رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 3 - 3 - الجمعة 9/2/2024
قراءة رواية خبايا الهوى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية خبايا الهوى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هاجر التركي
الفصل الثالث
3
تم النشر الجمعة
9/2/2024
" بعد مرور أسبوع "
جلست "سيرين" بجوار خطيبها"سليم"علي إحدي الطاولات المتواجدة في ركن بعيد قليلاً عن ضجبج المطعم، تقدم منهم النادل يُقدم لهم الطعام، وضع الطعام أمامهم، ثم رحل، وكان مجيئه قد قطع علي "سيرين" حديثها المُنفعل، فبمجرد ما إن رحل، أكملت حديثها مُستنكرة:
_أي اللي أنتَ بتقوله ده يا سليم، لا طبعاً أنا لا يُمكن أتجوز وعُمر أخويا مش، موجود....
حاول تلطيف الأجواء المشحونة، وأمتصاص غضبها، قائلاً بنبرة حاول قدر الإمكان أن تخرج هادئة:
_يا سيري يا حبيبتي أفهميني، أحنا بقالنا سنة مخطوبين، وكل شوية باباكِ يأجل معاد الفرح، وكل مرة بحِجة شكل، وبعدين أنا مش شايف أي داعي أننا نأجل أكتر من كده، أنا جاهز وأنتِ جاهزة، ولا أنتِ بقا غيرتي رأيك!
زفرت بضيق، قائلة:
_يعني أي غيرت رأيي؟ يا سليم أفهم أنا أستحالة أعرف أفرح وأتجوز وعُمر غايب، يعني أنتَ ترضها لنهال أنها تتجوز وأنتَ مش موجود!.
رأسها يابس لم تلين أبدًا لكلماته، فقرر أن يدخل لها من الجانب العاطفي قليلاً فكما يعلم أن "سيرين" تعشقه، وإذا ضغط عليها قليلاً من ناحية آخري يعلمها جيدًا ويعلم نتأجها التي دومًا تأتي مُرضية له:
_أكيد طبعاً، طالما أنا غصبن عني مش موجود وهي فرحها اتأجل كذا مرة، يبقي من حقها تفرح بقا وتعمل فرحها، وبعدين يا سيرين أخوكِ هو اللي سايب البيت بمزاجه يعني مفيش ظروف أجبرته أنه ميحضرش، بس أنا حاسس أن الموضوع مش موضوع غياب عُمر، أنتِ مش عايزانا نتجوز صح، عادي قولي وأنا هحترم رغبتك ونفض كل حاجة..
كلماته الأخيرة صدمتها، فكيف له أن يقول أنها لا تُرد الزواج منه، وهو يعلم جيدًا أنها تعشقه، أغمضت عينيها بحزن، ثم تحدثت قائلة:
_سليم أنا قولت اللي عندي أنا مش هتجوز من غير عُمر ، وكلامك اللي أنتَ قولته دلوقتي أنا مش هحاسبك عليه، لأني مقدرة موقفك كويس، ويلا أنا عايزة أمشي....
_أي يا حبيبتي بس أنتِ زعلتي لي، أحنا لسة جايين...
هبت واقفة من مكانها، ثم ألتقطت هاتفها وحقيبة يدها، قائلة بحذم:
_لو مش هتروحني أنا ممكن أمشي لو لوحدي عادي.!
قالت كلماتها، ثم تركته وذهبت، فهب هو الآخر من مجلسه، اخرج محفظته، ووضع النقود علي الطاولة ثمن الأكل الذي لم يتناولوه من الاساس، ثم لحق بها سريعًا.........
❈-❈-❈
وقفت سيارة "وليد" أمام العِمارة الخاصة بالحاج "حلمي"، صف السياره علي جنب، ثم هبط منها سريعًا، وهبط الحاج" حلمي" أيضًا، كي يساعدون "عُمر"في النزول من السيارة، فاليوم قد سمح له الطبيب بالخروج بعد أن مكث يومين في العناية المركزة نظرًا لأن حالته لم تكن مستقرة، وبعد أن تحسنت حالته، تم نقله إلي غرفة عادية لمدة خمسة أيام علي التوالي، وما أن أصبح بصحة جيدة سمح له الطبيب بالخروج،لعدم ضرورة وجوده بالمستشفي، وأن يُكمل علاجه في المنزل، بعد أن وصاهم علي رعايته جيدًا.....
فتح له الباب الخلفي للسيارة، من ثم ساعدوه علي الخروج من السيارة، أقترب منهم العاملين بالمحل يطمئنون علي صحة، ويساعدوه أن لزم الأمر، خرج بمساعدة" وليد" الذي جعله يستند عليه بكتفه السليم، بينما كتفه الاخر كان ملفوف بشاش مكان الجرح، أقترب الحاج "حلمي" منه هامسًا في أذنه:
_أخلي الرجالة يشيلوك يطلعوك لحد فوق...
_لا، أنا تمام؟
تقدمو من مدخل العمارة، ودلفوا إلي الداخل بخطوات هادئة،نظرًا لأنه مُتعب، شعر للحظة أن ألام كتفهِ تشتدُ عليه بفعل الحركة، ما إن وصلوا الي الدور الرابع وكاد "وليد" يُكمل طريقه إلي الأعلي، أستوقفه الحاج "حلمي" قائلاً وهو يُخرج مُفتاحًا من جيبهِ:
_أستنا يا وليد، دخله هنا،
ثم أكمل حديثهُ موجهًا كلماته إلي "عُمر" الذي ظهر عليه الأستغراب:
_أنا خليت الرجالة ينقلوا لك حاجتك هنا، وكمان جبتلك أوضة نوم جديدة، علشان تعرف ترتاح، دي شقة بنتي غالية، متشطبة تشطيب بسيط كده، أنتَ هتقد فيها بقا وسيبك من أوضة فوق السطوح، الشقة دي من النهاردة شقتك، ومتقلقش هاخد منك إيجار......
لم يقدر علي الجدال أو الرفض، فهو حقًا مُتعب، وكل ما يُريده الآن هو أن يرتمي علي سرير ما وينام، فتح الشقة، من ثم دلفوا جميعًا، كانت شقة واسعة بعض الشيء، بها ثلاث غُرف، كانت خالية من أي أثاث، عادا ثلاجة صغيرة كانت في المطبخ، المفتوح علي التراس الأمريكي، ساعدوه إلي أن وصل أخيرًا إلي غرفة النوم، كانت غرفة مساحتها مُناسبة، وقد جاء الحاج"حلمي "بغرفة نوم جديدة مُناسبة له، أغلقوا باب الشقة خلفهم بعد أن تركوا يرتاح، وهم في طريقهم إلي الأسفل تحدث الحاج" حلمي"سائلاً:
_الزفت اللي أسمه خالد لقيتوه؟
_أيو يا حاج، لقيناه مرمي في حتة كده قريبة من مخزن الحاج عبدالله القديم، كان مضروب علي دماغه، جبناله دكتور خيط الجرح، وبعدين سلمناه للقسم، ده طلع وراه بلاوي كتيرة، ده كان سارق فلوس كتيرة أوي من المكان اللي كان شغال فيه وهرب علي إيطاليا، وكان جاي مترحل أصلاً، والراجل صاحب الشغل كان مقدم فيه بلاغ لأن الكاميرا صورته....
_أنتَ عرفت كل ده ازاي.
حك مأخرة رأسه قائلاً بتفاخر:
_حبايبي كتر يا حاج، والحمدلله جات سليمة أهي، أهو خد اللي فيه النصيب.
❈-❈-❈
طَرقَ علي باب شقتهم، بعد أن نزل من عند "عُمر"، فتحت لهُ زوجته، وما أن رأته قالت بتسأل:
_الواد عامل أي يا حلمي؟
_سبيني أدخل طيب يا سُعاد....
