-->

رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 7 - 3 - الأربعاء 21/2/2024

 

قراءة رواية خبايا الهوى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية خبايا الهوى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي


الفصل السابع

3

تم النشر الأربعاء

21/2/2024



نـظرت "سلوي" بنصف عين إلي زوجها الواقف أمام المرآه من نِصف ساعه مرت ، مُقتربه منه بإستـغراب فليس بالعاده أن يقف كل هذا والوقت أمام المـرآه وكأنه عريس يتجهـز لليله زفافه، وأيضًا كان يُدندن بكلمات أحدي الأغاني الشعبية، عدل "حُسام"من هيئتهِ ،بينما إنـحني يلتقط زُجاجه العطر،يَنـثرُ منها القليل أعلي بذلته الرمادية اللون،إبتسم برضا عندما أنهتـي، ينظر إلي أنعكاس صورتهِ بتفاخر 


_ إي الشياكه دي يا عم حُسام !؟ 


أنتفض من مكانه بفـزع،ثم ألتف ينظر إلي صاحب الصوت،فـ علي ما يبدو أنه كان غير مُنتبه لدرجة أنه لم يشعر بدلـوف زوجته إلي الغُرفة،هتف بغيظ :


_ إي يا سلوي فـزعتـيني يا ماما ،أبـقي أتكـلمي قبل ما تدخلي يا حبيبتي ،هتقطـعي لي الخَـلف.


رفعت حاجبيها بشك ،بينما تُضيق عينيها مُردفـة بخبث :


_ سلامتك يا قلب سلوي من الفزع ،إلا قولـي يا حُسام يا حبيبي متـشيك كده ورايـح علي فين؟ 


أبتـسم لها بثقـة ،بينما يعدل من الكراڤته الخاصه به،قائلاً بغرور  :


_ بس إي رأيك؟! أجـنن صح ،البدلة هتأكـل مـنِّي حِـته! 


_ أي ده وكمان لابس كراڤتة ،لا ده شكله الموضوع كبير ،رايح فين يا حُسام بلبسـك ده ؟!


_ أي يا سلوي هو تحقيق؟!رايح فرح وأحد صاحبي يا ستي! 


رَبـعت يديها أعلي صدرها ،تَلـوي ثغرها بتهكم :


_ فرح صاحبك !! فرح أي بقي الا يخـليك واقف نص ساعه قدام المرايا،تصدق فكـرتك العريس،وياتري مين صاحبك ده ؟!.


زفـر بحـنق من كثرة اسألتها المُزعجة بالنسبة له:


_ صاحبي وخلاص يا سلوي !


_ يا شيخ ،أمممـم قول بـقي أنك رايح خروجه حلوه من أياهم ومش عايزني أعرف ،مش فرح واحد صاحبك ...


تنـهد بضـيق ،فهي دائماً هكذا تغار عليه حتي من نفسها ،هو لا يكره هذا لكن الأمر فاض عن حدهِ،وبدت مُزعجة بطرقة لا تُطاق  :


_ يا سلوي يا حبيبتي ،إنـتِ لـي مش مصدقاني مش فاهم ،هو لازم يعني كل صحابي تبقي عارفهم واحد واحد، ده واحد لسه متعرف عليه جديد ،ها فـي حاجه تانـي ،سبيني أمشي بقي الوقت اتأخر....مش طَالبه هي خنـاق


أفـسحت له الطريق قائله بضيق:


_ أتفضـل يا بَـش مهندس أنا مش مسكاكْ


كان يعلم من البداية أن اليوم لن يمر هكذا علي خير دون المشجاره مع "سلوي" ،كاد يهم بالرحيل لكنه راجع نفسه فهو لايقدر علي تركها هكذا غاضبة منه ،يحـزن كثيرًا أن رآها متضايقه ،فـهي حب عُمره الذي ركض وراها لأكثر من ثلاثه سنوات متواصلة، لكن غيرتها الذائده عن حدها تلك حقاً تتسبب فـي إختناقـه 


_ حقك عليا ،أنا أسف ، بس أنـتِ بردو لازم تكوني واثقه فيا يا سلوي مش معقول غيرتك وشكك الا علي الفاضي والمليـان ده ،أنـتِ عارفه كويس أني لا يمكن أعمل أي حاجه من الا فـي دماغك دي .


حاوطـه وجهها بيديه ،رافعًـا وجهها تجاهه ،متحدثًـا بصوت رخيـم ،وبعشق تام:


_ سلوي أنا بحبك عارفه يعني إي بحبك ،أنا حـِفيت وراكـي ثلاث سنين بحالـهم كل ده علشان بحبك ،فـياريت بلاش الخرافات الإفـي دماغك دي،ياستـي لو مش عايزاني اروح الفرح ده ،أنا موافق وهقعـد معـاكِ وبَلاَهـا أفراح بقي .


إبتـسمت بحب ،ورضا عن حديثه ،فهو دائماً يُغدقها بكلماته المعسوله والمُحببة لقلبها ،تعلم أنها تُفرط فـي غِيرتها عليه لكن الأمر ليس بيديها ،فـهي أيضاً تُحبه أضعاف أضعاف حبه لها،وتغار عليه حتي من نفسها :


_ وأنا كمان بحبك أوي يا حُسام ،ومش بإيـدي والله أنا بغير عليك يمكن كمان من نفسي،متـزعلش منـِّي ،ويلا إنـزل قبل ما تتأخـر علي الفرح ......


❈-❈-❈


في تمام الساعة السابعة مساءً، أمتلـئ المنزل بـ الأقارب و الأصدقاء، قاصدين  المُباركة ، وقف "عُمر "بجانب "وليد" الذي لم يتركه بمفرده منذ الصباح الباكر وهو بجانبه ، فقد أشرف بنفسهِ علي أنهاء تلك البذلة التي يرتديها هو، وجاء لهُ بها،كان الجميع ينظر له منهم السعيد بهذه الزيجه ومنهم الحاقد والحاسـد ، جلس بجانب الحاج "حلمي" بإنتـظار المأذون، ربـتَ الحاج "حلمي"أعلي فخذيـه قائلاً بحنان :


_ ألف مبروك يا عُمر يا بني ،أنا النهاردة هَديـك الجوهرة إلا فضلت طول عمري أحافظ عليها،وأرعاها .


إبتـسم له بهدوء قائلاً:


_ فـي عنيا يا حاج متـقلقش !!


_ مش قلقان أنا لو كنت قلقان مكنـتش وافقت أنك تتجوزهـا من الأول!. 


بعد قليلٍ جاء المأذون وألتـف الجميع حوله في صالون المنزل ،بينما شرع المأذون في بدء مراسم الزواج، سأل المأذون من وكيل العروس فأجابه الحاج "حلمي "أنه وكيلها ،وأيضًـا سأل "عُمر"الذي اجابه قائلاً أنه هو وكيل نفسه .


_ بطايـق الشهود يا جماعه ،وبطاقتـك يا عريس .


أخرج "عُمر" بطاقته الشخصية،بينما أخرج "وليد " بطاقته هو الآخر،كـ أحد الشاهدين.


تحدث المأذون في تسأل:


_ الشاهد التالت... 


_ أتفضـل يا مولانا أنا الشاهد التالت 


نظر "عُمر " ناحيه اليد الذي إمتـدت أمام المأذون ببطاقـة ،إتسعت إبتسامتـهُ عندما وجده "حسام " زوج أخته الكبري"سلوي" فقد ظن أنه سيرفض أن يأتي هكذا دون حتي فهم شئ،فـ "عُمر "قد أتصل به في صباح اليوم ،وأخبره بمكانه ،وأن الليله عقد قرانه ويريده أن يأتـي ،في بدايه الأمر تعجب "حسام" كثيرًا وظل يسأله عدة أسئلة،عن لماذا ترك المنزل ،ومتي سيعود ،وما الذي يفكر به ،لكنه قال له أنه عندما يأتي سيخبـره بكل ما يُرد معرفته ،ونبه عليه أن لا يأتي بسيـرة أمام زوجته أو أي أحد...... 


إرتـفعت الزغاريد والمباركة من الجميع سُرعان ما قال المأذون:


_ بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير بالرفاه والبنين أن شاء الله.


❈-❈-❈


صرخت"سمر "بحماس كبير سُرعان ما سمعت أصوات الزغاريد والمباركت في الخارج ،أقتربت من "غاليه "الواقفة تبتسم ببلاهـه ،مُحتضنه إياها بسعاده:


_ ألف مبروك يا غالية ،ألف مبروك يا روحي ،بقيتي مدام عُمر دلوقتي .


هل حقاً أصبحت زوجته ،هل حقًـا بعد مرور يومين ستكون معه تحت سقف واحد ،يالها من سعادة بالغة تكاد تجعلها تُلامس السماء،فـ اليوم قد كُتبت علي أسمهُ أصبحت زوجته رسمياً،وعلي سُنه الله ورسوله،لا تُصدق أنها تزوجته بالفعل، وقد مر كل شيئ علي خير، إبتـسمت بسعاده ،بينما وجهها أصبح لونه احمر قاتم من شدة خجلهـا ،دلفت عمتها "إلهام" مع والدتها التي إحتـضنتها علي الفور مُتمتمـة بسعاده وحب :


_ ألف مبروك يا نِـن عيني ،أحلي عروسه في السيده زينب كلها ،ربنا يهنـيكِ يا غاليه يا بنت بطنـي ،ويهـدي سرك يا رب .


خرجت من أحضان والدتها تبتسم لها بسعادة مُقبله مقدمه رأسها محتضنـه إياها مره أخري قائله:


_ ربنا يخليكِ ليا يا ست الكل !


_ أوعـي يا ختـي بقي عايزه أبـارك للبت ،أي نازلـه أحضان فيها من ساعه ما دخلتـي ،سبيلنا شواية ،أوعـي بقي يا سُعاد .


كانت هذه عمتها الثانية "نجلاء"و التي حاولت إزاحـة "سُعاد" لكي تحتضن هي "غالية " تبارك لها قائله بمرح :


_ أي يا بت أمك نازله فـيكِ أحضان ولا الا مهاجرة فرنسا،ألف مبروك يا حبيبتي .


ثم أكملت بمشاكسـة :


_ ولو أنـي كنت نادرها أنك متطلعـيش من تحت إيـدي ،بس أعمل أي بقي في المنيـل علي عينه وليد ،مش راضي يتجـوز يا خـتي تقوليـش عايز يخلـل جنـبي .


تعالت ضحكاتهم بسعادة ،من مشاكسه "نجلاء"المُعتادة،بينما هتفت"إلهام"بنبرة ماكرة  تسأل زوجه أخيها بفضـول عجزت عن إخفائه  :


_ الا قوليلي يا سُعاد ،هو عُمر ده ياخـتي مقطوع من شجره كده، ولاشوفنـا له لا أب ولا أم ولا أخ ولا أخت ،أنا مش عارفه أزاي حلمي وافق يجوز بنته لواحد كده لا نعرف أصله ولا فصله ،هو أي نعم الواد محترم ومشـوناش منه حاجه وحشه بس بردو يا ختي 


قاطعتها" نجلاء"مُحدجة إياها بنظرات غاضبة، مُتحدثة وهي تصكُ علي أسنانها: 


_ مش وقته الكلام ده يا إلهام أحنا جايين نبارك وبس .....


_ نجلاء عندها حق،مش وقته الكلام ده يا إلهام وبعدين يا ستي علشان تـرتاحي الواد أبوه وأمه متوفييـن ،وقرايبه مش ساكنين هنا ساكـنين في محافظة تانيه ومتسألـيش مجـوش ليه .


نطقت بها "سُعاد" تُدافع عن أبنتها التي لاحظت أختفاء أبتسامتها وعبوس وجهها ثم أكملت :


_ ويلا احنا الكلام أخـدنا ونسيـنا كنا جايـين ليه ،تعـالي يا غالية يا حبيبتي ،المأذون عايزك علشان تمضي..... 


أومـات لها بهدوء،وهي تحاول إبتـلاع تلك الغصة التي تشكلـت في حلقها من حديث عمتها ،برغم أنها معها حق ، وهي أيضاً كانت تتسـأل لماذا لم يأتي أي أحد من عائلته أو أصدقائه،لكنها صمتت في النهايه لا تقدر علي سؤاله ،وبما أن والدها يثق به ويحبه ،فهي أيضاً ستثـق في إختيار والدها لها.... 


يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هاجر التركي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة