رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر الفصل 9 - 3 - الخميس 8/2/2024
قراءة رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل التاسع
3
تم النشر يوم الخميس
8/2/2024
اتت والدتها على الصوت ، وخلفها ناجي ايضا، ليرد على قولها وهو يصعد الدرج اليهما:
- مالوا جوزها يا ست فتنة؟ انا كنت جاعد تحت في الجنينة اصلًا:
نقلت بغضبها نحوه تردد:
- طب يا محروس يا للي كنت جاعد تحت في الجنينة، يعجبك اللي السنيورة لابساه ده؟ افرض حد من خواتك شافها ولا عيال اخواتك، هيبجي منظرك ايه يا سبع الرجال؟
سبقته جوليا بقولها:
- انا يا هبيبي كنت هنده عليك وهرجع تاني ع الغرفة، ولو كنت شوفت اي راجل، كنت هجري على طول على، انا مقبلش حد يشوفني كدة غيرك انت يا هياتي .
ختمت بابتسامة يغمرها الدلال، اطاحت بثباته، وهي تتمايل بجسدها أمامه، ليبادلها ببلاهة حتى انتفض على صيحة فتنة الغاضبة:
- انت لحجت تريل يا جزين، البت دي لحست عجلك، ما تصحى للكلام اللي بجوله، خلي البت دي تتعدل ، يا تلبسك الطرطور.
- تلبسني الطرطور، ما تحترمي انت نفسك يا فتنة وبطلي جلة حيا ، انا مرتي بتلبس في بيتي، وحتى لو اتجرأت شوية، دي خواجية يعني هتاخد وجت على ما تتعود، وهتبجى عال العال كمان، مش كدة يا جوجو؟
- كدة يا هياتي، تعالي بقى لما اقولك انا كنت عايزاك في إيه، عن اذنك يا هماتي.
قالتها تسحبه من ذراعه، لتردد من خلفها رئيسة:
- اذنك معاكي يا حبيبتي.
عقبت فتنة بجنون ما تشعر به:
- شايفة الأهبل ياما بيضحك ازاي وهي ساحباه زي البغل، دا مهموش الكلام ، ولا شكله جصدانا، البت دي كلت بعجله حلاوة، زي ما عملت مع ابويا بدلعها عليه، بتخليه يفوتلها ويبلعلها، وانتي كمان شايفة كل عوجها وساكتة.
تكتفت رئيسة بابتسامة هازئة ترد:
- وايه الجديد؟ ما انا شايفاكم كلكم معوجين وبرضك ساكتة، جات ع الخواجية، ع الأجل هي بت حِركة وبتعرف بتاكل عيشها، وتبلف اللي حواليها بشطارتها.
شيليها انتي من مخك بس وخليكي في نفسك ، مش انتي برضك طالعة النهاردة يا غالية، والله عرفت من ساعة ما سربتي البنتة على بيت ابوهم، رغم انك عارفة زين انه مش جاعد، لكنك طبعا مستجصدة مرة ابوهم كالعادة،
التوى فمها بعدم اكتراث، فتابعت رئيسة بسخطها، قبل ان تذهب وتتركها:
- ربنا يهديكي يا بتي.
❈-❈-❈
تتفتل في نفس المجمع التجاري ، مقلتيها تذهب يمينًا ويسارًا في البحث عنه، رغم ادعائها الشموخ في السير بتعالي كعادتها، والتسوق من محل الى اخر، حتى وجدته فجأة امامها يعترض طريقها :
مساء الجمال.
شهقة مكتومة من فمها تصنعت بها الإجفال قبل ان تقول:
- إنت تاني؟ هو المول ده كان بيتك؟ ولا انت فاضي ومعندكش شغل
قالتها ثم تحركت من امامه بدلال، ليتبعها هو قائلًا:
- طب اعمل ايه طيب في اللي وقفت حالي، وخلتني زي المجنون اجي كل يوم وفي الوقت ده بالذات الف بالساعة والساعتين عشان اشوفها، يومين يا جبارة، تغيبيهم، دا انا كان عقلي هيشت مني.
هذه المرة وقفت تطالعه بعدم تصديق قائلة:
- يا سلام، مش لدرجادي يعني يا اخينا، انت يدوب شوفتني مرة او مرتين، خلي بالك انا مش دج عصافير عشان اصدج انك وجعت في هوايا.
اطلق ضحكة عالية ليستند بمرفقه على الحاجز الحديدي الذي توقفت جواره، يردد خلفها:
- طب وان قولتلك اني فعلا وجعت في هواكي، هتصدقي بقى ولا تكذبيني؟ لو كذبتيني يبقى انتي مش واثقة في نفسك، ما هو بالعقل كدة واحدة في جمالك تنطق الحجر، مش توقع في هواها وبس.
اصدرت تنهيدة تدعي الضيق رغم التماع عينيها الذي يبدوا واضحا امامه وقد اطربتها الكلمات من الداخل:
- وبعدين معاك يا جدع انت، انا مش عيلة صغيرة عشان اتأثر بالكلام ده، انا واحدة سبق ليها الجواز والخلفة كمان .
رد بما يشبه الصدمة امامها:
- ايه ده معقول؟ انتي اتجوزتي وخلفتي قبل كدة؟ امال ليه مش باين عليكي.
استطاع بمكره ان يلمح اضطراب هيئتها لرد فعله، حتى ظهر في اهتزاز صوتها رغم ادعاء العكس:
- وافرض يعني؟ ما انا اتجوزت صغيرة جدًا، ف شيء طبيعي انه ما بينش عليا، حضرتك بجى، ايه اللي خلاك زعلت؟
- لا ابدا، انا بس متفاجئ مش أكتر، اصل كنت فاكرك سينجل زي حالاتي، اصل انا ما سبقليش الجواز قبل كدة أبدا.
قالها وعينيه تراقب كل خلجة في ملامح وجهها الذي بهت امامه، بعدما شتتها بقوله، لترد بعد ذلك:
- واديك عرفت، وعشان اجيبلك الصورة أوضح، انا كمان مطلجة وعندي تلت بنات .
افتر فاهه بشهقة خرجت من جوفه معبرا عن صدمته:
- تلت بنات.
- ايوة تلت بنات
رددت بها من خلفه بحنق، قبل ان تتحرك ذاهبة من أمامه، غافلة عن ابتسامة لاحت على ثغره من خلفها.
❈-❈-❈
انهى غازي مكالمته الهامة مع احد المسؤلين ، بملامح يعتليها الهم، ليعود بعد ذلك الى الرجال يستأذنهم:.
- طب انا لازم انزل البلد الليلة عشان طالبني في القسم للشهادة، ابن الكلب، صدجي ابو سليم، محدش فيهم عارف ياخد منه حق ولا باطل
عقب يوسف:
- صدقي دا الراجل اللي قولت انه اهم طرف في القضية
تكفل عارف بالرد عليه:
- هو بعينه، ابن الفرطوس، عامل حسابه، ومأمن نفسه، كلهم هربوا الا هو ، جعد في بيته مستني الحكومة، ودلوك لما بيسألوا، بيقول انا كنت نايم في بيتي مشتفتش حاجة.
- دا تعبان كبير بقى .
- دا جحر تعابين لوحده
تمتم بها غازي، وابصاره اتجهت الى الفراغ، بشرود فيما ينتظره مع هذا الرجل الداهية، لكن سرعان ما نفض التفكير عنه على قول عارف:
- طب احنا كمان نسافر معاك ، ملهاش لازمه الجعدة، واحنا معرفينش امتى هيفوق .
اشاح غازي برأسه عنه، وقد اَلمته العبارة، مما اضطر عارف للتطليف مطمئنًا:
- يا غازي خليك مطمن، بسيوني قوي، وانا متأكد انه هيقوم منها.
- ان شاء الله، اللهم امين
تمتم بها الثلاثة قبل ان يجفلهم الصوت القريب
- خلاص يبجى كلنا ماشين.
قالها والد بسيوني، ثم تحرك نحو ابنته، وما هي سوى لحظات وبدا صوت الشجار بين الاثنين:
- انا بجولك مش ماشية معاك، عايز تروح روح لوحدك
- يا بت بطلي جلة حيا، بنجولك كلنا ماشين، هتجعدي هنا مع مين ولا ناوية تنامي في المستشفى.
- انت مالك انت انام في المستشفى ولا تحت الجطر، داخلك ايه بيا من اساسه؟
- يا بت يا جليلة الأدب
هدر بها، رافعًا كفه، يهم ان يضربها، ولكنها توقفت في الهواء بعد ان اوقفتها يد أخرى، اكثر صلابة وقوة:
- جرالك ايه يا عم جعيدي، هتمد يدك ع البت واخوها نايم في العناية جوا؟
انتفض الرجل من هيئة غازي، لترتخي ذراعه، ويخاطبه بضعف:
- ما هي اللي بتجل بقيمتي يا غازي يا ولدي، يرضيك يعني عمايلها دي؟ انا مهما كان برضوا ابوها.
اثرت كلمات الرجل عليه، ليرخي قليلًا من تحفزه، مراعيًا حقه كأب ، حتى وان كان لا يستحق. اما يوسف ف امام بكاء الأخرى، لم يقوى على كبت انفعاله:
- على فكرة حتي لو كنت ابوها، برضوا لازم تراعي حالتها ، مش شايف انهيارها ازاي على اخوها اللي هو سندها وكل دنيتها.
- انت بتجول ايه يا جدع انت؟ إنت مالك اصلا؟
هدر بها جعيدي نحو يوسف، والذي هم ان يواصل غير ابهًا بما يقال عنه من الجميع، ولكن غازي لحق عليه، ليسحبه ويبتعد عنهم بمسافة امنة بعض الشيء ليحذره هامسًا:
- اهدي بلاش فضايح، الراجل دا مخه تخين، مش ناجصين إشكال معاه.
- يعني عاجبك اللي بيعمله دا يا غازي؟
- يا سيدي مش عاجبني، بس ايه في يدي؟ دا ابوها الوحيد اللي فاضلها دلوك، وانا مهما كانت سلطتي، لا يمكن هجدر اتعدى ابوها
وف الناحية الأخرى كانت ورد ما زالت مستمرة في البكاء تضمها روح بحنان وحمائية، ليتدخل زوجها في محاولة لمهادنة الرجل الذي كان مصرًا بغباء على الذهاب بها:
- طب خلاص يا عم جعيدي، روح انت وخليها معايا، انا ومرتي هنجعد كام يوم كمان، حتى عشان لما اخوها يفوج يلاقيها جمبه
- جوله يا عارف بيه.
صاحت بها ورد تنزع نفسها من حضن روح، لتردف بانهيار:
- اسافر كيف البلد واخويا بين ايدين ربنا؟ انا لازم اجعد جاره عشان يفوج ، مليش مكان غير جمبه، انت بجى روح لعيالك ومرتك، ملكش دعوة بيا .
صاح جعيدي بعدم تقبل ف البقية:
- عشان تعرفوا بس ان معايا حق، طب بالزمة اسيبها كيف في بلد غريبة ببن واحد ومرته، معلش يا عارف يا ولدي، انت ومرتك على عيني وعلى راسي، بس انا بتكلم في الأصول، انت مهما كان برضك غريب عنها .
- طب ينفع مع جوزها؟
التف الجميع نحو صاحب الصوت، ليجفلهم يوسف بقوله:
- ورد مش هتفارق اخوها ولا البلد، ورد هتفضل مع جوزها اللي هو انا.
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر من رواية ميراث الندم, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..