رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر الفصل 8 - 3 - الثلاثاء 6/2/2024
قراءة رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل الثامن
3
تم النشر يوم الثلاثاء
6/2/2024
قال الأخيرة بمغزة فهمه الاخر والذي كان مضيقًا عينيه بتفكير ليعقب له:
- كان لازم اعرف من الاول ان خلفة الندامة من فايز النحس وشربات التنح، لا يمكن تجيب الا الفقر...... عايز ايه يا واكل ناسك؟ دا انا مصدجت خلصت من خلجة ابوك، طلعتلي انت من فين؟
- هه من فوق السطح .
قالها بضحكة بلهاء زادت من احتقان البقية ليختصر عيسى الجدال، صائحًا بغليل، يقبض على ياقتي قميصه بعنف:
- ومفكرنا احنا هنسلم لعيل اهبل زيك ، بعد المرار دا كله اللي شربناه.
- استني يا عيسى، متبجاش غشيم، احنا مش ناجصين نصايب
هتفت بها من خلفه سند وهو يحاول فك استباكه به، امام ابصار الرجلين المنتظرين النتيجة من خلف هذا النزال
رد معقبًا عيسى
- انت مش شايفه انت كمان؟ واد شربات عايز يعمل نفسه ناصح ويجاسمنا ع الجاهز.
صاح به مالك:
- لا يا حبيبي كان خال عليا لعبكم، زي ما خال ع الكل،
انتوا الاتنين بالذات فاهمكم من الاول، مش من النهاردة وبس، لا يا غالي، دا من بداية الحكيوة كلها وموت حجازي اللي كان متفق هو كمان معاكم.......
بقوله الاَخير، خيم الصمت على رؤوس الجميع، وارتخت ذراعي عيسى عنه، امام الذهول الذي عصف بالآخر، الصغير الابله يعرف كل شيء، بل ويأتي الاَن ليهددهم بإفساد صفقة العمر التي تسير الخطط لها منذ سنوات.
نفض مالك ذراعي الاثنان عنه ، يرمقهم بتشفي، وقد
صار الوضع كحرب مشتعلة بالنظرات المحتدة نحوه، شاعرًا بانتظار غبي ، حتى لم يتوقع رد الفعل الذي أتى مباغتًا من سند ، حينما هجم فجأة ليقيده من الخلف كاتمًا فمه بكفه الحرة ، ثم يهدر بفحيح له:
- طب والله كتر خيرك ، كدة بجى الواحد يعيش على نضافة بعد ما يخلص عليك ، والحفرة اللي انت مراجبها بجالك ايام ، هتبجى جبرك دلوك.
قاوم مالك محاولا اخراج صوته ، لينجده احد من الثلاثة الآخرين، او احد من الخارج ، ولكنه قوبل بالصلف والجمود من الجميع حتى صدقي قبل ان يُصدم بالاتصال المفاجئ من احد الارقام الهامة اليه، التي ما أن نهاها سريعًا حتى هتف بغضبه نحوهم:
- الله يخرب بيوتكم ، الحكومة عاملة حملة وجاية ع البيت، يلعن فايز وخلفة فايز، بجدمكم النحس اللي يجيب الفقر
قالها وتحركت اقدامه على الفور نحو المغادرة وخلفه الشيخ المزعوم ولكنه تفاجأ بمن يقف يتصدر أمامه:
- على فين يا صدجي باشا؟ هتمشي كدة من غير ما ترحب بحبايبك اللي جاينلك مخصوص يباركولك ع اللقية الجديدة.
تجمد الرجل مصعقوًا، كرد فهل اولي ، قبل ان يتمالك وتبرق عينيه باشتعال، يغمغم الاسم بتذكر:
- بسيوني.
❈-❈-❈
انتبه عارف عقب خروجه من المرحاض واثناء تجفيفه بالمنشفة على شعر رأسه، لصوت زوجته المنفعل في الحديث عبر الهاتف، مع احدهما:
- ازاي مجالكبش رايح فين؟ يطلع في عز الليالي بالرجالة بتاعته من غير ما يقولك على خط سيره، دا اتجنن دا ولا ايه؟............ وانتي هتجوليلي؟ ما انا عارفاه وعارفه راسه الناشفة....... يا حبيبتي اهدي متجلجيش عليه، دا اخويا وانا عارفاه، على كد ما هو متهور في افعاله، لكنه في نفس الوجت حريص ومفيش ازكي منه.......... يا حبيتي عارفة ان انتي بتتكلمي خوف، وعشان العيل اللي جاي ، فهماكي انا فهماكي،
انهت المكالمة لتلتف نحو زوجها الذي جلس بالقرب منها على الفراش يسألها بقلق:
- ايه الحكاية؟ ماله اخوكي المجنون عمل ايه؟
ردت بقلق واضح:
- دي نادية متصلة، بتجول انه خد الرجالة وطلع من ربع ساعة بالظبط ، ولما سألته مرديش يريحها غير بجملة واحدة، متجلجيش ، خير ان شاء الله
- وه .
غمغم عارف بدهشة قبل ان يتناول هاتفه ويطلب الرقم على الفور، ثم عاد اليها بقوله:
- يخرب عجله، دا بيقولي الرقم مغلق، هو راح فين الجزين ده؟
- ما هو دا اللي مخلي مرته بتشد في شعرها، مسكينة بتكلمني وهتموت من الرعب، خايفة عليه، حتى وهي بتلاوعني في الكلام ، انا نفسي كمان هتجن واعرف راح فين؟ عليا النعمة غازي ده عايز اللي يلمه على عمايله دي ، طب يدينا خبر ، ولا حتى يخبرك انت صاحبه، مش انت صاحبه بردك،
- طبعا صاحبه يا مجنونة انت كمان .
هتفت بها ردًا لها قبل ان يعاود الاتصال مرة اخرى مرددًا بقلق تسرب اليه هو الاخر:
- جيب العواقب سليمة يارب، يا ترى هببت ايه يا غازي الزفت؟
❈-❈-❈
- اعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
صرخت بها، وهي تنهض بجزعها عن الفراش، واضعة يدها فوق موضع قلبها، وكأنها كانت في سباق عدو ولسان فمها لا يتوقف عن التمتمة بالأدعية الحافظة، رغم لهاثها،
فعلها جعل سكينة هي الأخرى تستقيظ جوارها على التخت المجاور لها، لتخاطبها بحنان:
- بسم الله عليكي يا بتي، دا اكيد كابوس اللي كتم على نفسك
قالتها سكينة وتقدمت نحوها بالكوب الزجاجي الممتلئ بالمياه ، لتلتقطه الأخرى وترتشف منه المياه دفعة واحدة وكأنها كانت في صحراء جرداء، لتمسد المرأة على ذراعها بحنو قائلة:
- بالهنا يا بنتي، ليكون نمتي من غير ما تقري قرآن، مش بعادتك يعني
مسحت سليمة بكفها على جبهتها وباقي وجهها تمسح عنهما العرق الذي اغرق بشرتها، لتعقب ردًا لها:
- والله ما انا عارفة دا كان كابوس ولا حقيقة، اللهم اجعله خير .
سألتها سكينة بفضول:
- ليه يا بتي؟ هو انتي حلمتي بإيه؟
كانت على وشك ان تجيبها قبل ان تنتبه على خلو الغرفة الا منهما ، لتسالها بفضول :
- امال هويدا راحت فين؟ دي نامت جبل اما انام .
اجابتها سكينة بعدم اكتراث وهي تعود لفراشها بخطواتها البطيئة بفضل التقدم بالعمر:
- جالها اتصال من شوية، وبعدها رجعت تلبس عبايتها السودة بتاعة الطلوع، واما سألتها راحة فين؟ جالت جوز بتي جاعد تحت مستنيني عايزني اروحلها دلوك واشوفها ليكون اللي عندها دلوك طلق ولادة.
- طلق ولادة.
رددت بها سليمة من خلفها لتغمغم بتساؤل واستغراب:
- طلق ولادة ع التامن ، يمكن..... الله اعلم .
❈-❈-❈
وصلت القوة الأمنية لتدفع باب المنزل المفتوح على مصراعيه، لبدلف مقدم الحملة اولا، ثم خلفه عدد من الرجال الأشداء، يرافقهم غازي والذي دلهم على طريق الغرفة المقصودة من وصف رجله الذي اتقطع به الاتصال منذ دقائق ، حتى شعر بانقباض قلبه في القلق عليه.
يخشى ان يكون قد تهور بفعل من نفسه ، رغم التحذير والتشديد من جانبه الا يفعل شيء من دون مشورته:
- شكلهم هربوا يا باشا، مفيش اي صوت في البيت،
قالها احد رجال الأمن، قبل ان يصرخ الاخر:
- يا نهار اسود ، دا في واحد هنا باين دماغه مفتوحة ومغمى عليه .
اندفع غازي مع الرجال نحو الجهة التي جاء منها الصوت ، وكانت المفاجأة حينما رأه كالجثة امامه مستلقي ، لبقع على ركبتيه جواره، يصرخ عليه بجزع:
- بسيوني، ايه اللي حصلك يا بسيوني؟
لم يكد ينهيها حتى صدر صوت إجش من جهة قريبة:
- دا في قتيل تاني هنا كمان!
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر من رواية ميراث الندم, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..