رواية روضتني 2 (الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد) طمس الهوية -لأسماء المصري - الفصل 36 - 5 الأحد 25/2/2024
قراءة رواية روضتني 2 (طمس الهوية) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية روضتني 2
(الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد)
طمس الهوية
للكاتبة أسماء المصري
الفصل السادس والثلاثون
5
تم النشر يوم الأحد
25/2/2024
زفر فارس بارتياح وسأله:
-طيب الحمد لله، بس ايه جراحه ولا كيماوي؟
أجابه وهو يعض داخل فمه:
-لسه هيسحبوا عينه عشان يحددوا ايه الأفضل.
اقترب منه وانحنى يؤكد بصوت قوي:
-أنا مش عايز چنى تعرف يا فارس من فضلك، ممكن؟
أومأ فابتعد مازن ذاهبا لمكتبه وهو يردد:
-هخلص الورق وابعتهولك تمضيه وهروح أنا.
وافقه دون الحاجه لتعقيب صوتي منه ودلف مازن مكتبه وظل فارس يتنفس بصعوبة بعد أن علم حالته؛ فهاتف عمه ليوبخه على إخفائه لتلك الحقيقة وفور أن فتح الأخير المكالمة من الطرف الآخر صاح به:
-إزاي يا دكتور مراد متعرفنيش بحالة مازن؟
علق عليه متسائلا:
-هو قالك؟
ضحك ساخرا:
-كنت عايزه يخبي عني زي ما عملت.
رد مراد بحدة طفيفة:
-يا بني أنا نفسي عرفت انهاردة، ومتقلقش التقارير كلها معايا ومفيهاش حاجه تخوف.
اختنق صوته وهو يسأله:
-مكانش ينفع تخبي عليا ﻷن مهما حصل بينا فده مازن يا عمي حتى لو طلق اختي.
استمع لصوت نحيبه فأكد وهو يقسم:
-يا فارس اقسم بالله عرفت انهارده، مازن عمل التحاليل بره مش عندي في المستشفى وأنا أصلا شاكك في النتيجة وعايز اعيد الكشف كله بس على الله يقتنع.
صر فارس على أسنانه وقذف كلماته بحدة:
-مش بمزاجه، وحضرتك من انهاردة تعرفني كل حاجه بتحصل ﻷن الظاهر انتوا نسيتوا انا مين.
حرك مراد رأسه باستسلام من حالة ابن اخيه ورد معقبا:
-منسناش يا فارس، أنت كبير العيلة دي يا بني وحاضر هبلغك بكل حاجه تحصل.
تفاجي بدخول زوجته فأغلق المكالمة ونظر لها متعجبا فابتسمت تغمز له:
-هنفضل بعيد عن بعض لحد امتى؟ ده حتى انهارده عيد ميلادي.
قبلها من عنقها بعد أن أزاح حجابها قليلا ليظهر له بياضها بسخاء وهمس:
-كل سنه وانتي طيبه يا روحي.
داعبت لحيته وهي تزم شفتيها بشكل طفولي:
-نسيت عيد ميلادي يا فروستي ولا عاملي مفاجأة؟
قضم أسفل شفته فلمعت عينيها تتذمر وهي تضربه بقبضتها الضعيفه بصدره:
-ﻷ مش ممكن، نسيت؟
سحبها داخل حضنه وهمس لها:
-أعياد الميلاد بدعة يا حبيبتي واللي قدامك ده حاجج بيت الله.
ابتعدت عنه تضرب الأرض بقدميها:
-يعني أعياد ميلاد ولادك وعيد حب وعيد ميلادك وعيد جوزانا وجت على لحد عيدي ميلادي وبقى بدعة؟
ابتسم وقد استطاعت أن تخرجه من حالة الحزن التي تملكته بطريقتها التي يعشقها ووضح وهو يقبل وجنتها برقة:
-كل ده حصل قبل ما ابقى الحاج فارس، وقبل ما تبقي الحاجه ياسمين وتلتزمي بالحجاب.
أحكم من قبضته على خصرها وسألها:
-هو العيد ميلاد ده بيتعمل ليه؟ مش عشان نحتفل سوا وننبسط مع بعض؟
أومأت فأكد:
-خلاص يا ستي بعيدا عن التورته والشمع والهدية هعملك بالليل مفاجأة من العيار التقيل هتخلي دماغك تلف حواليكي.
شعرت بالسعادة تغمر خلاياها وتضخمت عضلة قلبها وهو يقبلها بعشق خالص ويهمس متغزلا بها:
-بحبك يا سطانة قلبي.
❈-❈-❈
ظل منكبا على عمله يراجع أوراق الصفقة فتفاجئ بدخولها مكتبه دون طرقه فانتفض واقفا ينظر لها بتيه وهو يسألها:
-نرمين! في ايه؟
ظلت تنظر له وعبراتها المكتومة ومحبوسة بداخل حدقتيها تحكي أبلغ القصص؛ فترك مقعده واقترب منها يسألها باهتمام:
-مالك يا نرمين؟ جايه ليه؟
ابتلعت ريقها بحرج وسألته:
-عرفت إن يزن اتقدملي؟
أومأ فامتعض وجهها وسألته بحدة طفيفة:
-وايه رأيك؟ أوافق؟
رفع كتفيه مجيبا:
-دي حاجه ترجعلك.
تكلمت بصوت مرتعش ونظرات توسلية:
-بس أنا عايزه أعرف رأيك.
التفت يوليها ظهره واجاب:
-يزن كإنسان هو محترم جدا ولو هتقدري تكسبي مامته في صالحك يبقى توكلي على الله.
رفعت حاجبها متسائلة:
-ده أنت كمان عارف إن مامته رافضاني!
التفت ينظر لها وأومأ وهو يعلق:
-عارف طبعا، شكلك نسيتي إننا عيلة واحده.
سألته وعلى وجهها بسمة ألم وسخرية من حالها:
-وعادي يعني موافق صح؟
لم يعقب عليها والتفت يوليها ظهره من جديد فاتسعت حدقيته عندما صرخت به:
-محاربتش عشاني ولا مره حتى قبل الدنيا ما تتعقد بالشكل ده.
رد وهو يتحاشى النظر لها:
-ملوش لازمه الكلام ده يا نرمين، احنا ملناش نصيب لبعض و...
قاطعته تصرخ به:
-مش كنت واقف ليزن وبتقوله ميقربش مني؟ مش جيتلي وكلمتني في نفس الموضوع؟ كان هدفك ايه من كده؟ أنك تشتتني وبس وتخليني بالحالة دي ومش عارفه آخد قراري؟
التفت ينظر لها بغضب وأكد بحروفه الصارمة:
-ﻷ عندك، أنا مكانش هدفي كده خالص ولو أنتي مش متأكده من قرارك فنصيحة أخ بلاش تغلطي غلطة مالك طالما لسه مش مستعدة ولا قدرتي تنسي.
ابتسمت بحزن مرددة:
-أخ، بس أنت قدرت تنسى مش كده؟
أغلق عينيه وزفر بقوة يجاهد حريق رأسه وسألها بفروغ صبر:
-أنتي هنا ليه يا نرمين؟
حدقته بنظرات ممتعضة وهي تقول:
-كنت بحسبك لسه بتحبني وعايزني.
لم يعلق عليها فرفعت وجهها تنظر له بتركيز وسألته بوضوح أكتر:
-هي ياسمين كانت بتضحك عليا لما قالت لي أنك اعترفت لفارس بده؟ مش حقيقي يعني يا مازن؟
سلط نظراته عليها ورد بخجل:
-كنت فاهم غلط.
أمالت رأسها للجانب بعدم فهم فأوضح هو:
-كنت بضايق لما بشوفك مع يزن وبحسب لسه جوايا بقايا منك، بس لما بعدت عن مراتي عرفت إن اللي جوايا ده ولا حاجه مقارنه باللي حاسه ناحيتها.
سألته بضيق:
-يعني ايه؟
أجابها زافرا بقوة:
-يعني ربنا يرزقك بابن الحلال اللي يستحقك يا نرمين.
نظرت له من أعلى ﻷسفل بشكل احتقاري وهمت بالمغادرة، ولكنها عادت أدراجها تسأله وقد تشكلت على وجهها ملامح لم يستطع تفسيرها هل هي حنق، غضب أم ماذا:
-ده آخر كلام عندك يا مازن؟ أنا أهو واقفه قدامك وبديلك فرصه أخيره لمازن ونرمين هتنتهزها ولا هتضيعها زي الفرص اللي قبلها.
رد عليها بقوة وهو يستقيم بطوله:
-منا لو كنت استحقك مكنتش ضيعتها مرة واتنين.
وأشار لنفسه من أعلى ﻷسفل مضيفا يقصد حالته الآن:
-وتلاته.
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أسماء المصري من رواية روضتني 2، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية