-->

رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 6 - 3 - الإثنين 19/2/2024

 

قراءة رواية خبايا الهوى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية خبايا الهوى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي


الفصل السادس

3

تم النشر الإثنين

19/2/2024




في تمام التاسعة والنصف صباحًا، كانت "غالية"  قد إنتهت من إرتداء ملابسها استعدادًا للذهاب لشراء أثاث الشقة كما أتفقوا أمس، ذهبت أولاً إلي منزل عمتها، وجدت "سمر" تخرج من بوابة المنزل، وكانت قد أرتدت ملابسها هي الأخري،  كان "عُمر" جالسًا بأنتظارهم في سيارة"وليد"والذي أخذها منه لكي يذهب بها مشواره، تقدما الفتاتان إليه وصعدو إلي السيارة في الكُرسي الخلفي، أنطلق هو يقود إلي وجهتهِ.......بعد نصف ساعة تقريباً أوقف السيارة أمام واحدًا من أكبر معارض الأثاث بالسيدة بأكملها،نزلوا جميعًا مُتقدمين إلي الداخل....


ما أن وصلوا إلي البوابة،هتف "عُمر" قائلاً: 


_أدخلوا أنتو نقوا اللي يعجبكم وأنا هشوف صاحب المكان... 


قال كلماته بنية أن يجعلهم يختارون بمفردهم كي يكونوا علي راحتهم أكثر، فـ في النهاية هذه ستكون شقتها وهي أكثر شخص سيجلس بها لفترة طويلة، لذا هي من تختار كل شئ علي زوقها هي...... 


❈-❈-❈


_بس دي غالية أوي يا سمر..... لا لا تعالي نشوف غيرها؟ 


همست بها "غالية" التي أنحنت علي "سمر" كي تكون قريبة منها حتي لا يستمع اليهم"عُمر"الواقف علي بُعد مسافة منهم ينتظر أن يختارون شئ بعد أن أنتهي هو من مُقابلة صاحب المعرض كي يتفق معه علي ما يريدون ، نظرت "سمر" ناحية "عمر" ثم أنحنت مرة اخري عليها قائلة بصوت خفيض للغاية: 


_بس دي أوضة النوم الوحيدة إلا عجبـتك يا غالية، وهي فعلاً جميلة أوي يعني أنتِ هتتجوزي كل يوم!!


عضت علي شفتيها بحـرج شديد، لا تُريد أن تُحمل عليه، فحقًا غرفة النوم كانت باهظة الثمن للغاية، برغم أنها الوحيدة التي اعجبتها من ضمن الكثير والكثير من الغُرف التي لم تنال أستحسانها، منذ أن دلفت ولفتت إنتباهها هذه الغرفة ذهبية اللون، شكلها خطف قلبها للغاية أعجبتها بشدة....... هزت رأسها برفض تام قائلة بكسوف: 


_أي إلا بتقوليـه ده!؟  لا طبعاً أنا مش عايزة أضغط عليه، أنا كده هبان قدامه طماعة وأنا مش طماعة يا سمر... لا لا تعالي نشوف أي أوضة تانية يكون سعرها كويس! 


لكزتها "سمر" بكتفها بغيظ من تفكيرها، قائلة بغيظ مكتوم وهي تصك علي أسنانها:


_أنتِ عبيطة يا بنتـي هيقول عليك طماعة لي، علشان عجبتك أوضة نوم غالية شوية


بنفس النبرة الهامسة اجابتها وهي تضغط علي شفتيهاا: 


_مش غالية بس، دي غالية أوي أوي بصراحة


_ياربي منك......... أنتِ هتشلينـي يابنتي أنتِ بتتجوزي كل يوم ولا بتفرشي شقتك كل يوم، بطلي تفكير سلبي بقي،وبعدين مش هو قال أختاروا إلا إنتُ عايزينه ومتشغلوش بالكم بالتمن، قال كده ولا مقالش...... 


قالت جُملتها الاخيرة وهي تضغط علي أسنانها بغيظ مكتوم، بينما الاخري نظرت تجاه"عُمر"الذي لاحظ انهم منذ فترة يتهامسون، قائلة مؤيدة لحديثها: 


_أيوا قال..... بس مش معنـي أنه قال كده نروح نختار أوضة نوم معدية المئة ألف جنيه بكتير، كده طمع بقي...... 


كادت "سمر" تتحدث لكن قاطعها أقتراب"عُمر"منهم بعد أن لاحظ تهامسهم الذي طال عن حده، حمحم قائلاً بصوته الرجولي: 


_أي بقي لكم ساعة واقفين بتتكلموا عجبكم حاجة ولا نشوف معرض تاني....!؟ 


أجابته "غالية" بسرعة: 


_خلينا نشو..... 


قاطعتها "سمر" قائلة بجرأءة، صدمت "غالية": 


_أحنا عجبنا الاوضة دي حلوه اوى......


نظر ناحية الغرفة التي أشارت إليها" سمر" مدققًا النظر بها، فحقًا كانت غرفة جميلة جداً وعصرية، ذات ذوق رفيع، هز راسه إيجابيًا قائلاً بهدوء مصحوب بإبتسامة هادئة: 


_فعلاً حلوة...... عجباكِ دي يا غالية؟! 


عضت علي شفتيها بحرج كبير، تمنت لو تنشق الارض وتبتلعها فوراً، أجابته بتعلثم بعد أن ضربتها "سمر" ضربة خفيفة أعلي ظهرها من الخلف لم يُلاحظها "عُمر" تحسها علي التحدث وإبداء رايها: 


_أيو...... أيوا هي عجبتـني أوي، بس أنا شايفة أنها غالية أوي تمنها مُبالغ فيه اوي، أحنا ممكن نلف لفة كمان نشوف واحدة سعرها معقول.... 


ضربت الاخري مقدمة رأسها من تلك التي كادت تُصيبها بجلطة دماغية بسبب أفعالها السخيفة تلك، بينما أيقن "عُمر" ما الذي كانوا يتهماسون عليه منذ قليل، بالطبع كانوا يتهماسون علي ثمن الغرفة الباهظ بالنسبة لها، بينما من وجهة نظره هو فقد رأي ثمنها عاديًا جداً، وأيضًا رخيصة بالنسة له، في البداية كان يود أن يقول لها أن تختار غرفة اعلي سعرعًا عنها كي تُناسب مقامها..... 


إبتسم داخليًا، فهي أنسانة جدًا بسيطة، لا ينكر أنه أُعجب بقنعتها، فهذا الموقف بين له أنها جدا قنوعة، غير جشعة بالمرة، فواحدة اخري مكانها، لكانت أختارت من هي أكثر ثمنًا كي تتباها بها أمام الجميع،حقًا من هم مثلها قد إنقرضوا، تذكر شقيقته الصغري عندما ذهبت هي وخطيبها كي يختارون أثاث منزلهم المستقبلي، عش الزوجية، اختارت غرفة نومها، تتعدي المليون جُنيهًا، ثمن باهظ للغاية، فهو يري أنه باهظ فعلاً لماذا غرفة نوم تساوي مليون جُنيهًا، لماذا من سينام بها، هل الرئيس الامريكي........ 


_مين قال لك أنها غالية بالعكس دي رخيصة جداً، أنا كنت عايز أقولك أختاري واحدة أغلي تليق بيكِ كبنت الحاج حلمي...... 


نظرت لها "سمر" بنظراتها فهمتها سريعًا، وكأنها تقول لها الم اقل لكِ، بينما أجابته هي بنفس النبرة الخجلة: 


_لا هي دي كويسة أوي، أنا هاخدها!؟ 


_تمام أنا هروح احجزها وأشوف التفاصيل مع صاحب المعرض ممكن تروحوا تقعدوا في الكافيه إلا هناك ده لو تحبوا تشربوا حاجة، وأنا ربع ساعة اخلص معاه......


❈-❈-❈


عشرون  يومًا قد مر عليهم كـ البرق لم يشعر بهم أحد بسبب أنغماسهم في التجهيزات، الجميع يعمل علي قدمٍ وساق، فالموعد قد أقترب لم يتبقي سوي عشرة أيام فقط علي موعد الزفاف، في تلك الأيام الماضية لم ترتاح "سُعاد" ولو لفترة قصيرة، فكانت تنزل كل يوم هي وشقيقة زوجها، يقضون اليوم بأكمله في الخارج، يشترون كل شيء، من أجهزة كربائية ومفروشات وأدوات....قد جلب الحاج "حلمي" العاملين لتجهيز الشقة قبل أن يتم فرشها، فبدأ العُمال بالعمل فيها فورًا دون راحة كي ينهوها في وقت قصير، وفي النهاية أنتهوا منها بعد أسبوع، وأصبحت جاهزة بعد تنفيذ أختيارت"غالية" في اللوان الشقة...... 


وبفترة قياسية أيضًا قد تم تجهيز الأثاث التي أختارته هي أيضًا وأصبح جاهزًا، وتم حجر قاعة الزفاف، وذهبت "غالية" بصُحبة "سمر" انتقوا الفُستان والأمور المُتعلقة بالزينة، واليوم قد أتفقوا علي النزول لشراء ملابس العروس المنزليه، أيّ ملابس النوم....... كانت "غالية" تقف أمام جامعة "سمر"تنتظرها حتى تُنهي محاضراتها ويذهبون للتسوق وجلب المُتبقي من الملابس، خرجت" سمر" مُتقدمة منها ثم ذهبوا........ 


❈-❈-❈


بأحدي محلات الملابس النسائية ومُستحضرات التجميل وقف الاثنان يَختارون الملابس، أحمر وجه "غالية" بعد همست لها"سمر"، بعدة كلمات وهي تُشير إلي إحدي قمصان النوم،لكزتها بحرج قائلة: 


_أتلمي يا سمر..... وبعدين ده عريان أوي!. 


أرتفعت ضحكاتها بصخب قائلة بسخرية: 


_عريان أوي.... ياربي منك هتجبيلي شلل أقسم بالله، يا بنتي هي دي جاحات العرايس يا حبيبتي، محسساني أنك أول مرة تشتري يا غالية.... 


عضت علي شفتيها ببعض الخجل: 


_أيو ماشي مش أول مرة..... بس مش عارفه أنا بتكسف كده علي طول، بقولك أي أحنا خلاص كده خلصنا يلا بقا نروح نشتري البرفيوم اللي نقاصنا..... 


كادت تذهب لكن أوقفتها"سمر" وصاحت بها بغيظ: 


_أستني بس.... ده في شوية حاجات في الرُكن اللي هناك ده أنما أي... 


قالت كلماتها تزامنًا مع رفع يديها تجاه زاوية في نهاية المحل مخصصة لَ بذل الرقص الشرقية، شهقت الاخري وقد أحمرت وجنتيها، صاحت بصدمة: 


_أوعي تقولي هنشتري منهم حاجة...


_حاجة وحدة بس ده حاجات 


صحابت كلمتها ضحكة عالية رنانة، من ثم جذبتها عنوة إلي هذا الرُكن، وقعت عينيها علي بذلة شرقية باللون الأحمر الناري، فطلبت من العاملة أن تأتي لها بمثل تلك البدلة لكن مقاس أصغر قليلاً، بعد ربع ساعة أنتهوا، أشترت لها "سمر" العديد من الملابس النسائية تلك رغم خجل "غالية"  ، فتقدموا أخيرًا إلي محل العطور، وبعدها سيرحلون....... 


تقدموا من المحل وما أن دلفوا أتت لهم العاملة ترحب بهم بحفاوة، ثم طلبت منها عدة أنواع عطور معينة فصتحبتهم إلي حيث مكان تواجد ما يريدون، أخذو يتنقلون هُنا وهُناك يشمون هذا ويرون هذا حتي وجدو ما يريدون، بينما وهم واقفين ينتقون الاشياء شعرت غالية، بيد تتحسسها من الخلفِ، ففزعت صارخة، أنتفض "سمر" علي أثر صراخها، وجدو، راجل لا يعلمون من أين أتي وكيف دلف إلي هنا علي ما يبدو أن المحل نسائي ورجالي.... 


صرخت به "غالية" بغضب: 


_أنتَ أتجننت يا حيوان.... أزاي تلمسني كده!. 


صوتها العالي جذب الإنتباه اليهم من قِبَل المتواجدين بالمحل، فصاح الراجل بوقاحة: 


_جري أي يا بت أنتِ بتزعقي لمين كده؟. 


_بزعق ليك أنتَ يا حيوان يا مُتحرش يا زبالة.... 


صوتها هذهِ المرة خرج عاليًا جدًا فجتمع الناس من حولهم، توتر الرجل، من ثم قال بفظاظة يتهمها: 


_أنتِ هتستعبطي يا بت مش أنتِ اللي جاية تتحكي فيا.. 


جحظت عينيهم، بينما شهقت الاخري بصدمة و فاه مفتوح، فتدخلت"سمر"صارخة به بعصبية كبيرة وبصوت عالي : 


_هي مين دي اللي بتتحك فيك يا عرة الرجالة...... أقف معووج وأتكلم عِدل، بدل ما أمسح بيك بلاط المحل ده كله وأخلي اللي ما يشتري يتفرج عليك


أشارت إلي نفسها قائلة بعد وصلة الردح التي القتها علي مسامعه منذ ثواني: 


_ميغركش الشياكة دي.....


رفع زواية فمهِ بسخرية مُتمتمًا: 


_هي فين الشياكة دي.... بت أتعدلي؟ 


_مُتحرش و بجح كمان ده أي العظمة دي.....


أرتفعت أصواتهم أكثر يتبادلون السب، وحاول أن يتدخل الأمن ويفصل بينهم، لكن صرخت "سمر" به: 


_ده مُتحرش زبالة.... جاي يتبلي عليها. 


_أخرسي بقا. 


نطق بكلماته بعد أن رفع يديه يصفعها علي خدها بعصبية بعد أن أثارت الغضب بداخله، لم تدري "غالية" بنفسها إلا وهي مُمسكة بـ زجاجة عطر كانت بين يديها، وبحركة سريعة ضربته علي رأسهِ، فتهشمت الزجاجة إلي أشلاء وسال الدماء من رأسهِ، أمسك برأسه بتألم يسبها بأفظع الألفاظ بينما تدخل الأمن فورًا، بعد أن قام أحدهم بتبليغ الشُرطة........ 

  


يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هاجر التركي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة