رواية جديدة كما لو تمنيت لبسمة بدران - الخاتمة - السبت 3/2/2024
قراءة رواية كما لو تمنيت كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية كما لو تمنيت
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة بسمة بدران
الخاتمة
تم النشر يوم السبت
3/2/2024
بعد مرور عشر سنوات
كان الجميع يعمل على قدم وسـ اق في فيلا عواد للاحتفال بنجاح الثنائي عشق ويونس.
ولج مراد بعد أن أشرف على التحضيرات بنفسه فأبصر شمس تجلس فوق إحدى الأرائك ويجاورها توأمها سليم و سيلا اللذان يبلغان من العمر تسع سنوات والذي ركض باتجاه والده فور رؤيته يهتف بسعادة: بابي أنا جهزت أغنية حلوة اوي عشان اعزفها على البيانو لعشق ويونس.
منحه والده ابتسامة صافية ثم تحدث بجدية: ماشي يا فنان وأنا مستني أسمعك وعارف أنك هتشرفني كالعادة.
وأنا كمان يا بابي جهزت لهم لوحة حلوة اوي بمناسبة نجاحهم رسمتها لعشق ويونس وهم بيتخانقوا.
كبتت شمس ابتسامتها على حديث طفلتها
بينما مراد أردف بمرح: والله عندك حق هم فعلا ما بيعملوش حاجة في حياتهم غير أنهم بيتخانقوا ربنا يعدي النهاردة على خير.
وقبل أن ينهي مراد حديثه ولجت عشق بغضبها المعهود يتبعها يونس الواجم فتبادل كل من مراد النظرات وكذلك شمس التي سألتهم بريبة: خير ايه المصيبة اللي وراكم المرة دي؟
أجابتها عشق بعصبية: اسألي البيه اللي ما بقاش وراه حاجة غير مضايقتي بعد أذنكم أنا هاطلع ألبس.
تابعوها بعينيهم حتى اختفت عن مرمى أبصارهم ثم استدار مراد يخاطب يونس بتساؤل: خير يا يونس عملت لها إيه؟
زفر يونس ثم هتف بجدية معهودة منه: يا بابا أنا دخلت لقيتها عمالة تهزر مع المهندس اللي بيعمل الديكور في الجنينة فزعقت لها وقلت لها تدخل جوه قامت هي عندت وقالت لي مش داخلة قمت ماسكها من أيديها وجرتها وجبتها لحد هنا أنا ما غلطش يا بابا وهي تستاهل عشان هي اللي بتخرجني عن شعوري بعد أذنكم أنا هطلع البس أنا كمان.
ضرب مراد كفا بالآخر ثم دنا من شمس يجلس بجوارها وهو يهتف بنفاذ صبر: وبعدين في الاتنين دول بقا يا شمس بجد أنا مش عايز أقسى عليهم بس الموضوع كده زايد عن حده يونس عصبي جدا وعشق عنيدة مش عارف هيتفقوا أمتى.
أجابه سليم الصغير بعد أن جلس فوق سـ اقيه: أنت زعلان ليه يا بابي هم على طول بيتخانقوا وبيتصالحوا لوحدهم يعني مش حاجة جديدة عليهم.
أيدت سيلا على حديث شقيقها
فهتف مراد بجدية: طيب يلا قوموا أنتم كمان البسوا علشان زمان الضيوف على وصول.
❈-❈-❈
أما في فيلا صبري
وقفت فريدة ترمق ابنتها تالين التي أفرغت كل ما في خزانتها بحثا عن شيئا ما فسألتها بحدة طفيفة: يا بنتي هو أنت مش شارية فستان جديد قلبتي دولابك ليه كده؟
أجابتها باختصار: كنت حطة هداية عشق ويونس هنا ومش لقياهم ما تعرفيش يا مامي أنا حطيتهم فين؟
هتفت بانزعاج ممزوج بالغضب: عندي في الأوضة يا مسطولة هو أنت يا بنتي مش وربتيهم لي امبارح وبعدين قلتي لي خليهم عندك عشان أنا هنسى وما بحبش أدور على حاجة ليكي حق بصراحة ده أنتي الحاجة اللي بتدوير فيها بتخليها خرابة يلا اتفضلي البسي وأنا هنزل ابعت حد يصلح الفوضى اللي أنتي عملتيها دي واشوف أخواتك.
تركتها وانصرفت وهي تغمغم بكلمات غير مفهومة متجهة إلى غرفة ابنها فراس
ولجت بعد أن طرقت طرقات فوق الباب فأبصرته انتهى من ارتداء ثيابه ويمشط خصلاته وهو يدندن بسعادة.
تأملته عبر المرآة بإعجاب شديد فهو يشبه والده بصورة كبيرة وكأنه نسخة مصغرة عنه
دنت منه ثم طبعت قبـ لة طويلة فوق وجنته وهتفت بسعادة: شايفاك خلصت يا بطل برافو عليك هروح أشوف لينا وبعدين هرجع البس واصحي باباك عشان سبته يرتاح شوية.
أومأ لها الصبي
فدلفت مباشرة باتجاه ابنتها الأخيرة لينا وعندما ولجت أبصرتها تجلس فوق الفـ راش بعد أن أنهت ارتداء ثيابها ومشطت خصلاتها.
كانت فتاة جميلة هادئة أخذت جمال والدها ووالدتها مرام لكن للأسف عندما ولدت كانت لديها سـ اق أطول من الأخرى مما جعلها تمشي بشكل غير طبيعي ترك أثرا كبيرا في نفسها.
تأملتها فريدة مطولا ثم دنت منها وجلست بجوارها فوق الفـ راش تسألها باهتمام بعد أن رفعت ذقنها بأصابعها: إيه الجمال ده بس يا لينا ده أنتي هتبقي أجمل بنت في الحفلة النهاردة.
هتفت لينا بعدم تصديق: بجد يا مامي؟
ملست فوق خصلاتها الشقراء بحنو وهتفت بصدق: بجد يا قلب مامي يلا هروح ألبس بسرعة بقا واصحي بابي وأنتي لو جهزتي انزلي استنينا تحت هتلاقي فراس تحت.
أومأت لها الصغيرة واستقامت واقفة تسير بقدمها العرجاء وهي تشعر بالخجل من الحالة التي تبدو عليها تاركة فريدة تشيعها بنظرات حزينة
فعلى الرغم من جمالها الواضح للعيان إلا أن تلك الصغيرة لا تعيش بشكل طبيعي خاصة وسط التنمر الذي تحظى به من أصدقائها في المدرسة والنادي.
❈-❈-❈
وقفت أمام المرآة تتطلع إلى صورتها بإعجاب شديد ثواني وأبصرت زوجها يعانقها من الخلف ثم طبع قبـ لة طويلة فوق وجنتها: هتفضلي طول عمرك أجمل بنت في الدنيا يا لارا.
استدارت إليه وطوقت عنقه بيديها هاتفة بمشاكسة: في عيونك أنت بس يا دومي.
أجابها بصدق خرج من أعماق قلبه: لا والله في عيوني وفي عيون كل الناس ده حتى راماچ بنتنا أخدة جمالك مش عارف والله هخبيكم فين أنتم الاتنين من عيون الناس.
ضمت نفسها إليه وهي تتنهد بحرارة فزوجها لا يكل ولا يمل في مغازلتها واغضاقها بحنانه الذي لا ينفذ أبدا وهي تحمد الله على تلك الحياة السعيدة التي تعيشها.
من قال إن الحب فقط للحبيب الأولي؟
فمن وجهة نظري الحب يكون للشخص الذي تبقى معه طوال حياتك
فإذا كنت تحب الشخص الأول ما خفق قلبك للشخص الثاني وليس من الضروري أن تكون البدايات سعيدة بل الأجمل أن تكون النهايات اسعد.
وهذا ما حدث مع لارا اختارت الشخص الخطأ وأحبته لكن يشاء القدر أن يفرقهما ويرزقها بشخص ربما يكون أفضل منه بمراحل رجل يحبها لشخصها يتفهمها ويفعل ما بوسعه كي يسعدها وهذا ما تحتاجه المرأة وليس شيئا آخر.
❈-❈-❈
هذا بالضبط ما حدث مع فرحة والتي تعيش حياة هادئة مستقرة مع زوجها إيهاب وطفليها شادي وشهد
فهي أيضا أحبت الشخص الخطأ ليمن الله عليها ويرزقها شخصا أحبها كثيرا وعاملها بما يرضي الله
أغدقها بحنانه اللامتناهي لا ينام ليلة وهي حزينة أو غاضبة منه فقد كان يصالحها يوميا يعتذر لها عن أي خطأ كان حتى ولو كان صغيرا مما جعلها تحبه وتحب وجوده
وهكذا تسير الحياة الطبيعية بين أي زوجين ما بين شد وجذب فالحياة ليست وردية كما نظن بل هادئة أحيانا ومضطربة في بعض الأوقات.
وبعد أن انتهوا جميعا من ارتداء ثيابهم هتف إيهاب وهو يفتح الباب: قفلت المحبس بتاع الماية ونزلتي سكينة الكهربا؟
أجابته بالموافقة فافسح لهم الطريق كي يدلفوا للخارج ثم اغلق الباب وسار وهو يحمد الله كثيرا على تلك الحياة التي يعيشها.
❈-❈-❈
عودة إلى فريدة التي ولجت غرفتها توقظ زوجها بهدوء
في بداية الأمر لم يستجب لها وقبل أن تكرر فعلتها وتهزه برفق سحبها هو لتقع فوقه ثم اعتـ لاها وهتف أمام شفـ تيها بمشاكسة: قلت لك ميت مرة في طرق للصحيان تنية يا ديدة بقا لي أكتر من عشر سنين بعلمك بس الظاهر إن أنتي فاشلة وما تعلمتيش.
برمت شفـ تيها بعدم رضا ثم أجابته وهي تدفعه: طب أوعى كده وبعدين نبقى نشوف الموضوع ده.
رفع يديها فوق رأسها وهمس أمام شفـ تيها: بس أنا مصر أني أعرفك دلوقتي.
وقبل أن تعترض انقض على شـ فتيها يقـ بلها بجنون لا يقل مع مرور الزمن
ظل ينهل من شهد شـ فتيها لوقت لا يعرفان مداه حتى ابتعد عنها كالملسوع عندما استمع إلى صوت طرقات فوق الباب يليها صوت تالين الحاد: يا مامي كلنا خلصنا بتعملي إيه كل ده أنتي وبابي؟
هتفت فريدة بصوت مرتفع كي تستمع إليه تالين: عشر دقايق ونكون جاهزين.
قالتها وهي تدفع أدهم والذي بدوره ابتعد عنها وهو يبتسم بمشاكسة: أنا سبتك بمزاجي عشان خفت تالين تدخل بس لما نرجعوا في كلام كتير عايز أقوله لك وأعرفهولك وعلى أقل من مهلي.
منحته ابتسامة صافية ثم هبت واقفة عازمة على ارتداء ثيابها سريعا قبل أن تأتي تالين مرة ثانية أو بالأحرى قبل أن يخرج أدهم من المرحاض ويؤخرهم بحركاته الصبيانية التي لا تنتهي.
❈-❈-❈
لنذهب مرة أخرى إلى قصر عواد الذي امتلأ بالمدعوين
فلقد وقف كل من مراد وشمس يستقبلون المدعوين ويرحبون بهم بحفاوة
ثواني وولج يوسف وشقيقه محمد وعندما وقعت عينيه على حبيبته ومعذبته لارا لم يستطع أن يبعد ناظريه عنها.
بينما هي شعرت بالارتباك قليلا ثم أشاحت بوجهها بعيدا عنه وذهبت تقف بجوار زوجها تاركة إياه ينعى حظه العسر ويؤنب نفسه على تركه إياها في يوم من الأيام
هو لم يتزوج حتى الآن وكأنه أصيب بلعنة لارا عواد.
دقائق قليلة واتت عشق تمسك بيد يونس وسط تهنئات المدعوين والاحتفال بهم والتصفيق لهم فهما حصلا على شهادة الإعدادية بتفوق وهذه كانت هدية مراد لهم الاحتفال الكبير الذي دعا فيه جميع أصدقائهم وأقاربهم.
وفي أقل من الثانية دنا يونس من شاب يقف بالقرب منه وعاجله بلكمة عنيفة في وجهه أسقطته أرضا مما جعل الحضور يصرخون بقوة
فدنى منه مراد وفض الاشتباك ثم سحب يونس خلفه بعد أن اعتذر للمدعوين حتى وقف به في مكانا بعيد عن الأنظار يهتف بغضب جامح: أنت اتجننت يا يونس أزاي تعمل كده قدام الناس؟
أجابه بحدة: أنا آسف يا بابا بس الحيوان ده كان بيبص لعشق بطريقة ما عجبتنيش وأنا اللي يبصر لأختي اخلع عينيه الاتنين.
زفر مراد بقوة فتلك المشاعر التي يحملها يونس لعشق لم تكن إخوة على الإطلاق ولكن شيئا آخر يجهله يونس وكذلك عشق لذا فضل الصمت وقرر ان يترك كل شيء للأيام
فهتف بصرامة: بقول لك إيه أنت ما تتنقلش من جنبي وما لكش دعوة بعشق خالص النهاردة خلي اليوم ده يعدي على خير وبلاش فضـ ايح.
وعلى الرغم من عدم اقتناع يونس بحديث والده إلا أنه لم يجد بدا سوى الموافقة فهو خشي من نظرات مراد المحذرة.
وبعد وقف ليس بالقليل امسك سليم الصغير الميكروفون وهتف بعد ان رحب بالمدعوين: بمناسبة الحفلة الحلوة دي انا قررت اهدي اخويا يونس واختي عشق اغنية من تأليفي وانا اللي ملحنها كمان.
دهش الحضور من صغر سن الصبي الذي بدأت موهبته وهو في سن صغير.
ثواني وجلس سليم أمام البيانو وراحا يعزف باحترافية شديدة ويغني بصوت عزب جعل الجميع يصفقون له بحفاوة ويدعون له ويتأملون له مستقبل باهر.
ووسط تلك الأجواء الرائعة ولجت هي ووقفت خلف سليم تصفق له بحرارة ثم اخذت المايك منه وهتفت بصوت جهوري: مساء الخير عليكم جميعا انا ناريمان صفوت جيت من تركيا النهاردة مخصوص عشان آخد بنتي في حضني وابارك لها على نجاحها.
إلى حين نشر الرواية الجديدة للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية