-->

رواية جديدة كما لو تمنيت لبسمة بدران - الفصل الأخير - 2 - الجمعة 2/2/2024

  قراءة رواية كما لو تمنيت كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية كما لو تمنيت 

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران 


 الفصل الأخير

2

تم النشر يوم الجمعة

2/2/2024 



وعلى الجانب الآخر عند أدهم

كان التوتر هو سيد الموقف بعد أن أخبرته فريدة بما دار بينها وبين والدته مما جعلته يهتف بحدة: وأنت أزاي توافقي يا فريدة على حاجة زي دي ما أحنا قاعدين هنا ومرتاحين من غير مشاكل وبعدين أنا مش هسمح أن حاجة تضايقك وأنت حامل ما عنديش استعداد يحصل لك أي حاجة وحشة بسبب أي حد حتى لو كان الحد ده أمي وما تنسيش أن مرام كمان في البيت أنا مش هبقى مرتاح وأنا سايبك في وسطيهم خصوصا بعد اللي حصل.


تطلعت إليه بهيام بعد أن صدرت عنها تنهيدا خافتة وهتفت وهي تنظر إلى عينيه الجميلتين مباشرة: أنت عارف كلامك ده بيعمل فيا إيه؟


رمقها بفضول

فاستطردت: بيخليني طيرة في السما بيحسسني أني فعلا ست صدقني يا أدهم أنا بقولها ودايما هقولها أنت عوض ربنا الحلو ليا عشان كده مش عايزة تزعل مني في أي حاجة عملتها قبل كده.


قاطعها: إذ وضع يده على فاتها كي لا تستكمل حديثها وهتف بصدق: أنا نسيت كل اللي فات يا ديدا دلوقتي ما بفكرش غير فيا وفيكي وفي تالين واللي جاي عشان كده مش عايزك...


قاطعته هي بإصرار بعد أن جذبته من يده وأجلسته فوق الفـ راش وجلست بجواره: أنا عايزاك تسمعني كويس أنا وافقت أني أرجع البيت مش عشان خاطر والدتك بس عشان خاطر عمو أحمد اللي ما لوش زنب وكمان عشان خاطر مرام لازم تبقى جنبها يا أدهم في الشهور اللي باقية من الحمل هي اتهورت بسبب قلة اهتمامنا كلنا بيها أوعى تفتكر أن الكلام ده سهل عليا أني أوصيك على مراتك وأطلب منك كمان أنك تاخد بالك منها صدقني أنا قلبي بيوجعني وأنا بقول لك كده بس أنا اتعودت أكون حقانية حتى لو الموضوع على حسابي

من مصلحتنا أننا نرجع البيت تاني ونبدأ من جديد وأنا مصدقة مامتك في كل كلمة قالتها وعارفة إنها مش هتضايقني لأنها أخيرا فهمت إن أنا وأنت بنحب بعض ومستحيل أي حاجة هتفرقنا.


رمشت عينيها بدلال عندما رأت الرفض ينضح فقررت استخدام أنوثتها كي تجبره على الموافقة فدنت منه ثم التقطت شفـ تيه بخاصتها وراحت تقـ بله بنعومة وتهتف من بين قبـ لاتها: قول موافق بقى.


لم يجد سبيلا سوى أنه همهم بالموافقة قبل أن يلتقط هو شفـ تيها بخاصته ليقود هو تلك القـ بلة التي تحولت إلى الجنون والشغف ومن ثم جعلتهما يذهبا إلى عالمهما الخاص وهما يحلقان فيه من فرط السعادة والفرح.


❈-❈-❈


في صباح اليوم التالي

اوقظته برفق حتى فتح عينيه الجميلتين وراح يرمقها بنظرات عابسة باتت تفهمها جيدا فرفرفت بأهدابها هاتفة بمرح: بققول لك ما تبصليش بعيونك الحلوة دي ما عنديش استعداد لأي جولات تانية ويلا قوم لارا نزلت قبلك الشغل يا كسلان

آدم جه أخدها وزمنها وصلت دلوقتي وطلبت مني أصحيك عشان عندكم اجتماع مهم بس أنا قلت لها شوية كده عشان...


وضعت يدها على فاتها بسرعة فقد كانت تنوي الحديث بطريقة غير لائقة عما حدث بينهما بالأمس

فأردف بمشاكسة: ما تكملي عشان إيه بقا؟


صكت على أسنانها بغيظ ووكزته في صـ دره هاتفة بعبوس: بطل قلة أدب بقا ويلا قوم

وبعدين تعاله هنا أنت ليه مش بتقول لي أنك بتحبني زي باقي الرجالة يا أخويا دا المسلسلات الهندي جابوا لي جفاف عاطفي حسسوني أني لسه ما اتجوزتش.


استقام جالسا ثم سحب يدها بين راحتي يده ونظر إلى عينيها مباشرة هاتفا بجدية: يعني أنتي كل ده ما حستيش أنك أهم حد في حياتي بعد بنتي طبعا.


زمن شفـ تيها بتفكير ثم أجابت دون وعي: ما هو الحب مش أفعال بس يا مراد احنا ستات تافهة يا سيدي وبنحب الكلام الحلو خدني على قد عقلي بقا.


اتسعت ابتسامته حتى بانت غمازتيه ثم أجابها بصدق ممزوج بنظرات هائمة: بحبك يا مجنونة بحبك يا شمسي اللي نورت حياتي بعد ما كانت ضلمة أوعي تفتكري أني مش عايز أقول لك كلام حلو بالعكس بس أنا شايف أن التعبير بالفعل أهم كتير من الكلام عايزك تعرفي أنك بقيتي كل حاجة في حياتي.


تنهدت بهيام ثم غمغمت بنعومة: هيييح بقا طب ما أنت بتعرف تقول أهو أقول لك أنا مش طماعة احنا نعمل يوم في الأسبوع تقول لي في كلام حب وباقي الأسبوع يا سيدي مش مشكلة خليك في الأفعال بتاعتك ونبقى كده مسكنا العصاية من النص إيه رأيك؟


كبت ابتسامته بصعوبة فتلك الفتاة حقا بريئة وجميلة لا توصف فلم يجد سبيلا أمام نظراتها المنتظرة المترجية سوى أن يومئ لها بالموافقة ثم جذبها إلى صـ دره يحتـ ضنها بقوة ويشتم عبيرها وكأنها إكسير الحياة بالنسبة له


أما عنها فقد ضاعت بين ثنايا أحضـ انه بسبب ضآلة حجمها أمام ضخامته وراحت تحمد الله بداخلها لأنه منحها الزوج المتكامل بالنسبة لها.


❈-❈-❈


أمام الشركة ترجل من سيارته ثم استدار ليفتح لها الباب بلياقة هاتفا بسعادة: اتفضلي يا زوجتي المستقبلية.


تطلعت إليه بابتسامة ثم لوحت له بيدها واتجهت للداخل وهي تشعر بالراحة نوعا ما تاركة إياه يتابعها بهيام ممزوج بالعشق الخالص


وأثناء سيرها في بهو الشركة أبصرته يتقدم منها حتى بات قبالتها مباشرة ثم هتف بانكسار: مبروك يا لارا هانم ما عرفتش أبارك لك امبارح.


أجابته باختصار: الله يبارك فيك.


فتح فاهه ليتحدث إلا أنه سرعان ما اتسعت حدقتاه في دهشة وهو يبصرها تدنو منهما ترتدي ثيابا تظهر أكثر مما تخفي مما جعله يقبض على يده بقوة حتى كاد أن يهشمها هاتفا من بين أسنانه: إيه الجنان ده!


بينما لارا تابعت تغيره بدهشة واستدارت لترى ما الذي ينظر إليه يوسف فأطلقت شهقة مرتفعة وهي تبصر أروى تقف أمامها تهتف باستفزاز: مبروك يا لارا ربنا يتمم لك المرة دي وما يطفش منك زي اللي قبله.


عضت باطن فمها بغيظ ثم أجابت بابتسامة صفراء: الله يبارك فيكي بس آدم مش زي اللي قبله آدم راجل واعي وناضج وعارف هو عايز إيه

عموما يعني إيه اللي أنتي مش لابساه ده أنتي جية شركة محترمة مش رايحة nightclub يلا أسيبكم مع بعض بقا.


ألقت كلماتها ثم أكملت طريقها تاركة الأجواء مشتعلة بين يوسف وخطيبته الذي دنا منها ثم سحبها بعنف من يدها متجها إلى مكتبه وهو يطوي الأرض تحت قدميه من شدة الغضب.

وبعد أن ولج سويا اغلق الباب ثم استدار لها يرمقها بنظرات لو كانت تقتل لوقعت سريعة في الحال مما جعلها تزدرد ريقها بخوف سرعان ما تحول إلى دهشة عندما قبض يوسف على فكها ضاغطا عليه بعنف جعلها تصرخ وراح يفح من بين أسنانه: إيه اللي أنتي عملاه في نفسك ده فين الحجاب يا محترمة؟

جيتي وخليتي كل اللي يسوى واللي ما يسواش يشوفك بالمنظر ده.


حاولت تخليص نفسها من بين برثه حتى نجحت ثم هتفت بتحدي: ماله لبسي ده حتى استايل

عادي لبست الحجاب وما ارتحتش فقلت ارجع للبسي القديم تاني فين المشكلة يعني!

وبعدين اللي يحب حد وعايزه يتقبله زي ما هو ولا إيه يا چو.


فاض الكيل منها ومن وقاحتها فهتف بحدة وإصرار: اللي بيحب بقا يا أروى أنا عمري ما حبيتك جايز كنت معجب بيكي بس أنا ما حبتش ولا هحب غير لارا عواد واللي بندم ندم عمري إني سبتها في يوم من الأيام

عشان كده من دلوقتي أنتي من طريق وأنا من طريق.


قال تلك الكلمة وهو يخلع حلقته الفضية من بنصر يده اليمنى ويلقيها عليها ومن ثم أشار لها بعنف: ودلوقتي اطلعي برة مش عايز أشوف وشك تاني حتى لو صدفة.


رمقته بتوعد ثم دلفت للخارج وهي تشعر بالهزيمة لأول مرة في حياتها لكنها قررت ألا تستسلم أبدا وإن كانت خسرت إحدى الجولات فلن تخسر الحـ رب مهما كانت النتيجة.


❈-❈-❈


استقبلتهم فيروز وهي ترحب بهم بحفاوة جعلت فريدة تبتسم فيبدو أن تلك المرأة نادمة حقا فيما اقترفته في حقها لذا دنت منها وعانقتها بصدق ثم فعلت بالمثل مع والد زوجها والذي بارك لها بسعادة على حملها.


دنت فيروز من ابنها وعانقته بقوة ثم همست في أذنه: سامحني يا أدهم أوعدك أني مش هعمل اي حاجة تضايقكم تاني حقيقي أنا ندمانة والله العظايم.


ربط أدهم فوق ظهرها بلطف ثم همس هو الآخر: ما فيش حاجة يا ماما أنا بطلب منك بس تخلي بالك من فريدة اعتبريها بنتك اللي ما خلفتيهاش.


حاضر.


قالتها بصدق مما جعلت أدهم يشدد من عناقها ومن ثم دنا من والده واحتـ ضنه هو الآخر فهتف بسعادة: أيوة كده يا أخي ارجعوا وأملوا علينا البيت تاني.


ترك أدهم ثم فتح ذراعيه لتالين التي ركضت ترتمي بينهما وتهتف بطفولة: أنا عايزة شوكولاتا يا جدو.


أما عن أدهم استأذن ومن ثم اصطحب فريدة إلى جناحها القديم بعد أن نظفته الخادمة وهتف: حبيبتي خلي بالك على نفسك عندي قضية مهمة هاخلصها وارجع لك على طول. اتفقنا؟


أومأت له بالموافقة

فطبع قبـ لة عميقة فوق جبينها ثم انصرف.


أما عن مرام فتابعت أدهم بعينيها حتى اختفى ثم اتجهت إلى غرفة فريدة طرقت الباب ثم ولجت بعد أن أذنت لها بالدخول

تطلعت إليها فريدة بدهشة ثم هبت واقفة هاتفة بهدوء: تعالي يا مرام اتفضلي.


انصاعت مرام لطلبها ثم جلست بجوارها فوق الفـ راش وهتفت دون مقدمات: طبعا أنا مش هقول لك حمد لله على السلامة أنا عمري ما هنسى إن أنتي اللي أخدتي مني حب عمري بس أنا حسيت أنك بنت أصول عشان كده حبة أتكلم معاكي شوية جايز ارتاح وكمان حابة أقول لك إني هنفصل عن أدهم بعد ما أولد مباشرة عشان أنا تعبت.


شعرت فريدة بالفضول مما ستخبرها به مرام فهتفت بلهفة لم تستطع إخفائها: قولي اللي عندك يا مرام أنا سمعاكي.


شرعت مرام في قص ما حدث على مسامع فريدة بدءا من اتفاقها مع فيروز للإيقاع بأدهم وحتى الزواج به

والأخرى مجدوها مما تستمع إليه وهي فاغرة الفم متسعة العينين فبعد ما انتهت هتفت بعدم تصديق: معقولة فيروز تعمل كل ده في ابنها استغفر الله العظيم يا رب

وأنتي يا مرام أزاي ترخصي نفسك بالشكل ده وتعملي حاجة حرام!


دمعت عيني مرام ثم أجابتها بحسرة: كنت بحبه ومش عايزة حاجة في الدنيا غيره بس الظاهر أني كنت غلطانة واقتنعت بعد كده أن اللي يتبني على غلط فهو غلط.


شعرت فريدة بالشفقة عليها وقررت أن تخفف عنها فتحدثت بهدوء: عموما أنسي اللي فات وابدئي من جديد واستغفري ربنا ربنا جميل اوي يا مرام عمره ما حد لجأ له وخذله صدقيني لو لجأتي له وأنتي فعلا ندمانة على اللي عملتيه هيسامحك ومش بس كده هيكرمك في حياتك اللي جابه.


منحتها مرام ابتسامة صغيرة ثم أومأت لها بالموافقة بعد أن هبت واقفة هاتفة بامتنان: شكرا أنك سمعتيني بس أتمنى أن الكلام ده يفضل ما بيني وما بينك بلاش أدهم يعرفو مش عيزاه يحتقرني ولا يحتقر أمه.


أومأت لها فريدة بتفهم

فاستأذنت منها مرام ثم دلفت للخارج تاركة فريدة تستغفر الله وهي لا تصدق أن هناك أناس يكمن الشر بداخلهم لتلك الدرجة لكنها تعهدت بأن يظل حديثها مع مرام سرا حتى الموت كي لا تنفضح والدته وكذلك مرام التي يبدو عليها الندم الشديد.


..يتبع مع الخاتمة

إلى حين نشر الرواية الجديدة للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة