رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 5 - 3 - السبت 17/2/2024
قراءة رواية خبايا الهوى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية خبايا الهوى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هاجر التركي
الفصل الخامس
3
تم النشر السبت
17/2/2024
_بتقولي أي يا ماما! عُمر! عمُر اللي شغال عند بابا
نطقت بها "غالية" وعلامات الدهشة إرتسمت علي وجهها فور أن أخبرتها بطلب "عُمر" ليدها للزواج،بينما نهضت من مكانها بأستنكار،فنهضت والداتها هي الأُخري،زاجرة إياها بغيظ،هاتفة بكلمات لم تكن مُقتنعة بها:
_أولاً أسمها شغال مع أبوكِ مش عنده.....و آه عُمر ماله عُمر يعني! شاب مُحترم وأبن ناس، وأهم حاجة أبوكِ بيحبه وبيثق فيه ومخليه دراعه اليمين من ساعة ما جه.
عقدت حاجبيها بعدم تصديق، من ثم هتفت قائلة بفضول:
_وبابا قال له أي؟ أكيد رفض صح.؟
_لا مرفضش، بالعكس أبوكِ مرحب بيه جدًا وموافق كمان!.
ذادت دهشتها، الموضوع بأكمله ينقصه شيئًا لا تعلمه، "عُمر" يُريد الزواج بها،لكن لماذا؟ فهي لم يسبق لها وإن صادفتهُ ينظر إليها نهائيًا،دائمًا ما يكون وجهِ في،الأسفل ولا يرفع عينهِ عليها،للحظة أستنكرت هي فعلتهِ، لكن فهمت أنه يحترم والدها وهي حُرمة بيتهِ،ومن واجبه أحترامها، هزت رأسها تنفض أفكارها تلك،ثم هتفت قائلة:
_بابا موافق،بس....بس أنا مش موافقة!.
أمتعض وجه "سُعاد" غيظًا، ربعت يديها أسفل صدرها قائلة بنصف عين:
_وأنتِ مش موافقة لي يا قلب أمك! فهميني يعني لما أقول لأبوكِ بنتك مش موافقة يا تري أقوله مش موافقة لي هاا......
صمتت، لا تجد ما تقوله هي بالفعل ليس لديها سبب لرفضهِ، هي بالاساس ليس لديها سبب أيضًا للموافقة، صمتها أثار القلق بقلب "سُعاد" فهتفت بأعين مُتسعة من ما جاء في مُخيلتها، فأمسكتها من معصمها بحِدة:
_أوعي تكوني لسة بتحبي الزفت اللي أسمه خالد....دي تبقي مُصيبة!.
أتسعت عيناي الاخري،فهتفت سريعًا تنفي قولها:
_لا لا، أي اللي بتقوليه ده يا ماما، لا طبعاً، خالد أي ده اللي لسة بحبه، الموضوع مش كده خالص......
تنفست بأرتياح، وكأن صخرة صلبة أنزاحت من علي قلبها فقالت بنفاذ صبر:
_أُومال أزاي يا غالية؟.
جلست مرة آخري أعلي سريرها، تنظر امامها بتشتت وضياع:
_أحنا منعرفوش ياماما.... يعني هو آه كويس ومحصلش منه حاجة وحشة طول الفترة اللي فاتت، بس برضو أحنا منعرفوش، ويعني منعرفش عنه حاجة! أنا مش فاهمه بابا أزاي وافق.
_سبينا شويه لوحدنا يا سُعاد.....
تحدث بها والدها الذي دلف ينضم إليهم، فنهضت "سُعاد" من مكانها، قائلة قبل رحيلها:
_أهي بنتك قُدامك أهي، علشان دي تعبتني معاها، شكلها عايزة تعنس وتشمت الناس فينا أكتر ما هُما شمتانين، أصتفلوا مع بعض!.
ألقت بكلماتها ثم رحلت، تقدم هو يجلس بجانب إبنتهُ والتي ظهر عليها الحُزن من كلمات والداتها، فَـ ربتَ علي كتفها قائلاً بحنان أبوي:
_سيبك من كلام أُمك أنتِ عارفها أنها عايزة تفرح بيكِ يا حبيبتي..... ها قوليلي أنتِ مش موافقة علي عُمر لي؟
إبتسمت بأمتان حقيقي، ثم همت بالحديث تفصحُ عن أسبابها، لكن والدها أوقفنا قبل أن تفتح فمها بكلمة، قائلاً بنبرة حنونة:
_قبل ما تقولي أي حاجة، أنا عايز أعرفك أن مفيش حد يقدر يجبرك علي حاجة أنتِ مش عايزاها، حتي لو أنا.....
_أنا مش رافضة عُمر لشخصه يا بابا، أنا بس معرفوش، وقلقانة بصراحه من حكاية أنه سايب أهله وجاي يعيش هنا.....
_الأول بس كده أنتِ بتثقي في أبوكِ ولا لا!.
هزت رأسها بنعم:
_طبعاً يا بابا.
لم تُفارق وجهِ الإبتسامة العفوية الحنونة، فتحدث يُطمئنها بكلماتهِ:
_عندك حق في كل اللي قولتيه، بس لو قولت لك أنا أعرف عنه كل حاجة، ومُتاكد إنك هتبقي سعيدة معاه هتصدقيني؟
_أصدقك أكيد....
إتسعت إبتسامتهُ الراضية، وشعر أنها علي وشك الموافقة،فهتف بسعادة فشل في إخفائها:
_ يبقي تثقي فيا، وشوفي إختيار أبوكِ المرة دي، أديكِ شوفتي أن نظرتي في الناس مش بتخيب، فاكرة أنا قولتلك أي علي خالد، وكلامي طلع مظبوط ولا لا؟
هزت رأسها دون تعقب، فهو معه حق في كل كلمة تفوه بها، فأكمل كلامه بحكمة وعقلانية:
_عُمر ده هو أختيار أبوكِ، وأنا موافق عليه وأنا مغمض، وهو ده اللي هيصونك يا بنتي، وافقي نعمل خطوبة في الأول فترة صغيرة رغم إني مش شايف داعي للخطوبة دي، بس معلش ولو شوفتي منه حاجه معحبتكيش، زي ما قولتلك محدش يقدر يجبرك علي حاجة أنتِ مش موافقة عليها.......
كلماته الهادئة الحنونة نجحت في أقناعها، هي في الأساس لا ترفضه، لكن لا تعلم لماذا هُناك شيء بداخلها خائف من الخطوة القادمة، فقررت الرضوخ لرأيهِ تلك المرة مُستسلمة تمامًا، أرادت أن تُفرح قلب والداتها التي تعبت كثيرًا من أجلها، فَـ
هزت رأسها للمرة التي لا تعلم عددها في هذه الجلسة، هاتفة بأستسلام:
_وأنا موافقة يا بابا......
ودون سابق إنذار أستمعوا إلي أصوات الزغاريد والتي اطلقتها"سُعاد"بسعادة غامرة بعد أن سمعت موافقة إبنتها،حيث كانت تقف بالقُرب من الباب تستمع إلي حديثهم، فأرتفعت ضحكات "حلمي" قائلاً من بين ضحكاته بمُشاكسة:
_لسة فيكِ الخِصلة دي يا سُعاد! لسة بتلمعي أوكر....
_يخويا سيبني أفرح بالبنت الحِيلة...... ألف مبروك يا نور عيني.
قالت كلماتها الأخيرة بسعادة كبيرة، وأبتهج وجهها، فأقتربت من إبنتها تضُمها إلي أحضانها، وقلبها يتراقص بداخلها من الفرحة، بالرغم أنها لم تكن موافقة في البداية عليه، لكن تركت كل شيء جانبًا وقررت أن تفرح فقط لا غير، وإن تترك كل شيء علي ربها.........
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هاجر التركي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية