رواية جديدة عقول غيبها العشق لأسماء حميدة - الفصل 9 - 1 - الثلاثاء 6/2/2023
قراءة رواية عقول غيبها العشق كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية عقول غيبها العشق
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة أسماء حميدة
الفصل التاسع
1
تم النشر يوم الثلاثاء
6/2/2023
❈-❈-❈
*في برج المراقبة خاصة صياد الوحوش.
(كيتي) بتململ:
-هناك طائرة لابد وأن ألحق بها.
أجابها (أرون)، يقول بتسلية:
-أخشى أنكِ لن تتمكني من اللحاق بها.
(كيتي) بعدم فهم:
-ماذا تعني؟!
فرك (أرون) كلا راحتيه معاً كمن يستعد على خوض معركة، ولا يعلم لِمَ ذئبه (شيزار) ينبأه بأن خصمه لن يخضع بسهولة، هامساً بها بعقل صاحبه:
-اللعنة رفيقتنا يابسة الرأس، ولكن منحنياتها مثيرة.
زفر (أرون) بغيظٍ متمتماً : - سحقاً!! من أين يأتني البلاء دفعة واحدة؟!
-اصمت أيها الو.قح.
وإذا لم تكن (كيتي) قد استمعت إلى صفاقة ما قاله (شيزار) إلا أن بذ.اءة لسان (أرون) التقطتها بوضوح تأخذ المعنى على حالها لتجيبه بسوقية:
-مين دي اللي ب.لوة يا ابن تلا.تين صر.مة!! أنا وق.حة يا وا.طي؟!
"لا بقى أنا كأسماء لازم أعقب ، اهدى يا شبح عشان الطالعة دي ماانتش كدها ورور هايعمل منك شندوتشات شاورما سوري لشيزار".
انتبه (أرون) لما قال، وثورتها تنم عن سخط ملتمساً لها العذر، يقول بلين:
-لا أعنيك بما قلته، لقد تذكرت موقفاً ما، أم بشأن الطائرة فقد كان من المفترض أن لديكِ موعد طائرة، ولكنني أجبت على هاتفكِ عندما اتصلت موظفة الاستعلامات لتستكمل بعض البيانات الشخصية، وأبلغتها أنكِ قد عدلتِ عن فكرة السفر بالوقت الحالي.
شهقت (كيتي) بتفاجئ واستياء، ولكن خرجت كلماتها باللهجة التي تجيدها، وبصوتٍ عالٍ ولكنها حتماً ستندم على فعل ذلك إذ تناست ما بها من وجع، وتجاهلت ألم رأسها الذي يُذكِّرها بأن ما يتعدى عن الهمس سيكون طرقة بجمجمتها، وكَمدٍ عاقبته لا تحتمل:
-نعم يا عين ما.متك؟!
وقبل أن يستفسر (أرون) عما أردفت به، هدر (شيزار) باعتراضٍ، ضج به رأس (أرون)، يقول:
-ما بها عين أمك (أرون)؟ ماذا تعني هذه الو.تكة؟!
"و.تكة، شوشو أنت من حدانا ولا من حداهم، على فكرة مش لغة ذئاب دي لاء".
قطب (أرون) جبينه، يحاول استدراك ما يلعي به زوج المعاتيه اللذيْن قد وقع بينهما كالحَب تحت حجري الرُّحى، ولكن مهلاً!! لِم جاءت تلك المتبجحة على ذكر والدته؟!
(أرون) بحدة، فلابد وأنها أخطأت في حقه حتى ولو لم يستطع تفسير ما قالته، ولكن هيئتها تدل على ذلك، كما أن امتعاض (شيزار) يؤكد حدسه:
-لا! هذا كثير! لقد تحملتكِ بشكلٍ زائدٍ عن الحد، وهذا عكس طبيعتي.
