وهمس لها:

-وكتبته باسمك يا روحي.


اتسعت حدقتيها وتوقفت أنفاسها عن الدخول لرئتيها وابتلعت ريقها وهي تسأله:

-ليه عملت كده؟ مش أنت عارف اني...


قاطعها واضعا راحته على فمها ليمنعها من الكلام:

-عارف إن آخر حاجه بتفكري فيها هي الفلوس بس برده انا عايز أئمنك ومش عايز اعتراض.


احتضنته تحكم ذراعيها حول جسده:

-أنا بحبك اوي ومش عايزه حاجه غير وجودك معايا، وأنت مأمني كويس بالفلوس اللي اشتريت بيها الأسهم في العالمية و......


قاطعها مجددا بتأكيد:

-مش كفايه، أنا عايز ابقى مطمن لو جرالي حاجه انك مش هتحتاجي لحد ابدا.


ارتمت داخل حضنه تهتف متلهفة وحزينة:

-بعد الشر، بطل تجيب سيرة الموت.


ابعدها عن حضنه ونظر لها بتركيز وتكلم بشكل جاد:

-مش عايز كل ما أفتح معاكي كلام في الموت والمستقبل تعملي كده، كلنا هنموت وعايز أطمن انك هتقدري تستوعبي وتقفي على رجلك لو ده حصل، بلاش تبقي ضعيفه عشان كده انا هقلق عليكي.


احتضنته مجددا فقبل أعلى رأسها وسحبها للداخل وهو يغير مجرى الحديث:

-تعالي بقى نتفرج سوا على القصر بتاعك يا سلطانه.

❈-❈-❈


جلس بمكتبه مشغول البال يشعر بتخبط مشاعره ولا يعلم ما ستكون ردة الفعل القادمة من رفيق دربه الذي أوضح ﻷي صف ينحاز بكل وضوح، ولكنه حقا لا يعلم لماذا يشعر بكل هذه المشاعر المتضاربة فهو من ناحية يشعر بالحب بل العشق تجاه زوجته ولم يفكر ولو للحظة بالابتعاد أو الانفصال عنها لأي سبب كان، ومن ناحية أخرى لازال يشعر بتلك الفراشات التي تضرب داخله كلما اجتمع بنرمين وأصبح يشعر بغصة وندم كلما لمح نظرات الحب المتبادل الذي يراه بينها وبين يزن الذي لم يخف تلك المشاعر وأظهرها للعلن.


دلفت المساعدة الخاصة به تحمل بيدها أوراق هامة ومن بينها ذلك الإستدعاء الرسمي للتحقيق بقضية مقتل حنان فجعد جبينه وهو يقرأ تاريخه ووقته فأمسك هاتفه النقال متصلا بفارس ليخبره.


رنة وأخرى وثالثة ولم يجد إجابة فقرر مهاتفة والدته ليطمئن على صغيره وزوجته وربما يجد فارس هناك طالما لم يأت للشركة حتى الآن:

-مدحت وچنى كويسين؟


ردت فورا تخبره:

-ايوه يا حبيبي، بس جالنا استدعاء في النيابه يا مازن، أحنا مش قولنا اقوالنا للمباحث؟


رد وقد علم أنه ليس الوحيد الذي استلم ذلك الاستدعاء:

-ده استدعا للنيابه يا ماما القضيه في طريقها للمحكمة والمباحث حولتها للنيابه خلاص وكلنا هنقول نفس اقوالنا هي هي مفيش جديد، متقلقيش.


نظرت خلفها لزوجة ابنها وعادت تهمس له عندما وجدتها مشغوله بالصغار:

-وقتها چنى كانت منهاره ومأخدوش أقوالها عشان حالتها، دلوقتي بقى ازاي هتشهد على أمها؟


أجابها وهو يقوس فمه:

-هتقول اللي حصل ﻷن مينفعش تقول أقوال تانيه غير اللي قولناها، نصيبها كده بقى يا ماما.


تنهد مخرجا زفرة استسلام وتابع:

-المهم دلوقتي خلي فارس يتفق مع المحامي يحضر معانا التحقيق عشان نشوف هنعمل ايه.


همهمت موافقة فسألها:

-هو فارس عندك؟


نفت تخبره:

-من ساعة ما خرج امبارح للمستشفى ولسه مجاش لا هو ولا ياسمين، بس هي لسه مكلماني من شويه تطمن ع الولاد.


تعجب فإن لم يكن بالشركة ولا بمنزل والده فأين عساه يكون:

-مقالتش هم فين؟


نفت مجددا:

-ﻷ والله يا حبيبي.


أغلق معها وعاود الاتصال به فاجاب أخيرا بعد أن مل من كثرة اتصالاته:

-في ايه؟


تنحنح ليجلي صوته:

-أنت مش جاي الشركة؟


رد وهو ينظر لتلك المسجاة بجواره عارية تماما غامزا لها بوقاحة:

-ﻷ، واخلع بقى مش فاضيلك.


هتف بلهفة:

-يا فارس طيب احنا جالنا استدعاء للنيابه عشان قضية داده حنان.


زم شفتيه للأمام وهو يرد:

-عارف، كلنا مطلوبين للتحقيق وجالي استدعا أنا وياسمين كمان عشان قضية الزفت شادي في نفس اليوم.


ابتلع مازن ريقه وسأله بتوتر:

-طيب مش هنقعد مع بعض عشان نشوف هنعمل ايه؟ وأنا كنت وعدت چنى أني هتفق مع محامي كويس لمامتها ومش عايز اخلف وعدي معاها ولا عايزك تزعل برده فمحتاجين نتكلم و...


قاطعه فارس محتدا:

-أظن أنا وضحت رأيي في الموضوع ده، عايز تعاديني go ahead وقوم لها اسطول محامين لو حابب.


اغلق بوجهه وعاد يبتسم لزوجته التي غطت جسدها بغطاء الفراش يشاكسها وكأنه لم يكن غاضبا كالجحيم منذ لحظات:

-حلو أوي السرير ده.


ضحكت مستسلمة على أفعاله وهي تتسائل:

-شكلك هتعوض اسبوع التعب كله في يوم واحد.


غمز لها وقبل عنقها:

-بس حبيت اجرب السرير بتاع القصر بتاعك.


دفنت نفسها بحضنه وشردت قليلا بمحادثته مع مازن واتخذت قرارها فرفعت وجهها تنظر له وهي تبتلع ريقها:

-فارس.


غمز مقبلا وجنتها:

-عيونه.


وضعت راحتها على وجهه تداعب لحيته وهمست:

-بلاش تقف في وش أخواتك في موضوع المحامي، القضيه واضحه والمحامي مش هيعمل حاجه غير انه يحسس اخواتك انك معاهم مش ضدهم.


ترك الفراش ووقف يرتدي ملابسه:

-بلاش تدخلي في الموضوع ده.


لفت ملائة الفراش على جسدها ووقفت قبالته تؤكد:

-أنا مبتدخلش يا حبيبي، بس مش عايزه اخواتك يشيلوا منك ع الفاضي.


ابتسمت له فرمش عدة مرات وأشاح بوجهه منتهدا:

-بتقدري تقنعيني بشكل بيوترني بجد.


احتضنته فسقطت ملائة الفراش فعض على شفته وتحدث بوقاحة:

-ايه رأيك في Round 3.


لم يمهلها الوقت للرد إيجابا أو نفيا وحملها متجها للفراش راسما ملامح عشقه على جسدها الذي يلا يشبع منه.


يتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أسماء المصري من رواية روضتني 2، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة