-->

رواية جديدة ذكرى مكسورة مكتملة لإيمي عبده - الفصل 27 - الأحد 28/1/2024

 

قراءة رواية ذكرى مكسورة كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




قراءة رواية ذكرى مكسورة

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة إيمي عبده

الفصل السابع والعشرون

تم النشر يوم الأحد

28/1/2024



قضم زياد شفته السفليه بغيظ فقد كانت بلهاء حتى أنها لم تصدق نفسها أنه أحبها بالفعل وتزوجها ولسبب أحمق تعتقد أنه حين يبتعد سيخونها، غيرتها التى أحبها وتسلى بها فى بادئ الأمر أصبحت تزعجه الآن وأراد تلقينها درسا لكن لحسن حظها الوقت والمكان غير مناسبين فتأفف بضيق ونظر إليها 


- طب ارجعى بقى مطرح ما كنتى مستخببه 


إتسعت عيناها بقلق فهى كادت أن تختنق ولن تتحمل أكثر


- تانى ليه 


فأوضح لها بإختصار: عشان إحنا ف مهمه وانتى هتبوظى الدنيا


- قولهم اختى وشبطت


رفع حاجبه: هو أنا رايح الملاهى بقولك مهمه


بدلا من أن تجيبه سألته بعينان متسعتان: ايه ده هو ليه يوسف لابس جلابيه


إستدار فوجد يوسف قادماً نحوهما مع آخر فصر أسنانه بغضب


الله يخرب بيت مخك اديه شافنا اتكتمى بقى ومسمعش نفسك وأى تعليق هيطلع منك هطلع روحك قصاده إنتى خارسه فاهمه


- بس أنا....


قاطع إعتراضها بغضب وحزم: قولت خارسه فاهمه لو نطقتي هولع فيكي


إرتعبت فهو لم يكن بهذا الغضب معها من قبل حتى قبل أن تخبره بحبها له لم يكن هكذا وهذا أكد لها انها تخطت خط أحمر ولن يُمرر الامر لها بسلام هذه المرة


تجمد يوسف وهو ينظر إلى يارا بذهول بينما سأل الرجل الآخر بخشونه أرعبتها


- مين دى احنا مش اتفجنا ميكونش فيه غيركم


فأجابه زياد بلهجه صعيديه جافه فاجأتها: ما إحنا اكده برضيك دى خيتى الزغيره خارسه وطارشه وكان لازمن اوصلها لجريبه حدانا مرضانه وجولت اخدها ف طريجى 


ضاقت عينا الرجل بإرتياب: وهى م درياش بحاچه


- أباى عليك عجولك خارسه وطارشه عتدرى كيف دي


نظر نحوها بعدم تصديق فثيابها العصريه لا تتناسب مطلقا مع الدور الذى يلعبه زياد ثم إعترض بحده


- بس مفتحه عتشوف وتوعى للى بيچرى


- له انى وياها وساعة ما ناچى نسلم ونستلم عاخدها عالعربيه وارچع اعاين البوضاعه وأديك واعيلها أهه عتجلد بنات البندر ولاهياش فاهمه ان خلجاتهم متنفعناش الله يحرج التلافزيون عاللى بدعه


أراد إبعاد الشك الذى تسلل بنفس الآخر ويبدو أنه نجح فهتف بنفاذ صبر


- اكده موافج بس عشان الوجت ازف وانى عاوز فلوسى النهارده لولاش اكده مكنتش مرجتها ابدا


مرت عدة الدقائق التاليه بطيئه مرعبه على يارا التى تنتفض داخليا من الخوف والترقب فقد لاحظت نظرات هذا الرجل المختلسه نحوها وعيناه البارقتان بالشر كما لاحظت غضب زياد وقلقه فإزداد رعبها وبعد حوالى نصف ساعه غاب الرجل بين الحقول فأشار زياد بعيناه إلى يوسف الذى أومأ بعيناه له وتسلل إلى المنزل البدائى القريب منهم وحين عاد الرجل قضب جبينه متعجباً 


- خبر إيه السمسار فين


أشار له زياد بلا مبالاه: دخل الدار دي


فزع الرجل وصرخ بغضب: ليه انى جولت متتحركوش


- الله الچدع اتزنج اباى


- ماكان صرف نفسه اهنه ولا اهنه


- ميصوحش ويانا حريم وبعدين انت زهجان ليه مجولتش إنها دار مهچوره من زمن اهى تجضى غرض


تأفف الرجل بغضب وحاول أن يسيطر على قلقه لكى لا يلفت الإنتباه أكثر


- الجصد لمن يخرچ متتحركوش واصل


- خلص انت وخلينا نتوكل من اهنه 


تبادلا تمثال حجرى أثرى بحقيبة ممتلئة بالنقود وبعد أن تأكد الرجل بأن النقود سليمة تماما وليست مزيفه غادورا بصمت وجلست يارا صامته حتى إبتعدوا فهتفت بغضب


- إنت مقبضتش عليه ليه إزاى تديله الفلوس كده عادى إوعى تكون بتاجر ف الآثار حقيقى 


فسألها بملل: وافرضى بتاجر فيها هتعملى ايه 


شحب وجهها للحظه ثم رفعت رأسها بتحدى : مش لما تكون جوزى وبس لما تكون أبويا هبلغ عنك 


- لأ شاطره طب روحى بلغى بقى


إبتلعت ريقها بخوف وهمست إليه راجيه: مستحيل تكون كده


فصرخ بها: مستحيل ليه إذا كنتى شيفانى خاين ومش أهل للثقه لدرجة إنك تراقبينى واللى يخون واحده يخون بلد عادى جدا


صدع صوت يوسف من جهاز الإرسال الموضوع أسفل لوح السياره لتهدئة الوضع: روق يا زياد بقى احنا بعدنا عن نقطة مراقبتهم ابعت اشاره بتأكيد مكان الالتقاء ف النقطه الجايه


أدركت أنها حمقاء حين وجدت نفسها بين رجال الشرطه يتفقون معا على خطة الهجوم وفسر زياد تواجدها معهما بكلمتين أزعجاها بشده


- صحفيه فضوليه


❈-❈-❈


لقد أعطاها زياد فرصة سبق صحفى رائع لكنها لم تسعد به كالسابق وهذا لأن زياد بعد نشر الخبر أخذها ووضع يدها بيد أباها وهو يخبره بوقاحه 


- أنا كفيل أكسر رقبتها واعيد تربيتها من جديد بس احتراما ليك مرضتش اعمل كده ثقتها الضايعه فيا وف نفسها تعبت اعصابى وقولت معلش لكن توصل بيها انها تراقبنى وتحطنى ف وضع حرج مع زملائى وتعرضنا كلنا للخطر دا اللى لا يمكن اقبل بيه انا محدش جبرنى عالجواز منها ولا عمر عينى كانت زايغه عشان وساوسها دي مش فاهم انا عملت ايه لدا كله 


- يا ابنى انت عداك العيب وأزح وبنتى اللى غلطانه سيبها هنا لما تفوق لروحها وتعرف قيمتك


تركها تشعر بالندم والألم وقد عنفها والدها لذلك: صوابعك مش زى بعضها يا يارا وزياد مش زى غيره


- يا بابا انا..


قاطعها بنفاذ صبر: انتى ايه غبيه مفيش منك امل الحلو مبتشوفيهوش والوحش شيفاه ولو ضاع منك هتتحسرى عليه طول عمرك


طال غياب زياد ورغم ندمها لكنها كانت ترفض الاعتذار لأنه يعنى اذلالها ولا تعلم اى عقاب سينزله زياد عليها لكنها تشتاقه حد الاختناق ولا تعلم انه بائس بدونها تقتله الرغبه فى عودتها لكن كبريائه يمنعه كذلك أفعالها الطفوليه فتحكم فى شوقه بصعوبه لكى يلقنها درسا قاسيا يجعلها تفيق من غبائها هذا


❈-❈-❈


لكن يارا ليست الغبيه الوحيده هنا فرنا تخطتها بأشواط فحين علم عامر عما قالته علياء بشأن عمر وأنهما تركا بعضهما بسبب هذه الظنون نهرها بحدة


- أنا قايلك قبل كده البت دى تبعدى عنها انا مبرتحلهاش


فإتسعت عيناها وإتهمته بغباء: يبقى انت اللى كنت قايل لعمر يبعدها عنى ليه دا كله عاوزين توحدونى بدون صحاب ليه عشان تتحكموا فيا علياء حذرتنى ومصدقتهاش


ضرب كفيه ببعضهما بيأس: يا ملكة التخلف بقى دا كلام يتعقل وعشان ترتاحى خالص مش انتى مصدقه اننا بنوحدك طب ادى عمر وطفشتيه وانا لو ولعت فيكى مش مدخلك ف حاجه تانيه وانسى ان ليكى اخ اسمه عامر 


وتركها تصارع نفسها حائره بين تركه واللحاق وبالاخير قررت تركه لانها تعتقد انها على حق لكنه ارسل لها ملف باليوم التالى مع زياد عن تلك العلياء التى اتضح انها مريضه نفسية ولديها سجل سابق فى مشفى نفسى لأنها أحبت احدهم وغدر بها وبعد ان فقدت أغلى ما لديها تفاجأت به يتزوج من صديقتها المقربه والتى لغيرتها منها طلبت من حبيبها ان يقم بهذا العمل الدنيء معها وكانت من الغرور حتى لم ترى الحقيقه الساطعه أمام عينيها مما جعلها تضطرب نفسيا وتفكر بالانتحار وتم انقاذها باللحظات الأخيره لكنها ظلت ناقمه على كل شيء وقررت الانتقام منهما وقد كادا يصرعا فى حادث سير وتم توجيه اصابع الاتهام اليها خاصه ان القاتل اعترف انها من دفعته لهذا مقابل مبلغ نقدى كبير لكنها استطاعت الخروج من القضيه بشهادة طبيه تؤكد عدم اهليتها وتم وضعها بالمشفى لوقت طويل وهى بالخارج منذ عدة أشهر فقط ويبدو أنها أصبحت تترقب كل من تسول لها نفسها بأن تكون افضل منها لتدمرها ومن ستكون أفضل من المتفوقه الاولى على جامعتها والأجمل بين دفعتها 


لقد إستنكرت رنا تماما ما قيل عن علياء: التقرير ده مزور


رفع زياد حاجبيه مندهشا: مزور ازاى


- اسأل نفسك لازم عامر اللى زوره روح قوله انه زودها عالآخر


- تصدقى انك غبيه فعلا زى ما قال


- غبيه عشان كشفت الاعيبه عملتله ايه المسكينه دى عشان يلبسها التهم دى كلها 


- أولا اخوكى عدى عليا امبارح وادانى اسمها وقالى ابحث وراها واما سألته مين دى قالى انها صاحبتك وانه مش مرتاحلها ومعندوش طاقه يناهد قصادك المهم حبيت اريحه ووافقت قالى اى ان كان التقرير اديهولك طلع عنده حق طلع غلطان مهواش عاوز يعرف مبقتيش صغيره عشان يحميكى وبما انك كبرتى كفايه عشان تتهميه انه عاوز يوحدك عشان يتحكم فيكى فعدم وجوده أفيد ورجع مطرح ما كان وانا كنت شايفه مكبر الموضوع لحد ما بحثت عنها ولقيت المصايب دى مرضتش اتأخر لبكره وقولت اجيبهالك ولعلمك اللى جابلى أرارها ميعرفش دى مين قولتله ان واحد قريبى يهمنى متقدملها وانا قولت اطمن عليه عشان قبل كده اتخم ف واحده يعنى لا انا ولا اللى جابلى الورق ده لينا دخل بأوهامك والصراحه كنت فاكرك اذكى من كده طلعتى اغبى من يارا مراتى بقى عمر وشكيتى فيه نقول معقوله لكن عامر اللى رباكى واعتبرك بنته مش أخته وبس تشكى فيه ليه ومن امتى بيتحكم فيكى دا يوم ما شافك عند والدة عمر ف المستشفى منفعلش عليكى لحظه دا انا لو مكانه كنت علقتك من شعرك حتى لو اللى بتحبيه كويس دا محدش ف بيتكم بيعتبرك ليكى أى لازمه غيره وعالعموم أهو سبهالك مخضره اشبعى بقى حريه 


غادر يشعر بالسخط ثم توقف واستدار ينظر لها بإتهام: دلوقتى بس عرفت ليه عمر طلب نقله لأبعد مكان عن هنا 


ثم إبتعد تاركا إياها تشعر بالتشتت هل كانت لعبه بيد مختله نفسيه وأضاعت كل من أحبها بصدق وبالعوده إلى هذا تذكرت أنها منذ أن عادت تستذكر دروسها لتتخلص من التفكير بعمر وعلياء ساخطه تبحث عن خروجات كثيره تافهه لتشغلها بها كما لاحظت أن والدتها ترحب بعلياء بموده زائده لا تقم بها معها وهى إبنتها الوحيده ومنذ ذاك الوقت بدأت تراقب أفعال علياء وإكتشفت أنها غبيه بالفعل فقد كان حقدها واضحا للعيان لكنها لم تره ووجدت نفسها خائفه وحيده يرفض عامر أن يجيب إتصالها كذلك زياد لا طاقة له للمزيد من إهاناتها الغبيه ولم تعلم ماذا تفعل وبدون أى لحظة تفكير أخرى ودون أن تتصل أسرعت بالذهاب إلى منزل عمر ودقت الجرس بلا هواده لكن لم يجيبها أحد فظنت أنها تأخرت وأنه رحل فجلس أمام الباب تبكى غبائها حتى غفيت مكانها تلك الحمقاء بعاداتها البلهاء كلما إزداد حزنها هربت للنوم 


❈-❈-❈


بعد ما يقارب النصف ساعه عاد عمر من المشفى فقد تأزمت صحة والدته مجدداً وأخذها إلى المشفى وتم حجزها هناك ويبدو أن الأمر سيطول ولا يمكنه السفر وتركها هكذا كما لا يمكنه السفر بها مريضه لذا أرسل فى طلب لإلغاء نقله مع إيضاح الأسباب ورحب رئيسه بذلك فهو لم يكن راغبا بنقله يكفى رحيل حياه وإجازة عامر ليأتى وينتقل هو أيضا فعاد إلى منزله منهك القوى ليجد حمقاؤه الصغيره متكومه أمام باب منزله ولم يكن لديه طاقه ليتحدث بشيء ففتح باب المنزل وحملها وحين دخل أغلق الباب بظهر قدمه وتوجه بها إلى فراشه حيث وضعها هناك وخلع حذائها وغطاها ثم ألقى بجسده المنهك القوى على الأريكه وغط فى نومٍ عميق


❈-❈-❈


بدى أن نجاح حياه وتوافد الزبائن على المطعم لطلب طعامها خصيصا يزعج الطاهى الرئيسى بالمطعم وقد طلب من صاحب المطعم طردها وظن أن تلبية طلبه لا جدال عليه لكن صاحب المطعم بدى مترددا فإزدحام المطعم فى تزايد والأرباح ترتفع فإستحال على الطاهى تقبل الأمر وهدد بالإستقاله وحين وجد تهديده بلا فائده أبلغ السلطات عنها فهى تعمل بدون ترخيص لكن منار علمت بحيلته الماكره وأخطرت حياه التى هربت قبل أن تأتى الشرطه بينما طلب عز من زملائه ومن صاحب المطعم أن ينكروا وجود حياه ووافق الجميع برحابة صدر فقد كانت عطوفه متواضعه مع الجميع على خلاف الطاهى المغرور الذى ما إن فشلت حيلته حتى طرده صاحب المطعم فوجوده أصبح غير مرغوب فيه بعد أن أدخل الشرطه إلى المطعم وهو فى غنى عن المشاكل وقد إستطاع بنفوذه إستخراج رخصة عمل لحياه وعينها الطاهيه الرئيسيه بدلا عنه وقد كان موفق فى قراره فقد رفع طعامها إسم المطعم عاليا فى السماء وأصبح الأشهر فى المدينه


❈-❈-❈


بعد عدة أشهر إستطاعت حياه إدخار مبلغ نقدى لا بأس به يمكنها شراء منزل صغير لها لكنها لم تجد ما تبحث عنه في المدينه الصاخبه حتى عثر السمسار لها على منزل ريفى فى أقصى ضواحى المدينه على أطراف الريف منزل صغير بسيط هادئ وقررت رؤيته فى عطلة نهاية الإسبوع مع عز ومنار فى مبادره منعا لجمعهما معا فكلاهما احمق يحب الآخر ولن يتحرك كما أنها تريد قضاء العطل به برفقتهما مع دعوة والدة عز معهم فالمنزل بعيد جدا عن مكان عملها لذا ستظل شريكة سكن لمنار وذلك لم يزعج منار بل على العكس تماما فقد إعتادت على رفقتها وأسعدتها صحبتها المرحه


لقد كان عز يمتلك سياره صغيره قديمه يعتز بإقتنائها وبكل أسف وافقته حياه لكى يجعلها وسيلة توصلهم إلى عنوان المنزل الريفى ولنقل أن الوقت المفترض للوصول إلى المنزل كان ساعتين لكن بفضل سيارة عز وصلوا بعد عدة ساعات لم ترد حياه أن تحسبها لكى لا تنفجر غاضبه فى وجه عز وقد كان تبريره الأحمق بأنه كان متعمدا بذلك لجعلها تتمتع بمشاهد الطريق التى تحولت من المبانى الخرسانيه الشامخه لأخرى عتيقه وقد تكون مهترئه وصولا إلى جو الريف المحبب للنفس حيث تناثرت الأشجار هنا وهناك وإنتشرت الحشائش على جانبى الطريق الأسمنتى التى بدأ يتلاشى شيئاً فشيئاً حتى أصبح طريقا ترابيا تحيطه الحشائش الطويله والأشجار المتنوعه وغابت ملامح السياره بين الأشجار حتى إنتهى الطريق حيث منزل ريفى بدى متهاوي وينتوي الإنهيار فى أى لحظه ولم يكن هذا رأى عز وحده وقد أكد هذا الظن صوت طقطقة خشب الأرض أسفل أقدامهم والغبار المتناثر فى الهواء حين فتحت حياة  باب المنزل وخيوط العنكبوت المنتشره بكل ركن بالمنزل تؤكد أنه لم تطئه قدما منذ زمن 


حين حطت أقدامهم أرض المكان كان الليل قد بدأ يسدل ستائره من حولهم


لم يرتاح عز مطلقا للسمسار ذاك الأحمق المنمق ولا يصدق أن المبلغ الذى إدخرته حياه يمكنه شراء منزل سوى هذا بالطبع الذى يبدو مسكنا للأشباح وقد لاحظ أن منار تفكيرها مماثل فبدأت ترتجف رعبا لكن حياه تبدو هادئه بارده لا تعبأ بكل هذا بل تنظر حولها وترسم خططا لترميم المنزل لتعيده للحياه مره أخرى 


يد منار المرتجفه تسللت بخوف إلى يد عز فإنتفض فزعا مما جعلها تصرخ وركضا سويا إلى خارج المنزل بينما وقفت حياه تتابعهما بإنهاش ثم تبعتهما بضيق


- جرى إيه إنت وهيا


أجابها عز بعبوس شديد: البيت ده مسكون


- بلاش تخاريف إنت راجل مؤمن وعارف إن الأشباح والكلام ده تخاريف


- اومال إيه اللى مسك ايدى


اجابته منار: دى انا كنت خايفه قولت أستخبى فيك


نظر اليها بسخط: اومال صوتى ليه


- اتفزعت اما لقيتك خايف وبتجرى


- انا مخوفتش انا اتفزعت بس


حركت حياه رأسها بيأس منهما: بيتهيألى إننا نأجل الفرجه للصبح 


- وهنبات فين


أشار عز بفخر إلى السياره: ف عربيتى طبعا


- لأ الاشباح أرحم


إضطروا للنوم بالسياره جالسين حتى تجمدت اطرافهم من البرد وأصوات الهواء الذى يصفع الاشجار والمنزل الخاوى تدوى بالهواء وتصيب المستمع لها بالرعب 


إرتجفت منار من صقيع الهواء وصفير الرياح المخيف ولم تجد ملجئاً لها سوى عز الكامن بجوارها ولتذهب كرامتها إلى الجحيم فحياتها أهم فقفزت فجأه عليه بطريقه أجفلته وإحتمت بدفء جسده الذى أعطاها شعورا بالراحه والطمأنينه وعاد إدراكها يعمل حين لاحظت جموده كردة فعل لقربها منه فحاولت الإبتعاد عنه وقد أحس بها فتحرك بسرعه وضمها إلى صدره بحنان

يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة إيمي عبده من رواية ذكرى مكسورة، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة