رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 1 - 3 - الجمعة 9/2/2024
قراءة رواية خبايا الهوى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية خبايا الهوى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هاجر التركي
الفصل الأول
3
تم النشر الجمعة
9/2/2024
"في صباح اليوم التالي"
تقدمت السيدة "سُعاد" من حيث تجلس شقيقة زوجها في صالة المنزل، بينما حملت بين يديها صنية صغيرة بها أكواب عصير طازج كي تُقدمها لها، هتفت بود تُرحب بها ببشاشة:
_البيت نور يا إلهام، أي الغيبة الطويلة دي!.
نهضت"إليهام" من مكانها تحمل عنها صنية العصير، وتُبادلها الإبتسامة لكن بأخري ماكرة مُزيفة، بينما قالت موضحة بنبرة مبطنة تحمل بين طياتها العديد والعديد من المعاني الخبيثة:
_ما أنتِ عارفة بقا يا سُعاد يا حبيبتي الفترة اللي فاتت أنا كنت مشغولة أزاي فـ تجهيزات البنات، ده انا مجوزة أتنين مع بعض مرة واحدة....
جلست "سُعاد"في الكرسي المُقابل لها،وقد فهمت ما ترمي إليه بين حديثها الخبيث،تنهدت قائلة بنفاذ صبر:
_ربنا يهدي سرهم يا حببتي، عُقبال الصغيرة.
_هايدي، دي هايدي العرسان رايحين جايين،مش ملاحقين عليهم ، بس أبوها بيقول لسة صغيرة دي لسة في تانية جامعة، أقرب وقت أول إمبارح كان لسة متقدم لها ظابط، الواد مشاءالله مفهوش غلطة من عيلة كبيرة وناس عالية ، بس حمدي قاله أنه مش ناوي يجوزها دلوقتي..
زفرت بضيق، فهي تعلم جيدًا أن شقيقة زوجها ترمي بالحديث علي ابنتها" غالية"التي بلغت السادسة والعشرون من عمرها دون زواج حتي الآن،سكتت ولم تجد ما تقوله لها،فاكملت "إلهام" تسألها بخبث وحِقد فشلت في إخفائه،بينما كانت ترتشفُ العصير بتمهل :
_ إلا قوليلي يا سُعاد يا أختي، هي غالية محدش أتقدم لها بعد اللي حصل! دي قربت تقفل التلاتين، حسبي الله ونعم الوكيل في اللي كان السبب....
طغي الحزن علي ملامح "سُعاد"، وأرادت أن تُنهي الحديث في هذا الموضوع خصيصًا،قائلة بنبرة حادة وغير قابلة للنقاش:
_محدش كان السبب في حاجة يا إلهام، ده نصيب، ونصيب بنتي لسة مجاش، وإذا كان علي اللي حصل فـ ده من حُب ربنا فيها نجدها من الحفرة اللي كانت هتقع فيها، وبعدين ياحببتي أنا عندي بنتي تعنس جنبي ولا تتجوز جوازة متكونش مرتاحة فيها وتفضل شايلة الهم طول عمرها.... وأقفلي الموضوع ده بقا....
لوت ثُغرها بتهكم، تُطالعها بنظرات مُتعالية، قائلة لها بصلف:
_آه يا حبيبتي كله نصيب طبعاً.....أنا بس كنت جاية لك في موضوع كده أنا متأكدة أنه هيفرحك جداً.
صكت علي أسنانها بضيق، قائلة بنفاذ صبر:
_خير!
_خير إن شاءلله، الولية أم عاطف جارتي إبنها عاطف لسة مطلق مراته بقي له تلات شهور، وبيدور علي عروسة، وأنا رشحت له غالية، هي أَولاا من الغريب....
ألي هنا وكفا، لقد ذادت عند حدودها، إنتفضت" سُعاد"ناهضة من جلستها، وعينيها أصبحت حمراء من شدة الغضب والغيظ، صارخة بها دون حساب لكلماتها:
_أنتِ أي اللي بتقوليه ده، أنتِ واعية أنتِ بتقولي أي، عايزاني أجوز بنتي لراجل متجوز ومطلق ومعاه تلات عيال، لي أن شاءلله، ترضيها لبنت أخوكِ، لا بنت أخوكِ أي بقا، ترضيها أنتِ علي بنت من بناتك اللي عمالة تتباهي بيهم من الصبح.
هبت الاخري واقفة،و أصبحت مقابلة لها، ثم هتفت بصراخ هي الآخري:
_أنتِ بتتشرطي علي أي، أشحال ما بنتك عريسها سابها ليلة فرحها وهي بالفستان الأبيض وطفش، عايزة مين اللي يعبرها دكتور....
قالت كلمتها الأخيرة بنبرة مُستهزقة، ثم أكملت بغيظ:
_وبعدين أنتِ بتقارني غالية ببناتي، بناتي اللي مشاءالله متعلمين أحسن علام، ومتجوزين رجالة بيضرب بيهم المثل، اللي مهندس واللي محامي..
كلماتها السّامة واللازعة أوجعت قلب"سُعاد"وكأن "إلهام" تتحدث عن فتاة من الشارع وليست أبنة شقيقها، تجمعت الدموع بعينيها بغزارة، حاولت حبس دموعها، قائلة بنبرة خرجت مهزوزة:
_لا أزاي اقارن بنتي ببناتك،أنا بنتي أحسن من أي بنت في الدُنيا،البيت بيتك يا إلهام بعد أذنك......
قالت كلمتها،ثم تركتها واقفة بمكانها وتقدمت إلي داخل غرفتها،وسمحت لدموعها بالنزول حزنًا علي أبنتها،حمدت الله كثيرًا أن"غالية"لم تكن موجودة في هذا الوقت،حيث أنها ذهبت لزيارة "سمر"أبنه عمتها"هبة"،فـ لو كانت هنا وسمعت كلمات عمتها السّامة واللازعة، سيُفتح وجع حاولت كثيرًا أغلاقه،وطوى صفحة الماضي..
❈-❈-❈
"في مساء "
إنـتهي "عُمر "أخيراً من عمله ،قُرب الخامسه عصراً،قرر الصعود إلـي غُرفته ،لكي يستريح بعد يوم شاق فـي العمل ،فـ اليوم الأول له كان ملئ بالأعمال التي يجبُ عليه تعلمها وإتقانـُها ،أخذ يسير بجسد مُنهمك بعض الشيء،وما إن وصل إلي الطابق الثاني حيث شقه الحاج "حلمي"وأسرته ،كان هذا تزامنـًا مع خروج "غالية" ،التي ما إن رأته أمامها نظرت له من الأسفل إلى الأعلى بإشمـزاز ،لم يُفسر ما معني هذه النظرة التي ألقتها عليه للتو ،تفكيره جعله يقف ثابت مكانه ،بينما هي كانت تنظر له بضيق شديد ،وغيظ وكأنه أرتكـب جريمة ما فـي حقها ،مع أنه لم يراها سوي مرة واحدة فقط ،فـي صباح أمس أعلي السطوح.
هيئتـها كانت تدل علي إنها تُريد أن تقول شيئًـا لكن مُترددة ،لاحظ هو ذالك ،أنهت حرب النظرات التي كانت تُلقيها عليه مُنذ عدة ثوانـي ،بعدما أخذت تسير من جانبه قاصدة الهبوط إلـي الأسفل،لكنها ما إن هبطت سُلمتين فقط عاودت أدراجهـا مرة أخري مُلقية عليه جُملتها التي كانت مترددة فـي قولها منذ البداية:
_ لما تبـقي تُقف تضحك وتهـزر علي السِلم أبـقي وطي صوتك شوايه ،فـي ناس طالعه ونازلـه.....
رمت جُملتها ،ثم ركضت إلي الأسفل بسرعه ،قبل أن ينطق بكلمه واحدة،بينما هو إنعـقد لسانهُ ،أخذ ينظر إلـي طيفها ووجهه تحتله معالم الدهشة،وتدور بعقله عشرات الأسئلة،ماذا تقصد بأن يُخفض صوته عند الضحك علي السُلم ،بالتأكيد لا تقصده هو ،فهو لم يفعل أي شئ مما قالت ،حقًـا لا يتذكر فـي الثلاثة أيام التي مكثهـم هنا أنه فعل شئ كهذا ،وإن فعل مع من سيضحـك من الأساس؟ فهو لا يعرف أحد هُنا سوي الحاج "حلمي " وأبـن شقيقته "وليد "الذي تعرف عليه منذ عدة ساعات قليلة فقط، لكن من تقصد فـ لا أحد يقف هنا غيره، بالتأكيد تقصده هو.
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هاجر التركي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية