رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 2 - 3 - الجمعة 9/2/2024
قراءة رواية خبايا الهوى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية خبايا الهوى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هاجر التركي
الفصل الثاني
3
تم النشر الجمعة
9/2/2024
بخطوات واسعة أشبه للركض، تقدمت" سمر"من حيث متجر الاقمشة الخاص بخالها الحاج "حلمي"، والذي يعمل به شقيقها" وليد "محاسبًا، ما إن وصلت إلي وجهتها وجدت العديد من الإناس يتوافدون إلي الداخل والمكان مُزدحم ، حيث كان المتجر يُعد من أكبر وأهم محلات الاقمشة في السيدة زينب بأكملها، تقدمت إلي أمام المحل مُباشرةً، وجدت سيارتها زرقاء اللون مركونة أمام المحل بعدة سنتيمترات، مما يدل علي أن" وليد"مازل بالداخل ولم يذهب إلي أي مكان بسيارتها، إرتفع رنين هاتفها، وأخذ يدق عدة مرات ولم تسمعه بسبب الأصوات العالية من حولها، أنتبهت إلي رنينه، من ثم أخذت تعبث بحقيبتها تبحثُ عنه، ومازال يدق دونَ توقف، علي ما يبدو أنها صديقتها"لمياء"تستعجلها.
خرجت منها صرخة عالية ما إن إصتدمت بشيء صلب لم تراه بسبب إنشغالها بالبحث عن الهاتف، وأيضًا لكثرة الإناس من حولها، لم تدري بنفسها إلا وهي تفترشُ الأرض تتأوه بألم، وبحركة تلقائية وضعت يدها أسفل ظهرها علي آثر وقعتها، صرخة أخري اقوي من التي قبلها، خرجت منها، بسبب سيدة ما دعست علي قدمها دون أن تراها، إنحنى إليها"عُمر" سريعًا بخوف، قائلاً بأعتذار وأسف:
_أنا آسف جدًا جدًا، أنتِ كويسة يا آنسة.....
رفعت عينيها علي مصدر الصوت، وجدت من ينظر لها بقلق وحذر، لم تتعرف عليه علي ما يبدو أنه أحد الزبائن، فهي ولأول مرة تراه، للحظة نسيت ألم قدميها وظهرها، تُطالعه بنظرات يَطغُو عليها الأعجاب، أفاقت لنفسها ثم حمحمت بأحراج، حاولت أن تنهض من مكانها، فصرخت بألم، انتفض هو يُساعدها في النهوض، تحاملت علي نفسها ونهضت تنفض الغُبار من علي ملابسها، أخذ هو يُلملم أشيائها ألتي وقعت من الحقيبة.
تحدث مرة آخري يعتذر لها بلطف ونبرة هادئة:
_أنا آسف للمرة التانية، حقيقي مكنتش واخد بالي، زي ما أنتِ شايفة الدُنيا زحمة.
_لا ولا يهمك، أنا خلاص بقيت كويسة، أنا اللي مكنتش واخدة بالي...
إبتسم لها إبتسامة هادئة، ظهرت أسنانه البيضاء المصقولة، وظهرت أيضًا غمازاته الخفيفة، هاتفًا:
_أنتِ كنتِ داخلة تشتري حاجة، أنا شغال هنا تحبي أساعدك لو عايزة حاجة مُعينة!
تذكرت لماذا أتت إلي هنا، قررت أن تسأله علي شقيقها، بما أنه قال أنه يعمل هنا، بعيدًا عن أنها ولأول مرة تراه، حيث أنها يُعتبر تأتي إلي هنا يوميًا كل صباح كي تُعطي لخالها حُقنة الانسولين الخاصة بالسُكر، عدلت من خُصلاتها البُنية، مُجيبة إياه بهدوء:
_أنا كنت بسأل عن وليد، وليد أخويا، ممكن تقوله سمر أختك بره....
كاد أن يتحدث، لكن قاطعه "وليد" الذي فور أن لمح "سمر" تقدم اليها مُتحدثًا بنبرة مُستفزة مُتعمدًا ذالك يسألها ما الذي أتي بها الي هنا وكأنه لا يعلم أنها جائت من أجل سيارتها الذي أخذها دون علمها:
_أي يا سمورة جاية بدري لي؟ لسة معاد الحُقنة بعد تلات ساعات....
نجح في استفزازها وإثارة حُنقها، فصرخت به بغضب، غير مُبالية إلي "عُمر" الذي مازال واقفًا يُتابع ما يحدث قائلة بحِدة وشراسة:
_أنتَ هتستعبط، مفاتيح عربيتي فين يا وليد، هات المفاتيح، وعربيتي لو شوفتك راكبها تاني هولع فيك جواها.....
_وطي صوتك يا بت فضحتيني ، و الخُردة اللي أنتِ مسميها عربية، مرمية بره أهي، وأدي المفاتيح...
قال كلماته الأخيرة وهو يُلقي بالمافتيح في وجهها، ألتقطت المفاتيح، وهي تُطالعه بنظرات مخترقة حادة، من ثم تذكرت أنها متأخرة علي الجامعة والمحاضرة الاولي فاتتها بالتأكيد، لذا لم تُرد أن تتشاجر معه وتُضيع في الوقت، فتركته مُتقدمة إلي سيارتها تستقلها.......
_أختي الصغيرة بقا وبتحب تُنكشني....
قالها "وليد" بضحك، بعد أن لاحظ أن "عُمر" مازال واقفًا يُتابع المُشاجرة التي حدثت للتو، إرتفعت ضحكات "عُمر" من ثم تركه وتقدم إلي الداخل يُباشر عمله..
❈-❈-❈
. "مساءًا".
جلست "سمر" بِصُحبة "غالية" في شُرفة منزلهم، يستمتعون بنسمات الهواء العليل،يحتسون الشاي وبجانبهم بعض المُقرمشات المُسلية، يتبادلون أطراف الحديث بحماس ومرح، الجو هادئ من حولهم، لا تسمع سوى صوت ضحكاتهم العالية، أرتفعت ضحكات "سمر"مرة آخري قائلة بدهشة:
_يخرب بيتك يا غالية، ده الواد شاكله دماغه عمالة تلف من ساعتها...
شاركتها" غالية "الضحك،من ثم قالت من بين ضحكاتها:
_مش عارفة أنا قولت له كده لي، أول ما شوفته علي السِلم حسيت إني عايزة أقوله كده، وبعدين يستاهل واقف يتمسخر علي السلم مع اللي ما تتسمي....
_أموت وأعرف شوفتيهم فين، وبعدين هي اللي أسمها سناء دي مش هتتلم بقا مفيش مرة تعتق راجل،بس والله باين عليه طيب شوفته النهاردة عند خالي في المحل، شكله كده أبن ناس ونضيف كده
أحتست من كوب الشاي، ثم أجابتها قائلة:
_سمعتهم وأنا نازلة من عند الحَمَام، أنا مش عارفة والله أبويا مستني عليها أي، دي شُبهة للعمارة وللسيدة زينب كلها...
كادت" سمر" تتحدث لكن قاطعها صوات والداتها من الداخل تصرخ بأسمها، تركت كوب الشاي، ونهضت من مكانها قائلة قبل أن تخرج من الشرفة وتذهب لوالدتها:
_أستني لما نشوف عمتك عايزة أي، ثواني وجيالك علشان تكمليلي.....
_ماشي متتأخريش جوه.
نهضت "غالية" من مكانها، ثم وقفت تسنند بيديها علي سور الشرفة الرُخامي، تحتسي من الشاي، تأخرت "سمر" بالداخل، فأخذت هي تعبث بهاتفها قليلاً حتي تأتي، بدأت تتصفح قليلاً في تطبيق "الفيسبوك" بملل،لفت أنظارها إشعار برسالة غير مقروءة علي تطبيق" الواتساب "جحظ عينيها عندما وجدت أن الرسالة من" خالد" فكان رقمه مازال مُسجلاً علي هاتفها، حتي حينما أتت بهاتف جديد رفضت تبديل الخط وتركته كما هو لعله يُحادثها، بسرعة انتقلت إلي تطبيق "الواتساب" وفتحت الرسالة، تجعد جبينها بدهشة ما أن قرأت محتوي الرسالة:
"غالية أنا عارف إنك زعلانة مني وده حقك، لو لسة باقية عليا زي ما أنا باقي عليكي، بكره الساعة حداشر تقابليني في المخزن المهجور اللي في أول السيدة، وأنا هشرح لك كل حاجة بالتفصيل،بس عايزك تعرفي أن كل اللي حصل ده كان غصبن عني. "
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هاجر التركي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية