رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل الأخير - 3 - الإثنين 29/1/2024
قراءة رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل الأخير
3
تم النشر بتاريخ الإثنين
29/1/2024
أخذ هاتفه وخرج من الغرفة
_ رايح اكلمك المجنون ده اشوفه عمل كدة ليه.
محاولات كثيرة للاتصال به باءت بالفشل وهو يجده قيد الإغلاق
عاد إلى غرفته ليجدها هي أيضًا تحاول الوصول لحلم لكن لا فائدة
_ برضه مقفول.
زم فمه باستياء وغمغم بانفعال
_ متخلف
_ خلينا نعرف السبب الأول وبعدين نحكم
جلس على المقعد وأسند مرفقيه على ساقه وتحدث بحدة
_ سبب ايه! واحدة وعرفت إن ابن عمها اللي اتربت معاه في الظروف دي إزاي تتخلى عنه، وبعدين قولنا وحكينا كتير مهران اتغير، حقيقي اتغير وأكبر دليل أنه استقبلها ومقتلهاش زي ماكان بيقول، ولا هو بقا موضوع غيرة.
نهضت لتجلس على المقعد المجاور وقالت بتعاطف مع أخيها
_ مش عارفة بس مصطفى بيحب حلم ومستحيل يقدر يتخلى عنه، اكيد كانت لحظة غضب وهيرجعلها تاني.
_ يرجعلها ايه! الموضوع مش سهل زي ما انتي فاكرة يطلق بمزاجه ويرجع بمزاجه وأنا بأكدلك إن مهران مخلاش أخوكي يحفى عشان يرجعها مبقاش انا جاسر.
شعرت بالقلق إزاء هذا الأمر فإذا فعل مهران ذلك لن يلومه أحد
_ وبعدين هنعمل ايه؟
عاد بظهره للوراء وتحدث بيأس
_ ولا حاجة اطربقت على دماغه وخلاص
الصبح هتكلم مع أبويا واشوف هنعمل أيه؟
_ بلاش تعرف عمي.
_ لأ عمك هيدخل وجدك كمان وتبقى فرصة لمهران يطلعه على عينينا
زفر بضيق وتابع
_ قومي نامي والصبح هنشوف نعمل ايه ولا نوصل لأيه.
❈-❈-❈
فتحت مهرة عينيها بتثاقل فتأن بألم عندما حاولت التحرك
استيقظ ذلك الغافي على الأريكة فأسرع إليها بلهفة
_ مهرة انتي كويسة؟
اومأت مهرة بعينيها وتمتمت بصوت مبحوح
_ البنات…
طمئنها بثقة
_ كويسين متقلقيش عليهم
نظر في ساعته وقال بثبوت
_ كلها ساعتين والنهار يطلع وأخدك تشوفيهم.
قرب المقعد من الفراش وجلس عليه لتحتضن يده يدها وتمتم بوله
_ حمد لله على السلامة ياحبيبتي عيشتيني ساعتين هفضل فاكرهم العمر كله.
ابتسمت بوهن وهمهمت بضعف
_ الحمد لله كانت محنة ومرت، أومال فين حلم ومرح
_ روحتهم بالعافية عشان الولاد
_ كلمت جوزها؟
ربت على يدها وقال بحنان
_ متفكريش في حاجة خالص وسيبي كل حاجة عليا ومصطفى ده هخليه يبوس ايديها عشان ترجعله بس اصبروا عليا.
ابتسمت بحب له وبصعوبة ابتعدت قليلًا كي تفسح له مكان لينام بجوارها وتمتمت بحب
_ عايزة انام في حضنك
أومأ لها بابتسامة ونهض ليغلق الباب وعاد إليها يستلقي بجوارها ويضع رأسها على صدره
رغم تألمها من تلك الوضعية إلا أن الراحة التي شعرت بها وهي تستمع لدقات قلبه الرتيبة جعلتها تستكين بهدوء وتنعم بدفئه.
قبل جبينها بكل ما يحمله من حب تجاهها وظل يداعب خصلاتها حتى عادت للنوم.
…..
ظل قابعًا في غرفته ينظر إلى مكانها في الفراش بحنين لكن صورتها وهي في أحضانه تجعله يسخط عليها
الغيرة لا ترحمه وقلبه أيضًا ناقمًا عليه وعقله يجبره على الثبات ومعاقبتها
زم فمه بغضب شديد يحاول السيطرة على لهيب قلبه لكن كيف
ظل على حاله حتى اشرقت الشمس بنورها فقام بأخذ حمام بارد كي يطفي لهيبه لكن لا فائدة من أي محاولة
ذهب إلى الشركة وضغط على نفسه بالعمل لكن مازالت صورتها معه محفورة بعقله
رن هاتف الشركة فاضطر للرد عليه ليجد صوت عمه الحازم يقول بغضب
_ النهاردة تكون عندي بأي طريقة
أغمض عينيه بضيق وغمغم باعتراض
_ مش هينفع لإني مضغوط ..
قاطعه بلهجة لا تقبل نقاش
_ قلت النهاردة تكون قدامي ياإما انا اللي هتصرف المرة دي.
أغلق جمال الهاتف في وجهه فزفر مصطفى بضيق ومسح على وجهه بكف يده كي يهدئ قليلًا لكنه شعر بالنيران تشتعل أكثر
لما يتحامل عليه الجميع لأجلها ولا أحد منهم يشعر بآلامه وما يعانيه؟!
……
في منزل عمران
كان جمال ثائرًا منذ أن علم بأمر الطلاق فلم يجد سوى جاسر يخرج به غضبه
_ أنا اللي استاهل إني وثقت في شوية عيال زيكم وعاملتهم على إنهم رجاله وانتم ولا تعرفوا حاجة عنها
رايح تساعده وتهرب البنت من أهلها وتتعدى الأصول والآخر صغرنا تاني وركبنا الغلط بطلاقها في بيت أهلها
هتخلوني وانا في السن ده اروح لواحد من سن ولادي واقوله احنا غلطانين وحقك علينا
ضغط على أسنانه حتى كاد أن يدميها وتابع بسخط
_ وللأسف مش هقدر اقولكم صلحوا اللي عملتوه عشان مش هثق فيكم تاني ولا هعملكم رجالة، بس الحيوان ده لما ييجي هاخده يعتذر ويستسمح مهران أنه يرجعله مراته وابنه وشوف بقى اللي هيعمله فيه وانا مقدرش ألومه.
ظل جاسر يبحث عن مبرر لمساعدته لكنه حقًا لم يجد فغمغم بتعند
_ بس احنا مغلطناش احنا طلبناها من خالها وهو اللي جوزها.
_ برضه ده مش مبرر الاصول كان تطلب البنت من جدها
_ وجدها رفض
_ وقتها الكبار تدخل مش تهربوها وتطلبوا من خالها يجوزها
اخفض جاسر عينيه لكن من داخله يتوعد لمصطفى بسخط
❈-❈-❈
سمحت الطبيبة لمهرة بالخروج وعادت إلى القصر وهي تشعر بالحزن على تركها لهم لكن ستتحمل لأجلهم
عادوا إلى المنزل ومهران يسندها حتى وصلوا للدرج سألها
_ أشيلك؟
هزت راسها بنفي لكنه لم يطاوعها وحملها صاعدًا بها وغمغم بألم مصطنع
_ تقيلة برضه انا قلت هتولدي وتخفي شوية
ضربته بوهن على كتفه وقالت بغيظ
_ خلاص نزلني مطلبتش منك تشيلني.
ضحك مهران وتمتم بولع
_ دا انا اشيلك بقلبي ياقلبي.
ابتسمت بسعادة بالغة لعودته إليها في هذا الوقت خاصة
وكأن القدر كف عن قسوته عليهما
دلف الغرفة ووضعها على الفراش وجلس بجوارها يقبل يدها بحب وتمتمت هي بوله
_ وحشتني أوي يامهران متعرفش الأيام دي مرت عليا إزاي.
ربت على يدها التي مازال محتويها وتمتم بتأثر
_ كانت اصعب عليا أكتر وانا بكتشف إني عشت جوة كدبة كبيره أوي وأولهم إني ابن حـ…
وضعت يدها على فمه تمنعه من قولها وتمتمت بتحذير
_ اوعى تقولها، مش عايزة اسمعها تاني، بلاش نعذب نفسها على حاجة مش بادينا ولا لينا ذنب فيها
أنا قررت انسى وانت كمان بلاش تفكر فيه خلي اللي راح يتنسي وكأنه معداش على حياتنا ونبدأ صفحة مستقلة بعيدة عن قسوتهم
خلينا نكون سويين عشان نقدر نعوض حرمنا ده في ولادنا ونديهم الحب اللي اتحرمنا منه
تنهد بتعب شديد وغمغم بوجل
_ خايف مقدرش اعوضهم
_ هتقدر طول ما انا جانبك هتقدر تعدى أي محنة بس لازم تحذف الماضي من حياتك زي ما عملت انا.
ابتسم بامتنان لها فلولاها لكان مازال ذلك المنبوذ الذي زهد الدنيا ودفن قلبه وروحه في الماضي الأليم
_ نامي شوية؟
هزت رأسها بنفي فغمغم هو باعتراض
_ بس أنا منمتش خالص الليلة دي هستأذن بقا أروح أنام في اوضة تانية واسيبك مع البنات زمانهم واقفين على الباب مستنيني أخرج.
خرج من الغرفة ليجد مرح واقفة حقًا تنتظر خروجه
_ ادخلي انتي وانا هنام في اوضة تانية.
اومأت له بإحراج ودلفت لحلم وذهب هو لغرفة اخرى.
……
في منزل الحاج سلام
استقبل سليم بترحاب ودعاه للجلوس معه دون أن يعلم سبب زيارته
شعر سليم بالإحراج ولا يعلم من أين يبدأ
حتى تجرأ أخيرًا وتمتم برهبة
_ انا عارف انك بتسأل عن سبب زيارتي وانا هدخل في الموضوع على طول من غير مقدمات
انا عايز اطلب منك ايد مرح.
اندهش سلام من طلبه وظن لوهلة بأنه يفعل ذلك ضمانًا لحقها الذي ورثته عن عمه،فأراد التأكد أكثر فسأله بشك
_ مش غريبة شوية إنك جاي تطلب ايد أرملة عمك؟!
وبعدين مرح رفضت تقعد في البلد بعد اللي حصل وسافرت القاهرة مع أخوها مظنش انها هتوافق.
شعر سليم بأنه يضعه في الزاوية كي يستشف سبب طلبه
_ انا جاي اتقدم لمرح بنتكم مش ارملة عمي لأنك عارف كويس سبب الجوازة دي وجاي اطلبها بصفتك كبير العيلة وفي مقام ابوها.
أعجب سلام بحديثه وقال بحكمة
_ انا عن نفسي معنديش مانع وبالنسبة لباقي العيلة انا هتكلم معاهم لإن الرأي مش رأيي لوحدي بس اطمنك إن محدش هيرفض مادام خبطت على بابنا وطلبتها مننا ومقولتش ملهاش أهل واطلب أيدها وخلاص.
شعر بالاحراج من نفسه وعلم أن مهران محق فيما قاله فتمتم بثبات
_ على العموم أنا موافق لكل شروطهم واللي هما عايزينه.
_ واحنا مش عايزين غير راحت بناتنا
لما عرفنا موضوع بنت عمها كنا قادرين نقف قدام مهران وناخدها منه بس آمنت عليها معاه لإني لو طاوعت ابوها ورجعتها كانت هتتأذي أكتر، ولما اتكلمت معاه لقيت إن اللي جواه مش بس انتقام فوقفت انا قدام أبوها وسبتها أمانة معاه.
عايز اسيب مرح كمان معاك وانا مطمن.
أكد سليم بصدق
_ اطمن هشيلها في عينيه
أومأ له سلام
_ على خيرة الله، بكرة إن شاء الله هجتمع بباقي العيلة واتكلم معاهم.
زم سليم فمه باستياء فلن يستطيع الانتظار كل ذلك الوقت لكنه رد باستسلام
_ تمام اللي تشوفه.
❈-❈-❈
توقفت السيارة أمام منزل عمران وترجل مصطفى منها وهو يشعر بالضيق من إصرار عمه على المجيء
طرق الباب بتردد ويتفاجئ بعمه يفتح الباب
أشار له بالدخول بصمت مطبق جعل مصطفى يشعر بالخوف منه لأول مرة
دلف للداخل فيجد الجميع جالسًا في بهو المنزل وقد أصابهم الوجوم وبالاخص جاسر
حمحم بثبات زائف وألقى عليهم السلام
_ السلام عليكم
يتبع مع الخاتمة