-->

رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 8 - 2 - الأحد 25/2/2024

 

قراءة رواية خبايا الهوى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية خبايا الهوى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي


الفصل الثامن

2

تم النشر الأحد

25/2/2024



خَرجت" غالية"من المِرحاض بعد أنْ أختفت بداخلهِ لمُدة رُبع ساعة كاملة كانت تحاول فيها خلعِ فُستان زفافها الثقيل، باتت مُحاولاتها العديدة في خلعهِ بالفشل، ترددت في أنّ تُناديه تطلبُ مُساعدتهِ لكي تنزع تلك الكُتلة المُزعجة عن جسدِها، لكن خجلها منعها من أن تُنادي عليهِ، فَـ حاولت مِرارً وتكرارً أن تنِزعهُ وبالنهاية نجحت أخيرًا، فقامت بتخليصِ جسدِها منه، ثُم أخذت حمامًا دافئًا يُساعد عضلات جسدها علي الإسترخاء والتخلص من التوتر، أنتهت في مُدة قصيرة لا تتعدي الثلاث دقائق ثم شرعت في الوضوء، وأرتدت بعدها الروب الأبيض الشفاف الخاص بليلة الزفاف والذي اخرجتهُ لها والداتها، وبعدها أرتدت فوقهِ إسدال الصلاة، من ثم خرجت علي إستحياء.....


وجدت "عُمر" قد قام بتبديلِ ملابسهِ إلي ملابس مُريحة أكثر، وعلي ما يبدو أنهُ أخذ حمامه هو الآخر في حمام غُرفة الضيوف، خُصلات شعرهِ مُبللة بطريقة ساحرة، وأيضًا يبدو أنهُ قام بالوضوء هو الاخر فكان واقفًا يمسكُ بين يديهِ سجادة الصلاة أستعدادً لبدء حياتهم الزوجية بـ ركعتين للهِ كي يُبارك لهم في حياتهم سويًا،  ما أن شعر بوجودها رفع رأسهِ ناحيتها قائلاً وعينيهِ مازالت في الأرض لا تعلم لماذا؟ من المُفترضِ أنها زوجتهِ ويحقُ لهُ النظر إليها كيفما يشاء: 


_هاتِ المصلية بتاعتك ويلا علشان نصلي ركعتين!. 


أومات لهُ بصمت، من ثم أخذت سجادتها الموضوعة أعلي كُرسي طاولة الزينة، وأقتربت من مكانه حيث فرشَ سجادتهِ، ففرشت هي الآُخرى سجدتها بجانبهِ، وبدأو في الصلاة وكان هو إمامها في الصلاة، يتلو القُرآن الكريم بصوتِ عذب لأول مرة تسمع صوتهِ في تلاوة القرآن، أنتهو من الصلاة، فظلوا علي جلستهم مُتربعين علي الأرضِ، أقترب هو من رأسها، وضع يدهِ علي مُقدمة رأسها يقول الدُعاء بهدوء..... 


نهض هو اولأً، ثم تَبِعتهُ هي، فتقدمت من المِرحاض مرة ثانية لكي تنزع عنها إسدال الصلاة، كان من المُمكن أن تخلعهُ أمامه لا مُشكلة فهو زوجها، لكنها شعرت بالخجل وفضلت الدخول إلي المرحاض أفضل، لم تمر سوى عدة ثواني، وخرجت هي كالحورية بثوبها الأبيض الشفاف والذي أظهر براعة قوامها الممشوق طبيعيًا، وبشرتها البيضاء، أسدلت خُصلات شعرها علي  طولِ ظهرها، وقد وصل طُولهِ إلي نهاية ظهرها، فبدت جميلة بطريقة مُغرية، أحمرار خديها خجلاً دون الحاجة إلي وضع أي مُستحضرات تجميلية يجعل  هيئة خديها قابلة للأكل.... 


وجدتهُ ينتظرُها، وما إن أقتربت مِنهُ رَفع عينهِ عليها تلك المرة، لم يتحدث، بل مد يدهِ لها بشئ ما، أخذتهُ منه وقد أنعقد حاجبيها في إستغراب، نظرت إلي ما بين يديها، ثم نظرت إليه مرة آخري قائلة بتساؤل: 


_أي ده؟. 


بكل بساطة أجابها قائلاً بنبرة هادئة: 


_أنتِ شايفة أي؟حبوب! 


_ما أنا عارفة أنها حبوب..... بس بتاعة أي؟. 


أعتدل في وقفتهِ، ثم أخذ يَحكُ مؤخرة رأسهِ: 


_ حبوب منع الحمل! 


❈-❈-❈


. "في صباح اليوم التالي". 


كان جالسًا بغُرفة الأطفال الذي أتخدها غُرفة للنوم بها ليلة أمس، من المُفترضِ أن يكون الآن نائمًا بجانب عروستهِ، لكنهُ ترك الغُرفة بأكلمها بعدما حدث ليلة أمس، وجاء للبيات بهذهِ الغُرفة، كان مُسطحًا علي الفِراش الصغير، مُنذ أمس وهو علي جلستهِ تلك، نائمًا علي ظهرهِ ينظرُ إلي السقف من فوقهِ بشرود تام، حتي غلبهُ النُعاس ونام بمكانهِ دون أن يشعر، وها هو أستيقظ للتو، أمسك هاتفهِ الذي كان بجانبهُ كي يتفقد الساعة، وما أن فتح هاتفهُ حتي ظهرت إليه تلك الصورة التي ملئت الشاشة، تسببت صاحبة الصورة بقلبِ حياتهِ رأسًا علي عقب، نظر بعيون حزينة إلي الصورة التي جمعتهم سويًا، كانت صورة تجعلك تسمع ضحكاتهم من خلالها، فكان هو جالسًا بالسيارة يقودها غير مُنتبه إلي تلك المُشاكسة التي أخذت تلتقطُ عدة صور سيلفي لها معهُ وهي تَفتعل حركات مُضحكة بوجهها، كل هذا وهو غير مُنتبه لكونها تلتقط لهم الصور....... 


كانت ضحكتها عفوية مرحة، لطالما آسرتهُ تلك الإبتسامة المُحببة إلي قلبهِ، ظل يتأمل الصورة بعيون تلمع حُزنًا، للحظة جائت إلي مُخيلتهِ ما حدث البارحة بسببها، أرجع رأسهِ للخلفِ يتذكر كم الحزن الذي سببه إلي تلك المسكينة التي لا ذنب لها بأي شئ، ضميرهُ بداخلهِ يُأنه كثيرًا علي فعلتهِ الشنعاء بحقها....... 


❈-❈-❈


ما أن خرجت والدة "غالية" بعد أن ظلت لعدة دقائق بصُحبة إبنتها، أغلق هو الباب من خلفها، من ثم ظل واقفًا بمكانهِ لم يتقدم إلي الدخول لغرفة النوم، المتواجدة بها "غالية"كان يُريد أن يتركها علي رأحتها تُبدل ثيابها فـ بالطبع ستكون خجلة منهُ، لذا قرر الإنتظار هُنا قليلاً، تركها لمدة عشرة دقائق، ثم دلف إلي المرحاض المُلحق بغُرفة الأستقبال وقرر أن يأخذ حمامه لحين أن تنتهي هي، اختفي في المرحاض لعدة دقائق انتهتي فيهم سريعًا من أخذِ حمامه ثم أستعد للوضوء، خرج بعد أن قام بأرتداء ملابسهِ المُريحة عوضًا عن تلك البذلة التي كان يشعرُ بالإختناق فيها، برغم أنه كان يرتدي البذل كثيرًا نظرًا لعملهِ، لكنه كان يكرهها ويُفصل الملابس الفضفاضة المُريحة...... 


طرق عدة طرقات خفيفة علي باب غُرفة النوم، لم يأتهِ رد، فتح الباب بهدوء، ثم دلف فـ لم يجد لها آثر بالغرفة، أيقن أنها مازالت بالمرحاض ولم تخرج بعد، أستعجب قليلاً أنها إلي الآن بالداخل، فقرر أن لا يستعجلها ويتركها كما تشاء، فتقدم إلي سجادة الصلاة خاصتهُ، ما هي إلا ثواني حتي وجد باب المرحاض يُفتح وتطلُ هي منه، كانت مُرتدية أسدال صلاة، وبعد قليلاً كان يقفُ هو أمامها ويُقيم الصلاة....... 


انتهو من الصلاة، فنهضت هي للتبديل ثيابها، غابت لدقيقتين ثم خرجتُ لهُ بثوبها الأبيض الشفاف، صوب أنظاره عليها لعدة ثواني يتأمل هيئتها الحابسة للأنفاس، وكأنها لوحة فنية رُسمت بيد مُبدع، قوامها الممشوق، شعرها المُنسدل بحرية ، عينيها السوداء المُحاطة بأهداب طويلة، أزدرد لُعابه بتوتر ثم حمحم، بينما تقدمت هي بخطوات خجلة هادئة، كان مُمسكًا بشئٍ ما بين يديهِ، ما أن أقتربت حتي مد لهُا يدهِ بما يحمله، أخذته مِنهُ بأستغراب ثم سألته ما هذا 


_دي حبوب منع الحمل..


ألقي بتلك الكلمات علي مسامعها، فأخذت ترمشُ بأهدابها بأستغراب تسأله بنبرة بدت مُختنقة ما أن فهمت ما يرمي إليهِ: 


_لي؟. 


_أي اللي لي؟ حبوب منع الحمل هتكون لي يعني!؟ 


كلماته خرجت قاسية رُغمًا عنه، فهو لم يكن يود أن يُخبرها في البداية، لكن لم يقدر أن يفعل بها هكذا دون علمها، ظل لعدة أيام يُفكر فيما يفعلهُ الآن، وأقنع نفسهِ بأسبابه، ثُم تابع يشرح أسبابهِ لها تحت نظراتها التي أصبحت حزينة: 


_غالية متفميش غلط... أنا أكيد مقصدش حاجه، بس زي ما أنتِ عارفة أحنا أتجوزنا في ظروف غريبة وبسرعة، وأنا لسة حياتي متلخبطة، مقدرش أشيل مسؤلية أطفال دلوقتي، أنا مش عايز من أول كام أسبوع الأقيني مستني طفل أشيل همه...... 


صامت لم تتحدث بحرف واحد حتي، تستمع إلي بعيون تلمع حُزنًا، هُنا تيقنت أن تلك الزيجة بها شئ خاطئ لا تعلمهُ هي، تابع يشرح لها أسبابه الواهية بالنسبة لها: 


_أنا لسة محتاج وقت لحد ما أظبت أموري، ولو علي الخِلفة ما كده كده هنخلف أحنا هنروح فين يعني؟. 


حاربت دمعة خائنة كادت تفضحها وتفرُ من عينيها، ثم هزت رأسها: 


_تمام. 


عقد حاجبيه قائلاً: 


_تمام أي؟ 


_هاخده ماشي!. 


لم يكن يتوقع أنها ستوافق بتلك السهولة، فهو كان مُستعدًا لإعتراضها ورفضها، هو بالأساس كان ينوي عدم الإقتراب منها في البداية، بسبب تلك الندبة العالقة بقلبهِ، والتي تمنعهُ من الإقتراب إلي أي امرأة أخري غيرها، تمنعه حتي من التفكير بغيرها، لكنه فكر في الأمر جيدًا، هُنا منطقة شعبية، وعندهم تلك شيء مُقدس وحدوثه حتمي في تلك الليلة،وتُعتبر مسألة حساسة، وأذا لم يحدث فـ حتمًا هناك مُشكلة لدي الزوج أو الزوجة، أنهُ عاشر الناس هنا فترة لا بأس بها وعرفَ عقولهم كيف تُفكر.... 


أقتربت هي من كأس العصير الموضوع أعلي الطاولة الصغيرة بالغرفة بجانب بعض الطعام، اخذت حباية واحدة مع العصير...... 


❈-❈-❈


قُبلة واحدة كانت البداية لتكوين ندبة عميقة بداخلها، قُبلة واحدة كانت البداية لإقترابهم، بادر هو بتلك القُبلة بعد مُدة طويلة من الصمت والتوتر، كان يُرغم نفسهِ علي مرور تلك الليلة علي خير، لكنه يشعرُ بأنهُ عاجز، هُناك شيء ما يمنعهُ من الإقتراب منها، صورة "أمل" تأتي أمام عينهِ كُلما أقترب بضع السنتيمترات، صورتها وهي تنظرُ لهُ بنظرات حزينة مُعاتبة لهُ، حاول كثيرًا  محو صورتها المُلتصقة بعقله ولو لوقت قصير فقط كي يُنهي تلك الليلة، كم مرة فكر في أن يخرج مُسرعًا من تلك الغُرفة لكنهُ يعود لصوابهِ في آخر لحظة .......... 


وبأقل من دقيقة كانت شفتيهِ قد ألتصقت بخاصتها علي حين غُرة، كانت قُبلة رقيقة في البداية حتي تحولت إلي عُنف وكأنه يُعاقبها علي ما فعلتهُ بهْ، يُعاقبها علي تركها لهُ وحيدًا، يُعاقبها علي سماحها بأن يقترب منها راجلاً آخر غيرهِ، لم يفصل قُبلته، وصورة "غالية" قد تبدلت أمامه تمامًا وأصبح يرى "أمل" بثوب الزفاف الذي أختاروه سويًا، يرى ضحكاتها الخجلة وعينيها الفيروزية المُحببة لقلبهِ..... 


مر الوقت عليهِ سريعًا لم يشعر بهِ وهو بين أحضان حبيبتهُ ومعشوقته كما يتصور هو، لا يُصدق أنه ينعم بأحضانها، أقترب "عُمر" الشبه نائم من "غالية" الماثلة بأحضانه ، وقَبل خديها قُبلة طويلة وهو مُغمض العينين، ثم همس بجانب أُذنبها بكلمات لو كانت لها فعليًا لسقطت صريعة في حُبهِ دون جهد: 


_أنا بحبك أوي يا أمل، بحبك أوي، أوعي تسبيني تاني، أنا من غيرك مش عايش...!. 


كانت تلك آخر كلماته قبل أن يغلبهُ سُلطان النوم..... 


يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هاجر التركي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة