رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر الفصل 11 - 3 - السبت 17/2/2024
قراءة رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل الحادي عشر
3
تم النشر يوم السبت
17/2/2024
لم تصدق عينيها في البداية حينما رأت طيف جسده الهزيل داخل فناء المنزل من شرفة طابقها الداخلية ، حتى ظنته في البداية لصًا او متطفل من اهل المنطقة أتى ليبحث عما بحث عنه العديد من ضعاف العقول بعد الحادث رغم علمهم ان كل شيء ذهب للحكومة، بعد سرقة ما خف وزنه وثقل ثمنه من قبل المجرمان عيسى وسند ومن شاركهم فيما حدث.
ليأتي الاَن هو برفقة والدته المكلومة على حفيديها وزوجها والاَن ابنها بفقده للجميع، ما أصعب ما يعانياه الاثنان الآن:
كان جالسًا على طرف الحفرة الكبيرة، ينظر داخلها وفقط، ف اقتربت هي بعدما القت التحية نحو سكينة الجالسة بالقرب منه في أحد الاركان، واضعة كفها على وجنتها ببؤس:
- اخيرا طلعت يا فايز؟ عامل ايه النهاردة؟
انتظرت قليلًا حتى خرج صوته بما يشبه الغمغمة:
- زين وعايش، ولساتها رجلي بتدب عليها.
عقبت على قوله؛
- المهم انها بتدب ع الأرض، يعني لساك واجف على حيلك ودي اكبر نعمة من عند الخالق،
ارتفعت رأسه هذه المرة ليتطلع اليها موجهًا كلماته لترى ملامحه المجعدة وكأنه كبر من السنوات ٢٠ عاما فوق عمره:
- ايه اللي عرفهم طريق الكنز يا سليمة؟ وابويا نفسه دفن على بوابة السرداب من اول ما ظهرت جدامنا واحنا عيال وجال انه دفن على بوابة الفتنة......... دا انا نفسي نسيت، مين اللي خبر عيال عليه وهوايدة عشان يغدروا بعيالي؟
- الله اعلم باللي غدر بولدي، محدش متأكد ان كان هما ولا غيرهم.
- ما هو ولدي انا كمان يا سليمة، ولا انت فاكره كسرتي دلوك على واحد بس؟
غامت عينيه ليتابع بصوت مبحوح:
- انا بس اللي غبي وفهمي تجيل ، كان لازم اخد التلت ضربات عشان افوج، كان لازم اتكسر عشان ينكسر كبري وظلمي ليكي يا بت عمي،
ردت بكبرياء:
- الكلام ده فات اوانه، خلينا دلوك في الوجت الحالي، ربنا بصبر جلبك ويطبطب عليك بلطفه.
- بس انا استاهل يا سكينة، استاهل عشان طول عمري مغيب عجلي في الشرب والعند من غير سبب بغشم، معمي ع اللي بيحصل حواليا، حتى وانا شايف الواد مجلوب عليا، عينه اللي بطج شرار كل ما يبصلي ولا تيجي عيني في عينه، كان متمرد ومحدد طريقه، اتغر بعجله الصغير، وافتكر ان هيعمل اللي انا معملتوش، وكان النتيجة انه يروح فيها
انا اللي مكنتش سائل ولا كان بيهمني، أهملت اسأله ماله، زي ما أهملت في حق الاول، انا باخد جزاتي يا سليمة، انا استاهل يا سليمة.
لأول مرة منذ سنوات لا حصر لها يرق قلبها اليه، لقد تبدل اخيرا وعرف طريق الحق، لقد استفاق من غيبوبته، ولكن بعد فوات الأوان
❈-❈-❈
- البيبي تمام وآخر حلاوة.
- يعني نطمن يا دكتورة؟
سألتها نادية والتي كانت حاضرة معها في هذا الوقت في زيارة لتطمئن عليها مع زوجها.
وكان رد الطبيبة بابتسامة ودودة وهي تلملم ادواتها داخل حقيبة العمل بعد فحصها للمريضة:
- طبعا تطمن ان شاء الله، بس مش اوي يعني، ما هي الحركة والسفر حسب كلامكم، هما سبب التعب اللي حاصل لها، يعني المطلوب دلوقتي هو الراحة، المرة دي جات سليمة، المرة جاية ممكن يحصل نزيف ولا اعراض احنا في غنا عنها حاليا، عايزين نكمل الشهور اللي جاية على خير ، ولا ايه يا ست روح .
اومأت لها الأخيرة بطاعة:
- طبعا يا دكتورة، ربنا يستر في اللي جاي .
- ان شاء الله بس احنا نحرص.
- اكيد بإذن الله يا دكتورة.
هتفت بها نادية لتلفت نظر الطبيبة اليها:
- وانتي كمان يا قمورة خلي بالك ، ولا انتي ناسية انك في البداية زيها، مش عايزة توصية انتي كمان، الواحدة منكم تعرف مصلحتها من نفسها، ولا ايه ؟
قالتها الطبيبة بطرافة، قبل ان تستأذن وتغادر بصحبة عارف بعد ان طمأنته على زوجته، لينفردا بحديثهما معًا، فسألتها بفضول:
- مش ناوية بجى يا ست نادية تعلني عن خبر حملك؟ خلي الكل يفرح بالخبر، وغازي يعمل فرح وليلة كبيرة.....
- ايوة..... هو دا اللي انا خايفة منه.
تمتمت بها تقاطعها، لتردف بتخوف:
- يا ست روح افهمي بجى، انا ما حد ضيع عيالي مني في اول مرة غير اللهفة وتكبير الشوم اللي زي ده، اللي اتلسع من الشربة يخاف من الزبادي، وانا اللي اتلسعت في عيلين نزلوا جبل اوانهم، ومجدرتش حتى اخدهم في حضني، ولو ع الفرح والليالي ، كله في وجته ياجي ان شاء الله، بس الصبر، لازم يعني الجلجزة.
ضحكت روح على تعبيرها الاخير، لتعلق لها بمرح:
- والله انتي طلعتي ما ساهلة، ع العموم يا ستي برضوا حقك، المهم بجى خلينا في علاقتك مع الكبير، انا شايفاه مجلوب النهاردة وهو بيوصلك وبيتكلم معاكي ع الناشف او عادي ع الأصح ، ايه اللي حصل بجى؟ دا مش طبع غازي الملهوف على بصة منك ابدا.
زمت شفتيها ببؤس تجيبها:
- ما انا ملاحظة، وعارفة ان انا السبب في جلبته دي، هو الراجل اساسًا تعبان وزعلان، وانا بغشمي زودت عليه.
قطبت روح تطالعها بتمعن، وقد لفت نظرها اللهجة الجديدة منها في ذكر شقيقها والتحدث عنه، تلتمس تغيرا ملحوظًا جعلها تخاطبها بانتباه:
- طب ما تحكيلي يا ست نادية، زعلتي كبيرنا في ايه يا بت؟
في استجابة سريعة منها ، وكأنها كانت في انتظار الفرصة للبوح عما بداخلها، امام من تستطيع فهم ما تمر به، ردت:
- هحكيلك يا روح، عشان انتي الوحيدة اللي ممكن تفهميني
❈-❈-❈
في المجمع التجاري الكبير
أتت هذه المرة تصحب عزيزة، لتجلس معها في نفس المحل الذي أصبحت ترتاده في الفترة الأخيرة، في رغبة منها لرؤيته، وبنفس الوقت اظهار عدم الاهتمام بالضحك والتسامر مع الأخرى، حتى حينما اكتشفت حضوره أصبحت تزيد بمرحها دون ان تلتفت اليه وكأنه لا يعنيها، ولا تعلم انها كلما زادت تنكشف امامه أكثر بغفلتها،
- عشان تعرفي بس يا عزيزة، اني معنديش اغلى منك، جايباكي في احلى مكان فيكي يا محافظة
ردت الأخيرة بسذاجة ليست غريبة عنها:
- وانا كمان معنديش اعز منك وانتي عارفة زين، ربنا ما يحرمني منك يا فتنة، الاماكن الحلوة دي في حياتي ما شوفتها ولا اعرفها.
تبسمت هازئة وعينيها ذهبت نحو هذا الذي يرتشف من قهوته ، يدعي انشغاله بشيء ما في الهاتف:
- ليه يا ناصحة، معملهاش عزب معاكي ابدا بجى؟ يعني لا فسحك على خطوبة ولا جواز ولا شهر عسل حتى؟
عبست عزيزة تردد خلفها بحنق:
- فسحني على طين! هو دا يعرف اساسا يفسح ولا يزفت، والنبي ما تفكريني بيه، دا انا ما صدجت اخد نفسي معاكي النهاردة، جطيعة ، هي الرجالة بياجي من وراها اي فرح .
- والله وصدجتي
قالتها فتنة بمغزى تقصده، وابصاره لم تنزاح بعد عنه، بظن منها، انه لا يراها ، ولا تعلم بأنه كالردار، يسجل كل فعل منها ، في انتظار تحين الفرصة، وقد ثبت له انها وقعت،
ليرفع رأسه نحوها فجأة يظبطها متلبسة بالجرم في التطلع اليه، حتى ارتبكت لتبتعد ببصرها عنه إلى عزيزة، ترتشف من العصير وتتحدث في أي شيء، ولكنه ظل على وضعه حتى لفت انتباه عزيزة لتعقب بضجر:
- يا مراري، الراجل دا ماله بيبصلنا كدة بعينه البجحة، دا مش رافع عينه عنينا ، ايه جلة الحيا دي،
زاد اضطراب فتنة لتنهاها:
- واحنا مالنا بيه؟ خلينا في حالنا.
- واحنا مالنا كيف؟ دا كانه جاصد؟ والنعمة ابلغ مدير المطعم عنيه؟
- ولا تبلغي ولا تتيلي جومي .
هتفت بها لتنهض وتأمرها هي ايضا بالمغادرة، لتنسحب من امامه، وقد استطاع بالفعل اثارة التوتر بها، مع ضعف الفهم عند الأخرى، لتغمغم داخلها بكل الشتائم والسباب ، لهذا الوضع الغير مفهوم، وكانت المفاجأة حينما صدح هاتفها برسالة مفاجئة، قبل ان تدلف للمصعد ، فتحت لتفاجأ بكلمة مقتضبة منه، ولكنها كانت كفيلة بقلب كيانها رأسًا على عقب:
- (وحشتيني )
❈-❈-❈
عودة للقاهرة
وبداخل شقة يوسف والذي كان يحلق ذقنه امام المراَة في المرحاض ، حينما تفاجأ بدفع الباب فجأة، وظهورها امامه، حيث بدا انها كانت على وشك الدخول حينما اصطدمت عيناها به ، لتشهق بجزع ثم ترتد مسرعة، مما جعله يخرج خلفها :
- بتجري ليه يا ورد انا خارج اصلا، ورد.
توقفت على ندائه دون ان تلتف اليه ، فتابع سائلا بعدم فهم:
- مالك وقفتي ليه؟ ما انا بقولك ارجعي تعالي ادخلي الحمام ، انا داخل اغير وخارج أساسا
ظلت على وضعها معطيه ظهرها ليتابع بعفويته:
- ورد.... هو انتي اتسمرتي مكانك زي التمثال؟ ما تبصي عليا تكلميني عايزة اعرف منك الاوراق المطلوبة لنقلك.
الى هنا ولم تعد قادرة على الصمت لتهدر به متزمرة:
- ابصلك ازاي ولا اروح فين من اصله؟ مش تستر نفسك الاول جبل ما تكلمني، اوووف.
قالتها ثم تابعت طريقها بسرعة لتغلق عليها باب غرفتها، لينتبه هو اخيرا لهيئته، حيث كان مرتديًا لفانلة داخلية بيضاء ملتصقة بصدره العضلي على بنطال قطني مريح،، بوضع اعتاد عليه داخل منزله، حتى غفل عن وضعها معه،
رد فعلها اثار بداخله التسلية ، حتى لاحت ابتسامة مشاغبة على فمه وابصاره ارتكزت على باب غرفتها المغلق، ليعلق بمرح:
- يا دي الكسوف، دي عضلاتي بانت قدامها، يا ترى خدت بالها منها ولا محتاجة اعادة مشهد؟
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر من رواية ميراث الندم, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..