تعجبت (كيتي) من رده وبدأت تشك من أنه يفهم عليها، على أية حال لقد خرج تعقيبها الوقح هذا عن غير عمد، سألته بتلبك وبنبرة صوت أقل حدة عن زي قبل:
-ماذا تقصد؟
(أرون) بتحذير:
-لا ترفعي صوتك مجدداً في حضرتي، ولا تتحدثي بهذه اللهجة أمامي أيضاً.
- أنا لا أفهم منها شيئاً، فلا تستغلي هذا لتُنفسي عن غضبكِ.
-إذا كان لديكِ الشجاعة كما ذكرتُ مسبقاً، فجربي أنا تخطأي بما أفهمه، وسترين.
تمتمت (كيتي) بصوت غير مسموع:
-ده أنا هنفس في وشك من كتر رخا.مة أم حضرتك.
(شيزار) صاحب الحواس القوية قد استمع بوضوح لما همست به (كيتي)، يقول باستفسار : - (أرون)؟ سمعة أمك على المحك يا رجل! أستصم آذانك عما قالت؟!
(أرون) بهمس : - ما الذي قالته تحديداً؟!
(شيزار) بتسلية : - تدعي أن والدتك لزجة وتهدد بتفجير ولكن لا أظن أنها قادرة على فعلها.. تراها شرسة هكذا في أمور أخرى؟! أتوق لاستكشاف هذا (أرون)..
اتسعت حدقتي (أرون) وهو ينصت إلى (شيزار) عبر الرابط الذي بينهما، وإذا كان قد استاء مما قذفت به والدته، فتلك الأفكار المنحرفة التي يبثها (شيزار) بعقله فاقت كل حدود الصبر، وقبل أن يلجم ذئبه الثائر، أجابته (كيتي) تقول بصوت مسموع:
-أنا لم أخطئ حتى في حديثي باللهجة التي لا تفهمها.
-كل ما في الأمر إنني أردت أن أعرف لِمَ فعلت هذا؟
-كما أنه من غير اللائق أن تعبث بمحتويات حقيبتي، وتفتش بأغراضي الشخصية.
-هذا لا يصح، ولا يحق لك فعل ذلك.
(أرون) برفعة حاجب تنم عن دهشته:
-لقد ظننت بأنه طالما حالتك الصحية لن تمكنكِ من الانتفاع بالحجز وكذلك التذكرة التي حجزتها مسبقاً مفتوحة، فسيكون إلغاء الحجز ذا مردود عليكِ.
-بل أعتقدت أنكِ ستكونين ممتنة لي بتصرفي هذا فقد أتحت لكِ فرصة أخرى لمعاودة الحجز بدلاً من ضياعها.
(شيزار) متمتماً : - عن أي امتنان تتحدث (أرون)!! أنا أريد قبلة.
جز (أرون) على أنيابه بضيق مما أردف به (شيزار) يستمكل حديثه الموجه إلى (كيتي) قائلاً:
-لكن على ما يبدو أنه كان من المفترض ألا أتدخل، وكفي عن ثرثرتكِ ولا تخطئي في حديثكِ معي، ما يشفع لكِ تلك الحالة المزرية التي أنت عليها الآن.
(كيتي) وهي تهم بالنهوض عن السرير، متجاهلة الإقرار بحكمة ما فعل بشأن الحجز:
-أنا على خير ما يرام.
-أتعلم؟ يمكنك الإبقاء على ثيابي أيضاً، فأنا سأغادر هكذا.
استقامت تقف على قدميها المرتجفتين ألماً، وهي تلملم عليها تلك الثياب الفضفاضة التي تبدو بها كالقلم الرصاص المتقلقل بداخلها بسبب فارق الهيئة الجثمانية بينها وبين صاحب الثياب الذي يقف بثباتٍ يشاهد ما تفعله وباستمتاع، ولكن ما إن بدأت تخطو أولى خطواتها باتجاه باب الغرفة وجدته يقف أمامها ليعترض طريقها، لذا أضافت بحدة:
-قلت أني سأغادر والآن.
مال رأسه إلى جانب واحد وهو يرمقها بدهشة لاويًا ثغره بابتسامة جانبية ساخرة، ومن ثم تنحى يفسح لها الطريق، بل وتقدمها يدير مقبض الباب يفتحه لها، يشير بيده في اتجاه الخارج كعلامة سماح، وهو يقول متجاهلاً اعتراض (شيزار) الذي استاء كثيراً من رد فعل (أرون) :
-على الرحب والسعة لكِ ما أردتِ.
-آه نسيت أن أخبركِ أن حارس المرأب الذي أودعتِ لديه السيارة، قد أتى إلى هنا يسأل عن صاحبتها، وعلى ما يبدو أنه يعرف بأنكِ هنا، فمن الواضح إنكِ أخبرته عن وجهتكِ، لذا أتى.
-على العموم لقد أخبرته إنكِ هنا بالفعل، وذهبت معه لإحضارها وها هي بداخل حديقة البرج إذا كنتِ مهتمة بشأنها.
أرادت تجاهل أي من ملاحظاته الجافية كي تتمكن من الخروج بإيباءٍ ورأسٍ شامخ، ولكنها ما إن استكملت خطاها، حتى كادت أن تتعرقل بسبب هذا المنطال الطويل خاصته الذي حال دون ثباتها.
ولكن ما تدركه تماماً بالرغم من أنها لم تلتفت باتجاهه أن هناك ابتسامة تهكمية ساخرة تزين وجه هذا الذي يقف يتابعها بتسلية ، وهي تجاهد للوصول إلى الباب ولم يحرك ساكناً ليمنعها ولو بكلمة.
ولكن لِم المنع؟ فهو بالتأكيد يعلم أن ما تحاول تنفيذه لهو درب من دروب المستحيل، أولاً لأن إصابتها لن تسمح لها بمجهودٍ كهذا.
ثانياً خروجها بهذه الثياب وتلك الهيئة سيجعل منها أضحوكة أمام المارة والمسافرين هذا ما إن سمح لها أمن المطار بالدخول ولم يطلبوا لها سيارة مستشفى الأمراض العقلية، ثالثاً.....
تمتمت (كيتي) وهي مطرقة رأسها بخزي:
-لكنني أخشى أن.....
قاطعها (أرون) يقول بسخرية نضحت بها نبرة صوته:
-لكنكِ وللأسف لا تملكين الآن مفاتيح السيارة التي كانت بحقيبتكِ هي الأخرى، وصارت الآن بحوزتي، وبما أنكِ قررتِ المغادرة تاركة خلفكِ الثياب و الحقيبة أيضاً، فلن تحصلي على المفاتيح.
-ولكن واحدة مثلكِ قطعاً ستُصَرِّف حالها، فربما لديكِ مهارة عالية في سرقة السيارات كمهارتكِ في التجسس، فحِرفة كتلك ستفيدكِ بعملكِ هذا.
أجابته (كيتي) وهي مضطرة لتجاوز كل تعبيراته اللفظية الساخرة:
-لن أتمكن من فعل ذلك بالطبع.
هز (أرون) رأسه بأسفٍ مصطنع، وهو يقول:
-لا!! أحزنتني حقاً، ربما يتوجب عليكِ أن تتعلمي.
-تجاهلي موضوع السيارة، فيمكنكِ السير على قدميكِ مسافة كيلو متر ونصف؛ لإيجاد سيارة أجرة؛ فكما رأيتِ وأنتِ في طريقكِ إلى هنا أن هذه المنطقة شبه مقطوعة.
-والآن.. هناك مشكلة أخرى.
ناظرته (كيتي) بتوجسٍ، وهي تتسأل بريبة، فلابد وأن ما يهم بقوله كارثة وليست مشكلة عادية يسهل حلها:
-ما هي؟
تابع (أرون) وهو يعقد ذراعيه أمام صدره، يقول بإقرارٍ:
-هي أنني كما أبقيت على الثياب التي كنتِ تردينها.
- أحتفظت أيضاً بالحقيبة الكبيرة المليئة بالملابس والأغراض الشخصية التي كانت بحقيبة السيارة الخلفية وعلى ما أظن أن ما بالحقيبة عائد إليكِ، أم أنكِ قمتِ بسرقتها من إحداهن؟
عقب (شيزار) بتسلية : - واو، رفيقتنا لصة؟! يبدو أننا سنستمتع كثيراً (أرون)، استمر يا رجل أنت تبلي بلاءً حسناً، لكن أياك وتركها لتغادر.
(كيتي) بذهول، فماذا يظن حاله ليتهمها بالسرقة، فأردفت بامتعاض:
-ماذا تقول أنت؟!
(أرون) معقباً ببرود:
-إذاً فإنها لكِ؟! أو بالأحرى صارت لي فهي بحيازتي، وقطعاً لن يكن من اللائق الذهاب إلى المطار وأنتِ ترتدين ملابس النوم الرجالية خاصتي.
-هذا ما إذا سمحت لكِ باستخدامها خارج قلعتي.
-ولكن إذا كنتِ مصرة على الرحيل بالطبع لن أتمكن من منعكِ، ولكن يتوجب عليكِ خلعها قبل المغادرة فأنا لا أفرط بأغراضي.
صافرة تشجيع رنت بعقل (أرون)، و(شيزار) يقول بابتهاجٍ:
-كم سأحب ذلك (أرون)!! هيا (كيتي) لا تكوني خجولة، فهذا لا يناسبكِ!!
قالها (شيزار) ولكن المعنية بالالتماس لم تسمعه بالطبع، ولكن ما ألقاه (أرون) كان كفيلاً بأن يجعل جسدها يرتجف خوفاً، وبدأ جبينها في التعرق، وأحمرت وجنتيها من شدة الخجل، وأخذت تحكم قبضتها على الثياب بهلعٍ، ولكن أناملها المتورمة لا تلبي الأمر بشكلٍ جيد.
لم يهتم (أرون) للروع الذي ظهر جلياً على معالم وجهها، ولم يرأف لحالتها بل استكمل يقول:
-وحتى وإن تخليتِ عن حياءكِ وفعلتها، فيؤسفني أن أخبركِ بأن الأوان قد فات.
-والطائرة التي كان من المفترض أن تغادري على متنها، قد أقلعت منذ عدة ساعات.
قالها وهو يبسط راحة يده بشكل أفقي لأعلى يشير إليها كعلامة انطلاق.
كم من الصدمات عليها أن تواجهها على يديه؟!
التف رأسها تلقائياً باتجاه النافذة المغلقة، وقد تأكد حدسها فالضوء الذي اخترق مفارق باب النافذة يؤكد ما يقوله، ولكنها تسائلت على أمل أن ينفِ توقعتها:
-لا!! هل مَر على وجودي هنا كل هذا الوقت؟!
لم يأتها الرد، فقط إيماءة إيجاب من رأسه أسرعت على إثرها تدير مقبض النافدة فاتحة كلا بابيها على مصرعيهما، تلقي نظرة بالخارج، وإذا بقرص الشمس يتوسط السماء، لتتسائل بخيبة:
-لا!! هذا يعني أنني قضيت الليلة هنا؟!
لم يكن تساؤل قدر أنه كان إقرار ينم عن استيائها، ولكنه دَرَجه تحت بند التساؤلات ليعطها إجابته الساخرة المستفزة تلك، ألا وهي:
-أجل وبكل تأكيد، كنت هنا طوال الليل، ولكن عليكِ أن تكوني ممتنة لذلك.
-فمن الممكن أن تتصدر جرائدكِ الصفراء قائمة الأكثر رواجاً، هذا ما إذا أنشئتِ مقالاً، وأرفقتِ به صوري تحت عنوان _ليلتي مع (أرون دانييل) صياد الوحوش_ ما رأيكِ؟