إبتعدت قليلاً عن الباب، تاركة له المجال للدخول، وما أن دخل، أغلقت الباب خلفه، تقدم يجلس علي أول مقد قابله، فجلست هي أيضًا بجانبه، كررت عليه سؤالها مرة آخري، فاجابها بهدوء:
_الحمدلله جات سليمة، يلا قومي أعملي له أي حاجة تسنده، أعملي فراخ وشربة خضار، الواد بقاله أسبوع عايش علي المحاليل، وأكل المستشفيات اللي ملوش لازمة.
هبت واقفة من مكانها، قائلة بنشاط:
_حاضر من عنيا، نص ساعة والأكل يكون جاهز يا حاج....
هرولت سريعًا إلي مطبخها كي تُعد له الطعام، بينما مازال هو جالسًا بمكانه يضع رأسه بين يديه بإرهاق، فاليومين الماضيين كانوا مُتعِبين، حيثُ ظَلَ مع" عُمر"طوال مدة مكوثه بالمستشفى، لم يتركه، بأقدام مُتخاذلة حزينة تقدمت"غالية"من حيثُ يجلسُ والدها، وقفت في مُقابلتهُ مُطأطأة الرأس، فهي مازالت لا تقوي علي رفع عينيها في عينيه مُنذ ما حدث، الاسبوع الماضي أسوء أسبوع مر عليها، طوال الوقت كانت مُنعزلة بغرفتها تُحمل نفسها مسؤلية ما حدث لـ"عُمر"، و الاسوء من ذالك هو حُزن والدها منها،طوال الاسبوع المنصرم كانت تحاول أن تتحدث إليه، لكنه لم يعطي لها الفُرصة، فكان ذهب إلي "عُمر" دائمًا، تتذكر عندما حاولت التحدث إليه، وصرخ بها ولأول مرة في حياتها يصرخ بها، فكانت "غالية" فتاته المُدللة والوحيدة...؟..
_بابا..!
نطقت بها بتردد، رفع لها رأسه، ناظرًا إليها بنظرات مُتغاذلة، ثم أشاح بنظره عنها في ضيق، لم تحتمل نظراته وحُزنه منها، فتقدمت تركع أمامه، ودموعها أعلنت عصيانها عليها وهبطت رُغمًا عنها هاتفة بضعف:
_علشان خاطري يا بابا رد عليا، أنا مش هقدر أشوفك زعلان مني كده، أبوس أيدك....
نطقت بكلماتها الأخيرة، وهي تنخفض تُقبل يديه ودموعها تسبق كلماتها، سحب يديه من بين يديها، ثم جعلها تنهض، ثم قام بإحتضانها، فـ لم يقدر علي تحمل رؤية دموعها، تشبثت به، وإذداد نحيبها، هتفت من بين دموعها:
_حقك عليا يا بابا، أنا آسفة، أنا عارفة إني غلطانة والله العظيم، والغلط راكبني من ساسي لراسي،بس والله العظيم غصبن عني ضعفت، كنت بس عايزة أعرف هو لي سابني أنا عملت له أي علشان يعمل كده، والله العظيم يا بابا مكان قصدي إني أعمل حاجة من وراك، أنتَ مربيني وعارف بنتك....
_ماهي المشكلة إني عارف تربيتك يا غالية، علي الاقل كنتي تعرفيني وأنا كنت روحت معاكي جيته من قفاه راكع تحت رجلك وتعملي فيه اللي أنتِ عايزاه، بس مش تخرجي لوحدك ويا عالم لولا عُمر جه في الوقت المُناسب كان عمل فيكِ اي.... ده عيل ديله نجس.
خرجت من أحضانه، مُقبلة يديه مره ثانيه، قائلة بترجي:
_علشان خاطري قول إنك مش زعلان خلاص، أنا مقدرش علي زعلك يا بابا، أنا مُعترفة إني غلطانة، والعقاب اللي تحكم بيه أنا موافقة....
إبتسم بحب أبوي، ثم تبع أبتسامته كلماته الحنونة:
_من إمتا وأنا أقدر أعاقبك يا غالية، ده أنتِ النور اللي منور حياتنا، خلاص مش زعلان، بس ياريت تكوني أتعلمتي من غلطك.....
إلتمعت عينيها بسعادة بالغة، وظهرت إبتسامتها المُشرقة، هاتفة بإمتنان وحب:
_ربنا يخليك ليا يا أحن أب في الدُنيا، وآه والله العظيم أتعلمت من غلطي....
_ خلاص خلصتوا فقرة العِشق الممنوع، يلا يا أختي قومي ساعديني علشان أعمل لقمة للمرمي فوق بسببك يختي.....
إرتفعت ضحكاتهم، من ثم نهضت مُقتربة من والداتها كي تُساعدها، بينما غمزت لوالدها قبل أن ترحل قائلة بمشاكسة:
_واخد بالك أنتَ، بتغير عليك يا كبير.
❈-❈-❈
. "بعد مرور ساعة".
حملت" غالية"الصنية الصغيرة والتي وضعت بها والداتها بعض الطعام المسلوق لكي يُناسب حالته المريضة، أغلقت الباب من خلفها بيدها، بينما باليد الاخري تحمل الطعام، كي تصعد بهم إلي الأعلي لـ "عُمر"، بعد ظلت ما يُقارب الربع ساعة تُقنع والداتها أن تتركها هي تصعد بالطعام، في البداية رفضت والدتها قائله أنه لا يصح أن تصعد الي شقة رجل عازب بمفردها حتي وأن كان مريض، وأنه أن علم والدها سينزعج، لكنها أصرت علي قرارها مُترجية والداتها أنها تُرد شكره علي ما فعله معها ليس إلا، وأنها ستصعد خمسة دقائق لا أكثر تشكره وتُعطيه الطعام وتنزل سريعًا، وافقت" سُعاد"علي مضض، فجائت لها بصنية الطعام، مُحذرة إياها أن لا تُطول أكثر من خمس دقائق فقط لا غير........
صعدت إلي الأعلي حيث الشقة التي من المُفترض أن تكون شقة الزوجية خاصتها، فوالدها قرر بعد فشل زيجتها الأولي، أن من يُرد الزواج منها، عليه أن يوافق اولآ علي العيش هنا معهم، مُتحججًا بأنها إبنته الوحيدة لا يريد أن تكون بعيدة عنه ولا عن والداتها، أمسكت الصنية جيدًا بيدها، وباليد الثانية فتحت الباب بالمفتاح الذي أعطاه والداها لوالدتها كي تصعد له بالطعام، دلفت إلي الداخل، كانت الشقة فارغة خالية من أي أثاث، والهدوء يعمُ المكان، ظنت أنه نائم أو في المرحاض، فنادت بأسمه بصوت خارج عاليًا نسبيًا،نتيجة لإرتداد الصوت:
_أستاذ عُمر....
لم يأتي أي رد، فذاد القلق بداخلها، وبسرعة وضعت الصنية أعلي رُخامة المطبخ، ثم بخطوات مُتحفزة تقدمت إلي الداخل، وعينيها تتفقد المكان من حولها، نادت بأسمه عدة مرات لكن لم يأتيها أي رد، ومان أن تقدمت من غرفة النوم وجدت الباب مفتوح، تقدمت عدة خطوات حتي أصبحت أمام الغرفة مباشرةً، خرجت منها شهقة عالية، تتبعها تقدمها السريع إلي الداخل ما أن وقعت عينيها علي "عُمر" الذي كان ملقاه علي الأرض وهناك بقعة كبيرة من الدماء علي الأرض، أنحنت إليه سريعًا تهزه بخوف وهلع، مُنادية بأسمه برعب تملكها:
_أستاذ عُمر، أستاذ عُمر رد عليا......
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هاجر التركي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية