رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر الفصل 12 - 4 - الأثنين 19/2/2024
قراءة رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل الثاني عشر
4
تم النشر يوم الأثنين
19/2/2024
رددت هناء من خلفها بذهول:
- متقبليش حد يقرب منه غيرك، وكمان يخصك.... طب انا عايزة اعرف بقى يخصك ف إيه؟ جوزك ولا
خطيبك، ولا اخوكي ولا ابن عمك؟
- يا ستي انتي مالك، ان كان خطيبي ولا جوزي ولا ابن عمي؟ متقربيش منه وخلاص يا هناء.
ضجرت الفتاة من تصميمها حتى استنفزت طاقتها لتخرج وتتركها، لتتغمغم اثناء ذهابها:
- خديه يا ختي واشبعي بيه، اشحال ما كان في غيبوبة كنتي عملتي إيه؟ بلا نيلة.
- نيلة ف عينك يا هناء .
هتفت بها هي الأخرى في اثرها، قبل ان تعود إلى المريض المستلقي لا حول له ولا قوة، تبصره مستندة بخدها على قبضة يدها، ثم تخاطبه:
، اممم عاجبك الحال كدة، ما انت لو صاحي ومفتح عنيك كنت هترفضهم لوحدك من غير ما تجيبلي الكلام، لكن اعملك ايه؟ وانت شكلك استحلتها؟
زفرت بيأس لتهتف هذه المرة بقوة:
- لا بقولك ايه، انت هتفوم يعني هتقوم، دا انا اخترتك دونًا عن الجميع ، عشان عارفة ان انت نصيبي، بأمارة ما حكيتك كل حاجة عني وعن اخواتي وعن امي تنكر، هتنكر يا بسيوني ولا هتعملي فيها مُغيب..
قالتها لترتفع رأسها فجأة، فتجد شقيقته امامها تقف تطالعها بذهول ، ليخرج صوتها بعد ذلك:
- انتي بتزعجي في اخويا؟
ابتعلت مشمش بحرج لبكها عن الرد بجملة مفيدة، حتى دلف يوسف اليهما سائلًا باندهاش لهيئتهم:
- ايه يا جماعة، باصين لبعض كدة ليه؟
تلبكت مشيرة امام حدة النظرات التي كانت تصوبها نحوها ورد، لتبرر لها بكذبة بلهاء:
- انا كنت بجرب مع المريض، يمكن من مكانه يسمعني ويرد عليا وانا بكلمه، هو النهاردة مردش، بس ان شاء الله يرد المرة الجاية، عن اذنكم
خرجت سريعًا من امامهم، لبعلق يوسف ضاحكًا:
- مين النمرة دي؟
عبست ورد تجيبه:
- دي البلوة اللي بتراعيه، عليا النعمة لو اخويا صاحي ، كان سفخها جلمين يعدلوها ، البت المجنونة دي.
ضحك معقبًا لها بتسلية:
- طب والله عسل، دا كفاية الفكرة المجنونة اللي قالتها.
- عسل !
رددت بها بملامح انكمشت بغضب وحنق، لتسدير عنه نحو شقيقها تذهب اليه وتقبله دون إضافة أي كلمة أخرى .
قطب هو قليلًا يستوعب، ليتمتم بعد ذلك والفراشات الملونة تحلق من حوله:
- انا بتكلم كدة مجازًا والله، مش قصدي حاجة......
رمقته بسهم شعاعها العسلي، بنظرة جمعت ما بين الدلال والحدة وكأنها لم تصفح بعد، ليردد داخله بقلب
ينتفض بفرح يغمره:
- حبيبي يا زينهم.
❈-❈-❈
- (( ما بتروديش ليه)) (( كام مرة اقولها عشان تصدقي؟)) (( وحشتيني يا فتنة، وقلبي نار بتحرق فيه من وقت ما فارقتك ))(( انا غبي لو سيبتك تضيعي مني تاني))
كلها رسائل كانت تأتيها على الهاتف، تقرأها بابتسامة متسعة وانتشاء يغمرها، تشعر انها ملكت العالم بأن اوقعته في عشقها وتتسلى بعذابه الاَن، بعد ليالي عاشت بها بإحباط يقتلها، وقد ظنته هرب منها بعد معرفته لحالتها كمطلقة وام لأولاد.
- (( فتنة، هموت واشوفك ردي عليا بقى))
ضحكت هذه المرة لتضغط على حروف الشاشة بلهجة معاتبة تقول:
- (( تشوفني ليه؟ مش انت راجل اعزب وانا ست مطلقة، ايه اللي يجبرك على واحدة زيي؟ ولا انت نسيت الصدمة اللي حلت على وشك ساعة ما عرفت؟)؟
انتظرت ارسال الرد بعدما عرفت بقرائته لها، ولكنه فاجئها باتصاله على رقمها، تلبكت في البداية واضطربت، حتى اضطرت في الأخير ان تجيبه، بنبرة جعلتها حادة:
- اللوو.... عايزة ايه يا صلاح؟ ما انا رديت على رسالتك وخلصنا.
وصلها الصوت بهدوء يدهش:
- خلصنا فين بس يا قلبي ، هو احنا ابتدينا اصلا؟ وحشتيني يا فتنة، وحشتيني اوي
❈-❈-❈
- جاعد عندك في الضلمة بتعمل ايه يا غازي؟
هتفت بها تضغط على قابس الكهرباء تجفله، وهي تقتحم عليه غرفة المكتب الذي كان جالسًا خلفه، واضعًا كفيه على رأسه المطرق بهم يثقل كاهله،
انتبه لها ليصمت متابعًا دلوفها اليه ثم سؤالها له بقلق:
- مالك يا غازي؟
ابتلع ينفض عن رأسه الافكار السوداء ليجيب بلهجة بدت عادية:
- مفيش حاجة يا نادية، انا بس خلصت شغل وعجبني جو الضلمة، عشان اصفي عجلي شوية،
- تصفي عجلك في الضلمة!
قالتها بتشكيك وعدم تصديق، ليضطر هو لتغير دفة الحديث ، وعينيه تجول على ملامحها وما ترتديه ، ليردف بغزل:
- يا ما شاء الله، شايفك رايجة حاطة الاحمر والاصفر ولابسة الشفتشي.....
توقف بنظرة ذات مغزى، تزيد من ثقتها لتمرر يديها على الشعر الحريري بدلال ، تسأله بمكر:
- وايه رأيك بجى؟ حلو الشفتشي، ولا اغير احسن؟
تبسم بخبث وعيناه ذهب لجيدها وتكشفه المنامة بسخاء، يقول:
- والله انتي في كل الحالات عجباني، اشحال بجى وانتي مزغللة عيني بالاحمر لون الليالي الزينة ده؟
تبسمت بخجل تجاهد ان تخفيه، لتنهض فجأة، تمد كف يدها اليه تدعوه:
- طب جوم تعالى معايا عشان اعشيك، وبعدها اتغزل براحتك .
تنهد يزفر بقنوط فعقله المشتت الاَن لا يعطيه فرصة للإندماج والصلح الذي تبغيه، فهو بالكاد نجح في التجاوب معها الاَن:
- روحي دلوك وانا جاي وراك، هعمل بس شوية مكالمات .
ردت باعتراض:
- ليه يا غازي؟ ما تأجلها المكالمات، الوقت اصلا متأخر.
- مما انا كمان هراجع على كام ملف بعتهم يوسف، وعايز الرد عليهم بسرعة، روحي يا نادية مش هعوج عليكي.
تمتم بالاخيرة يقلب ف بعض الاوراق امامه، يدعي الانشغال بهم، كي لا يرى حزنها، والذي شعر به من نبرتها الفاترة، وهي تخبره بخيبة امل:
- ماشي يا غازي انت حر ، ع العموم انا مستنياك، ف اي وقت هتدخل الأوضة...... مش هنام.
اوما بهز رأسه دون ان يرفع ابصاره إليها، ليظل على وضعه حتى ذهبت من امامه، ينتظر خروجها من الغرفة،
ليرفع رأسه فجأة مجفلًا على صوت تأوهًا صدر منها:
تطلع بتساؤل ليجدها تستند بكفها على الحائط بضعف جعله ينتفض، ليرى ما بها:
- مالك ؟ فيكي حاجة
امسكت بكفها على جبهتها تجيبه:
- حاسة نفسي دايخة، وكان الدنيا بتلف بيا... اه
في الأخيرة كادت ان تقع، لولا ذراعيه التي تلقفتها لترفها محمولة بين ذراعيه، يسألها بقلق:
- تروحي معايا للدكتورة ولا اتصل اجيببها هنا احسن .
وعلى عكس ما توقع، تبسمت تلف ذراعبها حول عنقه، تقول بدلال:
- لا ده ولا ده، وديني اوضتي عشان توكلني بيدك ، اصلي حاسة اني جعانة، والدوخة بسبب النونو، ولا انت ناوي تكسف النونو.
ابتسامة واسعة لاحت على محياه، ليرد باستسلام ضاحكًا:
- ويعني بعد اللي حصل ده، ليا عين انا اكسف النونو ولا ام النونو.
ضحكت بانتشاء نجاح خطتها ليتمتم هو بمرح وقدميه تتحرك بها:
- والله وطلعتي ما ساهلة يا نادية؟ عرفتي تغلبي الكبير يا بت هريدى.
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر من رواية ميراث الندم, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..